تتعدّد مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك وتتشارك المحافظات في بعض منها وتنفرد بعضها بمظاهر بعينها، وسط فرحة كبيرة، يلتمسها الكبار والصغار ويستعدون للاحتفاء بأجوائها الرائعة، وتبقى العادات التي مارسها الآباء والأجداد عنوانًا للأجيال الحالية من خلال تجسيد معاني المحبة والتراحم والتكاتف المجتمعي .

قال نبهان بن مسعود الصلتي، من ولاية صور: يراقب الناس في محافظة جنوب الشرقية هلال عيد الفطر المبارك كحال جميع ولايات سلطنة عمان وباقي بلدان المسلمين، وما إن يعلن عن ثبوت رؤية هلال شهر شوّال حتى تنطلق مظاهر الأفراح والاستعداد ليوم العيد رغم أنها بالفعل قد بدأت قبل ذلك من خلال الهبطات، وتتباين مظاهر العيد في ولايات جنوب الشرقية حسب البيئات المختلفة، فهناك البيئة الحضرية والبيئة البدوية وكل له مظاهره وعاداته، ففي ولايات الكامل والوافي وجعلان بني بوحسن وجعلان بني بوعلي مثلا يستقبلون صباح العيد بالعرسية وهي الوجبة التقليدية التي تشتهر بها هذه الولايات، فتجتمع كل أسرة على العرسية في الصباح الباكر وقبل الذهاب إلى صلاة العيد، وبعد العودة من صلاة العيد تنطلق سباقات الخيل والهجن والعرضات التي تشتهر بها هذه الولايات وغالبا تستمر حتى ثالث أيام العيد، ويخصص اليوم التالي لتبادل الزيارات بين الأهالي والأقارب في الولاية أو الولايات الأخرى المجاورة واجتماع العائلة الكبيرة في بيت كبير العائلة.

وأضاف: أما في ولاية صور والقرى التابعة لها، فمظاهر العيد تختلف حسب البيئة، ففي الولاية يبدأ الناس يوم العيد بالتزيّن باللباس الصوري التقليدي ويتزيّن الرجال بخناجرهم وعصيّهم للذهاب لصلاة العيد، وبعد العودة من الصلاة يكون السلام على الأهل والأقارب القريبين في السكنى، بعد ذلك جرت العادة أن يتوجّه الرجال إلى بيت شيخ القبيلة للسلام عليه وتهنئته بالعيد والذي بدوره يكون قد أعدّ وجبة الغداء لضيوفه وهي العرسية وبعد تناول العرسية يتفرّق الناس لتكملة رحلة زيارة أهاليهم وأقربائهم في الولاية وخارجها وأحيانا الاحتفال بإقامة فن الرزحة، أما في القرى التابعة للولاية في الأودية والمناطق المجاورة، فبعد صلاة العيد يقوم الناس بذبح الذبائح وطبخ المصلي أو (القلية) وأحيانا دفن الشواء.

أجواء العيد بصحار

قال جاسم البلوشي، من ولاية صحار: يخرج الأهالي في الصباح لتهنئة أهلهم وذويهم في القرى القريبة والولايات المجاورة لها، ومن ثم يتم استخراج الشواء من التنور في فتره ما بعد صلاه الظهر، ويعودون مرة أخرى لتقديم التهنئة والسلام على أقاربهم في العصر، على أن تخصص فترة المساء للخروج مع العائلة.

وأشار إلى أن ولاية صحار تشهد في ثاني أيام العيد عرض الخيول في مضمار الفروسية بالولاية، كما يشمل عرض الإبل، وفي بعض المناطق الساحلية تقام بعض السباقات البحرية والتي تصاحبها بعض الفعاليات في أيام عيد الفطر السعيد.

قالت مريم بنت عوبد زعبنوت، رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية المزيونة: تحرص النساء على الاستعداد مبكرا، ولاسيما ليلة العيد عبر تجهيز الحناء الخاص بهن واستلام ملابسهن وزينتهن كما يحرصن على تجهيز مجالس بيوتهن لتكون جاهزة لاستقبال الأهالي والأرحام، كما يقمن بإعداد العصيدة وتجهيز "فوالة "العيد وزيارة الجيران والأهالي والأرحام ويحرصن على التجمع فيما بينهن بعد معايدة الرجال والأطفال.

كما أكد سعيد بن علي بن سعيد شمة زعبنوت أن أبناء الولاية يحرصون كغيرهم على الاستعداد للعيد مبكرا في تجهيز منازلهم ومجالسهم لتظهر بأفضل حلة جديدة وبتجهيز ملابس العيد، والذهاب مبكرا إلى صلاة العيد، وبعدها يتجهون إلى مكتب سعادة الشيخ الوالي لتقديم تهانيهم بهذه المناسبة الجليلة وبعد ذلك يؤدون التهاني لجيرانهم وأهاليهم مقدمين الوجبات الشعبية المختلفة التي تتنوع بين العصيدة وغيرها.

وقال راشد بن حميد بن راشد الهاشمي، من جعلان بني بوعلي: تواصل ولاية جعلان بني بوعلي الاحتفال بعيد الفطر السعيد، حيث يستمر الأهالي لليوم الثاني في إعداد وجبة "العرسية" وهي الوجبة التي تشتهر بها محافظة جنوب الشرقية بشكل عام وولاية جعلان بني بو علي بشكل خاص ويتم إعداد هذه الوجبة منذ الفجر، حيث يقوم الأهالي في اليوم السابق بذبح صغار الأغنام، كما تقوم بعض العائلات بإعداد وجبة "المضبي" بدل وجبة "العرسية" التي تؤكل في أول يوم في جميع مناطق الولاية، ويتم إعداد "المضبي" وبعد الانتهاء من أكل وجبة "العرسية أو المضبي" يقومون بزيارة الأصدقاء والأرحام، وفي الفترة المسائية يتم تنظيم الفعاليات التقليدية والترفيهية والفنون الشعبية واستعراضات الخيل والجلسات العامة لمناقشة الأحوال العامة لأهل المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صلاة العید

إقرأ أيضاً:

لوحة ترسم فرحة.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماتهم

عمّان – بمشاركة الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص، ودعما لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أُفتتح في العاصمة الأردنية عمان معرض الفن التشكيلي "لوحة ترسم فرحة"، حيث اشتمل المعرض الذي أشرفت على تنظيمه رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ويستمر أسبوعا، على 39 لوحة تشكيلية مختلفة الأحجام.

لوحة فنية تمثل المجازر في غزة (الجزيرة)

اللوحات الفنية التي أنجزها فنانون تشكيليون أردنيون وعرب من العراق ومصر وتونس والجزائر والمغرب، تنوعت بين الأساليب والتقنيات الفنية المختلفة، ما عكس التزام الفنانين بالجانب الإنساني من القضية الفلسطينية، من خلال تجسيد معاناة النساء والأطفال على وجه الخصوص في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ليتم بعد ذلك الإعلان عن جمع التبرعات لصالح أطفال غزة، في حين سيتم منح عائدات بيع اللوحات بالكامل للقطاع عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية.

ميساء قعوار: الأعمال الفنية في المعرض لم تستطع أن تواكب حجم المأساة المستمرة في قطاع غزة (الجزيرة) الفن لأجل غزة

من جانبها، اعتبرت الفنانة التشكيلية الأردنية ميساء قعوار أن "الأعمال الفنية في المعرض لم تستطع أن تواكب حجم المأساة المستمرة في قطاع غزة، وبأن الفنان التشكيلي العربي يقف عاجزا أمام هول المشهد في القطاع، مضيفة: "يجب أن تتضافر جهود جميع الفنانين في العالم العربي لتنظيم العديد من الفعاليات التي تهدف لكشف جرائم الاحتلال أمام العالم، فسلاح الفن أو الرسم في المعارك لطالما كان فعالا ومؤثرا".

لوحة تجسد الدمار في غزة (الجزيرة)

وقالت قعوار للجزيرة نت إن "اللوحات الفنية التي رسمها الفنانون في المعرض تحاول أن تقترب في موضوعاتها من أحداث حرب إبادة جماعية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة"، مشيرةً إلى أن اللوحات التي رسمها الفنانون تنوعت في مدارسها الفنية بين الواقعية، والانطباعية، والتجريدية.

المعرض ضم مشغولات لأزياء ومفارش من التراثين الأردني والفلسطيني (الجزيرة)

وضم المعرض مشغولات لأزياء ومفارش من التراثين الأردني والفلسطيني، كما اشتمل على إصدارات رواية "موجوعة" للأسيرة المحررة المقدسية إسراء جعابيص، وهي فنانة فلسطينية معروفة بإبداعها في مجالات الفن التشكيلي والفوتوغرافي، وتميزت أعمالها بالتعبير عن الهوية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع.

جعابيص أكدت على سعادتها في أن تقدم عملا أدبيا وفنيا من خلال عدد من الرسومات الفنية التي رسمتها للمعرض، أو فيما يتعلق بكتابة روايتها "موجعة" التي تعبر عن الأهوال التي عاشتها في سنوات الأسر الثمانية.

لوحة "القدس والشهداء" (الجزيرة) صرخة ألم

معاناة الأسيرة المحررة جعابيص لم تتوقف على سنوات أسرها فقط، بل حتى حين محاولتها التعبير عما يختلج صدرها من آلام وأحلام، فإمساكها بالقلم للرسم أو الكتابة تبدو مسألة في غاية الصعوبة بالنسبة لها، فالمرأة البالغة من العمر (38 عاما) تعرضت لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، بعد أن تعطلت سيارتها، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير.

وتعرضت إسراء نتيجة لذلك إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة طالت 50% إلى 60% من جسدها، وفقدت على إثرها أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها، والتصقت أذناها برأسها، وفقدت قدرتها على رفع يديها نتيجة لالتصاقات الجلد في مناطق مختلفة.

 

إسراء جعابيص أمام لوحاتها (الجزيرة)

إلا أنها تتحدث -للجزيرة نت – بكل فخر أنها استطاعت من خلال كتاباتها ورسوماتها على صعوبة ذلك أن تجسد ولو شيئا يسيرا من معاناة شعبها، لافتة إلى أن الفن والرواية يمثلان دورا محوريا في إرسال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم، لا سيما حين الحديث عمّا يتعرض له الأطفال في قطاع غزة من قتل وظلم غير مسبوق.

مقالات مشابهة

  • البنتاغون يرفع حظر عن المقاولين لإصلاح الأسلحة التي تزودها الولايات المتحدة الى أوكرانيا
  • لوحة ترسم فرحة.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماتهم
  • الفرح الخطير.. ضبط قائدي سيارتين لقيامهم بحركات استعراضية في حفل زفاف الدقهلية
  • عامل القنيطرة الجديد يقف على الفوضى العارمة بسيدي الطيبي (صور)
  • ترامب: حريص على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة ومصر
  • ملفات وتحديات على طاولة ترامب بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية
  • ترامب: الفوز بهذه الولاية "يحسم كل شيء"
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
  • ترامب: الفوز في هذه الولاية يعني الفوز بالانتخابات بأكملها
  • انتخابات الرئاسة الأمريكية.. تعرف على أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس