سرايا - سيناريوهات مخيفة ربما يقدم عليها الشرق الأوسط، من جراء الممارسات الإسرائيلية الإيرانية المتسببة في رفع حدة المواجهات والتوترات.

أحدث ما أثار تلك المخاوف، كانت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، التي أكد فيها أن بلاده تواصل حربها في قطاع غزة، لكنها مستعدة أيضا لسيناريوهات في مناطق أخرى.



وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وسط مخاوف من أن تكون إيران تجهز لضرب إسرائيل، ردا على الهجوم الذي أودى بحياة مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار في العاصمة السورية دمشق عند قنصلية طهران.

وشدد نتنياهو، في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل، على أن تل أبيب مستعدة للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعا وهجوما، حسب تصريحه.

المنطقة تغرق تعليقا على ذلك، يقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي، في تصريحات إن الشرق الأوسط يترقب "سيناريوهات مخيفة"، نتيجة الإصرار على التصعيد وتحقيق المكاسب الضيقة من قبل تل أبيب وطهران، على حد قوله.

وأوضح العبيدي أن الوقائع السابقة تقول إن إيران كانت ترد على الضربات ولكن في نطاق محدود أو يأتي عادة أقل من المتوقع، حرصا منها على عدم خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، التي تعني صداما مباشرا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

لكنه يقول إن المختلف هذه المرة أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة طالت مقر القنصلية الإسرائيلية في دمشق، وهي سابقة، فلأول مرة تستهدف تل أبيب مقرا دبلوماسيا إيرانيا، ويتساوى مع الاعتداء المباشر على الجانب الإيراني، وفق الأعراف الدبلوماسية.

ويرى المحلل السياسي العراقي أنه بناء على ذلك، يفترض أن تقدم طهران على ضربة كبيرة وقاسية، وتل أبيب بدورها سترد بشكل يتجاوز ضربة الأولى، وبالتالي فإن الشرق الأوسط ينتظره سيناريوهات مخيفة إذا استمر الوضع هكذا، حسب تصريحه.

وكانت دول رئيسية في الشرق الأوسط، مثل الإمارات ومصر، دعت إلى ضرورة إنهاء الوضع الحالي في قطاع غزة، محذرة من تمدد دائرة الصراع في الإقليم.

دور ألماني وتزامنا مع تصريحات نتنياهو، دخلت ألمانيا على خط الدول الساعية إلى تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، وسط حالة التوتر غير المسبوقة والترقب لما سيسفر عنه الوقت بشأن الرد الإيراني على هجوم القنصلية والتعامل الإسرائيلي كذلك.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الخميس، إن الوزيرة أنالينا بيربوك ناقشت الوضع المتأزم في الشرق الأوسط مع نظيرها الإيراني، وحثت جميع الأطراف على التصرف بمسؤولية والتحلي بضبط النفس.

وشدد الوزارة، في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، أنه لا يمكن لأي طرف أن تكون له مصلحة في تصعيد إقليمي أوسع نطاقا.

وقام سلاح الجو الإسرائيلي على مدار الأيام الماضية بتمرين مشترك مع نظيره القبرصي، لضرب أهداف بعيدة، تحسبا لأي هجمات إيرانية، وفق ما ذكرت، اليوم الخميس، إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وأدت ضربة إسرائيل التي طالت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق إلى مقتل عدد من العسكريين الإيرانيين، كان أبرزهم محمد رضا زاهدي مسؤول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان.

ويعد زاهدي أبرز عسكري إيراني تقتله تل أبيب بضرباتها، منذ مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري خلال غارة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد مطلع عام 2020.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الشرق الأوسط تل أبیب

إقرأ أيضاً:

حرب برية وشيكة وبرمجيات خبيثة.. خبراء يشرحون سيناريوهات الوضع في جنوب لبنان

 

الرؤية- غرفة الأخبار

يعتقد خبراء عسكريون أن التفجير الذي استهدف أجهزة اتصال لاسلكية في العديد من مناطق لبنان، دليلٌ على نية إسرائيل شن حرب برية على حزب الله، مشيرين إلى أن العملية استهدفت عصب العمليات العسكرية المتمثل في الاتصالات، وجاءت في وقت يُحضِّرُ فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية.

وانفجرت العديد من أجهزة الاستدعاء اللاسلكية (البيجر) بشكل متزامن وفي مناطق متعددة، مما أدى لسقوط 9 قتلى ونحو 3000 جريح معظمهم من عناصر حزب الله. ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب خلال الأيام الأخيرة.

وتحدث الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي لقناة الجزيرة القطرية وقال إن هذا التفجير يدل بوضوح على عزم إسرائيل اجتياح جنوب لبنان لأنه استهدف عنصر الاتصال الذي يمثل ركنا أساسيا من أركان الحرب. وأضاف الفلاحي أن قطع الاتصال بين منظومة القيادة والسيطرة قد يؤدي إلى تأخر الكثير من القرارات التي تتطلب السرعة، مشيرا إلى أن الحادث "أمني بامتياز" خصوصا وأنه استهدف منظومة اتصالات حزب الله المنفصلة تماما عن بقية مؤسسات الدولة اللبنانية.

أما الخبير العسكري العميد إلياس حنا فقد تحدث كذلك لقناة الجزيرة القطرية وقال إن توقيت التفجير وطريقة تنفيذه ينقلان الحرب إلى مرحلة جديدة؛ لأن التفجير يختلف تمامًا عن الهجمات التي قتلت القيادي العسكري فؤاد شكر أو غيره من القادة الذين قضوا في حوادث كانت تستهدفهم بشكل محدد. وأشار حنا إلى أن "هذا الهجوم تم بشكل أفقي واستهدف مئات الأشخاص بعضهم يحمل البيجر لكنهم ليسوا تابعين لحزب الله"، وهو أمر سيؤجج غضبا على الحزب لأنه الطرف اللبناني الوحيد الذي يخوض قتالا مع إسرائيل حاليا.

ويرى حنا أن هذا التفجير يزرع حالة من الفوضى داخل منظومة القيادة والسيطرة التابعة للحزب، لا سيما وأنه تزامن مع تحضيرات يجريها نتنياهو للتصعيد في لبنان.

وعن طبيعة الأجهزة التي طالها التفجير، قال الفلاحي إنها تنقسم إلى نوعين، أحدهما هو "إتش إف" (HF) ويستخدم للتواصل بين القادة والفرق ولمسافات تصل إلى 250 كيلومترًا ويتم تحريكه على سيارات خاصة، والآخر هو جهاز "بي إتش إف" (BHF) الذي يتسخدم في الاتصالات بين الوحدات لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات.

وتعمل هذه الأجهزة ببطاريات تعتمد على الليثيوم، أي إنها قد تنفجر إذا تعرضت لسخونة زائدة، مما يثير تساؤلات بشأن اختراق هذه الأجهزة قبل تسليمها لحزب الله، كما يقول الفلاحي.

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الأجهزة يتم تجريبها لفترات طويلة للتأكد من سلامتها قبل التعاقد عليها أساسا، وبالتالي فإن تعرض هذا الكم منها للانفجار بشكل متزامن يعني أن أجهزة قد زرعت بداخلها لرفع حرارتها عن طريق مؤثر خارجي.

كما أوضح أن هذا الاختراق المحتمل ربما يكون سببًا في الوصول إلى عدد من القادة المهمين وتصفيتهم خلال هذه الحرب لأنها ربما كانت مطلعة على اتصالات الحزب. وأشار الفلاحي إلى أن أجهزة الاتصال اللاسلكي تحديدا معروفة بأنها أكثر عرضة للاختراق من الأجهزة السلكية.

ويتفق حنا مع رأي الفلاحي تقريبا، لكنه يرجح زرع برمجية خبيثة داخل البطاريات وليس أجهزة، مستندا في ذلك إلى أن بطاريات الليثيوم المعروفة بأنها أطول عمرا لكنها أكثر هشاشة وتحدث أضرارا كبيرة في حال تفجرها.

ولفت حنا إلى أن هذه البرمجيات يمكنها التنصت على الأجهزة أو تخريبها أو تفجيرها كما حدث سابقا في مفاعلات إيران النووية، وقال إن التحكم فيها قد يكون من خلال طائرة مسيرة أو أقمار صناعية من خلال طائرات إسرائيلية مسؤولة عن عمليات التنصت والمراقبة والسيطرة.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. اجتماع خماسي في باريس لبحث تطورات الوضع في الشرق الأوسط
  • تغيير الخطاب العربى.. ضرورة
  • أبو الغيط: الشرق الأوسط يمر بمرحلة دقيقة والأردن يواجه تحديات خارجية ضخمة
  • حرب برية وشيكة وبرمجيات خبيثة.. خبراء يشرحون سيناريوهات الوضع في جنوب لبنان
  • طالبة تونسية تحتج على أستاذ اعتبر إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط
  • بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو
  • أبرز تصريحات وزير الخارجية الخارجية أثناء لقائه نظيره الروسي
  • «معلومات الوزراء» يستعرض حجم الاستثمار الأجنبي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا