الواقعي والافتراضي .. ومعضلة الفهم! .. بقلم: عبد الرحمان الزّْنادي
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
لا يسعف الكلام لقول كل الحقيقة، حتى ولو أثبتنا كل قرائنها؛ فقرائن بعض أنواع الحقيقة: الصمت! … إن سوء الظن آفة من آفات العصر؛ فأينما تولي وجهك فثم ما يدعو إلى الالتباس في الفهم ورؤية الأمور وإدراك الأوضاع، كما هي عليه في الحقيقة، لا كما تمثلناها من خلال ما ننقاد إليه من أحكام متسرعة، ناجمة عن الاستسهال والسطحية الساذجة المكرسة لدى العامة، والتي أضحت تتكون، غالبا، من بعض السيناريوهات الرديئة لبعض الأعمال التلفزية التي تعرض أحداثا وخيمة وشاذة وعنيفة، بتوسل ربط منطقي ضعيف وساذج، الذي لا يخلو من شبهة التلفيق في أحايين كثيرة، كما إنه لا يحترم ذلك التسلسل المنطقي الواقعي لبناء الأحداث وتشكلها، الذي يحافظ على السلامة الذهنية للمتلقي ويسعف في تعزيزها وتنميتها، لا العكس!
ناهيك عن ما يُروّج له في منصات التواصل الاجتماعي من أحاديث وتفسيرات وتأويلات، لا تخلو هي الأخرى من العبث والسطحية في تناول الظواهر المجتمعية، خاصة تلك الخارجة عن حكم العادة.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
يوم سلطانة بين الجذور والتاريخ.. رحلة البحث عن الحقيقة
صدر مؤخرا، رواية «يوم سلطانة.. رحلة البحث عن الجذور من ضواحي موسكو إلى الكابيتول»، للكاتب معاذ بن خلفان الرقادي، لتأخذنا في رحلة ممتدة عبر الزمن والجغرافيا، حيث تتشابك خيوط الحاضر بالماضي في سرد متقن يجمع بين الدراما والتاريخ والبحث عن الهوية.
تدور أحداث الرواية حول امرأة تنطلق في رحلة لاكتشاف جذورها، لتجد نفسها غارقة في تفاصيل تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر، حين كانت سلطانة، إحدى الجدات المنسيات، جزءًا من الإمبراطورية العثمانية.
من موسكو إلى نيويورك مرورًا بمحطات عديدة، تنسج الرواية شبكة من العلاقات والتقلبات التي تعكس تشابك الثقافات والتاريخ والسياسة.
تبدأ القصة عندما تكتشف البطلة وثائق قديمة تقودها إلى أسرار غير متوقعة، فتجد نفسها في سباق مع الزمن لكشف الحقيقة. يساعدها أستاذ جامعي متخصص بالتاريخ، لتتحول الرحلة من مجرد بحث أكاديمي إلى تجربة شخصية مليئة بالمفاجآت.
الرواية لا تقتصر على السرد التاريخي فحسب، بل تقدم مشاهد درامية مكثفة تمتد لأكثر من ١٧٠ عامًا، حيث تتنقل الشخصيات بين الماضي والحاضر في حبكة متشابكة، تكشف من خلالها الروابط بين العائلات القديمة والتاريخ السياسي المتغير. تتخلل الرواية لقاءات غير متوقعة، وأحداث غامضة، ومفارقات تكشف تأثير الماضي على الحاضر.
بأسلوب سردي ممتع ومشوق، تنجح يوم سلطانة في تقديم رؤية جديدة لمسألة الهوية والانتماء، حيث تطرح أسئلة عميقة حول معنى الجذور وتأثيرها على الأفراد. إنها ليست مجرد قصة عن رحلة بحث، بل مغامرة أدبية تستكشف التعقيدات العاطفية والثقافية التي تشكل حياتنا.