لا يسعف الكلام لقول كل الحقيقة، حتى ولو أثبتنا كل قرائنها؛ فقرائن بعض أنواع الحقيقة: الصمت! … إن سوء الظن آفة من آفات العصر؛ فأينما تولي وجهك فثم ما يدعو إلى الالتباس في الفهم ورؤية الأمور وإدراك الأوضاع، كما هي عليه في الحقيقة، لا كما تمثلناها من خلال ما ننقاد إليه من أحكام متسرعة، ناجمة عن الاستسهال والسطحية الساذجة المكرسة لدى العامة، والتي أضحت تتكون، غالبا، من بعض السيناريوهات الرديئة لبعض الأعمال التلفزية التي تعرض أحداثا وخيمة وشاذة وعنيفة، بتوسل ربط منطقي ضعيف وساذج، الذي لا يخلو من شبهة التلفيق في أحايين كثيرة، كما إنه لا يحترم ذلك التسلسل المنطقي الواقعي لبناء الأحداث وتشكلها، الذي يحافظ على السلامة الذهنية للمتلقي ويسعف في تعزيزها وتنميتها، لا العكس!
ناهيك عن ما يُروّج له في منصات التواصل الاجتماعي من أحاديث وتفسيرات وتأويلات، لا تخلو هي الأخرى من العبث والسطحية في تناول الظواهر المجتمعية، خاصة تلك الخارجة عن حكم العادة.

نفس الشيء، أيضا، يمكن أن يُقال عن ما يدعى بالصحافة الصفراء أو صحافة الفضيحة… تلك الصحافة التي تشغل حيزا أكبر في صحافة وإعلام الميديا، حيث تقوم استراتيجيتها على إثارة وجذب الجمهور عبر خرق أفق انتظاره الأخلاقي واستغلال الاثر الرجعي لذلك – المتمثل أساسا في صدمة المتلقي وثورته على المعروض والمنشور – في العملية الترويجية لموادها الإخبارية؛ إذ تركز على إظهار الأحداث والظواهر المجتمعية الشاذة والتلاعب بها، عبر إعطاءها حجما أكبر من الحجم الذي تشغله في الواقع، مما يشكل إرهابا إدراكيا لدى العامة، خاصة لدى من يعتمد على الخبرات الجاهزة التي يتلقاها عبر الوسائل السهلة والمتداولة للميديا، كي يتسنى له أن يشكل مرجعياته الذاتية، عوضا عن اعتماده على خبرات الواقع المعيش، التي لا تنفصل عن قوة العزيمة والسعي نحو تحقيق الأهداف، في الواقع الحقيقي لا الواقع الافتراضي.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم يصوغ الحقيقة العلمية ببيان دقيق وموجز

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم يتميز بصياغة بيانية محكمة، تحقق الإعجاز بأقل عدد من الكلمات، دون ترهل أو إطناب، مشيرًا إلى أن الآية الكريمة "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب" تقدم نموذجًا فريدًا للإيجاز البلاغي والإعجاز العلمي.  

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، في تصريح له، أن اللغة العربية تتيح إمكانية التعبير بأكثر من أسلوب، وكان يمكن أن تأتي الآية بصياغة مثل "وهي تتحرك بسرعة"، لكن القرآن اختار "وهي تمر مر السحاب"، ليجعل الصورة أكثر تجسيدًا وإيضاحًا للقارئ.  

حكم تجسس الزوج على هاتف زوجته.. أمين الفتوى يُجيبحكم أداء صلاة الفجر قبل الشروق.. ونصائح للاستيقاظ بسهولة

وأشار إلى أن القرآن الكريم يعتمد على التصوير البصري، حيث بدأ الآية بقوله "وترى الجبال"، مما يلفت النظر إلى ضرورة استخدام الحواس في إدراك الإعجاز، مضيفًا أن التشبيه بمرور السحاب يضيف عنصر التدرج والانسيابية، ويعطي القارئ صورة مرئية ملموسة لحركة الجبال مع حركة الأرض.

ولفت رئيس جامعة الأزهر إلى الفرق بين الصورة الحقيقية التي يرسمها القرآن الكريم، وبين الصور الخيالية التي تقدمها وسائل الإعلام والسينما، موضحًا أن التكنولوجيا الحديثة قد تصور الجبال وهي تطير والبحار تتفجر، لكنها تظل مجرد تخيلات بشرية، بينما القرآن يصف حقيقة علمية قائمة على حركة الأرض التي تؤدي إلى حركة الجبال معها.

مقالات مشابهة

  • هل توم كروز وآنا دي أرماس في علاقة؟ صور مسربة تكشف الحقيقة!
  • عدن.. وقفة احتجاجية لنقابة النقل والمواصلات رفضًا للقرارات الصادرة بحقها والممارسات التي تستهدف حقوقها
  • كتاب رحلة الذكاء الاصطناعي من الخيال إلى الواقع.. يحاكي عملية التفكير عند الإنسان
  • بيلينغهام يكشف الحقيقة: ماذا قال للحكم قبل طرده ضد أوساسونا؟
  • استئصال 6 سم من لسان امرأة بسبب تشخيص خاطئ
  • شائعات وفاة ملك المغرب تنتشر على وسائل التواصل.. هذه هي الحقيقة (شاهد)
  • المناوي: التصريح باتخاذ حماس خطوات إلى الخلف التصرف العاقل هذه المرحلة
  • هل يستأصل الأطباء أعضاء مرضى موت جذع المخ؟ حسام موافي يكشف الحقيقة
  • رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم يصوغ الحقيقة العلمية ببيان دقيق وموجز
  • رابطة حقوقية وفاة الموظف الأممي بسجون الحوثيين يكشف الواقع المرير الذي يتعرض له المختطفون