أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو لا تستبعد إعادة النظر باتفاق حظر نشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا إن نشرت واشنطن صواريخها بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

إقرأ المزيد القوات الجوية الأمريكية تختبر صاروخ كروز فرط صوتي

وأضاف: "قيل مؤخرا أثناء زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بكين إنه يجب علينا أن نرد على الردع المزدوج بإجراءات مضادة مزدوجة.

ستكون مراجعة موقفنا من حظر نشر هذه الأنظمة الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين عام، بين الإجراءات المضادة".

وذكر أنه تم آنذاك الإعلان أن "ظهور أنظمة متوسطة وقصيرة المدى أمريكية في أي منطقة من مناطق العالم سيؤدي إلى خطوات مناسبة من جانب روسيا".

وتابع: "بينما تصبح الخطط الأمريكية أكثر وضوحا فإننا ننتقل تدريجيا أيضا إلى مرحلة التحديد العملي لكيفية الرد على ذلك، وهذا ينطبق بالكامل على الاتجاه الأوروبي".

وردا على سؤال صحفي عما إذا كان ظهور صواريخ أمريكية في الجزء الأمريكي من جزيرة غوام بين أسباب مراجعة روسيا حظرها على نشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة، قال: "بالطبع بلا شك... كنا نطرح هذه المسألة شرطا لعدم ظهور مثل هذه الأنظمة في أي منطقة. وإذا اعتبر العسكريون الأمريكيون أن غوام منطقة مريحة لنشر هذه الأنظمة سنحلل خطواتهم بشكل حتمي ومفهوم. واعتمادا على ذلك سيتم استخلاص النتائج في موسكو، وفي بكين وعواصم أخرى أيضا".

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: آسيا المحيط الهادي سيرغي ريابكوف صواريخ وزارة الخارجية الروسية

إقرأ أيضاً:

الموتى أيضا يضحكون

بقلم : هادي جلو مرعي ..

تمر الشعوب بتجارب مرة واحدة منها تجربة الجوع، أو الحرمان من الطعام بمايكفي للطمأنينة. في سنوات مرت حوصر العراق بقسوة، كانت الأمور معقدة، وكان مايصل البلاد من مواد غذائية محدودا بفعل العقوبات والحرب، وكانت تلك المواد شحيحة وغالية، وقد لاتتوفر، وربما نسيناها، وفي مرة دعاني وصديق هاجر لاحقا الى كندا وبقي هناك صديق لنا كان يملك محلا تجاريا ليشتري لنا موزتين كأنها مزتين كما يطلق المصريون على المرأة المربربة والمليانة بمايكفي لملء العين، مع بقاء الرغبة الجامحة مع الحرمان، وأتذكر أن سعر الواحدة كان دينارا وربع الدينار من محل فواكه في منطقة الكسرة، وكان راتب بعض الموظفين ثلاثة آلاف دينار، ولم أعد استوعب فكرة كيف تجاوزنا تلك السنين، ثم علمت إن الموز في بعض بلدان الكاريبي التي زرتها يتكدس لكثرته ويفسد.
عرفت بعض الأصدقاء الذين كانوا يتلصصون في بعض الأحياء السكنية لمعرفة من الميت الجديد، فهناك مراسيم دفن، ورحلة الى المقبرة البعيدة، وتكريم لمرافقي الجنازة من المشيعين، ونوع الطعام الذي سيقدم لهم في طريق العودة، وكان معتادا وجود مطاعم تقدم وجبة كباب ليست إستثنائية، مع وفرة من مادة السماق الحامض التي تزيد من لذة الكباب، وبعض أرغفة الخبز الحار، ثم مراسيم تلقي العزاء، وهنا يختلف الطعام. فلم يعد الكباب مقبولا لأن عادة الناس تناوله في المطاعم، ويتم تقديم وجبات على الغداء والعشاء تتكون من الرز والمرق الأصفر الذي تضاف إليه مطيبات، والثريد وعادة مايتم وضع لحم الخروف عليه، وتكون رائحته شهية، ويغري المعزين بالبقاء سواء كانوا أغرابا، أو من المقربين.
صديق وأصدقاء كانوا يظهرون الحزن والفجيعة كذبا، ويسيلون دموعهم ليضللوا ذوي الراحل، ثم يصرون على مرافقة الجنازة حتى المثوى الأخير، وعادة لاتربطهم صلة بالراحل العزيز، وكان جل تفكيرهم تناول وجبة الكباب في طريق العودة، حيث يجلسون في أحد المطاعم، ويقدم لهم الكباب لتزداد كمية الحزن لديهم، ثم يشعر ذوي الراحل بالفخر والزهو إنهم لم يقصروا مع المرافقين قبل عودتهم، وعند الوصول الى الحي السكني يجدون سرادق العزاء نصبت، والعشاء مجهزا كما ينبغي. بالطبع كان الصديق وهو يظهر الحزن الشديد حريصا على تناول الكباب، وعدم ترك شيء منه على المائدة، ومعه الخبز، والبصل والطماطم المشوية والخضار، فيشعر الجميع إن الحزن قد ترسخ كما ينبغي، وتكون حالة الرضا كاملة.
في ظهيرة اليوم التالي يصر الصديق على الحضور مبكرا، ومعه مجموعة من الأصدقاء، فيشاركون ذوي الميت العزاء، ويجلسون ليشربوا الشاي، ويتحدثون في مواضيع شتى، ثم يدخنون السجائر المجانية، ويتجهزون لتناول الطعام، ويتفقون على التضامن معا للوقوف على طاولة واحدة يحيطونها من جهاتها الأربع، ويتسابقون على تناول الطعام، والحرص على عدم إبقاء شيء منه، في هذا الأثناء يكون الميت قد أنهى الليلة الأولى من التحقيق الذي خضع له من قبل الملائكة، وعندما يتحول الى عالم الإنتظار في البرزخ تنتابه نوبة من الضحك، وهو يرى مايفعله هولاء حيث يتناولون طعامهم، ويبتكرون حيلا جديدة للمشاركة في العزاء، وإظهار الحزن والتأثر، فكأن الميت يموت من الضحك وهو يتابع تلك المشاهد التي تختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا..

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني للأرصاد: أمطار على منطقة نجران
  • أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقة الباحة
  • "الأرصاد" ينبه من أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقة الباحة
  • زمن الصبر الاستراتيجي انتهى
  • بعد 10 سنوات من الانتظار... برشلونة يقترب من نهائي دوري أبطال أوروبا
  • إعادة افتتاح مقر منطقة مدينة بصرى الشام في ريف درعا
  • خامنئي: لسنا متفائلين بشكل مفرط بالمفاوضات ولا متشائمين أيضاً
  • "الأرصاد" ينبه من أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقة جازان
  • وزير الخارجية العراقي: نأمل في انتهاء حوار طهران وواشنطن باتفاق مبدئي
  • الموتى أيضا يضحكون