استشاري: الشخص يحتاج 5 أيام لتعديل النوم بعد رمضان
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
قال استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم، الدكتور صالح الدماس، إن تعديل نظام النوم بعد شهر رمضان ليس بالأمر الهين، إذ يحتاج عدة أيام لاستعادة نمط الساعة الحيوية الطبيعي.
وأضاف الدماس، في تصريحات تليفزيونية عبر قناة "الإخبارية"، أن الأقلية تحتاج من يوم إلى يومين لتعديل النوم بعد شهر رمضان.
وأشار استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم إلى أن معظم الأشخاص يحتاجون إلى 5 أيام لتعديل النوم بعد رمضان.
فيديو | استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم د. صالح الدماس: يحتاج الشخص 5 أيام لتعديل النوم بعد رمضان #نشرة_النهار#الإخبارية pic.twitter.com/s80764bzXF
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) April 11, 2024المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
إيناس العباسي: الشعر ابن الوحدة.. لا يحتاج للرفقة أو الضجيج
*عشت تجارب شخصية وإنسانية غيَّرت نظرتي للحياة والأدب
*علاقتي بالشعر معقدة أما الرواية فأكثر عقلانية
*عشت في بلدان مختلفة ولكني لم أشعر بالوحدة إلا داخل اللغة
*قوة المرأة التونسية تكمن في فطرتها وعلاقتها بجسدها
*داخل كلٍّ منا مكان تتجمع فيه كراكيب الماضي
*بدأت بكتابة الشعر وعيني على القصة القصيرة
*الجوائز تكريم وأعتبرها نهاية مرحلة وبداية أخرى
لا تحبس الكاتبة التونسية إيناس العباسي نفسها في نوع كتابي واحد، فهي شاعرة لها عدد من الدواوين المتميزة مثل "أسرار الريح"، و"أرشيف الأعمى"، و"شهقة كحل"، وساردة لديها عدد من الأعمال المتميزة، مثل "حكايات شهرزاد الكورية" (أدب رحلات) و"هشاشة" (قصص)، و"منزل بورقيبة" (رواية)، بالإضافة إلى إصدارها عدداً كبيراً من الأعمال للطفل، وكذلك ترجماتها المتميزة.
مؤخراً أصدرت إيناس العباسي ديوانها الأحدث "صور جانبية للوحدة" وهو أحد أفضل دواوين النثر العربية، بقصائده التي تصطاد معاني العزلة والألم والفقد وتعيد صياغتها شعرياً. هنا حوار معها حول ذلك الديوان وتجربتها الكتابية المتنوعة.
أبدأ من عنوان الديوان "صور جانبية للوحدة"، هل أردتِ وضع القارئ مباشرة في موضوع القصائد وهو الوحدة؟
صراحة، احترت كثيراً قبل اختيار العنوان النهائي، لأن قصائد المجموعة كُتِبت في فترات مختلفة من حياتي وفي أماكن مختلفة عشت فيها تجارب شخصية وإنسانية غيَّرت نظرتي للحياة وللشعر والكتابة عامة، وحين اخترت العنوان فكرتُ أنني كنت في كل تلك المواقف وحيدة، وأنني أكتب كي يراني القراء في صورة خاطفة قد تتقاطع مع صورة أو لحظة من حياتهم وتجاربهم.
أبرز الأسئلة في الديوان القهر النفسي والجسدي والعزلة والألم.. مثلاً يظهر في قصيدة "تراب" جلاد وسوط ورصاص فلماذا ركَّزتِ على تلك الموضوعات؟
حين أكتب لا أتعمد اختيار المواضيع، حين أكتب الشعر أعيش حالة نفسية ترتبط دائماً بحدث، أو بقصة تهمنا كبشر، قصيدة "تراب"، ترسم العبودية في لحظة أو في ومضة، حين يهرب الأسير من جلاده، كما تكشف الظلم والطغيان الذي قد يعاني منه كل واحد منا في سبيل الحرية. "تراب" هي رمز لثنائية الاستغلال الظلم، والتمرد والحرية.
"قلبي يفيض بمياه الشك والأسئلة".. لماذا يظهر المجاز بصورة خجولة في الديوان؟
أعتقد بان علاقتي بالشعر باتت معقدة نوعاً ما، أما علاقتي بالرواية فأكثر عقلانية، حيث أبحث فيها أكثر عن الوضوح.
لماذا تحكم البطلة على نفسها بالوحدة مع أنها تسمع أصوات الجيران وقططهم وكلابهم وطيورهم وتقرأ للجدران الصامتة التي تطوِّقها وتعيش مع كائناتها الخرافية.. هل الشعر ابن الوحدة؟
الشعر ابن الوحدة بكل تأكيد، "جواني"، عالم داخلي لا يحتاج للرفقة وللكثير من الضجيج، أحتاج العودة لذاتي وتركيب كل ما تجمَّع في روحي من صور وأفكار ومشاعر، مع خلفية خارجية هي أصوات الحياة من حولنا وتفاصيلها، أراقب الحركة في الشارع، عودة الصبايا والصبيان من المعاهد آخر النهار وخروج العاملات من المصانع، فقد تكون كلمة تسقط من حوار بين عاملتين أمرُّ بجانبهما هي شرارة قصيدة. أحياناً أجلس في قاعة انتظار في المستشفى وأراقب وجوه المرضى المتعبة وحكايات الشقاء اليومي فكلها مشاهد قد تؤجج فكرة قصيدة.
"هنا حيث يقطن إخوتي في اللغة، المهاجرون العرب من الجيل الثاني والثالث، وللمفارقة هنا لا يتحدثون إلا نادراً لغتنا". هل الاغتراب في المكان واللغة جزء من موضوع الوحدة؟
سؤالك يمس وتراً حساساً في نفسي، عشت في بلدان مختلفة ولكنني لم أشعر بالوحدة بقدر شعوري بها داخل اللغة، اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية بالنسبة لي كتونسية فحين أنتقل للحديث بالعربية أشعر وكأنني عدت للبيت، لبيتي، لمكانٍ مألوف وحميم ليس بالضرورة الوطن، وحتى في أوطاننا الوحدة ليست أمراً سيئاً. بالعكس هناك وحدة نسعى إليها كي نتأمل، نكتب أو نرسم.
"أين تذهب الرغبة؟ وكيف يتلاشى الوله"؟ لو قُدِّر لك الإجابة عن هذين السؤالين ماذا تقولين؟
بكل بساطة، لا أعرف، لهذا أسأل.
ميلاد البطلة حدث والأم وحيدة في الحقل إذ تدفق منها ماؤها فجأة وقطعت حبلها السري بحجرٍ مدبب. هل قصيدة "ميلاد بنت تونسية" محاولة لتحويل وحدة البطلة إلى أسطورة منذ أول مشهد في حياتها؟
في الماضي، كانت النساء يلدن في البيوت أو في الحقول بينما يعملن، لا لم أبحث عن رسم بطولة المرأة منذ ولادتها بل أردت الإشارة إلى أن قوة المرأة التونسية تكمن في فطرتها وعلاقتها بجسدها وبأنها تتجدد في كل ولادة تمنحها سواء كانت حقيقية أو مجازاً.
لماذا يطلُّ الماضي في القصائد دوماً بتعبيرات مثل "صدأ الماضي"، و"كراكيب الذكريات"؟
في داخل كل واحد منا مكان تتجمع فيه كراكيب الماضي الصدئة التي يتمنى لو يتخلص منها بلمسة سحرية، لأنها لا تجمع سوى الغبار ولا نجد طريقة نهائية للتخلص منها فتتراكم.
تقولين: "جرحي مثل الصدع الإفريقي".. ما الضرورات الفنية للمبالغة؟
بدأ الصدع الافريقي الطويل بالتشكل قبل حوالي 25 مليون سنة، ونتج عن حركةٍ أفقيةٍ لصفيحتين من الصفائح التي تؤلف القشرة السطحية للكرة الأرضية، وهما «الصفيحة العربية» من الشرق و«الصفيحة الإفريقية» من الغرب وتتعرض المناطق المجاورة للأخدود الإفريقي العظيم لخطر الزلازل. في الفترة التي كتبت فيها القصيدة، تصدعت حياتي بطريقة مزلزلة بالتالي تشكلت الصورة هكذا فلو بحثت عن صور للصدع الإفريقي سترى أن هناك مناطق في جانبي الشق مزهرة وخضراء، وهكذا بالنسبة لي بينما كانت سنواتٌ من حياتي تتصدع كنت أغرق في جرحي بينما آمل أن تزهر على جانبيه الورود.
ننتقلُ إليك.. تكتبين الشعر والرواية والقصة وأدب الرحلة وأدب الطفل.. أين تجدين نفسك في كل هذا؟ وهل تحدِّد التجربة نوعها الأدبي؟
حسنا بدأت بالشعر وعيني على القصة القصيرة، كنت ولا زلت أحب الشعر قراءة وكتابة ولكن ميلي لقراءة القصص وكتابتها والاستماع إليها أكبر. تنقلت من نوع أدبي إلى آخر لأسباب كثيرة مثلاً كتبت أدب الرحلة لأنني تنقلت لثقافة أخرى، فأن تعيش في كوريا الجنوبية مثلاً لستة أشهر لهي تجربة ثرية لا يمكن أن نختزلها في مقال أو اثنين. كتبت قصصاً للأطفال لأنني عشت تجربة الأمومة وهي قادتني للأطفال وقصصهم، اليوم بناتي في سن المراهقة ومع ذلك لا أشعر بحاجة للكتابة لليافعين. أعتقد أن المقام استقر بي في الرواية، أقول هذا وقد انتهيت من كتابة روايتي الثالثة، ومع ذلك لديَّ أفكار قصص وبدايات قصائد غير مكتملة.
ما الأقرب إليكِ.. الشعر أم السرد؟
السرد.
أنتِ مترجمة أيضاً فماذا قدمتْ لك الترجمة؟
قدَّمتْ لي الدقة في البحث خاصة الكلمات العلمية والتقنية.
ما جيلك عربياً.. ومَن الكتَّاب الذين تفضلين القراءة لهم؟
حسناً، فلنقل إننا جيل الإنترنت الذي بدأ ينشر في مواقع مثل كيكا ودرورب وإيلاف.
أحب كتابات أمين معلوف، إداورد الخراط، بول أوستر، ميرال الطحاوي، وخافيير ماتياس.
حصلتِ على جائزة أحسن كتاب شعري تونسي لسنة 2004، عن ديوان "أسرار الريح"، وجائزة "الكريديف" لسنة 2007 من مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام، عن ديوان "أرشيف الأعمى"، وجائزة لجنة التحكيم في الكومار الذهبي عن رواية "منزل بورقيبة". ماذا تعني لك الجوائز؟
الجوائز تكريم في لحظة معينة من مسيرة الشاعر والكاتب، أعتبر كل جائزة كانت نهاية مرحلة وبداية لأخرى، الجائزة تؤكد لي إبداعي من جهة وتدفعني لمحاولة تجاوز نفسي من جهة أخرى.
أخيراً.. ما الخطوط العريضة لعملك القادم؟
روايتي الثالثة باتت بين يدي الناشر، العمل استغرق تقريباً خمس سنوات، موضوعها الاغتراب والهجرة، وهو موضوع عصرنا بامتياز حسب رأيي، لو كنت في رواية "منزل بورقيبة" قد وصفت هجرة السبعينيات بأنها تكللت بالنجاح وتحقيق الأحلام، ففي العمل الجديد أتحدث عن هجرة أختين واحدة للشرق (دبي) والثانية للغرب (فرنسا)، هجرة يسهلها البحث في الإنترنت عن فرص العمل. عموما الرواية تهتم بالمدن وتتحدث عن الكثير منها مثلما تتحدث عن ما بعد الثورة وتأثيرها على المجتمع التونسي.