جعفر خضر الغائب في الزرائب: سامحنا يا أستاذ
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
فتشت السلطات في ولاية القضارف دار الأستاذ جعفر خضر بعد المسيرة التي استهدفت القضارف قبل ثلاثة أيام. وهو منزل بت فيه ليال. وما فيه في وضوح الشمس صهيلاً للوطن. وقال جعفر في أعقاب التفتيش إنهم لم يجدوا بغيتهم ولا تثريب. يا لرباطة الجأش. واستعيد هنا مقالاً كتبته عنه حين اعتقله الأمن في مارس 2019 وحملوه بكرسيه الذي يستعين به على شلل الرجلين على تاتشر.
12 مارس 2019
رأيت أمس الأستاذ جعفر خضر يُحمل على تاتشر للمرة (ن) في طريقه للمعتقل. وكان وسيماً أنيقاً على كرسيه المعروف. وقلت له عبر المكان: “سامحنا يا أستاذ”. وذكرت له أنه عرض على في نحو 2010 بحثاً عن فلسفة التعليم في الإنقاذ ومراميها بعنوان “التعليم السوداني: لا وحدة أبقى ولا ديناً أبقى” لعرضه على مؤتمر التعليم الذي تقرر له أكتوبر 2010. وهو بحث أراد به معرفة مدى توفيق المنهج التعليمي للتربية الإسلامية في خدمة هدفيه المعلنين وهما ترسيخ العقيدة الدينية وتقوية روح الوحدة الوطنية بتركيز خاص على تدريس سيرة النبي صلوات الله عليه وسلم. وهو بحث غير مسبوق في معارضة الإنقاذ بمهنية في حين راجت عندنا المعارضة الإجمالية التي يحسنها كل أحد. فالمهني وغير المهني فيها سواء. وجدت جعفر استصحب كتب المنهج جميعاً، وفلفلها فلفلة لم يترك شاردة ولا واردة، يحفر في نصوصها لكي يكشف صلاح المنهج وعواره، ومدى خدمته لمشروع الإنقاذ السياسي والتربوي. وكنت تحدثت إلى من هم أطول باعاً من جعفر في علم التربية أن يستعدوا لذات المؤتمر. ولكنهم استنكفوا عن مجرد الالتفات إليه. ورموه بالمنجنيق السياسي من الخارج. ومتى أردنا تغيير فلسفة التعليم ومناهجه بعد ثبات ثورتنا احتجنا لمثل بحث جعفر لأن من فوق مثله وحده يصح التغيير لا رجماً واحتجاجاً. وأنشر عينة من البحث عسى أغري تربوياً شاباً ليتطوع بتحريره فيسد مكان جعفر الغائب في الزرائب، وينشره لخدمة تغيير ما بنا باستنارة.
عن “تسيس” السيرة
من رأي جعفر أن المنهج لم يهمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فحسب، بل استغلها أيضاً ليدخل في روع التلميذ أنها إنما تتنزل في دولة الإنقاذ عياناً بياناً. وتجد أدناه مقطعاً من البحث عن هذه المسألة:
وقد تركُّزت سيرة الرسول (ص) على الجانب الجهادي، بل هي في كتاب “المنهل” للصف الرابع عبارة عن غزوات فقط. بل حتى الموضوعات الأخرى مثل موضوع “مصعب بن عمير” و “بطل من شرق بلادي” وأناشيد مثل “الجندي” و “الله أكبر” ركزت على المعاني الجهادية.
وقد بلغ ذلك قمّته في قصيدة “الله أكبر” ذات الموسيقى الجارفة والتي جاء فيها:
يا هذه الدنيا أطلِّي واسمعي جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي
بالحق سوف أردّه وبمدفعي فإذا فنيت فسوف أفنيه معي
وركّز كتاب “المورد” للصف الخامس أيضاً على الجانب الجهادي. وتم ربط جهاد المسلمين ومعاركهم بواقع الحال في السودان. فقد جاء بعد سؤال عن الخنساء، في موضوع نساء خالدات، السؤال التالي: كيف تستقبل السودانيات أنباء استشهاد أبنائهن؟ وفي كتاب “الينبوع” للصف السادس استُخْدمت استراتيجية الأسئلة في توجيه المواضيع لخدمة موقف النظام الحاكم من الحرب الأهلية. فقد اشتملت الأسئلة على السؤال التالي: في هذه الغزوة، غزوة تبوك، صورة من صور دعم المجهود الحربي وضِّحها. فمفهوم “المجهود الحربي” سينقل تفكير التلميذ إلى واقع اليوم الذي يتردد فيه هذا المفهوم من خلال أجهزة الإعلام. وبعد الانتهاء من الأسئلة ورد الآتي: أكتب في خمسة أسطر عن دعم المجهود الحربي في وطنك السودان. والغرض من هذا أن يتبنى التلاميذ موقف النظام الحاكم من الحرب الأهلية في جنوب السودان باعتبارها جهاداً بصورة مباشرة. إذن أحد الأهداف التي لم ترد صراحة في قائمة الأهداف التربوية أن يعتقد التلميذ أن الحروب التي تخوضها السلطة الحاكمة جهاد إسلامي. وهذا قد أضرّ بتقوية روح الوحدة الوطنية أيما ضرر.
المنهج والصوفية:
وقد واكب قلة الاهتمام بالسيرة في المنهج الدراسي، الذي لم يشتمل على قصيدة واحدة في مدح الرسول لا في الأساس ولا الثانوي، تقليل لأهمية التصوف . . . ورغم أنّ منهج الفقه للصف الخامس تضمن قصيدة “الصلاة” للشيخ محمد وقيع الله البرعي إلا أنّ ذات المنهج قد تضمن تحريم التوسل بالصالحين من عباد الله. وهي مسألة خلافية على حد علمي. فهو بخلاف ما يعتقده الصوفية. وبالتالي وقع المنهج في التناقض: إذ أنّ الشيخ البرعي نفسه يتوسل بالصالحين في قصيدة مصر المؤمنة، مثلاً، الذائعة الصيت، والتي لا شك أنّ كثيراً من التلاميذ يترنمون بها. فلماذا أورد المنهج قصيدة “الصلاة” للبرعي الصوفي؟ الراجح أنها ضُمِّنت لتعطي انطباعاً بأن المنهج يعكس كل قطاعات المجتمع السوداني، وهذا ما يناقض الحقيقة.
يا أستاذ
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ماذا يفعل الأمي الذي لا يحفظ إلا قصار السور؟
قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر أن هناك سؤالان يتردد ذكرهما بين المسلمين، وهما :كيف يخرج المسلم من سلك الغافلين؟ وما العمل الذي يكتب به الله العبد من القانتين؟، حيث يبحثون عن العمل الذي يحميهم من الغفلة ويكتبهم عند الله من القانتين، وقد جاءت إجابات هذه التساؤلات واضحة في السنة النبوية الشريفة.
أولاً: النجاة من الغفلةاستشهدا مرزوق بقول رسول الله ﷺ: "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين" (رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم 1436).
إذاً، أقل ما يفعله المسلم ليخرج من سلك الغافلين هو قراءة عشر آيات من القرآن الكريم كل ليلة.
وتابع: قال رسول الله ﷺ: "من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة" (رواه الدارمي وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 644).
لذلك، يُكتب المسلم من القانتين إذا قرأ مائة آية من القرآن الكريم في ليلة واحدة.
ماذا يفعل الأمي الذي لا يحفظ إلا قصار السور؟
وأضاف مرزوق أن الأمي الذي يحفظ فسار السورة يمكنه قراءة سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) 25 مرة قبل النوم. فالسورة مكونة من أربع آيات، وقراءتها 25 مرة يعادل 100 آية.
وقد وردت أحاديث صحيحة تثبت فضل تكرار سورة الإخلاص، منها قول النبي ﷺ: "من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة" (رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 6472).
أوراد نبوية أخرى لليل
1. قراءة سورة الملك: تحمي من عذاب القبر.
2. قراءة آية الكرسي: تحفظ المسلم من الشياطين حتى يصبح.
3. قراءة سورة الكافرون: براءة من الشرك.
تأتي هذه الفوائد من السنة النبوية لتكون هديًا للمسلمين في كل ليلة، وقال النبي ﷺ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" (رواه مسلم). لذا، لنسعَ جميعًا لنشر هذه المعلومات لينتفع بها المسلمون.