توترات عدة اندلعت في الشرق الأوسط على هامش خروج توقعات من جانب الاستخبارات الأمريكية حول شن إيران أو أحد وكلائها هجومًا وشيكًا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت أحد المصادر أن «طهران» تعهدت بمعاقبة إسرائيل بضربة انتقامية بعد مقتل عدد من كبار قادتها في هجوم على قنصليتها في سوريا، حيث إن الأمر يتعلق بالوقت وليس الاحتمال، وفقا لما ذكرته وكالة «بلومبرج» الأمريكية.

 

بداية التوترات بين إيران ودولة الاحتلال 

وقد أوضح إعلام أمريكي، نقلا عن مسؤولين، أن وكالة الاستخبارات ترجح أن ترد إيران على إسرائيل من خلال وكلائها وليس بشكل مباشر، مشددا على أن التقديرات تشير لتجهيز عناصر موالية لإيران لهجوم كبير على أهداف إسرائيلية خلال الأسبوع الجاري.

وترجع بداية زيادة التوترات في المنطقة، بعدما نشرت وكالة مهر الإيرانية تقريرا عبر منصة التدوينات القصيرة «X» يقول إن المجال الجوي فوق طهران قد أُغلق لإجراء تدريبات عسكرية، وذلك نقلًا عن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، الذي أعلن تعليق التحليق في أجواء طهران، بسبب «مناورات عسكرية»، اعتبارًا من منتصف الليل بتوقيت طهران المحلي، وفقًا لما نقلته «رويترز»، لكن سرعان ما تم حذف التقرير والتصريحات المرتبطة بوزير دفاع إيران.

الرد الإيراني على إسرائيل

وعلى الرغم من حذف المنشور إلا أن إيران في مطلع شهر إبريل الجاري قد وعدت بالرد على ضربة إسرائيلية بمبنى السفارة الإيرانية في دمشق، حيث دمّر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية» 

وأفاد الحرس الثوري الإيراني أن 7 من عناصره قد قتلوا في الضربة بينهم العميد محمد رضا زاهدي، الذي قاد فيلق القدس النخبة في لبنان وسوريا حتى عام 2016، والعميد محمد هادي هاجرياهيمي وخمسة ضباط آخرين، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن حصيلة ضحايا الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق بلغت 16 قتيلا.     

وبعد ذلك خرج آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، يقول إن إسرائيل يجب أن تُعاقب بسبب غاراتها على السفارة الإيرانية، مشير في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر إلى أن مهاجمة سفارة يعني أنهم اعتدوا على أراضيهم، مضيفا: «الاحتلال ارتكب خطأ ويجب أن يعاقب وسيعاقب»، وفقا لـ«سكاي نيوز».

كما اعتبر خامنئي أن الهجوم الذي وقع في الأول أبريل ودمّر مبنى قنصلية بلاده في سوريا، انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية التي تنص على حرمة المباني الدبلوماسية، متابعا: «القنصليات والسفارات في أي دولة هي بمثابة أراض لتلك الدولة والهجوم على قنصليتنا يعني الهجوم على أراضينا». 

وقبله بأيام خرج  حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، يقول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظريه السوري فيصل المقداد، إن الكيان الصهيوني سيعاقب وسيتلقى الرد اللازم على هجومه على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، معتبرا استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق تجاوز خطيروأن الأيام المقبلة ستكون أياما صعبة للكيان الصهيوني.

موقف الاحتلال الإسرائيلي من الرد الإيراني 

ولم تعترف إسرائيل صراحة بمسؤوليتها عن هذا الهجوم لكنها وضعت جيشها في حالة تأهب، حيث كتب إسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، على موقع «X»: «إذا هاجمت إيران من أراضيها، فإن إسرائيل سترد وتهاجم في إيران».

وبعدها ذلك أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مناورات جوية لمحاكاة تنفيذ هجمات بعيدة المدى تحسبا للتهديدات الإيرانية. 

وفي أواخر الأسبوع الماضي، حذرت إيران إسرائيل من أن سفاراتها لم تعد آمنة بعد غارة الجيش الإسرائيلي؛ إذ قال اللواء رحيم صفوي، الذي شغل منصب القائد الأعلى لفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني: «لم تعد أي من سفارات النظام [الإسرائيلي] آمنة بعد الآن»، كما توعد مسؤولون إيرانيون في وقت سابق إسرائيل بالرد على الهجوم.

ردود دولية حول التوترات 

وردا على التوترات المتزايدة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتعهد بالدعم الأمريكي لإسرائيل، وسط مخاوف من تعرض الدولة الشرق أوسطية لهجوم إيراني قريبا، قائلا: «فيما يتعلق بالتهديد الإيراني بشن هجوم على إسرائيل - كما قلت لنتنياهو - فإن التزامنا بأمن إسرائيل في مواجهة هذه التهديدات من إيران ووكلائها هو أمر ضروري. التزام صارم». 

وأشار«بايدن» في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا: «سنبذل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل»، وقبله أعلنت الخارجية الأمريكية، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أبلغ يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي أن واشنطن ستدعم تل أبيب في مواجهة أي تهديدات من إيران أو وكلائها، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء «رويترز».  

وخلال الأعوام الماضية، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي مئات الضربات الجوّية في سوريا التي تستهدف بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ونادراً ما تؤكد دولة الاحتلال تنفيذ هذه الضربات. 

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، كثّفت إسرائيل استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية؛ ليهاجم حلفاء إيران في المنطقة أهداف إسرائيلية أو أميركية دعما للفصائل الفلسطينية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هجوم السفارة الإيرانية إيران دولة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل الاحتلال الإسرائیلی دولة الاحتلال الإیرانیة فی

إقرأ أيضاً:

سلطان عمان يبحث مع وزير خارجية بريطانيا التطورات الإقليمية والدوليةالمصدر: الخارجية العمانية- منصة "إكس"

بحث سلطان عمان هيثم بن طارق، الأحد، مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وسبل تعميق التعاون بين السلطنة والمملكة المتحدة.

 

جاء ذلك خلال استقبال العاهل العماني، لوزير خارجية بريطانيا في قصر البركة العامر بمسقط، وفق بيان للخارجية العمانية.

 

وقال البيان إن ابن طارق ولامي تطرقا خلال اللقاء إلى عدد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، إلى جانب تناول "أوجه العلاقات التاريخية والاستراتيجية القائمة بين البلدين".

 

وأضاف أن لامي استمع إلى وجهات نظر سلطان عمان حول أبرز القضايا الدولية والإقليمية، مبديا اهتماما بالمساعي الداعية لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

 

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

وتطرق الجانبان إلى الجهود الجارية في إطار المحادثات الأمريكية الإيرانية عبر الوساطة العُمانية للتوصل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي للاستخدامات السلمية، وفق البيان.

 

واستضافت مسقط في 12 أبريل/ نيسان الجاري أولى جولات مفاوضات البرنامج النووي الإيراني بين طهران وواشنطن، ولاقت ترحيبا عربيا فيما وصفها البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبناءة".

 

والأسبوع الماضي، استضافت روما الجولة الثانية من المفاوضات، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

 

والسبت استضافت مسقط الجولة الثالثة من المفاوضات برئاسة عراقجي، وويتكوف، وهي ثالث اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

 

والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.

 

ووصف ترامب، حينها، الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.

 

ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران ضمن حملة "الضغط الأقصى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.

 


مقالات مشابهة

  • هندسة الانتصار الرمادي: صراع إيران والولايات المتحدة وإسرائيل
  • إيران تتحدث عن مستقبل المفاوضات مع أميركا وتنتقد إسرائيل
  • العودة إلى الدبلوماسية.. هل تقود المفاوضات الإيرانية الأميركية لاتفاق جديد؟
  • إيران تحذر من رد مدمر على أي مغامرة إسرائيلية وتتهم تل أبيب بتقويض الدبلوماسية
  • اندلاع حريق ضخم على أوتوستراد جنوبي العاصمة الإيرانية طهران (شاهد)
  • كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟
  • وزيرة الصناعة تصل طهران للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي الإيراني الأفريقي
  • سلطان عمان يبحث مع وزير خارجية بريطانيا التطورات الإقليمية والدوليةالمصدر: الخارجية العمانية- منصة "إكس"
  • انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات الأميركية الإيرانية في عُمان
  • عُمان تعلن موعدا جديدا للمفاوضات الأميركية الإيرانية