توترات حادة بين النظام الإيراني وإسرائيل.. وتهديدات بهجوم وشيك
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
توترات عدة اندلعت في الشرق الأوسط على هامش خروج توقعات من جانب الاستخبارات الأمريكية حول شن إيران أو أحد وكلائها هجومًا وشيكًا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت أحد المصادر أن «طهران» تعهدت بمعاقبة إسرائيل بضربة انتقامية بعد مقتل عدد من كبار قادتها في هجوم على قنصليتها في سوريا، حيث إن الأمر يتعلق بالوقت وليس الاحتمال، وفقا لما ذكرته وكالة «بلومبرج» الأمريكية.
وقد أوضح إعلام أمريكي، نقلا عن مسؤولين، أن وكالة الاستخبارات ترجح أن ترد إيران على إسرائيل من خلال وكلائها وليس بشكل مباشر، مشددا على أن التقديرات تشير لتجهيز عناصر موالية لإيران لهجوم كبير على أهداف إسرائيلية خلال الأسبوع الجاري.
وترجع بداية زيادة التوترات في المنطقة، بعدما نشرت وكالة مهر الإيرانية تقريرا عبر منصة التدوينات القصيرة «X» يقول إن المجال الجوي فوق طهران قد أُغلق لإجراء تدريبات عسكرية، وذلك نقلًا عن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، الذي أعلن تعليق التحليق في أجواء طهران، بسبب «مناورات عسكرية»، اعتبارًا من منتصف الليل بتوقيت طهران المحلي، وفقًا لما نقلته «رويترز»، لكن سرعان ما تم حذف التقرير والتصريحات المرتبطة بوزير دفاع إيران.
الرد الإيراني على إسرائيلوعلى الرغم من حذف المنشور إلا أن إيران في مطلع شهر إبريل الجاري قد وعدت بالرد على ضربة إسرائيلية بمبنى السفارة الإيرانية في دمشق، حيث دمّر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية»
وأفاد الحرس الثوري الإيراني أن 7 من عناصره قد قتلوا في الضربة بينهم العميد محمد رضا زاهدي، الذي قاد فيلق القدس النخبة في لبنان وسوريا حتى عام 2016، والعميد محمد هادي هاجرياهيمي وخمسة ضباط آخرين، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن حصيلة ضحايا الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق بلغت 16 قتيلا.
وبعد ذلك خرج آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، يقول إن إسرائيل يجب أن تُعاقب بسبب غاراتها على السفارة الإيرانية، مشير في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر إلى أن مهاجمة سفارة يعني أنهم اعتدوا على أراضيهم، مضيفا: «الاحتلال ارتكب خطأ ويجب أن يعاقب وسيعاقب»، وفقا لـ«سكاي نيوز».
كما اعتبر خامنئي أن الهجوم الذي وقع في الأول أبريل ودمّر مبنى قنصلية بلاده في سوريا، انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية التي تنص على حرمة المباني الدبلوماسية، متابعا: «القنصليات والسفارات في أي دولة هي بمثابة أراض لتلك الدولة والهجوم على قنصليتنا يعني الهجوم على أراضينا».
وقبله بأيام خرج حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، يقول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظريه السوري فيصل المقداد، إن الكيان الصهيوني سيعاقب وسيتلقى الرد اللازم على هجومه على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، معتبرا استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق تجاوز خطيروأن الأيام المقبلة ستكون أياما صعبة للكيان الصهيوني.
موقف الاحتلال الإسرائيلي من الرد الإيرانيولم تعترف إسرائيل صراحة بمسؤوليتها عن هذا الهجوم لكنها وضعت جيشها في حالة تأهب، حيث كتب إسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، على موقع «X»: «إذا هاجمت إيران من أراضيها، فإن إسرائيل سترد وتهاجم في إيران».
وبعدها ذلك أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مناورات جوية لمحاكاة تنفيذ هجمات بعيدة المدى تحسبا للتهديدات الإيرانية.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، حذرت إيران إسرائيل من أن سفاراتها لم تعد آمنة بعد غارة الجيش الإسرائيلي؛ إذ قال اللواء رحيم صفوي، الذي شغل منصب القائد الأعلى لفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني: «لم تعد أي من سفارات النظام [الإسرائيلي] آمنة بعد الآن»، كما توعد مسؤولون إيرانيون في وقت سابق إسرائيل بالرد على الهجوم.
ردود دولية حول التوتراتوردا على التوترات المتزايدة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتعهد بالدعم الأمريكي لإسرائيل، وسط مخاوف من تعرض الدولة الشرق أوسطية لهجوم إيراني قريبا، قائلا: «فيما يتعلق بالتهديد الإيراني بشن هجوم على إسرائيل - كما قلت لنتنياهو - فإن التزامنا بأمن إسرائيل في مواجهة هذه التهديدات من إيران ووكلائها هو أمر ضروري. التزام صارم».
وأشار«بايدن» في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا: «سنبذل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل»، وقبله أعلنت الخارجية الأمريكية، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أبلغ يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي أن واشنطن ستدعم تل أبيب في مواجهة أي تهديدات من إيران أو وكلائها، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء «رويترز».
وخلال الأعوام الماضية، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي مئات الضربات الجوّية في سوريا التي تستهدف بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ونادراً ما تؤكد دولة الاحتلال تنفيذ هذه الضربات.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، كثّفت إسرائيل استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية؛ ليهاجم حلفاء إيران في المنطقة أهداف إسرائيلية أو أميركية دعما للفصائل الفلسطينية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هجوم السفارة الإيرانية إيران دولة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل الاحتلال الإسرائیلی دولة الاحتلال الإیرانیة فی
إقرأ أيضاً:
إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
وجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
الاحتلال الإسرائيلي يُفجر المنازل في مُخيط طولكرم أمريكا تضغط لإقصاء حزب الله من الحكومة اللبنانية..ما السبب؟وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة".
وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له".
وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً
وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".
الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.
تتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، حيث تعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتسعى إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي فرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، كانت واشنطن أحد اللاعبين الرئيسيين في مراقبة تنفيذ الاتفاق. لكن في عام 2018، انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، معتبرةً أنه غير كافٍ لكبح الطموحات الإيرانية، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى". ردت إيران بتقليص التزاماتها النووية وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما زاد التوتر بين البلدين ورفع المخاوف من مواجهة عسكرية.
في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق، لكن المباحثات تعثرت بسبب مطالب متبادلة بين الطرفين. واشنطن تشترط على إيران الامتثال الكامل للقيود النووية قبل رفع العقوبات، بينما تصر طهران على ضمانات بعدم انسحاب أمريكا مجددًا. إلى جانب ذلك، تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تطوير إيران لتقنيات الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات إقليمية، مما يزيد من تعقيد الملف النووي. مع استمرار الجمود الدبلوماسي، تلوّح واشنطن بالخيار العسكري كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بالتطورات السياسية والتوازنات الإقليمية والدولية.