الجزيرة:
2025-03-11@13:27:11 GMT

الطاقة في موزمبيق.. فرص وتحديات

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

الطاقة في موزمبيق.. فرص وتحديات

تتمتع موزمبيق، وهي دولة تقع في جنوبي شرقي أفريقيا، بموارد طبيعية هائلة من الغاز الطبيعي والنفط واليورانيوم والذهب والفحم وغيرها من الموارد، ولديها الإمكانيات لكي تصبح لاعبا مهما في سوق الطاقة العالمية.

وفي السنوات الأخيرة، حققت البلاد تقدما كبيرا في جذب الاستثمار الأجنبي، وخاصة في قطاع الطاقة، وفي هذا التقرير نبحث الفرص والتحديات المرتبطة باستثمارات الطاقة في موزمبيق، مع التركيز على إمكانات النمو والعقبات التي تعترض سبيل التنمية المستدامة.

ووفق مراقبين، فإن موزمبيق توشك على تحقيق انفراجة فيما يتعلق بالاستثمار في الطاقة، مما يوفر بعض الفرص للمستثمرين وكذلك لمختلف اللاعبين في صناعة الطاقة، وبينما يتجه العالم نحو الطاقة المتجددة، توفر احتياطات الغاز الطبيعي المكتشفة حديثا في موزمبيق مصدرا مهما للدخل القومي في السنوات القادمة. ومع ذلك، هناك جوانب متعددة الأبعاد مرتبطة بفرص الاستثمار في قطاع الطاقة في البلاد.

موزمبيق توشك على تحقيق انفراجة فيما يتعلق بالاستثمار في الطاقة (الجزيرة)

هناك بشكل رئيسي ثلاثة قطاعات تتطلب استثمارات جديدة: توصيلات الشبكة الوطنية للكهرباء إلى البلدان المجاورة، والكهرباء خارج الشبكة عن طريق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المناطق الريفية، وقدرات التوليد والنقل لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المراكز الحضرية. وقد اعترفت الحكومة بهذه التحديات، وتقول إنها وضعت خططا إستراتيجية لتحسين الوضع.

وقد قامت الحكومة بخطوات مهمة منها سن قانون الكهرباء الذي تم تقديمه في عام 2011، كما تم منح الهيئة التنظيمية لقطاع الطاقة صلاحيات أوسع لتطوير برنامج الكهرباء الوطني. ولاقت هذه الخطوات التشريعية ترحيبا من قبل قطاع الطاقة، وزيادة ثقة العملاء المحتملين والمستثمرين الجدد.

وشرعت الحكومة العام الماضي في بناء أكبر محطة للكهرباء تعمل بالغاز بسعة 450 ميغاواتا، وستبدأ في إنتاج الكهرباء هذا العام، وفقما صرح وزير الطاقة الموزمبيقي كارلوس زاكرياس، لكن التوترات السياسية الحالية ليست مواتية للتنمية الشاملة لقطاع الطاقة.

وعلى سبيل المثال، تعرض السد الرئيسي للطاقة الكهرومائية في البلاد كاهورا باسا، وهو ثالث أكبر محطة إنتاج كهرباء في أفريقيا بطاقة تبلغ 2075 ميغاواتا، لهجمات من قبل متمردي رينامو قبل عقدهم اتفاق سلام مع الحكومة في 2019، بالإضافة إلى ذلك تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي البلاد.

الفرص المتاحة بقطاع الطاقة في موزمبيق احتياطات الغاز الطبيعي: تمتلك احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي، تقدر بأكثر من 100 تريليون قدم مكعب، مما يجعلها واحدة من أكبر الاحتياطات في العالم. وتمثل هذه الاحتياطات فرصا كبيرة للاستثمار في استكشاف وإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال. إمكانات الطاقة المتجددة: تتمتع بإمكانيات كبيرة لتوليد الطاقة المتجددة، وخاصة في مجال الطاقة الشمسية والطاقة المائية وطاقة الرياح. وتوفر موارد الطاقة الشمسية الوفيرة في موزمبيق، إلى جانب أنظمة الأنهار الواسعة، أساسا قويا لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة. الطلب الإقليمي على الطاقة: يوفر مجمع الطاقة في الجنوب الأفريقي "ساب" (SAPP) سوقا جاهزة لصادرات الطاقة في موزمبيق. وباعتبارها عضوا في "ساب"، تستطيع موزمبيق الاستفادة من موارد الطاقة لديها لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المنطقة. النمو الاقتصادي والتنويع: يمثل قطاع الطاقة فرصة لموزمبيق لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على الصناعات التقليدية مثل الزراعة وصيد الأسماك والتعدين، ويمكن للاستثمارات في الطاقة أن تخلق فرص عمل، وتحفز النمو الاقتصادي، وتسهم في الحد من الفقر.
لا يزال الإطار التنظيمي لقطاع الطاقة في موزمبيق في مرحلة التطور (غيتي) تحديات قطاع الطاقة في موزمبيق عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الأمنية: واجهت موزمبيق عدم استقرار سياسي وتحديات أمنية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في منطقة كابو ديلغادو الشمالية، حيث ينشط تنظيم الدولة لزعزعة شمالي البلاد حيث توجد احتياطياتها من الغاز الطبيعي، وقد أدت الهجمات التي شنها التنظيم إلى نزوح مئات الآلاف من المواطنين من مناطق الشمال نحو الجنوب، مما دفع شركات الطاقة إلى تأخير مشاريع الطاقة المتفق عليها مع الحكومة المركزية ودفع المستثمرين لزيادة الاستثمار في الجهود الأمنية المبذولة من الحكومة لزيادة تأمين مناطق استخراج الغاز الطبيعي. تطوير البنية التحتية: يعاني قطاع الطاقة من قيود بسبب عدم كفاية البنية التحتية، بما في ذلك شبكات نقل وتوزيع الطاقة داخل موزمبيق، فضلا عن عدم كفاية مرافق الموانئ والنقل. البيئة التنظيمية: لا يزال الإطار التنظيمي لقطاع الطاقة في موزمبيق في مرحلة التطور، وهناك حاجة إلى قدر أكبر من الوضوح والشفافية في عملية الاستثمار، ومن شأن تبسيط البيئة التنظيمية وضمان تكافؤ الفرص لجميع المستثمرين أن يساعد في جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع. المساهمة المحلية وبناء القدرات: ينبغي على قطاع الطاقة في موزمبيق إعطاء الأولوية للمساهمة المحلية وبناء القدرات المحلية لضمان تقاسم فوائد استثمارات الطاقة بشكل عادل بين مواطنيها، ويشمل ذلك تطوير المهارات والخبرات المحلية، وتعزيز المشاركة المحلية في مشاريع الطاقة، وضمان مساهمة عائدات الطاقة في التنمية الشاملة للبلاد. التعاطي مع جماعات البيئة ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية التي تسعى إلى عرقلة المشاريع المتعلقة باستخراج الغاز والنفط من خلال الضغط على المانحين والضامنين الدولين والشركات العاملة في مجال الطاقة والمشرعين في الحكومات الأجنبية لوقف تمويل وتنفيذ مشاريع الطاقة في موزمبيق بدعاوى المخاطر البيئية وحقوق الإنسان. الاستثمارات الدولية

هناك العديد من الشركات الأجنبية التي تستثمر في مشاريع الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق، إحداها توتال إنيرجي، وهي شركة طاقة فرنسية متعددة الجنسيات استثمرت 20 مليار دولار، وشركة إيني الإيطالية، وشركة إكسون موبيل الأميركية، وشركة النفط الوطنية الصينية، وقالب وكوغاز الكورية.

وتعمل هذه الشركات على تطوير مشروع للغاز الطبيعي في حوض روفوما قبالة سواحل موزمبيق، ويهدف المشروع إلى إنتاج وتسييل وتسويق الغاز الطبيعي، وقد تم تصدير أول دفعة من الغاز المسال من محطة كورال سول إلى أوروبا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، علما بأن محطة كورال سول تعد أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا وتنتج حوالي 3.4 ملايين طن من الغاز المسال سنويا، وتقدر احتياطاتها الكلية بحوالي 450 مليار متر مكعب.

وقد ساهمت هذه المشاريع في زيادة الإنتاج والتصدير خلال العام الماضي إلى 218% عن العام 2022.

وبلغ إجمالي مبيعات موزمبيق من الغاز الطبيعي العام الماضي 1.726 مليار دولار، أي أكثر بثلاث مرات مما كانت عليه في عام 2022، ويقترب من مستويات مبيعات الفحم، الذي لا يزال يتصدر صادرات البلاد.

تأثير الاستقرار السياسي على الاستثمارات

ولفهم تأثير الانتخابات المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول القادم على الاستثمار في الطاقة في موزمبيق، نحتاج للنظر إلى سياسات الطاقة وأولويات الأحزاب المتنافسة، حيث يعد قطاع الطاقة محركا مهما للنمو الاقتصادي والتنمية في البلاد، وأي تغييرات في الحكومة يمكن أن تؤثر على مناخ الاستثمار.

ويتولى الحزب الحاكم فريليمو السلطة منذ استقلال موزمبيق عن البرتغال عام 1975، وقد ركز بشكل كبير على تنمية قطاع الطاقة بدعم تطوير احتياطات الغاز الطبيعي في الجزء الشمالي من البلاد، وعمل أيضا على تحسين البيئة التنظيمية لحلول الطاقة خارج الشبكة بالطاقة المتجددة.

ومن ناحية أخرى، انتقد حزب المعارضة رينامو سياسات الحكومة في مجال الطاقة، وخاصة فيما يتعلق بتوزيع الفوائد من مشاريع الطاقة، ودعا الحكومة إلى توزيع أكثر عدالة لعائدات الطاقة وزيادة مشاركة المجتمعات المحلية في مشاريع الطاقة والاستفادة منها.

وستظل استثمارات الطاقة عرضة لتأثير الانتخابات المقبلة ونتائجها وسياسات الحزب الفائز. وإذا احتفظت حكومة فريليمو بالسلطة، فمن المحتمل أن يستمر التركيز الحالي على الغاز الطبيعي وحلول الطاقة المتجددة.

وإذا وصلت المعارضة (رينامو) إلى السلطة -مع ضعف حظوظها الانتخابية- فقد تكون هناك تغييرات في البيئة التنظيمية وتركيز أكبر على المساهمة المحلية ومشاركة القطاع الخاص في مشاريع الطاقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات البیئة التنظیمیة من الغاز الطبیعی الطاقة المتجددة مشاریع الطاقة الاستثمار فی لقطاع الطاقة فی الطاقة فی مشاریع

إقرأ أيضاً:

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يقدم مشاريع تنموية للإسهام في تحسين القدرات التشغيلية للطاقة الكهربائية

المناطق_واس

أسهمت مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في قطاع الطاقة في تحسين الخدمات الأساسية والتعليمية والصحية وغيرها من المجالات من خلال مشاريع ومبادرات تنموية رفعت كفاءة الطاقة وحسّنت من قدراتها التشغيلية، كما عززت من استخدامات الطاقة المتجددة في مختلف المحافظات اليمنية.

وتشمل مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في قطاع الطاقة رفع موثوقية الخدمة الكهربائية في المنشآت الصحية التي أنشأها البرنامج بنسبة 100% عبر اعتمادها على منظومة إنتاج طاقة كهربائية مستقلة تكفي لكامل احتياج المرافق من الكهرباء، واستدامة تشغيل المستشفيات والمراكز وتقديم خدماتها بكفاءة وفاعلية.

أخبار قد تهمك فقدان أكثر من 180 شخصًا إثر غرق أربعة قوارب مهاجرة قبالة اليمن وجيبوتي 7 مارس 2025 - 3:32 مساءً بدعم من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن .. مركز غسيل الكلى بالغيضة يجري 22 ألف جلسة لتخفيف معاناة المرضى 4 مارس 2025 - 7:48 مساءً

كما يشمل دعم البرنامج لقطاع الطاقة مشروع توسعة وإعادة تأهيل محطة الكهرباء بمديرية الغيضة بمحافظة المهرة, ورفع من قدرات توليد الطاقة وشبكات التوزيع، وتعتمد مديرية الغيضة بنسبة 100% على المحطة التحويلية، ويتضمن المشروع تنفيذ الأعمال المدنية والكهربائية في محطة توليد الغيضة، وأعمال التمديدات لكابلات الجهد المتوسط والجهد المنخفض للربط بين الأجزاء، وأعمال تمديدات شبكة الوقود في المحطة، وتوفير 5 محولات كهربائية بقدرة 3000 كيلو فولت أمبير للمحول الواحد، وتوفير عشرة مولدات كهربائية بقدرة 1 ميغا وات لكل منها، ويأتي المشروع لضمان إمداد الكهرباء بموثوقية عالية وبشكل مستدام في المحافظة.

وتتضمن المشاريع والمبادرات التنموية إنشاء شبكة كهرباء حي السادة وحي السوق في مديرية الغيضة في محافظة المهرة لرفع قدرة وكفاءة الشبكة الكهربائية والإسهام في الحد من الانقطاعات للحي التجاري لمديرية الغيضة والأحياء السكنية، ويتضمن توسعة الشبكة الكهربائية من خلال إنشاء شبكات الجهد وتوفير محولات التوزيع وتمديد الموصلات الكهربائية بأطوال بلغت نحو 29 كم، وإنشاء شبكات الجهد المنخفض مع تمديد موصلات كهربائية بأطوال بلغت نحو 11 كم.

ويأتي ضمن المشاريع والمبادرات التنموية تعزيز الطاقة الكهربائية في محافظة حجة بهدف تزويد التجمعات السكانية والقرى في المحافظة بالطاقة الكهربائية ورفع موثوقيتها.

وأنشأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محطة توليد الكهرباء في مديرية حديبو بمحافظة سقطرى التي تتضمن توفير 3 مولدات بقدرة 3.75 ميجا وات، وإنشاء محطة توليد الكهرباء في مديرية قلنسية تشمل توفير مولدين بقدرة 1.46 ميجا وات وربطهما بشبكة الكهرباء العامة القائمة، وذلك رفعًا لقدرات توليد الكهرباء في المحافظة وإنتاجها بموثوقية عالية وبشكل مستدام، وروعي أثناء تصميمها وتنفيذها مقاومتها للظروف الجوية كالأعاصير الموسمية, إضافة إلى تأهيل وتدريب المشغلين على أعمال التشغيل الصيانة.

وقدم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشاريع لإضاءة الطرقات والميادين بالطاقة الشمسية في العديد من المحافظات اليمنية، وأسهمت في تسهيل تنقل المواطنين بشكل آمن وتحسين المشهد الحضري.

وتأتي مشاريع البرنامج في قطاع الطاقة ضمن 264 مشروعًا ومبادرة دعمًا لثمانية قطاعات أساسية وحيوية هي التعليم والصحة والنقل والطاقة والمياه والزراعة والثروة السمكية والبرامج التنموية ودعم وتنمية قدرات الحكومة، وذلك في مختلف المحافظات اليمنية.

مقالات مشابهة

  • الخطيب يلتقي مستثمرين في الطاقة الخضراء لبحث مشاريع تنموية واعدة
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يقدم مشاريع تنموية للإسهام في تحسين القدرات التشغيلية للطاقة الكهربائية
  • الحكومة العراقية تعزز خططها لتأمين الكهرباء الصيف المقبل
  • الحكومة العراقية تعزز خطط تأمين الكهرباء الصيف المقبل
  • السوداني يتابع مع وزارتي النفط والكهرباء مشاريع الطاقة
  • العراق يطلق سلسلة مشاريع عملاقة لتأمين الوقود لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية
  • السفارة الأميركية في العراق: استيراد الغاز الطبيعي خارج منظومة العقوبات
  • السفير الأمريكي في العراق: استيراد الغاز الطبيعي خارج منظومة العقوبات
  • «سيوا» تستكمل المرحلة الثانية من شبكة الغاز الطبيعي في الصجعة
  • تركيا تكشف رسميا عن معدلات انتاجها اليومي من النفط