فيتنام تسوق ناهبة للمال العام الى الإعدام.. لنقارن ذلك بالعراق
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
11 أبريل، 2024
بغداد/المسلة الحدث: حُكم على مديرة شركة عقارية بالإعدام في قضية احتيال قدرت النيابة العامة، أضرارها بالمليارات من اليورو، في أكبر فضيحة مالية شهدتها فيتنام على الإطلاق.
ومن المقارنة، تنبعث روح المعاناة، و تلوح فيها أمال العدل والتغيير. فحينما يُحكَم على مديرة شركة عقارية بالإعدام في قضية احتيال، تتراقص الكلمات بالأسى والفرح.
وعلى عتبات فيتنام، أرانا الحكم القاسي يرن في الأفق كرنيم قوي، يحمل بين جنباته رسالة واضحة: لن يفلت الفاسدون من قبضة العدالة. هكذا يتعزز الثقة في نظام العدالة، وتتلاشى آفات الفساد. فلماذا نحن في العراق لم نشهد مثل هذه اللقطة المشرقة؟
إن العراق يعاني تحديات جذرية في مسار مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين. فقد تجاوزت الفضائح المالية في أرجاء البلاد المليارات، ولكن يبدو أن العدالة تشق طريقها بتأرجح متقطع أمام هول الفاسدين. وتكمن الأسباب في تدخل السياسة المحاصصاتية المُفرَطَة في تفاصيل المال والاقتصاد، وفي التهديدات المُتربصة والفساد المستتر بأجنحة النظام نفسه. ومن هنا ينبثق مناخٌ خبيث يسمح للفاسدين بالهروب من أصفاد المساءلة، ويزيد من احتقان الغضب في شرايين المجتمع.
لا بد للعراق أن يتخذ إجراءات جذرية لمواجهة هذه الظاهرة المدمرة، وليضع قدمًا ثابتًا على طريق مكافحة الفساد وضمان محاسبة الفاسدين. إنها رحلة تتطلب إصلاحات شاملة، تبدأ بتعزيز استقلالية القضاء وتعزيز الشفافية، وتتسع لتشجيع المشاركة الشعبية ودور وسائل الإعلام في كشف الفساد ورصده. ومن الضروري أن تتعاون الأيادي الدولية بقوة للحد من الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ضربة لصناعة الشاي الكينية.. السودان يغلق أبوابه وخسائر بالمليارات
تواجه صناعة الشاي في كينيا أزمة غير مسبوقة بعد فرض السودان حظرا مفاجئا على واردات الشاي الكيني، أدى إلى خسائر مالية جسيمة وأثار قلقا متزايدًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية.
ونتيجة لهذا القرار، احتُجزت شحنات تقدر قيمتها بنحو 1.3 مليار شلن كيني في الموانئ، مما يهدد معيشة آلاف العاملين في هذا القطاع الحيوي.
وبحسب صحيفة "ستاندارد" الكينية، توقفت 207 حاويات محملة بالشاي كانت متجهة إلى السودان في ميناء مومباسا، وهو ما يمثل حوالي 20% من الشحنات الكينية الموجهة للسودان، بينما تواجه شحنات أخرى عراقيل جمركية في الموانئ السودانية.
كما أن بعض الشحنات لا تزال عالقة في البحر في انتظار تصريح الدخول، مما يزيد تعقيد الوضع ويؤثر سلبا على تدفق التجارة بين البلدين.
ويُعد السودان ثالث أكبر سوق للشاي الكيني عالميا، إذ يستورد نحو 10% من إجمالي إنتاج كينيا سنويا. ولذلك، يشكل هذا الحظر ضربة موجعة للصناعة، إذ تجد الشركات المصدرة صعوبة في استرداد مستحقاتها المالية أو إعادة توجيه البضائع إلى أسواق بديلة.
كما أن بقاء الشاي المخزن لفترات طويلة قد يؤثر على جودته، ومن ثم يزيد من حجم الخسائر المحتملة.
خسائر ماليةوفقا لموقع Kenyans.co.ke الكيني، تكبد المصدرون الكينيون "خسائر غير مسبوقة" نتيجة لهذا الحظر، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار الأزمة إلى تسريح واسع للعمال في مزارع الشاي ومصانعه.
إعلانويواجه المزارعون الصغار الذين يعتمدون على التصدير وضعا ماليا حرجا، خاصة في ظل غياب أسواق بديلة قادرة على استيعاب الفائض بسرعة.
وأمام حجم الخسائر، وجّه المصدرون نداء عاجلا إلى الرئيس الكيني وليام روتو للتدخل الفوري، وسط مطالبات للحكومة باستخدام القنوات الدبلوماسية لتخفيف الأزمة.
ووفقا لتقرير نشرته "بي بي سي"، تتزايد الضغوط على السلطات الكينية لبدء محادثات مباشرة مع الخرطوم لضمان استئناف صادرات الشاي في أقرب وقت.
وفي تصريح لموقع Kenyans.co.ke، قال أحد المصدرين "نحن في وضع صعب للغاية. إذا لم يتم إيجاد حل سريع، فقد تواجه صناعة الشاي في كينيا أزمة اقتصادية واسعة النطاق".
أسباب الحظر السوداني وتداعياتهوجاء هذا الحظر عقب تعليق السودان لجميع الواردات من كينيا، احتجاجا على استضافة نيروبي مؤخرا اجتماعا لقوات الدعم السريع التي وقعت اتفاقا مع حلفائها السياسيين والمسلحين لتأسيس حكومة موازية في السودان.
وقد أثار هذا الاجتماع استياء الحكومة السودانية التي ردّت بفرض حظر تجاري على كينيا.
ويعتقد بعض المحللين أن السودان ربما يسعى أيضا إلى دعم إنتاجه المحلي من الشاي، أو أنه يحاول حماية اقتصاده من الضغوط الخارجية. ومع ذلك، فإن إغلاق السوق السودانية أمام الشاي الكيني قد يؤدي إلى ارتفاع أسعاره في السودان نفسه، مما قد ينعكس سلبًا على المستهلكين هناك.
هل ستنجح كينيا في احتواء الأزمة؟تُبرز هذه الأزمة مدى تأثير القرارات السياسية على الاقتصاد، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الشاي الذي يُعد أحد أهم صادرات كينيا.
ومع استمرار الخسائر، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة الكينية من استعادة السوق السودانية قبل تفاقم الأزمة؟ حتى الآن، تظل الأمور غير واضحة، في حين يترقب المصدرون أي تحرك رسمي قد ينقذ الصناعة من أزمة تهدد مستقبلها.