دراسة بحثية: الأطفال البدناء معرضون لنقص «الحديد»
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
أظهرت دراسة أجراها علماء التغذية في جامعة "ليدز" أن الأطفال والشباب الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بنقص الحديد.
وقام باحثون من كلية علوم الأغذية والتغذية بفحص آلاف الدراسات الطبية من 44 دولة شملت أشخاصا تقل أعمارهم عن 25 عاما إذ تم تسجيل مستويات الحديد والفيتامينات والمعادن الأخرى جنبا إلى جنب مع الوزن، ووجدوا أن نقص الحديد كان مرتبطا بكل من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من نقص الوزن وزيادة الوزن، ولوحظ نقص الزنك وفيتامين "أ" فقط في الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية، ما دفع الباحثين إلى استنتاج أن نقص الحديد لدى الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن ربما يرجع إلى التهاب يعطل الآليات التي تنظم امتصاص الحديد، أن لنقص الحديد عند الأطفال تأثير سلبي على وظائف المخ، بما في ذلك الانتباه والتركيز والذاكرة، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وقال الدكتور "زياوميان ثان"، الأستاذ في كلية علوم الأغذية والتغذية" في جامعة ليدز "إن بحثنا مهم للغاية بالنظر إلى ارتفاع معدل انتشار السمنة لدى الأطفال، نأمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الاعتراف بالمشكلة من قبل ممارسي الرعاية الصحية والتحسينات في الممارسة السريرية والرعاية، في السابق، ربطت عدد من الدراسات الطبية نقص الحديد بسوء التغذية، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يعد الجوع السبب الرئيس لوفيات الأطفال الصغار، رغم أنه يتم الاعتراف بشكل متزايد بأن نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يحدث أيضا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة والذين لديهم نظام غذائي فقير بالمغذيات ولكن عالي في الطاقة".
وأضاف" ترتبط البدانة، في البلدان ذات الدخل المرتفع، بالأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر والملح والطاقة، ولكن في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، غالبا ما ترتبط السمنة بالفقر والوجبات الغذائية الرتيبة مع خيارات محدودة من المواد الغذائية الأساسية مثل الذرة والقمح والأرز والبطاطس، فيما تواجه العديد من البلدان النامية الآن عبئا مزدوجا من سوء التغذية إلى جانب الإفراط في التغذية بسبب الزيادة السريعة في الانتشار العالمي للسمنة في العقود الأخيرة، خاصة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمس سنوات و19 سنة".
تسلط هذه الدراسة الضوء أيضا على الاختلافات في التركيز بين البلدان ذات الدخل المرتفع والدول النامية، حيث تركز معظم الدراسات في إفريقيا وآسيا على نقص التغذية وتركز الدراسات من أمريكا الشمالية وأوروبا بالكامل على الإفراط في التغذية.. ويقول الباحثون إن هذا أمر مثير للقلق بشكل خاص حيث تعاني كل من إفريقيا وآسيا من أعلى عبء مزدوج من سوء التغذية بسبب النمو الاقتصادي والانتقال إلى نظام غذائي غني بالسكر والدهون على النمط الغربي، وأشارت البيانات إلى أنه بين عامي 2000 و 2017، ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن دون سن الخامسة في إفريقيا من 6.6 إلى 9.7 مليون، وفي آسيا ارتفع هذا الرقم من 13.9 إلى 17.5 مليون، في الوقت نفسه، كانت هناك زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم دون سن 5 سنوات، من 50.6 إلى 58.7 مليون في إفريقيا.
وقالت " برناديت مور"، أستاذ علم التغذية وفى كلية ليدز:" تؤكد حقيقة هذه الأرقام الصارخة أن التحقيق في نقص المغذيات الدقيقة فيما يتعلق بالعبء المزدوج لسوء التغذية لا يزال بالغ الأهمية لصحة الطفل، مع بلوغ الطفل عمر الحادية عشرة، في المملكة المتحدة، يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال من زيادة الوزن أو السمنة، وتشير بياناتنا إلى أنه حتى الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن، يمكن أن يكون الالتهاب الذي يؤدي إلى نقص الحديد مشكلة.. مشيرة إلى أنه ثبت أن زيادة النشاط البدني وتحسين النظام الغذائي يقلل الالتهاب ويحسن حالة الحديد لدى الأطفال، ويدعو الباحثون الآن إلى إجراء مزيد من الدراسات حول فعالية هذه التدخلات، ويعتقد الباحثون أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث حول نقص المغذيات الدقيقة والعب المزدوج لسوء التغذية والإفراط في التغذية في البلدان التي توجد فيها حاليا ثغرات في البيانات.
اقرأ أيضاًخاف على حياتك.. 8 فئات ممنوعة من تناول الفسيخ والرنجة في عيد الفطر
في اليوم العالمي للصحة.. هيئة الدواء تقدم نصائح لمنع انتشار الأمراض
لو تقلت في حلويات العيد.. 8 نصائح لتجنب الإسهال بعد تناول الكحك
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السمنة سوء التغذية نقص الحدید فی البلدان فی التغذیة
إقرأ أيضاً:
هل الجرعات العالية من حمض الفوليك أثناء الحمل آمنة؟ دراسة جديدة تجيب
كشفت نتائج أولية لدراسة حديثة أن تناول جرعات عالية من حمض الفوليك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لا يشكل أي مخاطر على صحة الأم أو الجنين، بل قد يكون له تأثير إيجابي في تعزيز القدرات اللفظية والمهارات السلوكية لدى الأطفال في سن السادسة. وتأتي هذه النتائج خلافا لما أشارت إليه بعض الدراسات السابقة التي حذرت من مخاطر تناول جرعات عالية من حمض الفوليك خلال الحمل.
وأجرى الدراسة باحثون في الولايات المتحدة من جامعة ستانفورد، والمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية ومعهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، وستُعرض نتائجها في الاجتماع السنوي الـ77 للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب المقرر عقده في أبريل/نيسان القادم في سان دييغو وعبر الإنترنت، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت".
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم حمض الفوليك خلال الأشهر الأولى من الحمل حصلوا على درجات أعلى في اختبارات المهارات اللفظية والسلوكية مقارنة بأقرانهم الذين لم تتناول أمهاتهم المكمل الغذائي. ولم تُظهر الدراسة أي مخاطر مرتبطة بالجرعات العالية، مما يوفر طمأنينة للأمهات حول إمكانية استخدام مستويات أعلى من حمض الفوليك عند الحاجة.
إعلانوحمض الفوليك هو أحد أشكال فيتامين (ب) ويسمى أيضا الفولات (Folate)، ويوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الخضراوات الورقية، والفواكه، والبقوليات. ومع ذلك، قد لا توفر هذه المصادر الطبيعية الكمية الكافية للحوامل، مما يستدعي استخدام المكملات الغذائية.
تُوصى النساء عموما بتناول 0.4 ملغ من حمض الفوليك يوميا، بدءا من مرحلة التخطيط للحمل وحتى الأسابيع الأولى من الحمل، وذلك لدوره الفعّال في تقليل خطر العيوب الخلقية في الجهاز العصبي لدى الأجنّة. وقد يُوصى بجرعات أعلى في بعض الحالات الطبية، مثل النساء المصابات بالصرع أو اللواتي لديهن تاريخ من العيوب الخلقية، لضمان دعم نمو الجنين بشكل صحي. ومع ذلك، لا تزال الجرعة المثلى التي تحقق أفضل الفوائد دون مخاطر غير واضحة حتى الآن.
يقول الدكتور كيمفورد ميدور، الباحث الرئيسي في هذه الدراسة والأستاذ بقسم الأعصاب والعلوم العصبية في جامعة ستانفورد الأميركية وزميل الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب: "أشارت الدراسات سابقا أن حمض الفوليك أثناء الحمل قد يساعد على تقليل التشوهات الخلقية وتحسين القدرات الذهنية للأطفال، لكن لم يكن هناك اتفاق واضح حول جرعته المثلى."
وأضاف: "تؤكد دراستنا الجديدة أن تناول حمض الفوليك في المراحل المبكرة من الحمل يرتبط بتحسين صحة الدماغ لدى الأطفال، مع عدم وجود دليل على آثار سلبية عند تناول جرعات عالية منه."
من الطفل الأكثر تفاعلا؟أجريت الدراسة على 345 طفلا في سن السادسة، منهم 262 طفلا لأمهات مصابات بالصرع و83 طفلا لأمهات غير مصابات به. تم تسجيل كمية حمض الفوليك التي تناولتها الأمهات خلال أول 12 أسبوعا من الحمل، ثم تقسيم الأطفال إلى خمس مجموعات بناء على الجرعة التي تلقتها أمهاتهم، على النحو التالي:
الأطفال الذين لم تتناول أمهاتهم حمض الفوليك. الأطفال الذين تناولت أمهاتهم 0.4 ملغ يوميًا أو أقل. الأطفال الذين تناولت أمهاتهم أكثر من 0.4 إلى 1.0 ملغ يوميا. الأطفال الذين تناولت أمهاتهم أكثر من 1.0 إلى 4.0 ملغ يوميا. الأطفال الذين تناولت أمهاتهم أكثر من 4.0 ملغ يوميا.وخضع الأطفال في الدراسة لاختبارات مختلفة لقياس مهاراتهم اللفظية، مثل اختبار التعرف على الكلمات ووصف الصور. كما تم تقديم استبيانات لآبائهم لتقييم سلوكيات الأطفال، مثل مهارات التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والقدرة على أداء المهام اليومية.
إعلانووجد الباحثون بعد تحليل البيانات أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم حمض الفوليك خلال الحمل حققوا نتائج أعلى في اختبارات المهارات اللفظية والسلوكية مقارنة بأقرانهم الذين لم تحصل أمهاتهم عليه. كما أظهرت النتائج تقاربا في مستويات الأطفال الذين تناولت أمهاتهم حمض الفوليك، بغض النظر عن الجرعة المأخوذة سواء كانت عالية أم منخفضة، مما يشير إلى أن الجرعات العالية لا تشكل خطرا على نموهم العصبي.
وتطمئن هذه النتائج النساء الحوامل حول إمكانية استخدام مستويات أعلى من حمض الفوليك عند الحاجة، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.
يقول الدكتور ميدور: "بينما أشارت بعض الدراسات السابقة إلى وجود مخاطر محتملة مع الجرعات العالية من حمض الفوليك، فإن نتائج دراستنا مطمئنة، لكننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة المثالية لكل فئة من النساء."
ويبقى قرار تحديد الجرعات دائما في يد الطبيب، لضمان تحقيق أقصى استفادة للأم والجنين على حد سواء، مع مراعاة الحالة الصحية والاحتياجات الخاصة بكل حالة.