موقع النيلين:
2025-03-17@21:44:50 GMT

معتصم اقرع: العقل النقدي وأعداء الفكر

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT


العقل النقدي وأعداء الفكر:
إحدى الحيل الشائعة التي يستخدمها السطحيون هي تصوير الكتابة النقدية في السياسة على أنها ممارسة سلبية لا معني لها عندما يزعجهم محتواها الذي يقللون من قيمته ولكن لا يمكنهم دحضه بحجج أفضل.

لكن المواطنين الضحلين ليسوا وحدهم. السياسيون والسلطويون بشكل عام لا يحبون وضع مواقفهم وخطابهم في موضع تقييم نقدي يسائل جوانبه ويضيء ما إنبهم عنه حتي تكتمل الصورة في عقل المواطن، ولذلك يصورون الرأي الذي لا يحبونه على أنه كلام فارغ أو نقد يأتي من مدمني النقد وممن يحبون الكلام ولا يقدمون حلولاً عملية.

ولكن الزعماء السياسيين وأبواقهم يمارسون فقدان الذاكرة الانتقائي وينسون
تجاهلهم الروتيني للسياسات والحلول البديلة التي يقدمها منتقدوهم مرارا وتكرارا لتذهب إلي سلال مهملاتهم الممولة من الخارج.

حسب مايكل سكريفن وريتشارد بول: “التفكير الناقد هو عملية منضبطة فكريًا لتصور وتطبيق وتحليل وتوليف و/أو تقييم المعلومات المجمعة من أو الناتجة عن الملاحظة أو الخبرة أو التفكير أو الاستدلال أو التواصل، كهادي للاعتقاد والعمل.”

ولكن عقل العصافير السوداني لا يميز بين الفكر النقدي الذي يهدف لرفع الوعي من ناحية، وبين الشناف المجاني من ناحية أخري. وهذا جهل بئيس.

لذا فإن التفكير النقدي الحقيقي هو شكل من أشكال العمل الثقيل الذي يستند على سنوات من التدريب العقلي ومراكمة المعارف. لكن العمل الفكري عادة ما يكون مكروهاً من قبل سماسرة السلطة الذين يفضلون أمة جاهلة لأن قطعان الجهلة يسهل قيادتها وتضليلها بينما لا يمكن التلاعب بالمواطنين المطلعين المعززين بنفس السهولة.

لذا فإن من يقللون من قيمة العمل الفكري باعتباره كلاماً فارغاً أو حباً للسلبية هم ضد التفكير وضد المشاركة السياسية السلمية لأن مجالات الرأي العام هي أهم ساحات تمكن المواطنين من المشاركة السلمية في العملية السياسية في بلدانهم وحول العالم.
أعداء التفكير النقدي الذين يقللون من قيمة المشاركة الفكرية يفضلون أمة من الماعز ويساعدهم في الهجوم القناصة الذين يخفون سطحية عقولهم ونقص المعرفة بالتقليل من قيمة الرأي النقدي الحقيقي المستنير. وفي هذا لا يميزون بين الشناف والتفكير النقدي وشتان.

قال الرب في الكتاب المقدس في البدء كانت الكلمة ويقول القران في أوائل آياته إقرأ ويضيف أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا عظيما. وأحب عبد الخالق محجوب إن يذكره الشعب بانه أعطي الشعب الوعي ما إستطاع.

وبعدين يجي كائن جهلول غريب في الفيسبوك يقول ليك ده تنظير ساي. فيا روح جدك ماذا تتوقع في الفيسبوك غير الراي؟ أتتوقع مظاهرة؟ إنقلاب؟ قليب هوبة؟ زنق البصلة؟
التحية لكل الشرفاء رافعي الوعي العام الذين يبذلون عملا ثقيلا بلا مقابل.

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا. إذ يشكل صعود الصين تحديا واسع النطاق للديمقراطيات في المنطقة التي اعتمدت طويلا على القوة الأمريكية للحفاظ على أمنها.

وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.

وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.

ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.

ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.

مقالات مشابهة

  • «إضاءات» وزارة العدل يحفز التفكير الإبداعي
  • وزير الداخلية يعزي ذوي الشهداء الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الوطني
  • على مائدة الفكر
  • فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية
  • أصدقاء وأعداء سوريا الجديدة
  • "الشبهات المعاصرة حول السنة النبوية".. محور ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
  • رحلة البرنامج مع صندوق النقد بدأت... ولكن بأيّ شروط؟
  • التأطير العقدي للعمل.. ضمان التوافق بين الفكر والسلوك في الإسلام
  • هل يجوز للمرأة وضع العطر؟.. علي جمعة: جائز ولكن بشرط
  • مفاوضات غزة - "مقترح مُحدث" لاستئناف المفاوضات ولكن..