موقع النيلين:
2024-06-30@01:07:57 GMT

معتصم اقرع: العقل النقدي وأعداء الفكر

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT


العقل النقدي وأعداء الفكر:
إحدى الحيل الشائعة التي يستخدمها السطحيون هي تصوير الكتابة النقدية في السياسة على أنها ممارسة سلبية لا معني لها عندما يزعجهم محتواها الذي يقللون من قيمته ولكن لا يمكنهم دحضه بحجج أفضل.

لكن المواطنين الضحلين ليسوا وحدهم. السياسيون والسلطويون بشكل عام لا يحبون وضع مواقفهم وخطابهم في موضع تقييم نقدي يسائل جوانبه ويضيء ما إنبهم عنه حتي تكتمل الصورة في عقل المواطن، ولذلك يصورون الرأي الذي لا يحبونه على أنه كلام فارغ أو نقد يأتي من مدمني النقد وممن يحبون الكلام ولا يقدمون حلولاً عملية.

ولكن الزعماء السياسيين وأبواقهم يمارسون فقدان الذاكرة الانتقائي وينسون
تجاهلهم الروتيني للسياسات والحلول البديلة التي يقدمها منتقدوهم مرارا وتكرارا لتذهب إلي سلال مهملاتهم الممولة من الخارج.

حسب مايكل سكريفن وريتشارد بول: “التفكير الناقد هو عملية منضبطة فكريًا لتصور وتطبيق وتحليل وتوليف و/أو تقييم المعلومات المجمعة من أو الناتجة عن الملاحظة أو الخبرة أو التفكير أو الاستدلال أو التواصل، كهادي للاعتقاد والعمل.”

ولكن عقل العصافير السوداني لا يميز بين الفكر النقدي الذي يهدف لرفع الوعي من ناحية، وبين الشناف المجاني من ناحية أخري. وهذا جهل بئيس.

لذا فإن التفكير النقدي الحقيقي هو شكل من أشكال العمل الثقيل الذي يستند على سنوات من التدريب العقلي ومراكمة المعارف. لكن العمل الفكري عادة ما يكون مكروهاً من قبل سماسرة السلطة الذين يفضلون أمة جاهلة لأن قطعان الجهلة يسهل قيادتها وتضليلها بينما لا يمكن التلاعب بالمواطنين المطلعين المعززين بنفس السهولة.

لذا فإن من يقللون من قيمة العمل الفكري باعتباره كلاماً فارغاً أو حباً للسلبية هم ضد التفكير وضد المشاركة السياسية السلمية لأن مجالات الرأي العام هي أهم ساحات تمكن المواطنين من المشاركة السلمية في العملية السياسية في بلدانهم وحول العالم.
أعداء التفكير النقدي الذين يقللون من قيمة المشاركة الفكرية يفضلون أمة من الماعز ويساعدهم في الهجوم القناصة الذين يخفون سطحية عقولهم ونقص المعرفة بالتقليل من قيمة الرأي النقدي الحقيقي المستنير. وفي هذا لا يميزون بين الشناف والتفكير النقدي وشتان.

قال الرب في الكتاب المقدس في البدء كانت الكلمة ويقول القران في أوائل آياته إقرأ ويضيف أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا عظيما. وأحب عبد الخالق محجوب إن يذكره الشعب بانه أعطي الشعب الوعي ما إستطاع.

وبعدين يجي كائن جهلول غريب في الفيسبوك يقول ليك ده تنظير ساي. فيا روح جدك ماذا تتوقع في الفيسبوك غير الراي؟ أتتوقع مظاهرة؟ إنقلاب؟ قليب هوبة؟ زنق البصلة؟
التحية لكل الشرفاء رافعي الوعي العام الذين يبذلون عملا ثقيلا بلا مقابل.

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

القس سهيل سعود يقدم محاضرة عن "القدس في الفكر المسيحي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدّم القس سهيل سعود راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية في بيروت، محاضرة بعنوان: "القدس في الفكر المسيحي" وذلك في المدرسة الإنجيلية الوطنية في صيدا، والتي فيها شدّد على مسيحية القدس وأهميتها بالنسبة للإيمان المسيحي، كون أن أرض فلسطين استضافت، حدثَ تجسُّد يسوع المسيح. إذ وُلِدَ المسيح في بيت لحم، نشأ في الناصرة، وتعمّد في نهر الأردن. وعاش، معظم حياته في الجليل. وصُلِبَ، وماتَ، وقام، وصعد إلى السماء، وحدث كلّ ذلك في مدينة القدس. ومن القدس انطلق شهود المسيح إلى أقاصي الأرض. مما ذكره، أنّ بعض نصوص الكتاب المقدَّس، أطلقت على مدينة أورشليم إسم، "المدينة المقدَّسة"، كما يَذكر البشير متّى في إنجيله: " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ" (متى 4: 5). مما ذكره، أنه في كلمة للمفكِّر المسيحيّ المطران جورج خضر، ألقاها في مؤتمر "القدس الآن"، الذي انعقد في بيروت عام 1999، قال المطران خضر: " القدس ليست فقط مدينة تاريخيَّة، لكنّها إلهيَّة، لكونها المكان الذي خاطب الله فيه الإنسان بالأنبياء القدامى. ولكونها موطىء قدمي المسيح" . كما ذكر خضر: "إنَّ الحضور المسيحي في القُدس هو أساسيٌّ لاكتمال اللوحة الروحية الثقافية في المدينة المقدَّسة".

ثم قدّم القس سعود تفسيرا جديدا ومعاصرا لموضوع أرض الميعاد فلسطين، وموضوع إعادة بناء الهيكل الثالث، وهو بالحقيقة ليس جديدا، لكونه تفسير المصلح الإنجيلي الفرنسي جون كلفن منذ خمسة قرون خلت، إذ فسّر نبوءات العهد القديم، حول عودة الشعب اليهودي إلى أرض الميعاد فلسطين، وإعادة بناء الهيكل الثالث، بشكل مجازي، وليس بشكل حرفي. وأنّ كل وعود الله لشعب إسرإئيل قد إنتهت وتمّت في مجيء المسيح وموته وقيامته وصعوده إلى السماء . مما ذكره القس سعود، أنّ بعض المفسِّرين الحرفيّين وبعض المسيحيين والإنجيليين، يميلون إلى تعظيم نبؤات العهد القديم حول الأرض على حساب توجُّهات لاهوت العهد الجديد. في كتابه "الأمور الأخيرة، قال اللاهوتي الهولندي المصلح هيرمان ﭘاﭬينك : "إن تفسير نبؤات العهد القديم حرفيًّا، يعني انشقاقنا عن المسيحية والعودة إلى اليهودية، لأن تفسير المملكة المسيانيَّة بمملكة أرضيَّة، هو رجاء اليهود." 

وأضاف: "ينظر العهد الجديد إلى نفسه على أنه السلطة الروحية الوحيدة التي تحدِّد، فهم العهد القديم." فالكنيسة المسيحية آمنت عبر التاريخ بأن تفسير العهد القديم يجب أن ينطلق من التوجهات اللاهوتية للعهد الجديد. وأنّ مدرسة الإصلاح والمصلحين، نظرت إلى أرض الموعد في فلسطين، على أنها كانت نموذجا أوّليا ومملكة مؤقّتة، للنموذج الأصلي الدائم التي هي المملكة السماوية الأبدية. طبّق المصلح جون كلفن، ما عرف بالتفسير التيبولوجي، على أرض الموعد، ومملكة داود، وهيكل سليمان. لأنه آمن أنّ أنبياء العهد القديم تكلّموا في معظم الأحيان عن بركات العصر القادم، من خلال رموز وصور ومنافع أرضيَّة وجسديَّة مؤقَّتة، أوحى بها الله لهم. وهي مجرّد نماذج مؤقّتة في العهد القديم، للنموذج الأصلي الذي تحقّق من خلال شخص يسوع المسيح والكنيسة في العهد الجديد. وأنه لم يعد هناك سوى وعد واحد تنتظر الكنيسة تحقّقه هو مجيء المسيح ثانية في المجد. فظلال الأمور في العهد القديم، يجب أن تفسَّر في ضوء رسالة الإنجيل الأوضح والأكمل في العهد الجديد. فالعهد الجديد ليس خروجًا عن خط العهد القديم، ولكنه الاستمراريّة المباشرة له والتحقيق العملي الروحي لنبؤات العهد القديم. وقد أتى المسيح ليكمِّل العهد القديم من خلال تفسيره الجديد له.

واختتم  القس سعود ، محاضرته بالقول، “إنَّ المأساة الروحية الكبرى، التي حدثت بعد خلق دولة إسرائيل في فلسطين، هي إدخال الكتاب المقدَّس، من قبل بعض الإنجيليين والمسيحيين، ليصير جزءًا محوريًّا في الصراع العربي الإسرائيلي. فقد استُخدم الكتاب المقدَّس، كسلاح فتّاك، يسبِّب الظلم والموت لبعض الناس، لا سيَّما الإخوة والأخوات الفلسطينيين منهم. وبالتالي، بدلاً من أن يكون الهدف من الكتاب المقدَّس تقديم رسالة رجاء وحياة للناس، فقد جَعَلَ منه البعض وللأسف ، رسالة دمار ويأس وموت، من خلال تفسيراتهم التي لا تتحسّس للآلام والظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني”.

 

 

مقالات مشابهة

  • كيف نقرأ واقع المجتمعات الإنسانية؟
  • منابر الفكر والنقاش: الجامعات العراقية في مواجهة التحديات السياسية
  • “غذاء العقل”… هذه فوائده
  • الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين
  • معتصم أقرع: هكذا تموت الإمبراطوريات
  • معتصم النهار: إذا كان الرجال بيحب عن جد وخان تتحمل الزوجة جزء من المسؤولية .. فيديو
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: نوم العقل يوقظ الوحوش
  • القس سهيل سعود يقدم محاضرة عن "القدس في الفكر المسيحي"
  • الخبراء العرب والدوليين يتحاورون بشأن تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي
  • 8 أمور يجب ملاحظتها بمناظرة CNN بين بايدن وترامب