دراسة: الآباء الجدد قد يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة أيضا!
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
توصلت دراسة بريطانية جديدة إلى أن إنجاب طفل قد يتسبب في انتكاس الرجال الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب.
وقام باحثون من كلية لندن الجامعية (UCL) بتحليل السجلات الطبية لـ 90.000 رجل لديهم أطفال في العام السابق وقارنوها بسجلات أولئك الذين لم يصبحوا آباء.
لم يكن الرجال الذين لم يتناولوا مضادات الاكتئاب قبل إنجاب طفل أكثر حاجة من الرجال الذين ليس لديهم أطفال إلى العلاج.
ومع ذلك، وجدوا أن الآباء الجدد الذين لديهم تاريخ حديث في استخدام مضادات الاكتئاب كانوا أكثر عرضة لتناولها بأكثر من 30 مرة في السنة الأولى بعد الإنجاب.
وقالت معدة الدراسة إيرين بيترسن، أستاذة علم الأوبئة والمعلوماتية الصحية في جامعة كاليفورنيا: "بعض هؤلاء الرجال سيواصلون العلاج الذي كانوا يخضعون له بالفعل، لكن آخرين لم يكن لديهم وصفة طبية حديثة وربما عانوا من انتكاس الاكتئاب. ربما يكونون أكثر وعيا بالأعراض وطلبنا العلاج - لقد نظرنا إلى استخدام العلاج المضاد للاكتئاب وليس التشخيص. ما رأيناه هو أن [اكتئاب ما بعد الولادة] ليس خطرا إلا إذا كنت عرضة للاكتئاب. لكن قد يكون إنجاب طفل حافزا لبعض الرجال".
إقرأ المزيدمن المعروف أن تاريخ المرض النفسي يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى النساء أثناء الحمل وبعد الولادة. لكن هذه إحدى الدراسات الأولى التي تبحث في استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لدى الرجال بعد إنجاب طفل.
ومن بين 3840 أبا تلقوا علاجا مضادا للاكتئاب في غضون عام من ولادة الطفل، تلقى 2552 أبا - أي ما يقرب من 66.5% - مزيدا من العلاج بمضادات الاكتئاب في العام التالي لولادة طفلهم.
بالإضافة إلى ذلك، من بين 1206 آباء تناولوا مضادات الاكتئاب بين سنة وسنتين قبل ولادة الطفل، كان 175 - أو حوالي 14% - قد خضعوا لمزيد من العلاج المضاد للاكتئاب في العام الذي يلي ولادة طفلهم.
ومن بين 85690 رجلا ليس لديهم تاريخ من استخدام مضادات الاكتئاب، تم وصف العلاج لـ 1712 فقط (2%) في السنة التي أعقبت ولادة طفلهم. وفي ضوء النتائج، يشير الباحثون إلى أنه قد يكون من المفيد إجراء فحص للصحة العقلية مع طبيبهم العام في السنة الأولى بعد إنجاب طفل.
وقالت الباحثة الرئيسية، المرشحة للدكتوراه، هولي سميث: "العلاقة بين الاكتئاب والأبوة معقدة، لكننا وجدنا أن العلاج السابق لمضادات الاكتئاب هو المحدد الرئيسي المرتبط باستخدام مضادات الاكتئاب في العام الذي يلي إنجاب طفل. وقد يكون هذا بسبب استمرار الرجال في العلاج قبل إنجاب طفل، أو قد يكون هؤلاء الرجال أكثر عرضة لمشاعر الاكتئاب مرة أخرى وقد تؤدي تحديات إنجاب طفل جديد إلى تفاقم هذا الأمر. بعد ولادة الطفل، يتركز الاهتمام عادة على صحة الأم والطفل. ومع ذلك، نحتاج إلى ضمان حصول الآباء الجدد على الرعاية التي يحتاجونها أيضا، من خلال تحسين البحث عن الآباء الجدد وكيفية التعامل معهم بشأن صحتهم العقلية".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الصحة العامة بحوث فی العام قد یکون
إقرأ أيضاً:
هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا في ذكرى مرور نصف قرن على حرب فيتنام التي وضعت أوزارها في 30 أبريل/نيسان 1975 وانتهت بتوحيد شطري البلاد بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، وهزيمة القوات الأميركية على يد قوات فيتنام الشمالية.
وتقول الصحيفة إن العديد من الفيتناميين الذين نجوا من تلك الحرب وهربوا إلى الولايات المتحدة، لا يزالون يبذلون جهدهم لغرس قيم وطنهم الأصلي في نفوس أبنائهم الذين اكتسبوا الجنسية الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحربlist 2 of 2ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتابend of listوتضيف أن مئات الآلاف من الفيتناميين استقر بهم المقام في الولايات المتحدة في السنوات التي تلت نهاية الحرب، حيث تمثل الذكرى السنوية بالنسبة لهم منعطفا معقّدا كتب نهاية لحياتهم في موطنهم الأصلي، وأملا في أن تكون أيامهم في أميركا أكثر إشراقا.
صراع هوية
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش بعضهم ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة حياة مريحة في بَلداتهم الأصلية، لكنهم اليوم يعملون في وظائف عمالية في أرض أجنبية حيث واجهوا في البداية حواجز لغوية وثقافية.
ولا يزال أبناؤهم في صراع، إذ يكابدون للتوفيق بين قيم آبائهم وأسلوب نشأتهم في الولايات المتحدة، وما سيورثونه لأبنائهم في الجيل القادم من الأميركيين الفيتناميين.
إعلانومن بين هؤلاء فيت ثانه نغوين الذي فرّ من فيتنام إلى الولايات المتحدة مع عائلته في 1975 ولم يكن قد تجاوز الرابعة من العمر.
وقال نغوين الحائز على جائزة بوليتزر في الأدب عام 2015، إنه يريد أن يُفهِم أطفاله التضحية التي قدمها أجداده الذين تركوا وراءهم وطنهم وعائلتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة.
واعتبر أن ذلك التزام يتعين عليه أخذه على محمل الجد من أجل التأثير على أحفاده وتذكيرهم بما فعله أجدادهم، إدراكا منه أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف ينشؤون كأميركيين، وأن من المهم أن يتعرف أبناؤه على تاريخ وطنهم الأم.
دروس التاريخ
ونقلت واشنطن بوست عن لونغ بوي، أستاذ الدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن طلابه الأميركيين الفيتناميين غالبا ما يتساءلون لماذا لا يتحدث الناس علانية عن الحرب.
وقال إن دروس التاريخ الأميركية تميل إلى تقديم الحرب في فيتنام على أنها كانت معركة أرادت بها الولايات المتحدة الحد من انتشار الشيوعية، رغم أن هذا التعريف لا يضعها في سياق الصراعات العالمية الأخرى.
وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة التي تُدرس بها مادة التاريخ مجردة تماما من الطابع السياسي، بينما كانت الحرب سياسية بامتياز. ووفقا له، فإن الأميركيين الفيتناميين عرفوا عن الحرب من والديهم.
وأجرت الصحيفة مقابلات مع 3 فيتناميين أميركيين لاستجلاء أوضاعهم ومعرفة ذكرياتهم مع حرب فيتنام، ومن بينهم تروك كريستي لام جوليان التي ترعرعت في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.
جروح الماضي
تقول إنها عاشت في كنف الثقافة الفيتنامية، واحتفلت مؤخرا بالسنة القمرية الجديدة في أرض المعارض المحلية، وحضرت قداسا في المعبد البوذي بالمدينة. لكن عائلتها لم تحضر فعاليات "أبريل الأسود" التذكارية للجالية الفيتنامية المحلية التي كانت تقام حدادا على سقوط سايغون.
إعلانكان الأمر مؤلما للغاية، خاصة بالنسبة لوالدها الذي لم يتحدث أبدا عن وصولهم إلى الولايات المتحدة في عيد الشكر عام 1975.
ولم تنجح لام جوليان في حث أشقائها الأكبر سنا لمشاركة ذكرياتهم عن الفرار من فيتنام وقضاء عدة سنوات في مخيم للاجئين في ماليزيا إلا عندما بلغت سن الرشد، واصفة محاولاتها إقناعهم بأنها كانت "أشبه بعملية خلع ضرس".
وعندما أصبحت أما لطفل اسمه جاكسون يبلغ من العمر الآن 8 سنوات، أرادت لام جوليان أن تربطه بتراث أجداده، فتحدثت إليه عن قصة هجرة عائلتها، وأخبرته عن حرب فيتنام وكيف أن الناس في بلدها الأم لم يكونوا متفقين على الطريقة التي يرغبون العيش بها. وأبلغته أيضا أن جدها ساعد القوات الأميركية.
مواطن آخر يدعى هونغ هوانغ (60 عاما) تحدث إلى الصحيفة باللغة الفيتنامية قائلا إنه لم يكن يشعر بالخوف إبان تلك الحرب لأنه كان طفلا صغيرا آنذاك، لكنه أضاف أنه كان يرى من خلف باب منزل عائلته جنود فيتنام الشمالية وهم يتخلصون من أسلحتهم ويخلعون زيهم العسكري.
وأعرب هوانغ عن أمله في أن يتمكن الجيل الشاب من الفيتناميين في أميركا من الاستمرار في الحفاظ على الطابع الجيد لوطنهم الأصلي.
تعايش
وثالث الأشخاص الذين التقت بهم واشنطن بوست، امرأة تدعى آنه فونغ لوو، التي ترعرعت في مدينة نيو أورليانز، ثم عادت إلى مسقط رأسها في بورتلاند، أوريغون، في عام 2020 وانخرطت في تعاونية زراعية أسسها مزارعون أميركيون فيتناميون بعد أن دمر التسرب النفطي لشركة النفط البريطانية (بريتيش بتروليوم) عام 2010 حرفة صيد الجمبري المحلية.
وقالت إن والديها وأشقاءها -وهم من هانوي التي كانت عاصمة فيتنام الشمالية- فروا من وطنهم في عام 1979 بسبب ما يسمى عادة بحرب الهند الصينية الثالثة، وهي سلسلة من النزاعات بين فيتنام وتايلاند وكمبوديا والصين.
إعلانولم تحتفل عائلتها بذكرى سقوط سايغون، ونادرا ما تحدثوا عن الحرب، على الرغم من أن والدها كان يعاني من ندوب جراء شظايا قصف بالقرب من الجامعة التي كان يدرس فيها الموسيقى. وتدير لوو الآن مطعما فيتناميا في سوق كريسنت سيتي للمزارعين في مدينة نيو أورليانز.
وفي لقاء جمعها مؤخرا مع خالاتها وأعمامها في فيتنام، علمت أن العديد من أقاربها أصيبوا بالسرطان نتيجة للأسلحة الكيميائية خلال الحرب.
وقالت "لم أكن أدري حقا أن عائلتي قد تأثرت بالحرب بهذا الشكل"، مضيفة أنها أدركت أثناء حديثها مع أقربائها أن "50 عاما لم تكن تلك الفترة الطويلة جدا".