سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على المقال الصادر عن مدونة صندوق النقد الدولي (IMF) (Blog)، المعنون بـ «تعزيز استقلالية البنوك المركزية لحماية الاقتصاد العالمي»، تأثير استقلالية البنوك المركزية في قدرتها على دعم تعافي الدول من آثار جائحة «كوفيد - 19»، ومن الضغوط التضخمية المستمرة.

البنوك المركزية الأكثر استقلالية نجحت في خفض معدل التضخم خلال 2007-2021

وأوضح مركز معلومات الوزراء في تقرير صادر عنه بعنوان «مقتطفات تنموية»،  أنَّ المقال أوضح أنه في السنوات الأخيرة، نجحت البنوك المركزية في إدارة أزمة جائحة «كوفيد - 19» بفعالية، من خلال التيسير النقدي القوي الذي ساعد على منع الانهيار المالي العالمي وتسريع التعافي الاقتصادي.

تشديد السياسة النقدية

ومع تحول الانتباه نحو مكافحة التضخم، قام عدد من البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية، مما أسهم في استقرار توقعات التضخم في أغلب البلدان، حتى مع وصول زيادات الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عدة عقود.

يُعزي نجاح البنوك المركزية في السيطرة على التضخم حتى الآن إلى الاستقلالية التي اكتسبها عدد منها في العقود الأخيرة، والتي تسهم في مكافحة التضخم، وتحقيق نمو مستقر طويل الأجل، ووفقًا لإحدى دراسات صندوق النقد الدولي (IMF) التي نظرت في وضع عدد من البنوك المركزية في الفترة (2007-2021)، فقد كانت البنوك التي حصلت على درجات استقلالية قوية أكثر نجاحًا في إبقاء التضخم منخفضا آنذاك.

ويشير استقلال البنوك المركزية إلى قدرتها على التحكم في ميزانيتها وموظفيها، وضمان عدم تعرضهم للفصل بسهولة بناءً على آرائهم السياسية، أو الإجراءات المتخذة ضمن التفويض القانوني.

تخضع البنوك المركزية للمساءلة

في المقابل، ينبغي أن تخضع البنوك المركزية للمساءلة، وأن تتحلى إدارتها بالشفافية والقوة، لضمان دقة التنبؤ بالسياسة النقدية وتمسكها بالأهداف طويلة الأجل، بدلًا من تحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل.

علاوة على ذلك، تتحمل الهيئات الحكومية الأخرى مسؤولية مساعدة البنوك المركزية على تحقيق الأهداف الموكلة إليها ومواجهة المخاطر المقبلة، ولا يشمل ذلك القوانين التي تنص على الاستقلال فحسب بل يشمل كذلك الاهتمام بكيفية تأثير الإجراءات السياسية الأخرى في وظيفة محافظي البنوك المركزية.

على سبيل المثال، يساعد سن سياسات مالية حكيمة تحافظ على استدامة الديون على الحد من مخاطر الهيمنة المالية - أي الضغط على البنك المركزي لتوفير تمويل منخفض التكلفة للحكومة، مما يؤدي إلى تأجيج التضخم، الأمر الذي يسهم في تعزيز الاستقرار المالي للاقتصاد بأكمله، ويقلل من خطر تردد البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة خوفًا من التسبب في انهيار مالي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسعار الفائدة الاقتصاد العالمي البنك المركزي البنوك المركزية البنوک المرکزیة فی

إقرأ أيضاً:

استقلالية القضاء أولوية في مسيرة الاصلاح

توافق كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس المكّلف تشكيل الحكومة العتيدة القاضي نواف سلام، من دون سابق تنسيق، على أن "العدل هو أساس الملك". وهذه الحكمة لم تطبّق خلال العهود الماضية، وبالأخصّ في عهد الرئيس ميشال عون، إذ بقيت التشكيلات القضائية "نائمة" في أدراج القصر الجمهوري نوم أهل الكهوف، وكذلك لم يتمّ الافراج عن قانون استقلالية القضاء. وهذا الأمر إن دلّ على شيء فعلى أن كثيرين ممن تعاقبوا على السلطة لم يريدوا أن يكون القضاء مستقلًا بكل ما لكلمة استقلالية من معنىً. فلو أرادوا بالفعل أن يكون القضاء قضاء حقيقيًا غير مرهون لأي إرادة سياسية لكانوا تركوا خبز التعيينات القضائية للخباز الماهر والخبير، أي لمجلس القضاء الأعلى، وهو الأدرى والأكثر حرصًا على القضاء من أي من السياسيين، الحاليين والسابقين، الذين جعلوا من القضاء مطيّة لسلطتهم السياسية، وبعدما عطّلوا دور المجلس القائي أو أفرغوه من أي مضمون وسلطة.
فلو أراد هؤلاء حقيقة أن يكون القضاء في منأى عن تدخلاتهم السياسية لكانت هذه التشكيلات قد أبصرت النور، ولكان العمل القضائي قد استقام بنسبة عالية، لأن مجلس القضاء الأعلى، وقبل تفريغه، كان مقتنعًا وبإجماع أعضائه، بأنه وضع في هذه التشكيلات الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو لم يعتمد فيها أي مصلحة أخرى سوى مصلحة القضاء، المطلوب منه في المرحلة الآتية الكثير من العمل على ملفات عالقة، ومطلوب منه أيضًا أن يقوم بإنجازات لم يستطع القيام بها في الماضي لأسباب بعضها معروف وبعضها الآخر لا يزال غامضًا.
 كثيرون هم هؤلاء الذين  لم يكونوا يريدون أن يأخذ القضاء دوره كاملًا، لأنهم وبكل صراحة وبساطة كانوا يريدون أن يبقوه طيّعًا ومطياعًا، وهذا ما يتناقض مع مبدأ فصل السلطات، ويخالف ابسط قواعد العدالة، التي يُفترض أن تكون شفافة ونزيهة وغير منحازة لفريق ضد فريق آخر، وألاّ تكون استنسابية غير مستندة إلى القوانين والضمير.
 ويتساءل المتسائلون: كيف يمكن مكافحة الفساد إذا كان القضاء فاسدًا. ولكي لا يكون القضاء فاسدًا يجب إبعاده عن السياسة وأهلها، ولكي يستطيع هذا القضاء غير الفاسد محاربة الفساد أينما وجد يجب رفع يد السياسيين عنه، وهذا لا يتمّ إلاّ إذا كان القضاء مستقلًا وحرًّا، ولكي يكون هذا القضاء حرّا ومستقلًا يجب تحريره من يد السياسيين، وهذا لا يكون إلاّ إذا تحررّت التشكيلات القضائية من القابضين عليها.
لا شك في أن اول ما يحتاج اليه لبنان اليوم هو التصدي الجاد للأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها. وهذا يتطلب إصلاحات جذرية ورؤية واضحة لبناء اقتصاد حديث ومنتج يؤمن فرص عمل جديدة ونموٍّ مستدام. غير أن الشرط الأساسي لتحقيق ذلك هو قيام دولة قادرة، دولة قانون ومؤسسات، ترتكز على قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وتوفر شروط المساءلة والمحاسبة الديمقراطية. وهذا ما يقود تلقائيًا وطبيعيًا الى ضرورة وضع الحصان أمام العربة وليس العكس، كخطوة أولى في مسيرة الإصلاح السياسي. ولعلّ حجر الزاوية في ذلك هو إقامة سلطة قضائية مستقلة، لان من دون تحقيق هذا الإصلاح البنيوي لا سيادة حقيقية للقانون، ولا انتظام لعمل المؤسسات، ولا ضمان للحقوق او الحريات العامة والخاصة. وهذا شرط اساسي لاستعادة الثقة بالدولة والنهوض باقتصاد البلاد.
ومن دون الوصول إلى نهايات طال انتظارها في جريمة تفجير مرفأ بيروت لا يمكن الحديث عن سلطة قضائية مستقلة. إلاّ أن عودة القاضي طارق البيطار إلى استئناف تحقيقاته توحي بأن الأمور متجهة إلى خواتيمها المرجوة، خصوصًا أن من هدده بـ "القبع" لم تعد له تلك "السطوة" التي كان يتمتع بها في السابق.
وما يبشرّ بأن هناك جدّية في انتظام عمل القضاء ما صدر من تشكيلات جديدة في المحكمة العسكرية، التي لم تعد خاضعة لسلطة أكبر من سلطتها. ومن بين الأسئلة المشروعة سؤال سيبقى من دون جواب إلى أن تدرج الأمور في نصابها الصحيح، يتعلق بدور القضاء في كل ما تم تداوله في السنوات الماضية من أمور خطيرة تلفّها شبهات فساد، وهدر، وصفقات، وفضائح.  
فالرئيس عون وكذلك الرئيس المكّلف مقتنعان بأن مبدأ استقلالية القضاء هو في أساس مفهوم دولة القانون، وهو حجر الزاوية لقيامها، كما انه ملازم لفكرة فصل السلطات، مع تحصين القضاء ضد أي عوامل أو تدخلات خارجية. من هنا يمكن فهم لماذا يصرّ رئيس الجمهورية على أن تكون له الكلمة الفصل في تسمية الوزير الذي سيتولى حقيبة وزارة العدل، إضافة إلى وزارتي الدفاع والداخلية، من دون أن يعني ذلك بالطبع أنه يطالب بحصة وزارية في الحكومة الجديدة، التي قد تبصر النور قبل 27 الشهر الجاري.   المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ترامب: نخطط لتعويض الخسائر الاقتصادية التي سببتها إدارة بايدن الفاشلة
  • ميقاتي: الحكومة الحالية استطاعت ان تتخطى كل الصعوبات التي واجهها لبنان
  • بمقدار 19 طنا.. ارتفاع التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار في الذهب
  • المدير العام للخطوط الجوية التركية بلال أكشي: يسعدنا أن نستأنف رحلاتنا بعد انقطاعٍ إلى دمشق التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين وهذه العودة تسهم بخدمة سوريا وشعبها وشعوب المنطقة
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • كيف تؤثر سياسة ترامب التجارية على اقتصاد العالم؟.. مخاوف من «إجراءات انتقامية»
  • مدبولي يستقبل رئيس وزراء قطر لدعم النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات بين البلدين
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • استقلالية القضاء أولوية في مسيرة الاصلاح