المُزارع يضع المنهج بنفسه.. والسيدات تربى وتحصد .. «مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
هنا «وادى النقرة» و«وادى الصعايدة» في أسوان، حيث يحتضنان أبرز المشروعات الزراعية التي تستهدف تحسين إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية، ذلك المشروع الذي حقق نتائج مبهرة بشأن وفرة الإنتاج الزراعى والحيوانى عبر تبنى ممارسات مبتكرة وذكية مناخيا، عبر المدارس الحقلية، حيث لا فصول ولا أسوار ولا مناهج محددة، فالمزارع يضع المنهج، والحقل هو مكان الدراسة.
أخبار متعلقة
مدرسة حقلية للنهوض بمحصول الأرز ضمن مشروع ترشيد استهلاك المياه في الشرقية
مدرسة حقلية إرشادية حول طرق مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالشرقية
مدرسة حقلية للتعرف على أهم المعاملات الزراعية لمحصول البنجر بالشرقية
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
تقول الدكتورة سهير المصرى، مدير مؤسسة تنمية الأسرة المصرية، منسق المشروع في محافظة أسوان، إن مشروع مدارس المزارعين الحقلية أحد المشروعات التي تنفذ تحت مظلة وزارة الزراعة ومنظمة الأمم المتحدة (الفاو) وتستهدف إكساب المزارعين الخبرة من خلال تكوين مدارس من المزارعين يشتركون في زراعة نفس المحصول ويتم وضع منهج للمدرسة من خلالهم ويتم تقديم الدعم الفنى من خبراء ومساعدات فنية ومعلوماتية تساهم في تحسين جودة وزيادة إنتاجية المحصول من خلال اتباع الأساليب والممارسات الحديثة في الرى والزراعة والتسميد واختيار الأصناف المزروعة التي تعطى إنتاجية عالية، بالإضافة إلى مدارس الثروة الحيوانية من ماعز وخراف وتسمين ماشية، من خلال تحسين جودة التغذية وتقديم التحصينات واكتشاف الأمراض وعلاجها، وبالتالى زيادة قيمتها ما ينعكس على زيادة دخل المزارع وتحسين معيشته.
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
وأشارت إلى أن المدارس الحقلية فرصة للمزارعين لتبادل الخبرات، لافتة إلى نجاح العديد من المدارس في تحقيق إنتاجية عالية بأقل تكلفة ما يساهم في زيادة دخل المزارع نتيجة زيادة جودة ونوعية وكمية المحصول وبتكلفة أقل وتحقيق عائد مادى على المزارع وتحسين دخله (أحد أهداف المشروع)، مضيفة أن مدارس المزارعين الحقلية ذات نهج تشاركى يتعلم فيه المشاركون كيفية صقل مهاراتهم من خلال المراقبة والتحليل واختبار أفكار جديدة في حقولهم، ما يساهم في تحسين الإنتاج وسبل العيش.
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
وأوضحت «المصرى» أن من النتائج الرائعة لمدارس المزارعين الحقلية، أن نجح المزارعون وخاصة المدارس التي كان غالبية أعضائها من السيدات، في تحقيق إنتاجية كبيرة؛ مثل مدرسة القمح بقرية الآمال في وادى النقرة وقد حققت إنتاجية ٢٥ إردبا للفدان، مشيدة بإقبال السيدات على الانضمام لهذه المدارس وعدم تعارض عضويتهن في المدرسة مع دورها كربة منزل، بل ساعدهن أزواجهن في المشاركة وحضور جلسات المدرسة.
وقالت «المصرى»: حققت تجربة زراعة محصول قصب السكر بنظام الشتلات بالمشروع ٤٨.٥ طن للفدان، بمعدل ٤٨ ألفا و٥٠٠ كيلو للفدان في وادى الصعايدة، مقابل ٤٢ طنا للفدان بنظام العقل التقليدى، وحقق المحصول من صنف جيزة ٤ بنظام الشتلات إنتاجية ٦٩.٦ طن للفدان، مقابل ٥٩ طنا للفدان بالزراعة التقليدية مع فارق ملحوظ في الطول والحجم.
وتابعت: المعلومة التي يحصل عليها المزارع قد تغير حياته وتزيد دخله.
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
وأوضحت أنه في نهاية فترة عمل المدرسة يتم تقييم المدرسة وتكريم المزارعين في احتفالية تقام بمناطق تنفيذ المشروع، ويتم تدريب أعضاء المدارس على التسويق من خلال تكوين مجموعات تسويقية.
المهندس مؤمن جيلانى، استشارى المشروع، أكد أن المشروع يساعد المزارع في التعامل مع التغيرات المناخية وأى تغيرات قد تحدث أثناء الزراعة، موضحا أن المشروع يعتمد المزارع الخبير في الأرض، الذي ينقل المعلومة من خلال جلسات أعضاء المدرسة الحقلية التي تعقد بين المزارعين على رأس الغيط ويقوم بنفسه بإجراء التحليل البيئى، وتبادل الخبرات بين المزارعين، وحل المشاكل المشتركة التي تواجههم، وهو الأساس الذي تقوم عليه المدرسة من خلال وجود مشكلة مشتركة لمحصول معين يقوم بزراعته أعضاء المدرسة، أو أثناء تربية الماشية بالنسبة لمدارس الثروة الحيوانية، وتعتمد المدرسة على الأرض والمُيّسِّر والمزارع والمحصول والمنهج الذي يضعه المزارع.
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
ويقول المهندس ناصر سلطان، منسق المشروع بمنطقة وادى النقرة في أسوان، إن تنفيذ المشروع بمنطقة وداى النقرة حقق نجاحات كبيرة في زراعات القمح والشمر الذي حقق ٩٠٠ كيلو إلى ٩٥٠ كيلو للفدان بجانب الإنتاجية العالية للمحاصيل الطبية والعطرية وزيادة إنتاجية محصول النعناع، ما دفع الشركات إلى التعاقد مع المزارعين لتوريد إنتاجهم؛ نظرا لجودته، ما يعكس تغير مستوى معيشة المزارع، وقد شهد المشروع نجاح زراعات القصب بالشتل والكركديه والذرة الشامية والبرسيم والفاصوليا والبصل، ما يحقق عائدا كبيرا للمزارع بأقل تكلفة في أقل مساحة وكذلك في مدارس الثروة الحيوانية.
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
المهندس إسلام أبوالقاسم منسق بالمشروع، قال إن المُيسِّر دوره في المشروع تجميع أعضاء المدرسة الحقلية المشتركين في زراعة محصول معين، وتنظيم السجلات للمزارعين أعضاء المدرسة وتنظيم الجلسات على مدار عمل المدرسة الحقلية منذ اختيار نوع المدرسة والمحصول ووضع المنهج وتحديد احتياجات المدرسة وتجهيز الأرض للزراعة، مرورا بعملية الزراعة حتى الحصاد وتقييم التجربة ويتولى منسقو المشروع الإشراف على تنفيذ هذه الضوابط. وتضيف حنان عبدالحميد، مُيسرة، شاركت في المشروع بتكوين مدارس حقلية، أن الاستفادة الكبرى هي الخبرات التي حصل عليها المزارع في التعامل مع المحصول والأرض وإجراء التحليل البيئى، لافتة إلى أن حضور الجلسات لم يتعارض مع عمل السيدات وأداء واجباتهن تجاه رعاية الأبناء والأعمال المنزلية بل حرصن على الانتظام في المدرسة، مشيرة إلى دور المُيسر في تنظيم الجلسات وضبط السجلات وتسجيل تفاصيل المدرسة وما يدور من نقاشات والتعرف على احتياجات المزارعين.
«مدارس حقلية بلا فصول».. تجربة رائدة تنطلق من الصعيد
وقالت إيمان على، أحد أعضاء المزارع الحقلية: تعلمنا إجراء التحليل البيئى للمحاصيل لمعرفة وملاحظة أي تغيرات تحدث للمحصول وطرق علاجها، إضافة إلى فحص المواشى بمدارس الثروة الحيوانية ومعرفة الطريقة المثلى لتغذيتها والأمراض الظاهرة وطرق علاجها، حيث يوفر لنا المشروع الدعم الفنى والخبراء وبعض المستلزمات من تقاوى وأسمدة وجرعات تحصين وتطعيم لمدارس الثروة الحيوانية. مشيرة إلى تنظيم مجموعات لتسويق المحصول.
وادى النقرة وادى الصعايدة أسوان أبرز المشروعات الزراعية مدارس حقليةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين أسوان زي النهاردة من خلال
إقرأ أيضاً:
بسبب حزب الله.. صافرات الإنذار تنطلق 541 مرة في تل أبيب خلال 24 ساعة
كشفت وسائل إعلام عبرية، أن اليوم الأحد، كان واحدا من أسوء الأيام التي مرت على دولة الاحتلال الإسرائيلية، إذ دوت صافرات الإنذار أكثر من 541 مرة على مدار أقل من 24 ساعة، بسبب صواريخ حزب الله.. فماذا حدث؟
صفارات الإنذار تدوى 541 مرةقالت صحيفة «واينت العبرية»، أنه منذ منتصف الليل اليوم الأحد، حتى الساعة 6:50 مساءً، تم إطلاق صافرات الإنذار حوالي 541 مرة، بعد أن أطلق حزب الله نحو 255 صاروخا من جنوب لبنان.
وأضاف الموقع العبري، أن هذا أكبر عدد من الإنذارات منذ بداية الحرب، بسبب إطلاق نار من جنوب لبنان، باستثناء عدد الإنذارات في 28 سبتمبر، أي اليوم التالي لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عندما جرى إطلاق صفارات الإنذار- بحسب لوحة أرييه آيزنمان – نحو 771 إنذارا مؤكدة أن عدد عمليات الإطلاق هذه المرة كبير إلى حد بعيد.
وتابعت الصحيفة، أن صفارات الإنذار انطلقت عدة مرات في نحو 100 مستوطنة بعد إطلاق صاروخ واحد على وسط البلاد.
حيفا وتل أبيب تحت مرمي حزب اللهوفي وقت سابق، قال بيان جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق حزب الله نحو 10 صواريخ نحو عاصمة الاحتلال تل أبيب، وهو ما أسفر عن تدمير مبني وسط المدينة، واحتراق بعض المركبات، وإصابة عدد من الإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة العبرية، إن في حيفا شمال الأراضي المحتلة كان لها النصيب الأكبر في عمليات قصف حزب الله، حيث أعلنت نجمة دواد إصابة أكثر من 20 مستوطن، وتدمير عدد من المنازل، وتجدد اشتعال النيران في المباني.