د. عبد المنعم مختار
استاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

من هو موسى هلال؟ ومن هم قوات حرس الحدود؟

موسى هلال هو زعيم عشيرة ام جلول التابعة لقبيلة المحاميد. وتتبع الاخيرة للرزيقات الشماليين الذين يصنفون كقبائل راعية للأبل في دارفور. عمل هلال بدعم حكومي على تكوين مليشيا قبلية لمحاربة حركات التمرد المسلحة في دارفور سميت قوات حرس الحدود.



سجن موسى هلال في التسعينات بتهمة قتل 17 شخصا من قبائل دارفورية تصنف كأفريقية وبتهمة نهب البنك المركزي في نيالا. وقد اعتقلت سلطات ولاية شمال دارفور هلال في 2003 وقامت بترحيله الى سجن بورتسودان ولكن تم اطلاق سراحه بتدخل من علي عثمان محمد طه, نائب رئيس الجمهورية انذاك, بل وكلف هلال من قبل الحكومة مباشرة عقب اندلاع التمرد المسلح ضد الحكومة بتكوين مليشيا قبلية لمحاربة التمرد. وقد قام هلال في كبابية بأول انشطته للاستقطاب والتجنيد للمليشيا المسماة لاحقاً بقوات حرس الحدود باجتماعات في كبكابية في 2003 مع أعيان من عشائر أولاد راشد وعريقات وأم جلول.

في 21 يناير 2008 عين نظام الجنرال البشير موسى هلال ككبير المستشارين بوزارة الحكم الاتحادي وكان الوزير المختص حينها هو عبد الباسط سبدرات. هدف هذا التعيين تسهيل تنسيق هلال بين المسئولين الحكوميين والقيادات القبلية في دارفور دعما للتجنيد والتسليح والتموين وغيرها من الأنشطة الممكنة لمليشيا قوات حرس الحدود والتي يتزعهما هلال.

أعلن هلال انشقاقه من حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعد اربعة سنوات في يناير 2014 وكون مجلس الصحوة الثوري السوداني وتمركزت قوات هلال في مسقط رأسه ببلدة سرف عمرة وايضا بكتم وكبكابية ومنطقة الواحة بدارفور. تم اعتقال موسى هلال بواسطة قوات بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في نوفمبر 2017. ولم يطلق سراح هلال من السجن في الخرطوم الا في 11 مارس 2021، اي بعد ما يقارب العامين من سقوط نظام الجنرال البشير، وذلك بموجب عفو صادر من قبل مجلس السيادة الانتقالي.

لا يزال موسى هلال متهم من قبل الامم المتحدة بارتكاب جرائم حرب في دارفور وخاضع لعقوبات صادرة ضده بموجب ذلك. وقد اعترف هلال بمشاركته في تكوين المليشيا عبر نفوذه القبلي ولكنه ارجع افعال المليشيا لاوأمر عسكرية صادرة من قيادة الفرقة الغربية للجيش السوداني. ويعتقد مختصون، مثل الكس دي وال، بمشاركة هلال في قرارات المليشيا العسكرية ويرصد تسمية هلال لحربه في دارفور بالجهاد.

تمرد هلال وقوات حرس الحدود انذار داوي لتمرد حميدتي وقوات الدعم السريع وتفريط الجيش

يمكن اعتبار موسى هلال وقوات حرس الحدود سلف لمحمد حمدان حميدتي وقوات الدعم السريع. فقد كان لهلال علاقات إقليمية قوية مع تشاد، اذ تزوج ادريس دبي أحد كريمات موسى هلال وتدعى أماني في 21 يناير 2012. وتشير بعض المصادر الى علاقة هلال مع الامارات شملت تصدير الذهب لدبي عبر مطار الخرطوم بمساعدة ضباط في الجيش السوداني. وقد مكنت حكومة البشير هلال حتى 2014 تقريباً من السيطرة على حوالي ٤٠٠ منجم ذهب في دارفور شامل مناجم جبل عامر.

تمرد موسى هلال وحمل السلاح وتوكأ على النفوذ القبلي وصادرات الذهب والعلاقات الاقليمية وكون مجلس الصحوة الثوري ضد حكومة الجنرال البشير فجردت له الحكومة حملة عسكرية بقيادة حميدتي ليعتقله واخرين من قياداته ويحل محله ويرث جل قواته وعتاده وسياراته وماله، وسط حالة استهتار وتفريط وتهوين من قبل الحكومة والجيش بالغي السوء والخطورة.

لم تعي الحكومة ان تمرد هلال وقوات حرس الحدود هو الانذار الداوي ولم يتحرك الجيش لحل هذه المليشيا ومصادرة سلاحها وسياراتها واموالها حتى لا يتكرر تمردها، مع علم الحكومة والجيش بجلاء لحقيقة ان هذه المليشيا فاقت في قوتها كل المليشيات السابقة لتكوينها.

وهكذا استمرت تجارب قوات المراحيل لتصبح قوات الدفاع الشعبي لتصير قوات حرس الحدود ثم قوات الدعم السريع وتزداد قوة حتى توازي الجيش عدداً وعتاداً ونفوذاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً داخل السودان وخارجه وذلك خلال سنين ممتدة وتحت بصر الجميع، حاكمين ومعارضين، عسكريين ومدنيين.

ثم إذا بالجيش الحاكم يدفع ثمن غفلته وتهاونه بل وتفريطه الممتد عبر السنين الطوال في أمننا القومي بمحاربة قوات الدعم السريع على أجسادنا وفي عقر ديارنا.

الدرس المستفاد اذن هو ضرورة حظر ومنع وتجريم تكوين اي مليشيات جديدة في سودان ما بعد الحرب مع حل وتسريح ودمج قوات الدعم السريع في الجيش المهني الموحد والخالي من عضوية الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وأفكار الاسلام السياسي، فالاخيرين والمليشيات أجمعين هم الذين اورثونا الشمولية والحروب والدماء والدمار.

moniem.mukhtar@googlemail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع قوات حرس الحدود فی دارفور موسى هلال هلال فی من قبل

إقرأ أيضاً:

من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟

الخرطوم- لا يزال السودانيون يتداولون الحكايات والسيناريوهات المختلفة عن مقتل القائد الميداني البارز في قوات الدعم السريع، رحمة الله المهدي، الشهير باسم "جلحة"، الذي لقى مصرعه بالخرطوم يوم الثلاثاء الماضي.

ويُعتبر "جلحة" واحدا من أشهر قادة الدعم السريع، بحيث كان يتنقل بقواته من مختلف المحاور بين الخرطوم والجزيرة وكردفان، وينشط بشكل لافت على وسائط التواصل الاجتماعي.

في هذا التحقيق، تحاول الجزيرة نت الوقوف على الروايات المختلفة عن مقتل "جلحة" المثير للجدل، حيث يقول مراقبون إن العملية تمت بأسلوب المافيا في تصفية المنافسين. وثمة من تحدث عن خفايا اتصالات بين "جلحة" والجيش ومن قام بدور الوسيط في هذه الاتصالات.

وثمة تفاصيل كثيرة عن الخلاف بين جلحة والرجل الثاني في قوات الدعم السريع وهو الجنرال عبد الرحيم دقلو شقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".

#جلحة
28 يناير 2025م

أعلنت عناصر من #مليشيا_الجنجويد خبر وفاة رئيس حركة شجعان #كردفان والمنضم ل المليشيا جلحة رحمة الله في إحدى المعارك مع الجيش.

وحقيقة الأمر أن جلحة إنسحب من محاور الجزيرة مع عدد من قواته إلى مدينة #بارا وظل يتردد بين بارا و #أم_روابه إلى قبل أيام قليلة
(1\2) pic.twitter.com/z0sHLkMGkV

— أخبار شرق كردفان (@EastKordofan) January 28, 2025

تساؤلات عن قتله

يوم الثلاثاء الماضي، نعى بعض قادة قوات الدعم السريع الجنرال رحمة المهدي "جلحة". لكن لم تكن الكلمات كافية لإزالة اللبس حول غياب الجنرال المثير للجدل حيث قفزت تساؤلات عن كيف وأين أدرك الموت "جلحة"؟

إعلان

وقبل أن يجد الناس إجابات عن أسئلتهم، كانت رواية أخرى تقول إن جلحة تعرض للتصفية على أيدي رفاقه في الدعم السريع إثر خلافات لم تكن مخفية بين الرجل الذي يعشق الظهور في السوشيال ميديا والحركة المسلحة التي يتحرك قادتها بحذر وفي صمت حتى تحسبهم أمواتا.

بدايات مشاغب

من فراغ البادية العريض، برز الشاب النحيل رحمة المهدي المعروف بـ"الجنرال جلحة". ويحاول الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة فك شفرة البدايات للقائد المشاغب ويقول للجزيرة نت، إن جلحة لم يتلقَّ تعليما نظاميا، لكنه ظهر مع المناخ الذي أعقب اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية وقت ذاك والحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق في عام 2005، والتي شجعت بما جلبته من منافع لجنوب السودان من تنامي تيارات مطلبية خاصة في المناطق المنتجة للبترول في جنوب وغرب كردفان.

هنا يقدم "جلحة" نفسه باعتباره قائدا لحركة أسماها "شجعان كردفان"، وفي روايات أخرى يقدم نفسه قائدا لقوات "التدخل السريع"، والتي تملك جيشا جرارا يمكن أن يخوض حروبا عابرة للدول والقارات.

وهذا الزعم يصفه مصدر أمني بـ"الوهم". ويقول المصدر للجزيرة نت إن جلحة لم يكن يملك قوات ضخمة بل قوته لم تتجاوز الـ200 فرد في أفضل الأحوال.

بندقية للإيجار

من بوادي كردفان، مضى الشاب جلحة إلى ليبيا يبتغي فرص العيش الكريم، لكن ليبيا تجتاحها ثورة شعبية تقلب الأوضاع رأسا على عقب في عام 2011. وباتت القوى العسكرية الليبية تستقوي على بعضها ببنادق رجال من دول الجوار. وظاهرة البنادق الأجيرة في ليبيا عُقدت لها المؤتمرات الدولية لتفكيكها وتسريحها وإعادتها لبلاد المنشأ.

ومن بين حمَلة هذه البنادق الأجيرة كان الشاب رحمة المهدي والذي بات في صفوف قوات الجنرال خليفة حفتر، ولم ينتبه كثير من الناس لهذا الشاب والذي كثيرا ما يعتلي المنابر الإسفيرية ليقول حديثا بعضه يغضب والآخر يضحك.

إعلان

بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ومقتل عدد من قيادات الدعم السريع جاب قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو ميادين الدول المجاورة ليعيد استيراد البندقية المغتربة. وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام عاد جلحة للسودان منضما لقوات الدعم السريع.

وهنا، يقول الصحفي محمد حامد نوار، إن "جلحة" لم يكن على توافق كبير من شقيق حميدتي ونائبه، عبد الرحيم دقلو. كما أظهر نبرة استعلائية واستقلالية عن الدعم السريع حيث كان يقدم نفسه باعتباره قائدا لقوات "التدخل السريع" وأحيانا يبرز على الهواء عضلاته القبلية في إطار الصراع القبلي المسكوت عنه داخل "الدعم السريع"، خاصة بين قبيلتي "الرزيقات" و"حميدتي"، و"المسيرية" التي ينتمي إليها "جلحة".

شبيه القذافي

يعتقد مصدر أمني تحدث للجزيرة نت، أن "جلحة" كان يتجنب خوض المعارك الكبيرة بجانب الدعم السريع، وهو ما يتفق معه الصحفي محمد حامد جمعة، ويضيف أن "جلحة" اعتمد على "الحلقوم" وتخصص في الخطب الحماسية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

يعتقد جمعة أن جلحة كان ذكيا في تعامله مع الميدان الحربي فقد كان أيضا يبرز وجها رحيما حينما يتجنب مهاجمة المدن أو ينتقد علانية الذين يقومون بذلك كما حدث مع ضابط الدعم السريع عمر شارون الذي عنف شيخا كبيرا في ولاية الجزيرة فتصدى له جلحة على الملأ موبخا.

يرى محمد حامد جمعة أن جلحة كان متأثرا في أدائه السياسي المسرحي  بشخصية العقيد القذافي المتقلبة المزاج والمشاغبة، وتمنح اللكنة الليبية التي يتحدث بها "جلحة" المقاربة وجها آخر. وكذلك يتقمص شخصية "حميدتي"؛ فتجري على لسانه اللغة البسيطة والعميقة في الوقت ذاته.

واستخدم "جلحة" كثيرا الأمثلة الشعبية وفي مرات أخرى آيات القرآن الكريم. وبين هذا وذاك قدم خطابا شعبويا غير متماسك، وجد آذانا تستمع له ربما لفرط غرابته أو لبساطته. لكن المصدر الأمني وهو لواء متقاعد من المخابرات السودانية يلخص شخصية جلحة للجزيرة نت ويصفه بالمسرحي المهرج.

إعلان خلافات معلنة وخفية

خلافات الجنرال "جلحة" كانت كثيرة حيث عبّر عن بعضها علانية؛ إذ قال في إحدى خطبه إنه قائد "قوات التدخل السريع" وفي تغريدة أخرى منح نفسه رتبة فريق، وفي ثالثة تحدى قائد قوات الدعم السريع، بشكل غير مباشر حينما قال إن كان هنالك من يرى أنه رضع لبن الإبل في إشارة للقبائل البدوية التي ينتمى لها الجنرال حميدتي، فإنه من أبناء القبائل التي ترعى الأبقار.

وهنا يشير الصحفي جمعة إلى أن الخلاف الأبرز كان بين "جلحة" والرجل الثاني في قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، وسبب هذا الصراع "المنافسة على مقعد الرجل الثاني في قوات الدعم السريع، وتغذيه أحاسيس بالتعالي القبلي بين الرجلين".

لكن الخلاف الأشهر وقع حينما وصف عمران عبد الله، مستشار حميدتي، "جلحة" بأنه "مجرد جندي"، فكاد ذاك التصريح يشق قوات الدعم السريع المكونة في غالبها من قبيلة الرزيقات، فيما يعتبر "جلحة" من أبرز وجوه قبيلة "المسيرية". وفي وجه ضغوط كثيرة اضطرّ مستشار حميدتي للاعتذار علنا عن تصريحاته التي أغضبت "جلحة".

اتصالات مع الجيش

بعد أن سيطر الجيش السوداني والقوات المساندة له على مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، لم ينسحب جلحة إلى خطوط دفاع الدعم السريع في شمال الولاية قريبا من العاصمة الخرطوم.

ويرسم محمد حامد جمعة طريق خروج "جلحة" من الجزيرة، وهو قرار يشير إلى ذكاء الرجل وربما اقترابه من الجيش السوداني، لكن بحسب جمعة فإنه كان يخطط للعودة لكردفان ليكون قريبا من أهله "المسيرية"، وفي الوقت ذاته يتفادى الميدان الساخن.

لكن فيما يعتقد جمعة، فإن الرجل المتطلع بات تحت الرقابة في الآونة الأخيرة فلم يجد مناصا أن يبقى في المنطقة الرمادية قريبا من الجيش السوداني بشرق النيل شرقي ولاية الخرطوم.

يقول مصدرنا الأمني الرفيع إن الجيش السوداني أجرى اتصالات مع الجنرال "جلحة" بعد أن رأى تباعد المسافة بينه وبين قادة الدعم السريع. وهو أمر يفصّل فيه محمد حامد جمعة ويقول إن الاتصالات بدأت عبر بعض القيادات في تنسيقية أبناء قبيلة المسيرية.

إعلان

وحسب جمعة، فإن أعيان القبيلة وجدوا ضوءا أخضر في مساعيهم من قبل الجيش السوداني، وأن قيادات في الجيش كانت ترغب بالاستثمار في شخصية جلحة المستقلة وكذلك انتسابه لقبيلة كبيرة ومؤثرة.

ما رواية الدعم السريع؟

جاءت رواية الدعم السريع حول مقتل الجنرال "جلحة" على لسان عمر جبريل، الذي نعاه في تغريدة على منصة "إكس"، مشيرا إلى مقتله دون تقديم إيضاحات سوى إبراز بطولته.

وتواصلت الجزيرة نت مع القيادي بقوات الدعم السريع حسبو أبو الفقراء، والذي أكد مقتل جلحة في كردفان مع عدد من القادة الميدانيين بعد أن استهدفته طائرة مسيّرة تتبع للجيش السوداني.

لكن آخرين في قوات الدعم السريع أكدوا أن مقتله كان منطقة شرق النيل ومن بين هؤلاء من قدم نفسه بأنه سائقه الشخصي وآخر من كان معه حيث يفيد، في رسالة مصورة، أن قائده قتل في منطقة "الكدرو" شمالي الخرطوم بحري يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث تم استهدافه بمسيّرة للجيش السوداني، ويقسم السائق على تبرئة الدعم السريع من دم "جلحة".

أما أسرته، فحسب بيان نشره الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع، فإن ابنها مات إثر غارة بمسيرات الجيش السوداني استهدفته وشقيقه موسى.

رئيس مجلس السيادة القائد العام البرهان يتفقد الخطوط الأمامية بمنطقة الجَيلي (وكالة الأنباء السودانية) هل ثمة رواية للجيش؟

لم يتحدث الجيش رسميا عن واقعة مقتل "جلحة"، لكن هنالك قطاعات ترى أنه تمت تصفيته على يد رفاقه في قوات الدعم السريع، ومن بين هؤلاء الناشط أحمد سليمان قور، والذي يرى في تصريحات لصحيفة الكرامة، أن "جلحة" تمت تصفيته بشكل دموي من قبل قوات الدعم السريع. ويقر قور بأنه كان أحد الذين ناشدوا "جلحة" بالانسحاب من قوات الدعم السريع والانضمام لصفوف الجيش السوداني.

ويضيف الصحفي حامد جمعة، المزيد من الغموض لحكاية مقتل "جلحة"، حيث يتساءل لماذا جاء مقتله في الوقت نفسه مع مقتل عدد من القادة الآخرين في الدعم السريع؟، والذين يجمع بينهم أنهم من إثنيات أخرى غير قبيلة الرزيقات، وأن الشكوك تدور حول ولائهم للدعم السريع مثل القائد الطاهر جاه الله، القادم من بادية الشكرية في وسط السودان، واثنين من أبناء قبيلة الرشايدة في شرق السودان.

إعلان

ويرى جمعة أن الدعم السريع بات مؤخرا "قوة عمياء" تعمل بأسلوب المافيا في تصفية الشهود والقادة المنافسين.

وعن صمت الجيش، يقول جمعة إنه ليس من مصلحة الأخير منح خصمه صك براءة من دماء قائد بارز ومعروف في صفوف الدعم السريع خاصة أن غياب "جلحة" أو تغييبه تزامن مع زخم انتصارات الجيش وانكسارات الدعم السريع.

وهنا يقدم اللواء المتقاعد في المخابرات السودانية معتصم الحسن رواية أكثر تفصيلا؛ حيث يقول إن جزءا من خلافات "جلحة" مع قيادات الدعم السريع كانت حول الحقوق المادية لجنوده، وكذلك اعتذاره عن المشاركة في العمليات العسكرية التي تلت تحرير ولاية الجزيرة على يد الجيش السوداني في 11 يناير/كانون الثاني.

ويضيف اللواء الحسن أنه تم استدراج "جلحة" من قبل الدعم السريع لمنطقة شرق النيل بالخرطوم حيث تمت تصفيته هناك. وهو اتجاه يمضي فيه القيادي بالقوة المشتركة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني عثمان ذو النون، والذي طلب في تسجيل على منصة "إكس" من عشيرة "جلحة" عدم أخذ ثأرهم من قتلة ابنهم بمفهوم قبلي بل عبر الانخراط في صفوف الجيش السوداني، وذلك درءا للفتنة القبلية.

لكن حسبو الفقراء؛ القيادي البارز في قوات الدعم السريع، يرى في رواية تصفية جلحة "دعاية سمجة تستهدف الفتنة بين منسوبي الدعم السريع". بيد أن غياب الجنرال "جلحة" في هذا التوقيت يمكن أن يحسب كخسارة فادحة لقوات الدعم السريع التي تتعرض لضغوط في ميادين القتال.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • الجيش السوداني يتقدم لاستعادة مناطق حيوية من الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
  • حميدتي يعترف بخسارة ميليشيات الدعم السريع بعض المناطق أمام الجيش السوداني
  • من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش
  • شبكة أطباء السودان: مقتل طبيب في نيالا بعد اختطافه من قبل الدعم السريع