سودانايل:
2024-07-04@11:08:18 GMT

شوية إمعان في لا عودات الفريق البرهان

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

عَيَّدَ الفريق البرهان على الشعوب السودانية و القوات المسلحة بالأمنيات و الخير:
(كل عام و أنتم و جيشكم بألف خير...)
(كل عام و أنتم أكثر تلاحماً و تماسكاً و قوة...)
(كل عام و دعمكم و سندكم للقوات المسلحة أقوى و أكبر...)
و أعقب ذلك بالدعآء لشهدآء ”معركة الكرامة“ مع إزكآء التحية (للمقاومة الشعبية) ، و أكد العزم على المضي فى طريق الشهدآء و دحر الأعدآء و الخونة ثم دلف إلى لب الموضوع و بيت القصيد:
(.

..أن معركة الكرامة سوف تؤسس لما بعدها...)
(... و أقولها بالصوت العالي: لا عودة إلى ما قبل خمستاشر (١٥) أبريل ٢٣ ، و لا عودة إلى ما قبل خمسة و عشرين (٢٥) أكتوبر ٢٢ ، و لا عودة إلى ما قبل إبريل ٢٠١٩...)
و يلاحظ أن ما أذيع من التهنئة القصيرة قد خلت تماماً من ذكر إيقاف الحرب عن طريق التفاوض و الجنوح إلى السلام و إيقاف الإقتتال و نزيف الدم و تحقيق الأمن و الإستقرار و عودة النازحين إلى مدنهم و قراهم و إعادة التعمير...
و عند قرآءة تهاني و أمنيات العيد هذه فلابد من إستصحاب ما جآء في الفقرة السابقة التي تفصح جلياً عن عزم الفريق (الرئيس) البرهان في المضي قدماً في ”معركة الكرامة“ ، و التي تعني إزهاق المزيد من الأنفس السودانية مع ملاحظة أن أغلب الأنفس المهدرة في جانبي القتال هي من الفئة الشبابية التي تعني عملياً فقدان سواعد المستقبل و جند الوطن الذين مع حسن الإعداد و التدريب و التوجيه و التثقيف فإنهم حتماً كانوا سوف يزرعون الأرض و يصونونها و كذلك العرض ، و هذا مما يدمع العيون و يمغص البطون كثيراً ، كما أنه لا بد من تقييم التهنئة من منطلقات معرفة شخصية/مزاج الفريق البرهان ، حيث أن الشواهد و دلآئل و قرآئن الأحوال و السجلات الموثقة و الموثوقة تشير إلى أن الفريق البرهان كثيراً/عادةً يُحَدِّثُ بما لا يفعلُ ، و أن أقواله لا تتطابق مطلقاً مع أفعاله ، مع الأخذ في الإعتبار أن له سجل تاريخي حافل بالنكوص عن الإتفاقيات و عدم الإلتزام بالمواثيق و العقود و تغيير المواقف و إنكار التعهدات و تقليب الأمور حتى تتماشي مع توجهاته و أحلام والده الرئاسية أو مع توجيهات الكفلآء/الأمرآء في تنظيم جماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان)...
أو أنه يمكن إحسان الظن ، و ذلك مع العلم بأن إمكانية أن يكون الفريق البرهان عند حسن الظن به ضئيلة للغاية ، و رغم ذلك فإن إحسان الظن بالآخرين خصلةٌ نبيلةٌ و تمرينٌ أخلاقيٌ محبب و لا ضير من ممارسته ، و يتطلب/يشترط التمرين إفتراض أن وحياً/إلهاماً إلهياً أو حكمةً قد هبطت فجأةً على قلب الفريق البرهان و عقله و تفكيره و جعلته يُقَدِّمُ مصلحة بلاد السودان و شعوبها على: أحلام والده الرئاسية و أطماعه الشخصية في السلطة و النفوذ و رغبات التنظيم الكيزاني في التشبث بالسلطة و الإفلات من المسآءلة و المحاسبة القانونية على عقود من الحكم الظالم و الإنتهاكات و الإبادات الجماعية هذا عدا الفساد المنظم و سوء الإدارة و التطرف الديني التي دمرت جميع مناحي الحياة في بلاد السودان حتى أورثتها: التخلف التنموي و الركود الإقتصادي و التمزق الإجتماعي و الجهل المعرفي و الهوس الديني و الدمار البنيوي و الفوضى و ساقتها إلى حافة/بوادر التشظي و الإنهيار...
و بنآءً على ما تقدم فإن إحتمالات تفسير ثلاثية اللاعودة البرهانية يمكن أن تكون ثنآئيةً أو ثلاثيةً!!! ، و إستناداً على ما أُرسِيَ من منهج لتناول و تحليل خطاب التهنئة البرهانية في الفقرات السابقة فإنه يمكن تفسير:
(عدم العودة إلى ما قبل خمستاشر (١٥) أبريل ٢٣)
على أن الفريق البرهان يرفض رفضاً باتاً الإتفاق الإطاري و ما تم التوافق عليه مبدئياً من حيث:
- مدنية السلطة الإنتقالية
- الإصلاح الشامل للمؤسسات العسكرية و الأمنية و الشرطية و منع التعدد
- و إنفاذ الإصلاح القضآئي و تحقيق العدالة الإنتقالية
- إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية
- خلق السلطة التشريعية المؤقتة
و هذا الرفض يقود إلى إحتمالين هما: توافق الفريق البرهان الكادر المتأسلم المنظم مع الكفلآء/الأمرآء في النظام و التنظيم الكيزاني على مشروعهم/عزمهم/تصميمهم على إفشال الثورة و إستدامة الحرب و من ثم عودة الجماعة العلني أو المخفي المستتر إلى السلطة و مراكز النفوذ ، أو أنه ربما ينوي/يرغب في تحقيق حلم والده الرئاسي في حكم بلاد السودان و الإنفراد بالسلطة ، و في هذه الفرضية فإن إعلان اللاعودة يعني الطلاقُ البآئنُ بين الفريق البرهان و التنظيم الكيزاني الذي رعاه و كفله حتى صار ضابطاً عظيماً يتبوء مركزاً مرموقاً في اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) التي أصبحت لاحقاً (المجلس العسكري الإنتقالي/المجلس السيادي) ، بمعنى أن الفريق البرهان يريد أن يكون الفول فوله وحده من مرحلة تحضير الأرض فالزراعة فالحصاد فالإستفادة من المحصول غذآئياً و إقتصادياً!!!...
أما في حالة فرضية إحسان الظن ، و هو تمرينٌ مرغوبٌ في هذه الأجوآء العيدية ، فإن الفريق البرهان ربما يرغب صادقاً في عدم اللاعودة إلى حالة/أيام التنصل و عدم حفظ المواثيق و العهود بمعنى أنه يريد أن تمسكه الناس من لسانه هذه المرة ، و أنه لن ينصاع إلى رغبات الكفلآء/الأمرآء في الجماعة (الكيزان) المصممة و العازمة على إفشال الثورة و العودة إلى سدة الحكم عن طريق ”الإستنفار“ و ”المقاومة الشعبية“ و ”معركة الكرامة“ و بأي ثمن ، و أنه يرغب في التوافق مع الثوار و القوى المدنية و الوفآء بموافقته المبدئية و إنفاذ ما جآء في الإتفاق الإطاري بحذافيره و ضُبَانته...
و في حالة اللاعودة (إلى ما قبل خمسة و عشرين (٢٥) أكتوبر ٢٢) فيبدوا أن الفريق البرهان يعنى بها أنه يرفض العودة إلى الوثيقة الدستورية و الشراكة مع قوى الحرية و التغيير (قحت) ، و ذلك لأنه لا يوافقها على إصرارها على مدنية الدولة و خطوات إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية (إنقلاب الإنقاذ) ، مما يعني و يفيد أن ولآء الفريق البرهان لكفلآءه و أمرآءه في التنظيم الكيزاني ما زال حياً و متقداً و ثابتاً ، و أن الفريق البرهان يعني بعدم العودة رفض الثورة ، و أنه قد كَجَّنَ تصميم و عزم الثوار و جماعة قحت على إزالة نظام الإنقاذ و تفكيك واجهاته و تنظيماته تَكجِيناً بآئناً ، و أنه لا يرغب في العودة إلى صداع شعارات الثورة:
أي كوز... ندوسو دوس...
حرية ، سلام و عدالة مدنية خيار الشعب...
العسكر للثكنات و الجَنجَوِيد ينحل...
أما و إذا ما أُحسِنَ الظَّنُّ بالفريق البرهان فإنه و في هذه الجزئية من حديثه فربما يعني أنه راغبٌ في الوفآء بما جآء في كل الوثيقة الدستورية و حذافيرها و ضُبَانتها من الحكم المدني إلى تفكيك و إزالة واجهات و تنظيمات نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و كذلك الإنحياز التآم للثورة و تفادي إزهاق أرواح شباب الثورة عن طريق إطلاق الحريات و حماية المظاهرات السلمية ، و إنفاذ عودة العسكر إلى الثكنات و حل مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة ، و تنفيذ إتفاق جوبا بملحقاته و تعديلاته ، و الإصطفاف بإيمان و صدق في صف حكم القانون و إنفاذ العدالة في المسيئين و كذلك إحداث التغيير...
أما تفسير حالة (و لا عودة إلى إبريل ٢٠١٩) فإنها قد تعني أن الفريق البرهان الدَّيَّاشِي الحريص جداً على ”الأمن القومي“ و ممتلكات و أرواح و أعراض المواطنين و المقيمين و النظام و الدولة فإنه لن يسمح مطلقاً بالإنتفاض و الثورة و التظاهرات و الإحتجاجات ضد السلطات و ممارسة العمل النقابي أو الحزبي الذي يتعارض مع سياسات النظام الكيزاني الذي يدين له شخصياً/رسمياً بالولآء و الإنتمآء ، و ذلك لأنه ملتزمٌ أخلاقياً بالوفآء لولي نعمته (نظام الإنقاذ الكيزاني) بحكم أنه قد بايع أميره في التنظيم على السمع و الطاعة ، كما أن لحم أكتافه من خير الجماعة!!! ، و أنه و لولا الجماعة لما ملأت النياشين و الأوسمة صدره و كتفيه و لما نال المناصب و الإمتيازات ، أما الإحتمال/الإفتراض الثاني فيعني أن حلم والد الفريق البرهان الرئاسي هو الأرجح و الأقرب للحدوث ، و ذلك بحكم أن حلم الوالد في حقيقة الأمر رؤية ، و الرؤية حق ، كما أن تفسيرات الرؤية قد تمكنت من عقل الفريق البرهان و قلبه و فؤاده و لا بد من إستيفآء شروطها و تحقيقها ، و هذا يعني أنه و بعد ما لَبَّنَت فإن الفريق البرهان لن يسلمها للصقور الإنقاذية الكيزانية أو لنسور الثورة أو لطيور قوى الحرية و التغيير!!!...
أما عند الإحسان بالظن بالفريق البرهان الذي عاد إليه وعيه فإن ذلك يعني إنحياز الفريق البرهان التآم للثوار و الإنتفاضة و الثورة الشعبية ، و أنه قد عزم على تجنيب الثوار مرارات (حدس ما حدس) و البطش المفرط من قبل القوات المشتركة: الجيش و الأجهزة الأمنية و الشرطية و مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و كتآئب الظل الكيزانية ، و تفادي كل أهوال القتل في: شوارع و حواري العاصمة المثلثة و معسكر كولومبيا في شارع النيل و داخليات جامعة الخرطوم و ميدان إعتصام القيادة العامة و الحيلولة دون وقوع جميع ويلات القتل رمياً برصاصات بنادق القناصة أو البنادق الأتوماتيكية السريعة الطلقات أو الدوشكات المحمولة على ظهور التاتشرات أو الموت حرقاً أو غرقاً أو المعاناة من: الإعاقات الجسدية و عذابات الغازات المسيلة للدموع و سياط مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) ، هذا عدا الذل و المهانة من السباب و حلق الشعور و الإغتصابات الجنسية...
و يجب أن يلاحظ أن الفريق البرهان في لاعوداته يبدوا و كأنه قد تعمد التسلسل التصاعدي/التراجعي من الأقرب (٢٣) إلى الأبعد (١٩) و ذلك لأن التسلسل المغاير ربما يقود إلى تمارين تحليلية مختلفة و تفاسير أخرى مغايرة...
الخلاصة:
يبدوا أن اليد العليا في الساحة السياسية و العسكرية السودانية الآن لمعسكر ”العمل الخآص“ حيث البَلْ و الجَغِم و المَتّك و التَّدبِيل و الذبح على الطريقة الإسلامية و جز الرؤوس و بقر البطون و سلخ الجلود و أكل اللحوم و لعق الدمآء الإنسانية مع التهليل و التكبير ، و إذا ما كان الأمر كذلك فأنه لا مفر/مناص من قول:
الله للسودان و لشباب السودان و النازحين و اللاجئين و المغتربين و المهاجرين و الخآئفين و المكتئبين و لكل من لم يشملهم الذكر من الشعوب السودانية...
و لعنة الله على القتلة و الظالمين...
و عيد سعيد و مبارك...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفریق البرهان ی عودة إلى ما قبل معرکة الکرامة لا عودة إلى العودة إلى أنه قد أنه لا

إقرأ أيضاً:

وقف الحرب والقرار الإنتحاري

بقلم / عمر الحويج

منذ إنتصار الثورة في 11 أبريل 2019م التي كانت في يومها وساعتها ، إنتصاراً بضغط الشارع وإعتصامه التاريخي وثورته العملاقة ، ولكن في ذات الوقت إنقلاب تآمري من اللجنة الأمنية للنظام البائد ، لقطع مسيرتها الظافرة ، وإجهاضها لحظة ولادتها ، أعلنوه نصراً في بواطنهم خديعة ناجعة ، وللثوار إنحيازاً للثورة ، كما أراد النظام الإسلاموي البائد أن يوهم جماهير الثورة ذلك الحين بهذا الإنطباع الخادع "وهي أكذوبتهم الأولى!!" أن جزءً منهم " اللجنة الأمنية" وحتى نسبوها بالإسم لقوشهم بغشهم المعهود ، هو المنتصر للثورة ، حتى يوقفوا مسيرتها ، ومنعها من تحقيق أهدافها ، يعلنونه نصراً لهم إنحيازاً للثورة ، حتى يمتصوا غضبة الشارع عليهم ، التي أخافهم شعارعها "كل كوز ندوسو دوس " فبيتوا النية ، وقرروا إجهاض الثورة ، ولما صاحب الفشل هذه الخطة الإستخبارتية التي لم تمر إلا على الحرية والتغيير ، التي صدقتهم بوعي أو بغير وعي داخل بعضهم ، وكانت الشراكة ، التي فتحت الباب واسعاً ، لكل أشكال التآمر ، الناجح منها وغير الناجح ، حتى أوصلوا نجاحهم التآمري بالمفتشر ، عن طريق إنقلابهم الحقيقي ، الواضح وفاضح ، المنحاز هذه المرة ، قلباً و قالباً للإسلامويون ، في 25 أكتوبر 2021م ، وتخلصوا حتى من حكومة قحت ، التي تعدل اسمها حين هانت ، وهم شركاؤها ، والتي أحاطتهم بعنايتها ، وحالت بينهم درعاً واقياً ، وعنفوان الثورة ، بل نقول بالمكشوف ، أنها حمتهم وأحتوتهم ، من غضبة الثورة وثوارها ، إلا أنهم قذفوا بها خارجهم ، ولم يراعوا فيها إلا ولا ذمة .
وفوق ذلك عادت قحت بمركزيتها في الحرية والتغيير ، إلى ذات المربع الأول ، مربع العسكر وشراكة الدم ، "الذي ظل طريق الثورة مغيباً عنهم ، وعن المشهد ، عمداً وقصداً "عند بعض من قحت التي تبدلت إلى قحط ، بفعلها السياسي السئ ، المفارق لشعارات الثورة وأهدافها العليا ، وعادت حليمة بالإطاري مقطوع الطاري إلى قديمها ، وبشكل أو آخر ، كان سبباً وإن كان غير ذي "بينة أو دليل قاطع " واحداً من أسباب الحرب ، ولكن بمقياس المنطق ، يقول أنه حين أصبح صراع الإطاري مقطوع الطاري ، الدائر بين إنجاضه لإنجاحه أو إسقاطه ، كانت قحت ، قد عزلت قوى الثورة نهائياً من أفقها وتراتيبها السياسية ، رغم أن الثورة كانت تغلي خارجهم كالمرجل ، وفي ذات الوقت ، قوت من شوكة النظام البائد الأسلاموي ، وأخرجته من عزلته ، بإستكانتها لجناحه الأمني الذي حمل جهد إيصالها للتجرؤ ، في إفطارات رمضان ، لإعلان الحرب علناً ، وليس بالتهديد الكلامي فقط ، فلم تمر سويعات من آخر إفطار لهم في التعبئة المستمرة ، حتى تم التنفيذ ، وأشتعلت الحرب ، المستعرة حتى يوم الناس ولحظتهم هذه ، من بدأها ليس هو السؤال ، من سيوقفها أيضاً ليس هو السؤال ، الشعب المنهك الآن يبحث عن وقفها وقف إطلاق النار وكفى الله الأشرار شر القتال ، بأي ثمن فقط يريد وقفها ، فليس لديه الوقت للأسئلة ، فالثانية عنده يحسبها بكمية الآلاف التي سوف تقتل بالدانات الأرضية أو بالقذائف الجوية ، وبكم الملايين التي ستشرد وتنزح وبكم الموت جوعاً الذي استشرى وأنتشر .
فإلى تقدم نقول لقد قررتم ببيانكم الأخير أنكم سوف تشاركون الكتلة الديمقراطية "الموزاب" الحوار ، في حين قبلها قلتم لن نحاور المؤتمر الوطني و"واجهاته" ، وأنتم تعون وتعرفون أنهم ، واجهة للنظام البائد ، مهما تدثروا بطلبهم وقف الحرب وهم مشعلوها ، ولم يكن هناك ضرورة ملحة لموافقتكم ، لأي لقاء يُشبِهُّكم ويورطكم ، فوقف الحرب قد حانت ووجبت ، وحتى المستنفرين أعلنوا رغبة خجولة في وقفها ، راجعوا موافقتهم على التفاوض لوقف الحرب ، على لسان حالهم"المصباح-أبو البراء" بعد عودته غير الظافرة من جَجة التقية في ظاهرها ، وهي في الأصل ، بغرض تنظيم وجمع الإعداد للإرهاب والإرهابيين .
وبيدكم لابيد غيركم قررتم يا أهل تقدم موافقتكم غير المشروطة ، اللقاء المنتظر في القاهرة ، بغرض وقف الحرب ، وإن كان في التحليل النهائي هو قرار إنتحاركم السياسي ، السائرون إليه مغمضي الأعين . سيقول لكم شعبنا تفضلوا بالإنتحار مشكورين فقد أمسكتمونا من يدنا التي توجعنا ، أو في الحقيقة بجسدنا كامله ، المنهك والمقتول كمداً وحقيقة ، لن نقول أو ننصحكم ، بألا تلتقوا بالكوزاب ، حتى لا نكون شركاء لكم في القرار الخطأ ، فقط التقوا كما تريدون ، حتى بأهل النظام البائد بما فيهم على كرتي "والبتبلبل بعوم" هذا خياركم وأختياركم فأذهبوا وأنتم الطلقاء ، أحرار في قراراتكم ، فقد بحت حلوقنا وجفت أقلامنا من تحذيركم ، بالبعد عن طريق التسويات ، وما يرافقها من الهبوطات الناعمات !! ، الذي ظللتم فيه تسيرون .
ونقول لكم اليوم ، لا وقت لدينا ، لا نحن ولا شعبنا فائض مهلة ، لرفاهية الوعظ والإرشاد ، وليس هذا ياساً ، فلا يأس مع الحياة المفقودة أصلاً ، فشعبنا يتحرق إنتظاراً وتشوقاً لوقف الحرب .
أقول وأنا مشفق وحزين ، على غدكم واصلوا طريقكم وأنتحروا كما تشاؤون ، فقط أوقفوا هذه الحرب اللعينة التي أكلت الأخضر واليابس وكل زاحفة على الأرض بما فيها البشر والحجر والشجر .
فقط نقول لكم تحملوا مشكورين قيامكم بهذه التضحية الخطرة ، بخياركم الإنتحاري ، وإن كانت هناك الكثير من الطرق السالكة لوقف الحرب بغير إنتحاركم المكلف لكم ولنا وللثورة . فما سيحدث في اليوم التالي لوقف الحرب ، ولن ينتظر ذلك كثيراً تعونه ، إنه التاريخ وشعبكم وثورته ، سيكتب عنكم أنكم هذه المرة بجد وبجدية سبق الإصرار والترصد ، قد خنتم شعبكم ، حيث قمتم بإستغلال لحظة ضعفه ، وحاجته الأولى وأولويته المتقدمة ، لوقف حرب الدمار والموت والنزوح والهروب من موقع إلى موقع ، وحتى الإذلال الخارجي الذي لازمه في كل بقعة طالتها أقدامه الحافية . لن ينسى لكم ، في لحظته الحرجة هذه ، أنكم ذهبتم لتفاوضوا أعدائه ، الذين تسببوا في مأساته .
أقول لكم بملء الفيه ، واصلوا مسيرتكم القاصدة !! وعيون شعبنا تدمع ، وأعلنوا مع الشيطان نفسه ، لن نستطع إلا أن نردد مع الجميع .. لا للحرب ، نعم للسلام ، فنحن بين أن يكون السودان وشعبه ، أو لايكون، حتى وإن كان الثمن انتحاركم ، باعادة النظام البائد ، بمنظومته كاملة ، زائداً ما إستجد منها ، من حركات مشلحة ، واردأزول وزولات والتوم هجو والهجوات ، والليلة ما بنرجع ، والناظر ترك وقفل الميناء والناظرات ، ومن لف لفهم ، فشعبنا وفي اليوم التالي لوقف الحرب ، التي لا ناقة له فيها ولاجمل ، قادر لإستعادة مسيرته الثورية ، ومواصلة ثورته والردة ستظل له هي المستحيلة .
أذهبوا لوقف الحرب ، ومن بعدها أحملوا معهم هتافهم الله أكبر الجديد ، المفصل عليهم وحدهم لا شريك لهم فيه ، الذي يجيد ترديده الطرفان التوأمان ، وثالثهم الشيطان ، وأخاف أن تصبحوا وتجدوا أنفسكم ذلك الشيطان .
وها نحن مضطرون اليوم ، أن نبصم لكم بالعشرة صادقين ، أننا موافقون لكم والشيطان ، لإعلان وقف الحرب ، بناءاً على طلب شعبنا كما يُرى وروينا ، فلا حيلة له ، لرفض وقف الحرب ، فالعين بصيرة ، ولكن اليد قصيرة ، فقد تكأكتم عليه مع الآخرين ، ليقبل صاغراً بالقرار الذي ينتظره ويتمناه بوقف الحرب ، ولاشى غير وقف الحرب .
ونقول لكم ولهم ، وقد استغليتم حب شعبنا للحياة ولحظة ضعفه الإنساني أمام الموت والفناء بالإبادات الجماعية ، نقول فقط ، التاريخ والشعب وثورته بردتها المستحيلة ، لن يرحم جميع الأطراف التي ساهمت في هذه الحرب العبثية ، من حاملي سلاحها ، ومن دعاتها باللسان أو بالكتابة ، أو حتى بالبعد والسكوت والتلهي عنها .

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وقف الحرب والقرار الإنتحاري
  • البرهان يهنئ رئيس موريتانيا بمناسبة إعادة انتخابه
  • شاهد بالفيديو.. سيدة سودانية تقتحم جلسة للبرهان والعطا بمدينة أم درمان وتخاطبهم وسط تفاعل الحاضرين
  • البرهان قال كلام قوي ومليان وواضح
  • هل ينجح الانقلاب على البرهان هذه المرة؟
  • تعامل الفريق البرهان والقيادات العسكرية المحيطة به مع أزمات السودان الحالية لن تفلح قطعاً
  • ثورة ٣٠يونيو عمادها شعبها
  • ???? الجيوش والفرق التي لا يزورها البرهان هي التي تنتصر
  • ???? البرهان بحاجة لثلاث قرارات
  • عودة لاعبي الهلال بعد الإجازة