سودانايل:
2024-06-29@23:57:46 GMT

الدراويش سؤال وما بعد الاستعمار

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

زهير عثمان حمد

نظرية ما بعد الاستعمار تعتبر من النظريات الأدبية والنقدية الهامة التي تتناول الثقافة والهوية في سياق ما بعد الاستعمار. هذه النظرية تسلط الضوء على كيفية تأثير الاستعمار على الثقافات والهويات الوطنية، وتبحث في الطرق التي يمكن من خلالها للمجتمعات المستعمرة سابقًا أن تعيد بناء هوياتها الثقافية والوطنية.

ينظر إلى ما بعد الاستعمار ليس فقط كفترة زمنية تلي الاستعمار، بل كمجال دراسي يتناول الأثر الثقافي والاجتماعي للاستعمار ومقاومته. يتضمن ذلك النظر في كيفية استمرار تأثيرات الاستعمار والإمبريالية في العصر الحديث، وكيف يمكن للثقافات المتأثرة بالاستعمار أن تطور هويات جديدة ومستقلة بالتالي، يمكن القول إن ما بعد الاستعمار ليس ضياعًا، بل هو محاولة لفهم وبناء هوية وطنية تأخذ في الاعتبار التاريخ الاستعماري وتأثيراته، مع السعي نحو تحقيق الاستقلالية الثقافية والفكرية ونظرية ما بعد الاستعمار تعتبر من النظريات الأدبية والنقدية الهامة التي تتناول الثقافة والهوية في سياق ما بعد الاستعمار. تربط هذه النظرية الخطاب بالمشاكل السياسية الحقيقية في العالم، وتستعرض ثنائية الشرق والغرب في إطار صراع عسكري وحضاري وقيمي وثقافي وعلمي. يهدف الباحثون في هذا المجال إلى فهم تأثير الاستعمار على الثقافات والهويات الوطنية، والبحث في كيفية بناء هويات جديدة ومستقلة. يعتبر مفهوم ما بعد الاستعمار أيضًا محاولة لفهم وبناء هوية وطنية تأخذ في الاعتبار التاريخ الاستعماري وتأثيراته، مع السعي نحو تحقيق الاستقلالية الثقافية والفكرية.
بالطبع! البروفيسور بدرالدين حامد الهاشمي هو أستاذ علوم الأدوية وكاتب. قام بترجمة وتلخيص مجموعة من الكتابات الغربية عن السودان. من بين مؤلفاته , “العقيد والبروفيسور”: ترجمة للكاتب الصيني ديفيد ونج، وهو كتاب يروي أحداثًا درامية تجري في سياق احتجاجات ضد الزمرة العسكرية. “السودان بعيون غربية”: سلسلة ترجمها وألَّفها البروفيسور الهاشمي، تسلط الضوء على تاريخ السودان من خلال كتابات غربية ترجمها إلى العربية. يغطي موضوعات متنوعة مثل التاريخ والاقتصاد والأدب والعلوم السياسية والطب والصحة والأنثروغرافيا والجغرافيا وعلم الاجتماع. “محفوظات وثائق (أرشيف) المهدية”: ترجمة وتلخيص للبروفيسور الهاشمي لمقال للبروفيسور بيتر هولت عن أرشيف المهدية.
نعم، يُعتبر ما بعد الاستعمار عاملاً مؤثراً في الصراع الإثني بالسودان. تاريخياً، خلّف الاستعمار تركة من التقسيمات الإدارية والاجتماعية التي أسهمت في تعقيد العلاقات بين المجموعات الإثنية المختلفة. في السودان، تفاقمت هذه القضايا بعد الاستقلال، حيث استمرت السياسات التي تفضل بعض الجماعات على حساب أخرى، مما أدى إلى توترات وصراعات إثنية.
الصراعات الإثنية في السودان تعكس أيضاً تأثيرات ما بعد الاستعمار من خلال النزعة القبلية واللعبة السياسية. فقد شهدت مناطق مثل دارفور وكردفان وكسلا وبورتسودان اشتباكات أهلية نجمت عن تناقضات وتنافسات قبلية، لكنها تحمل في باطنها دوافع سياسية واقتصادية. وقد أدت هذه الصراعات إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، مما يثير القلق حول مستقبل السلام والاستقرار في البلاد.
إن الفهم العميق للتأثيرات الاستعمارية وكيفية تشكيلها للديناميكيات الإثنية الحالية يُعد ضرورياً لإيجاد حلول دائمة للصراعات في السودان.
نظرية ما بعد الاستعمار هي نظرية أدبية ونقدية تربط الخطاب بالمشاكل السياسية الحقيقية في العالم. تستعرض ثنائية الشرق والغرب في إطار صراع عسكري وحضاري وقيمي وثقافي وعلمي. تسعى لاستكشاف مواطن الاختلاف بين الشرق والغرب وتحديد أنماط التفكير والنظر إلى الشرق والغرب معًا. يعتبر الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا من رواد هذه النظرية. أما بالنسبة للكتب السودانية في هذا السياق، فمن المفيد الإشارة إلى كتاب “السودان بعيون غربية” للبروفيسور بدرالدين حامد الهاشمي، الذي يركز على ترجمة كتابات الغربيين عن السودان.
بالتأكيد، يبدو أن كتاب “من زاوية مختلفة” للمؤلف محمد غنايم يقدم نظرة متعددة الأبعاد حول موضوعات متنوعة، ويتضمن تجارب حياتية وقصص واقعية. يمكن أن يكون هذا الكتاب مصدر إلهام للقراء الذين يبحثون عن وجهات نظر مختلفة وتحليلات عميقة للأحداث والتجارب الشخصية.
نعم، تأثر الكتاب السودانيون بالنزاعات الأفريقية في كتاباتهم، خاصة فيما يتعلق بمسائل ما بعد الاستعمار وفكرة الوطنية الأفريقية. الصراعات الأفريقية، بما في ذلك الحروب والنزاعات المسلحة، لها جذور تاريخية وسياسية عميقة تؤثر على الهوية والثقافة الوطنية. كما أن النزاعات الحدودية وتداعياتها على استقرار القرن الأفريقي، بما في ذلك الحدود السودانية – الإثيوبية، تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الوعي الوطني والإقليمي .
الكتاب السودانيون، مثل كتاب من مناطق أخرى تأثرت بالاستعمار والنزاعات اللاحقة، يستخدمون الأدب كوسيلة لاستكشاف وتحدي القضايا الاجتماعية والسياسية التي تواجهها بلدانهم. من خلال الأدب، يمكنهم التعبير عن تجاربهم ورؤاهم لمستقبل أفريقيا الذي يتجاوز الاستعمار ويعزز الوحدة والهوية الأفريقية.
هنالك كتب السودانية التي تستعرض موضوعات متنوعة “عرس الزين” للكاتب طيب صالح: تستكشف قضايا الهوية والثقافة في السودان , “بعض هذا القرنفل” للكاتب نور الدين الصادق: تعكس تجارب الحياة والمشاكل الاجتماعية .
موسم الهجرة الي الشمال للكاتب طيب صالح: رواية تتناول الهجرة والتأثيرات النفسية. “مسيح دارفور” للكاتب عبد العزيز بركة ساكن: تسلط الضوء على الصراعات والتحولات في دارفور , “دومة ود حامد” للكاتب طيب صالح: تروي قصة حياة رجل من الريف السوداني.
هذه الكتب تمثل مجرد نماذج، وهناك المزيد من الأعمال الأدبية السودانية المميزة.و , ورواية “شوق الدرويش” لحمور زيادة هي عمل أدبي يعرض جانبًا من الصراع الاجتماعي بين الثقافة المسيحية والثقافة الصوفية الإسلامية في السودان، وتطرح تأملات في الحب والدين والغدر والصراع السياسي. أما “حديث الونس”، فهي رواية أخرى لحمور زيادة تحمل العنوان “الغرق: حكايات القهر والونس” وتتناول حكايات متداخلة تمتزج فيها الحقائق بالخيال. كلا الروايتين تعكسان موهبة حمور زيادة في سرد القصص وتصوير التحولات الاجتماعية والثقافية.
ومن المنظور الديني والإرث الروحي، يُنظر إلى مسألة ما بعد الاستعمار في أفريقيا بعدة طرق. بعض الآراء ترى أن الاستعمار ترك تأثيرات عميقة على الهوية الثقافية والروحية للشعوب الأفريقية، وهناك حاجة إلى عملية تجديد روحي وثقافي للتغلب على تلك التأثيرات. يُشدد البعض على أهمية العودة إلى الجذور الروحية والثقافية الأصلية للقارة كجزء من التحرر من الإرث الاستعماري وبناء مستقبل مستقل ومزدهر.
في السياق الإسلامي، يُنظر إلى الحياة بعد الموت ومصير الروح بناءً على الأعمال والإيمان، وهذا يمكن أن يُطبق بشكل مجازي على الأمم والمجتمعات أيضًا، حيث يُعتبر التجديد الروحي والأخلاقي جزءًا لا يتجزأ من التطور والتقدم بعد فترة من الاستعمار.
و تأثير الاستعمار على الاقتصاد السوداني ودور المرأة في ما بعد الاستعمار ومستقبل الثقافة السودانية هي موضوعات تستحق النقاش العميق. يمكن القول إن الاستعمار لم يترك فقط بصماته على النسيج الاجتماعي والثقافي، بل أثر أيضًا بشكل كبير على الاقتصاد السوداني. استُغلت الموارد الطبيعية بشكل مفرط، وتم فرض نظام تجاري يخدم مصالح القوى الاستعمارية، مما أدى إلى تراجع الاقتصاد المحلي وزيادة الاعتماد على الخارج.
فيما يتعلق بدور المرأة، فقد واجهت تحديات جمة في سياق ما بعد الاستعمار، حيث تم تهميشها سياسيًا واجتماعيًا. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تزايد الوعي بأهمية دور المرأة في تطوير المجتمع والمساهمة في الحوار الثقافي والسياسي.
أما بالنسبة لمستقبل الثقافة السودانية، فإن السودان يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي المحلي وتعزيز التنوع الثقافي. يتطلب ذلك جهودًا متضافرة لإعادة اكتشاف وتقدير الثقافات المحلية واللغات والفنون، وكذلك توفير منصات للتعبير الثقافي تسمح بالتبادل الحر للأفكار والمعتقدات.
ويمكن القول إن السودان يقف على مفترق طرق، حيث يمكنه اختيار مسار يحتفي بتنوعه الثقافي ويعالج القضايا المتبقية من عهد الاستعمار، مما يؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا لجميع مواطنيه
أن النقاش حول ما بعد الاستعمار هو موضوع معقد ومتعدد الأبعاد يتطرق إلى الثقافة، الهوية، والسلطة. يستمر الحوار بين المثقفين حول تأثيرات الاستعمار وكيفية التغلب على تلك التأثيرات في الفكر والمجتمعات المعاصرة. هذا السجال يشمل مراجعات نقدية للتاريخ والأدب والفن، ويتضمن أيضًا تحليلات للعلاقات السياسية والاقتصادية الراهنة التي تشكلت تحت تأثير الاستعمار

 

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشرق والغرب فی السودان فی سیاق

إقرأ أيضاً:

السفارة بالقاهرة تعلن شروط فتح مدارس سودانية بمصر

 

أعلنت المستشارية الثقافية لسفارة السودان بمصر بمتابعتها بصورة لصيقة التطورات الأخيرة الخاصة بإغلاق بعض المدارس السودانية بمحافظة الجيزة ، بما فيها مدرسة الصداقة التابعة للسفارة السودانية  رغم أنها المدرسة الوحيدة التي لديها ترخيص للعمل .

القاهرة ــ التغيير

وقالت المستشارية الثقافية للسفارة السودانية بالقاهرة في بيان إنها على تواصل دائم مع السلطات المصرية لإيجاد حلول لأزمة إغلاق المدارس و تقنين أوضاعها وفقاً لشروط ممارسة النشاط التعليمي للمدارس الخاصة الأجنبية بجمهورية مصر .

علمت «التغيير» أن سفير السودان لدى القاهرة، الفريق أول ركن عماد عدوي، رفع مذكرة إلى وزارة الخارجية المصرية بشأن قرار القاهرة، بإغلاق جميع المدارس السودانية في محافظتي القاهرة والجيزة.

وأفادت مصادر داخل مدرسة الصداقة بأن السفارة تولي هذا الأمر اهتماماً كبيراً، نظراً لأن المؤسسة تابعة لسفارة جمهورية السودان وتتمتع بحصانة كاملة.

وأشارت المصادر إلى أن المشكلة تكررت عدة مرات، مما دفع السفارة إلى التدخل لحلها بشكل خاص فيما يتعلق بمدرسة الصداقة، ومن ثم معالجة الوضع لباقي المدارس السودانية المشمولة بقرار الإغلاق.

وأكدت المصادر أن تداعيات القرار لم تتضح بعد، لكن الجانب المصري، قد يكون له أسبابه الخاصة لاتخاذ هذا الإجراء.

وأرسلت مدارس سودانية بالقاهرة منذ يومين، تعاميم لأولياء الأمور أكدت أن السلطات المصرية حاليًا تقوم بحصر ومراجعة جميع المدارس السودانية في أراضيها.

وأبلغتهم بتعليق العمل في مدرسة الصداقة السودانية التي تعتبر جزءًا من هذا الإجراء. وبناءً على ذلك، فقد قررت المدارس السودانية تعليق الدراسة.

ووعدت التعاميم أولياء الأمور بمتابعة الموقف وإحاطتهم بأي مستجدات في أقرب وقت ممكن.

من جهتها نبهت المستشارية الثقافية المدارس السودانية بضرورة الإلتزام بالشروط والموافقات التي وافتهم بها السلطات المصرية المختصة ، للحصول علي التصديق اللازم لتقديم الخدمة التعليمية للمدارس السودانية بجمهورية مصر.

وشملت الشروط بحسب السفارة

ــ الحصول علي موافقة وزارة التربية و التعليم السودانية .

ــ  الحصول علي موافقة وزارة الخارجية السودانية.

ــ الحصول علي موافقة وزارة الخارجية المصرية.

ــ توفير مقر للمدرسة يفي بجميع الجوانب التعليمية والعلمية والتربوية .

ــ إرفاق البيانات الخاصة والسيرة الذاتية لمالك المدرسة و مدير المدرسة.

ــ إرفاق صورة من طلب مالك المدرسة للمستشارية الثقافية بسفارة جمهورية السودان .

ــ ملف كامل للمدرسة يشمل المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم بالصفوف والمراحل التعليمية بالمدرسة .

ــ إرفاق رسم تخطيطي لهيكل المدرسة .

و تعهدت المستشارية الثقافية بسفارة السودان إلتزامها بالمتابعة مع السلطات المصرية المعنية ، لتوفير وتسهيل فرص تعليم مناسبة لأبناءنا الطلاب .

و تقدمت السفارة بكامل الشكر لوزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر على ما تقدمه من فرص تعليمية للطلاب السودانييين المقيمين في مصر في ظل ما وصفته بالظرف الاستثنائي .

 

 

الوسومإغلاق السلطات المصرية القاهرة المستشارية الثقافية شروط مدارس سودانية

مقالات مشابهة

  • توضيح من السفارة السودانية في القاهرة بخصوص إغلاق المدارس السودانية
  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني
  • السفارة بالقاهرة تعلن شروط فتح المدارس سودانية بمصر
  • السفارة بالقاهرة تعلن شروط فتح مدارس سودانية بمصر
  • الإمارات تنفي الاتهامات التي قدمها مندوب السودان أمام مجلس الأمن
  • الإمارات تدحض ادعاءات مندوب السودان المفبركة أمام مجلس الأمن
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه