كعك العيد.. ارتبط اسمه بالعيد حتى أنه يقال كعك العيد.. وترتبط دائما العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان بعمل الكعك، حيث نرى معظم البيوت تعمل الكعك ويشترك فيه كل أفراد الأسرة، فالنساء يقمن بصناعته والرجال يقومون بحمل الصاجات للفرن مع الاطفال، ومن لا يستطيع عمله لابد أن يشترى كمية لأولاده منه، فالكعك والملابس الجديدة والعيدية من مظاهر العيد وحتى بعضهم يصنعون نوعا منه يسمى الشريك  للذهاب للمقابر لمشاركة موتاهم  فى العيد.

. وفي السطور التالية نعرض بداية معرفة المصريين القدماء بكعك العيد.

كعك العيدعصر المصريين القدماء


قال مجدي شاكر كبير الآثاريين: كانت البداية الحقيقية لظهور كعك العيد منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة تحديدا أيام الفراعنة القدماء، فقد اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وكان الخبَّازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير "رخميرع" من الأسرة الثامنة عشرة بالأقصر، وكان يُسمى بالقُرص حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص تميمة الإلهة ( ست ) كما وردت في أسطورة إيزيس وايزوريس ، وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة ، وكانوا يتقنون في تشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور ، وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس الإله رع، ما يؤكد أن صناعة الكعك امتداد للتقاليد الموروثة فهو لايزال على نفس هيئته حتى الآن.

واكتشفت صور لصناعة كعك العيد تفصيليًا في مقابر طيبة ومنف ، التى تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن ، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها ، ثم يرص على ألواح الإردواز ،ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت، وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) ، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب.


 العهد الإخشيدي 
 

استطرد كبير الآثاريين: أما في عهد الدولة الإخشيدية كان أبو بكر محمد بن علي المادراني) وزير الدولة الإخشيدية يصنع كعكا في أحد أعياد الفطر ، وحشاه بالدنانير الذهبية ، وأطلقوا عليه وقتئذ اسم أفطن إليه أي انتبه للمفاجأة التي فيه، ولكن تم تحريف الاسم إلى "انطونلة" ، وتعتبر كعكة "أنطونلة" أشهر كعكة ظهرت في هذا الوقت وكانت تقدم في دار الفقراء على مائدة (200 متر وعرضها 7 أمتار  )  يعود الكعك إلى الدولة الطولونية، فكانت تصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة « كل واشكر »!!.

ومن النوادر التي شاع ذكرها في هذا الأمر كعك الوزير أبو بكر المادراني الذي تقلَّد عدداً من المناصب المهمة بين الدولتين الطولونية والإخشيدية، ووصفه المقريزي بقوله «تغلب عليه محبة الملك وطلب السيادة»، وقد اشتهر بالثراء العريض والكرم وأعمال البر والإحسان، ونجح في توظيف ذلك في الإعلام عن نفسه وكسب الشهرة والثناء، فيذكر المقريزي أنه كان يصنع نوعاً خاصاً من الكعك المحشو بالسكر ويسميه «أفطن له» أى انتبه لأنه كان يضع به دنانير من الذهب.   وكانت العادة أن يحشوه بالفستق والسكر والمسك، ثم جعل مكان ذلك قطع الذهب في أكثرية الكعك، فإذا جاء حظ بعض الآكلين أنه وقعت في يده كعكة محشوة بالذهب قام أستاذ السماط بالتنبيه عليه قبل أن يأكل قائلاً: «أفطن له». وكان من العادة أن يخرج بعض الآكلين بحصيلة من الذهب تغنيه، وكان المادراني يتعمد أن يجعل الكعك المحشو بالذهب موضوعاً في أطباق معروفة حتى يتناولها الضيوف، فإذا أشار أستاذ السماط إلى كعكة في طبق بأن «أفطن له» عرف الضيوف أن كل الأطباق المماثلة تحتوى «الكعك الذهبي»، فاختطفوه. ويتحول الحفل إلى مرح وهرج ومرج، فالضيوف يخرج كل منهم من فمه الذهب ويأكل الكعك ويضع الذهب في جيبه.

القومي لثقافة الطفل يحتفل بعيد الفطر في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب كتاب إسلام الشارع لمحسن جاسم الموسوي.. جديد المركز القومي للترجمة العهد الفاطمي 


وتابع: كان الفاطميون يفتنون في صنع الكعك والحلوى ابتهاجاً بعيد الفطر وكانوا يمدون الولائم في ليالي العيد.. ويصف لنا أحد المؤرخين أن المائدة كانت 200 ذراع طولاً في عرض سبعة أذرع كان يوضع عليها أنواع الكعك التي صنعت في دار الفطرة، فإذا صلى الخليفة الفاطمي الفجر وقف في شباك القصر وأمر بدخول العامة فيدخل الناس ويتخاطفون الكعك ويحملونه إلى دورهم، فإذا خرج الخليفة لصلاة العيد ركب في موكبه ثم يذهب بعد الصلاة إلى قاعة الذهب حيث أعدت له مائدة من الفضة يقال لها - المدورة- وعليها أواني الفضة والذهب التي تحمل الأطعمة المختلفة، وفي نفس الوقت كان يمد السماط الكبير، وهو من خشب مدهون مزين بالأزهار والورود ليتناول خاصة الخليفة الطعام، وعلى هذه المائدة ترص الأطعمة بطريقة خاصة في صحون يبلغ عددها 500 صحن.

وأضاف: هكذا كانت أسمطة الفاطميين في عيد الفطر وهي إن دلت على شيء إنما تدل على مدى البذخ الذي كانت عليه البلاد إبان الدولة الفاطمية.

ابن دقيق العيد :

كانت توضع أصناف الكعك المختلفة على صوان أو أطباق من الذهب الخالص للخاصة أو من الفضة للعامة مع ما كان يحمل إليهم من ثياب وحلي. فلا غرابة إذن أن كان الشعب في العصر الفاطمي يفرح بالعيد ويبتهج بقدومه ابتهاجاً لا مزيد عليه. ويظهر أن المصريين كانوا يختارون دقيقاً خاصاً يصنعون به الكعك حتى أنهم أطلقوا على القاضي القشيري عندما رأوه يلبس طيلساناً أبيض لقب "دقيق العيد" وعرفت أسرته بأسرة "ابن دقيق العيد" نسبة لذلك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كحك العيد الفراعنة القدماء المصريين القدماء المصريون القدماء هرم خوفو مجدي شاكر كبير الأثريين عيد الفطر

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط: الدير المحرق كنز أثري وروحي.. ونعمل على جذب السياحة الدينية |صور

زار اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، دير السيدة العذراء بالمحرق في جبل قسقام بمركز القوصية، إحدى نقاط رحلة العائلة المقدسة والذي تأسس في القرن الرابع الميلادي وذلك في إطار جولاته الميدانية المستمرة على القطاعات المختلفة مؤكداً على اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بقطاع السياحة الذي يعتبر من أهم مصادر الدخل القومي للبلاد لذا نعمل على نهو أعمال تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة لتوفير سبل الراحة والاستمتاع للوفود السياحية.

رافقه خلال الجولة الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، وأسامة سحيم رئيس مركز ومدينة القوصية، حيث كان في استقباله الأنبا بيجول أسقف الدير المحرق وعدد من الآباء والأساقفة ورهبان الدير.

تفقد الكنيسة الأثرية بالدير المحرق

واستهل محافظ أسيوط جولته، بتفقد الكنيسة الأثرية بالدير المحرق، وهي البيت الذى أقامت به العائلة المقدسة لمدة 185 يوماً بما يقدر بنحو 6 أشهر و5 أيام، وهى أطول فترة إقامة للعائلة المقدسة في مصر قبل عودتها مرة أخرى إلى فلسطين.

الأهمية التاريخية والأثرية للكنيسة

واستمع المحافظ لشرح من الأب اسطفانوس حول الأهمية التاريخية والأثرية للكنيسة التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الأول وأهميتها الروحية والثقافية ومكوناتها وأعمال التطوير التي لحقت بها لتصبح مزارًا ومقصدًا دينيًا وسياحيًا للآلاف سنوياً من مختلف محافظات الجمهورية ومختلف دول العالم حيث أوضح إنه اشتهر بإسم دير السيدة العذراء المحرق لقربه من المنطقة التي كانت تحرق فيها الحشائش والنباتات بجبل قسقام وذكر الأب اسطفانوس أن الكنيسة الأثرية تتمتع بميزة فريدة، فهي الكنيسة الوحيدة في مصر بل في العالم كله التي دَشَّنها السيد المسيح بنفسه وتستقبل الزوار من مصر وخارجها.

جذب المزيد من السياحة الدينية للدير

وعبر اللواء هشام أبوالنصر عن سعادته بزيارة الدير المحرق بالقوصية، والذى يعد إحدى نقاط رحلة العائلة المقدسة في مصر ويتمتع بقيمة دينية وتاريخية كبيرة معلناً تقديمه لكافة سبل الدعم وتنسيق الجهود لجذب المزيد من السياحة الدينية للدير لأهميته التاريخية والأثرية الكبيرة وما يحويه من قطع أثرية وكنائس أثرية تحكي التاريخ القطبي وحياة الرهبنة على مر العصور والذي سيسهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم وتنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية لزيارة الدير وتعزيز التنمية السياحية في المحافظة بشكل عام مؤكداً على أهمية الأخذ بأساليب السلامة والصحة المهنية خاصة في الأعياد على مدار العام حفاظاً على أرواح وممتلكات الزوار.

وواصل المحافظ جولته الميدانية داخل الدير المحرق بالقوصية بزيارة كنيسة السيدة العذراء مريم المعروفة بكنيسة مارجرجس التي أُنْشِئَت عام 1880م على أنقاض كنيسة مارجرجس التي بُنِيَت في أواخر القرن الـ 18 وتفقد داخلها مذبح السيدة العذراء (الأوسط) ومذبح القديس يوحنا المعمدان (البحري) ومذبح الشهيد مارجرجس (القبلي) كما اطلع على المقصورات بها للقديسة العذراء مريم، ورفات القديس القمص ميخائيل البحيري ثم تفقد الحصن القديم الأثرى ويتكون من 3 طوابق مخصصة للمعيشة والصلاة وبداخله كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ويرجع تاريخه إلى أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع الميلادي.

وخلال جولته تحاور محافظ أسيوط مع وفد سياحي من دولة رومانيا عن آرائهم في الدير حيث أعربوا عن سعادتهم بتواجدهم في هذا المكان المقدس وحرصوا على التقاط الصور التذكارية مع المحافظ.

كما كلف المحافظ، رئيس مركز ومدينة القوصية برفع القمامة من الطريق المؤدى للدير المحرق أولاً بأول والتأكد من أعمال الإنارة والتجميل بطول الطرق المؤدية للدير.

من جانبه رحب الأنبا بيجول أسقف الدير المحرق بزيارة محافظ أسيوط موجهًا له الشكر على اهتمامه بالترويج للمعالم السياحية والدينية في المحافظة وتقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة مشيداً بالإنجازات والمشروعات التنموية التي يجري تنفيذها بقرى ومراكز المحافظة معلناً الدعم الكامل للمشروعات والمبادرات التنموية والمشاركة المجتمعية جنباً إلى جنب مع جهود الدولة وأجهزتها التنفيذية للنهوض بالخدمات المقدمة للمواطنين موضحاً أن الدير المحرق مفتوح دائما للزائرين حيث يمثل قيمه روحية ودينية لافتاً إلى استقبال الدير لملايين الزوار من المسلمين والمسيحيين طوال أيام العام وخاصة في فترة الأعياد.

محافظ أسيوط: غلق بعض الطرق بالمحافظة نظرا لانخفاض مستوى الرؤيةمحافظ أسيوط: حالة الطقس حتى الآن مستقرة والرؤية الأفقية جيدة

وفي نهاية الزيارة، أهدى الأنبا بيجول الدرع التذكاري للمحافظ، تعبيراً وتقديراً لجهوده في خدمة أهداف التنمية على أرض المحافظة.

طباعة شارك أسيوط محافظ أسيوط دير السيدة العذراء رحلة العائلة المقدسة الأنبا بيجول أسقف الدير المحرق

مقالات مشابهة

  • الذهب الأصفر يملأ الصوامع.. توريد 40 ألف طن قمح محلي منذ بداية الموسم ببني سويف
  • محافظ أسيوط: الدير المحرق كنز أثري وروحي.. ونعمل على جذب السياحة الدينية |صور
  • السلطات بالخرطوم تشرع في إزالة ونظافة أكبر البؤر التي كانت تستخدمها المليشيا للمسروقات والظواهر السالبة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • تراجع سعر الذهب في بداية تعاملات اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة
  • هبوط مفاجئ في أسعار الذهب اليوم.. تعرف على عيار 21 الآن
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • خبير مناخي يكشف سر ظهور الفاكهة الموسمية مبكرا في الأسواق
  • ماذا نقول عند بداية الطواف؟ تعرف على أبرز الأدعية المستحبة