RT Arabic:
2025-02-23@16:33:07 GMT

"فوجي" ليس مجرد جبل

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

'فوجي' ليس مجرد جبل

إحدى ثورات بركان فوجي الأشد عنفا حدثت في 11 أبريل عام 800، إلا أن فوجي الواقع في جزيرة هونشو بالنسبة لليابانيين أكثر من جبل بركاني نشط. هو مصدر إلهام روحي وثقافي ورمز مقدس أيضا.

إقرأ المزيد "القبيلة الفرعونية الضائعة"

هذا الجبل البركاني الشهير في الياباني والذي يبلغ قطر قاعدته 39 كيلو مترا، عامل جذب سياحي رئيس في البلاد، وقد أدرج في عام 2013 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي.

يرتبط اليابانيين بعلاقة حميمة مع جبل فوجي، ويعزو البعض إيمان هذا الشعب بالقدر إلى حياته لأجيال في ظل "بركان".

فوجي إذا "تكلم" كما يقول الخبراء فسيجرف القسم المركزي من جزيرة هونشو بأكمله بما في ذلك العاصمة طوكيو في نهر من الحجر الملتهب والحمم البركانية. مع ذلك تبقى علاقة السكان به رقيقة ورومانسية.

منذ عام 781 سجل فوجي 12 ثورة بركانية عنيفة، أكثرها عنيف حدثت في عامي 800 و864 ميلادي.

السجلات التاريخية تفيد بأن ثورة فوجي الأخيرة بين عامي 1707 -1708 كانت مصحوبة بزلزال قوي. شوارع مدينة "إيدو" وهي طوكيو الحالية وتقع على بعد 97 كيلو مترا من البركان، تغطت حينها بطبقة سميكة من الرماد بسمك 15 سنتمتر. بركان فوجي نائم في الوقت الحالي، إلا أن علماء البراكين يحذرون من استيقاظ محتمل مفاجئ.

حتى الآن يبدو فوجي مسالما تماما، ولا يتم تذكر أنه بركان حي، إلا من وقت إلى آخر حين تتصاعد "خصلات" من الدخان من فوهته.

هذا الجبل البركاني كان مقدسا بالنسبة للسكان القدماء. قبيلة الأينو كانت أول من أسبغ عليه القداسة، ومنحه اسم آلهة النار، فوجي. توجد روايات أخرى لمصدر الاسم فوجي، إحداها تقول إن الأصل يعني "ثروة هائلة"، وأخرى، "الرجل النبيل"، وثالثة، "الخلود".

من مظاهر الرومانسية التاريخية التي تربط اليابانيين بفوجي، أسطورة تفسر أكاليل الثلوج التي ترصع قمة الجبل البركانية.

هذه الأسطورة التي تنسب لشعب الأينو تفيد بأن روح راعي فوجي رفضت منح مأوى لجدهم الأول، فنزلت لعنة قضت بأن سفوح الجبل منذ الآن فصاعدا، ستتغطى بالثلوج إلى الأبد كي لا يتمكن أي إنسان من الوصول إليها وتقديم القرابين.

اليابانيون يعتقدون أيضا بأن جبل فوجي المقدس إذا ظهر في المنام، فإن في ذلك رسالة ما، تحذيرا من شيء أو إبلاغا عن شيء. مثلا إذا كان الحلم على شكل جبل مجلل بأشعة الشمس، فتفسير ذلك زوال المصائب والخصومات وأن السلام والسكينة ستسودان في الروح.

لكن، إذا رأى أحد في منامه فوجي وقمته مغطاة بالسحب الكثيفة، فذلك يعني أن الأرباب تحث الشخص على التوبة من الخطايا المقصودة وغير المقصودة، وأن يعتدل ويستقم.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

مجد متجدد وعز لا يزول

في كل عام، ومع بزوغ شمس الثاني والعشرين من فبراير، نعيش لحظة فخر لا تضاهيها لحظة، لحظة تعيدنا إلى جذورنا العريقة، وتروي لنا قصة شعب ووطن بدأ معا من قلب الصحراء القاحلة، فتحولا إلى أعظم شعب وأعظم دولة على وجه الأرض.
يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تروى، بل هو رمز لتاريخ مجيد يتجدد، وحكاية شعب عظيم قادته قيادة استثنائية نحو الوحدة والعزة. نستشعر فيه نحن السعوديين أصالة ماضينا، ونستلهم منه طموحا لا حدود له لمستقبلنا.
في عام 1727م، كانت شبه الجزيرة العربية تعيش في خضم الانقسامات والنزاعات، فنهض من بيننا رجل ذو رؤية عظيمة لتوحيد صفوفنا، وإقامة دولة تعيد لنا الأمن والاستقرار.
من الدرعية، تلك المدينة الصغيرة التي أصبحت فيما بعد مهد مجدنا، انطلقت شرارة التأسيس على يد المؤسس الأول محمد بن سعود، فاجتمعت الحكمة السياسية بالإرادة الشعبية القوية، ليعلن بعد ذلك بداية مسيرة الدولة السعودية.
لا يمكن أن يمر يوم التأسيس دون أن نستحضر قيمنا العظيمة التي قامت عليها دولتنا، كالوحدة والتوحيد، والشجاعة والإيمان، والعدالة. فهو بالنسبة لنا ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو درس يعيد إلينا شعورنا بالانتماء إلى وطن لا يتوقف عن كتابة مجده وتاريخه، وطن يمتلك جذورا تمتد في أعماق الأرض، وأجنحة تحلق عاليا في سماء المجد.
إن الدرعية ليست مجرد اسم يمر سريعا على مسامعنا كسعوديين، بل هي ذاكرة الوطن التي بدأت منها حكايتنا. فكل حجر في هذه المدينة الوادعة يحمل قصة إصرارنا وطموحنا، وكل شارع فيها يروي كيف حولناها من العدم إلى واقع تتمنى الشعوب الأخرى أن تكون جزءا منه.
اليوم، عندما أزورها، أشعر وكأنني أعود إلى لحظة البداية. فهي ليست مجرد مدينة تاريخية، بل رمز لهويتنا الوطنية، ومكان يجعلنا نستشعر عظمة الماضي، وندرك أنها الأساس الذي بني عليه ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.
وفي كل عام نحتفل بيوم التأسيس، نجد أنفسنا محاطين بروح تراثية أصيلة تذكرنا بجمال ثقافتنا، فعروضنا الفلكلورية، وأهازيجنا الشعبية، وحرفنا التقليدية، كلها تنقلنا إلى زمن أجدادنا، وتجعلنا نفتخر بثقافتهم التي نمتلكها.
ما يميز هذا اليوم أنه ليس مجرد احتفال عابر، بل هو يوم للتعبير عن حبنا للوطن بطريقة تمتزج فيها الأصالة بالحداثة. يوم غير عادي يجعلنا نرفع رؤوسنا عاليا، ونشعر بأننا جزء من قصة عظيمة تمتد فصولها لثلاثة قرون من الصبر والمعاناة، والإنجاز والبناء.
هو أكثر من مجرد ذكرى، إنه درس عظيم يتكرر في كل عام ليعلمنا أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى رؤية واضحة، وإيمان قوي، وعمل دؤوب. نشعر فيه أنه لا شيء مستحيل أمام شعب حافظ على دولته طوال هذه المدة.
هذا اليوم يذكرنا بأن وحدتنا هي سر قوتنا، وأننا إذا تمسكنا بقيمنا وعملنا معا، سنظل في مقدمة الأمم. وهو لحظة تأمل في تاريخنا، وفخر بحاضرنا، وطموح لمستقبلنا. ومجدنا هنا لا يزال يكتب بأيدينا.
في هذا اليوم، لا نرى فقط تاريخا عريقا، بل نرى مستقبلا أكثر إشراقا، مبنيا على رؤية واضحة وطموحات كبيرة، وجيلا شابا واعيا يحمل مشعل التطوير بكل فخر، ويستلهم من إرث أجداده إصرارهم وقوتهم، ووعدا بأن يسير على خطى من سبقوهم.
في هذا اليوم العظيم، تتجدد في قلوبنا مشاعر الفخر والاعتزاز، إذ لا يمكن أن نمر بيوم التأسيس دون أن نستذكر التضحيات التي بذلت، والبطولات التي سطرت، والرجال الذين وضعوا اللبنات الأولى لدولة أصبحت اليوم نموذجا يحتذى به في الأمن والاستقرار والازدهار.
إن يوم التأسيس ليس مجرد ماض مضى، بل هو حاضر نعيشه ومستقبل نعمل لأجله، فهو يجسد معاني العزم والإصرار، ويرسخ في وجداننا حقيقة أن الأمم العظيمة لا تبنى بين ليلة وضحاها، بل تبنى بسواعد أبنائها وتضحيات رجالها وإخلاص قادتها.
عندما نستحضر مسيرة ثلاثة قرون من الصمود والإنجاز، ندرك أن دولتنا لم تمنح لنا على طبق من ذهب، بل جاءت نتيجة كفاح طويل، وإيمان راسخ بأن هذه الأرض تستحق أن تكون وطنا عظيما لأبنائها.
من صحرائنا القاسية، ومن سهولنا وجبالنا، ومن كل شبر في هذه الأرض الطاهرة، خرجت إرادة لا تنكسر، وعزيمة لا تضعف، ورسالة لا تحيد عن الحق، فكان لنا هذا المجد الذي نعيشه اليوم.
إن أعظم ما يميز هذا اليوم أنه يعيد إلينا معاني الهوية الوطنية في أبهى صورها، فهو يوم نشعر فيه بأننا امتداد لأولئك الأبطال الذين صاغوا مجد هذه البلاد، وكتبوا أولى صفحات العزة في تاريخها. ولا نحمل فقط أسماءهم، بل نحمل وصاياهم، ونستلهم من إرثهم دروسا تعيننا على بناء المستقبل. وقيم الوحدة والعزيمة التي قامت عليها هذه الدولة لا تزال هي ذاتها التي تحركنا اليوم، وهي التي ستبقى ركيزة لمستقبلنا. فنحن لا نحتفي بالماضي فحسب، بل نبني على أساسه ونرسم به ملامح الغد.
فلهذا، في هذا اليوم، يحق لنا أن نفخر، يحق لنا أن نرفع رؤوسنا عاليا، يحق لنا أن نقول للعالم أجمع:
هذه بلادنا، وهذه هويتنا، وهذا مجدنا، وهذه عزتنا، باقية ما بقينا و بقيت السماوات و الأرض.
• رئيس تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية

مقالات مشابهة

  • هذا منهجي
  • بيان من بلدية ميس الجبل... هذا ما جاء فيه
  • 9 نقاط من أصل 24 تمنح نهضة بركان اللقب
  • مجد متجدد وعز لا يزول
  • ثورة بركان كيلاويا في هاواي ونافورة حمم تصل إلى 125 مترًا
  • نهضة بركان يكتسح السوالم ليُعبد الطريق نحو أول لقب في البطولة الإحترافية في تاريخه
  • بركان المهرة الغاضب ينفجر في وجه المحتلين
  • البطولة... نهضة بركان يبتعد في الصدارة بانتصاره على السوالم ويقترب أكثر من حصد اللقب
  • رئيس جامعة الأزهر: بني إسرائيل لم يؤمنوا رغم كل المعجزات «فيديو»
  • بارتفاع يصل إلى 125 مترا.. ثوران بركان كيلاويا العاشر