المصري اليوم:
2025-01-31@12:06:04 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع


هل تخيلت تناول لحوم البشر والجثث كدواء؟ ربما لا، لكن المومياوات وغيرها من البقايا البشرية كانت مكونًا شائعًا في الطب في العصور القديمة، وكان الأوروبيون منذ وقت ليس ببعيد من آكلى لحوم البشر، وهناك وقائع تاريخية مروعة في هذا الشأن، وهو ما تتناوله محاضرة اللغة الإنجليزية في جامعة نيو إنجلاند في أستراليا، لويز نوبل، في كتابها الجديد «أكل لحوم البشر الطبية في الأدب والثقافة الإنجليزية الحديثة المبكرة»، كما تناوله كتاب ريتشارد سوج من جامعة دورهام البريطانية بعنوان «المومياوات وآكلو لحوم البشر ومصاصو الدماء: تاريخ طب الجثث من عصر النهضة إلى الفيكتوريين».

أخبار متعلقة

وفاة «آكل لحوم البشر» الياباني إيسي ساغاوا

بينها كورونا وبكتيريا آكل لحوم البشر.. 5 أمراض تهدد سلامة العالم

القبض على شخص في نيبال بتهمة «أكل لحوم البشر»

الاتحاد الأفريقي: فرقاء جنوب السودان يجبرون مدنيين على أكل لحوم البشر

يشير الكتابان إلى أن العديد من الأوروبيين، بمن في ذلك الملوك والكهنة والعلماء، تناولوا بشكل روتينى علاجات تحتوى على عظام بشرية ودماء ودهون كدواء لكل شىء من الصداع إلى الصرع، فيما كان هناك عدد قليل من المعارضين الصريحين لهذه الممارسات. ويوصف أكل لحوم البشر في الأمريكتين على أنه علامة على الوحشية، وفى الجانب الآخر من العالم كانت المومياوات تُسرق من المقابر المصرية، والجماجم تُنبش من مواقع الدفن الأيرلندية، وكانت هذه البقايا البشرية تُستخدم لوقف النزيف الداخلى، وكانت الجمجمة أحد المكونات الشائعة، حيث تم تناولها في شكل مسحوق لعلاج أمراض الرأس.

وفى القرن السابع عشر، لجأ توماس ويليس، رائد علوم الدماغ، لتخمير مشروب للسكتة الدماغية أو النزيف، بمزج الجمجمة البشرية والشوكولاتة، وشرب الملك تشارلز الثانى ملك إنجلترا «قطرات الملك»، وهى صبغة شخصية تحتوى على جمجمة بشرية في الكحول، حتى شعر الطحالب التي نمت فوق جمجمة مدفونة تسمى «Usnea» أصبحت مادة مضافة ثمينة، ويعتقد أن مسحوقها يعالج نزيف الأنف وربما الصرع. واستخدمت الدهون البشرية للعلاجات الموضعية، فوصف الأطباء الألمان ضمادات منقوعة فيها للجروح، وكان فرك الجلد بالدهون يعتبر علاجًا للنقرس.

وكان الدم الطازج مطلبًا للمعالجين والأطباء، اعتقادًا بأنه يضمن حيوية الجسم، ويعتقد الطبيب الألمانى السويسرى باراسيلسوس في القرن السادس عشر أن الدم مفيد للشرب، واقترح أحد أتباعه أخذ الدم من جسم حى. انتشرت هذه الممارسة الشائعة بين كل الطبقات، فكان الفقراء يحاولون الاستفادة من فوائد طب أكل لحوم البشر من خلال الوقوف في حالة تأهب عند أماكن الإعدام ودفع مبلغ صغير مقابل كوب من دماء المحكومين، وكان الجلاد يُعتبر معالجًا كبيرًا في بلدان أوروبا الجرمانية، وتصف وصفة عام 1679 من صيدلية فرنسيسكان كيفية تحويل الدماء إلى وجبة تشبه مربى البرتقال.

واستمرت الاعتقادات بفائدة بقايا لحوم البشر، اعتقادًا بأنها تحتوى على روح الجسد الذي أُخذت منه، وكانت الروح تعتبر جزءًا حقيقيًا من علم وظائف الأعضاء، حيث يرتبط الجسد بالروح. ووفقًا للكتابين التاريخيين اعتقد أطباء العصور القديمة أن الدم يحمل الروح، وفعلوا ذلك في شكل أرواح بخّارة. ويعتبر الدم الأكثر نضارة هو الأقوى، وفى بعض الأحيان كان يفضل دم الشبان، وأحيانًا دم الشابات العذارى، فعن طريق تناول مواد الجثة يكتسب المرء قوة الشخص الميت.

ولم تكن فكرة العلاج بجثث الموتى حديثة في عصر النهضة، إذ شرب الرومان دماء المصارعين القتلى لامتصاص حيوية الشباب الأقوياء، واقترح الفيلسوف مارسيليو فيتشينو من القرن الخامس عشر شرب الدم من ذراع شاب لأسباب مماثلة، فيما آمن العديد من المعالجين في الثقافات الأخرى بما في ذلك بلاد ما بين النهرين القديمة والهند بفائدة أجزاء الجسم البشرى.

ومع تقدم العلوم عبر السنوات، تلاشت علاجات لحوم البشر، فتضاءلت هذه الممارسة في القرن الثامن عشر، في الوقت الذي بدأ فيه الأوروبيون باستخدام الشوك للأكل والصابون للاستحمام.

العلاج بأكل لحوم البشر أكل لحوم البشر

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

مشهد العودة

بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم فى شمال قطاع غزة. وفقًا للمكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، عاد حوالى 300 ألف نازح إلى محافظتى غزة والشمال عبر شارعى الرشيد وصلاح الدين.

تدفق العائدون سيرًا على الأقدام وعلى متن المركبات، حاملين أمتعتهم وأطفالهم، وسط مشاعر مختلطة من الفرح بالعودة والخوف مما سيجدونه من دمار فى منازلهم. العديد من العائدين وجدوا منازلهم مدمرة بالكامل، ما يضطرهم إلى الإقامة فى خيام أو ملاجئ مؤقتة. يُقدَّر أن العائدين بحاجة إلى ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوى لإعادة بناء حياتهم.

يأتى هذا التطور بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذى تضمن تبادل الأسرى بين الجانبين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العائدين، بما فى ذلك نقص الخدمات الأساسية والدمار الواسع للبنية التحتية. تعمل المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات اللازمة، لكن حجم الدمار يجعل عملية إعادة الإعمار مهمة شاقة وطويلة الأمد.

فى الوقت نفسه، تستمر الجهود الدبلوماسية لضمان استقرار وقف إطلاق النار ومتابعة المفاوضات لتحقيق سلام دائم فى المنطقة. يأمل الفلسطينيون العائدون فى أن تكون هذه الخطوة بداية لإنهاء معاناتهم والعيش بسلام فى ديارهم.

القصص الإنسانية التى ظهرت مع عودة سكان غزة إلى ديارهم تعكس حالة الصمود بين الألم والأمل، مع بدء عودة سكان غزة إلى منازلهم بعد وقف إطلاق النار، برزت العديد من القصص الإنسانية التى تعكس معاناة الشعب الفلسطينى وقدرته على الصمود، رغم الدمار الذى خلفته الحرب.

أم لأربعة أطفال، عادت إلى حى الشجاعية الذى تعرض لدمار واسع، بعد أيام من النزوح، كانت تحمل حقيبة صغيرة بيد، وتجر طفلتها بيد أخرى. وجدت منزلها مدمرًا بالكامل، لكنها تفاجأت بوجود صور عائلية ملقاة بين الأنقاض. تقول تلك الأم:

«رأيت صورة زفافى بين الحطام، وكأنها تذكرنى بأننا سنعيد بناء كل شيء، كما بدأنا حياتنا من الصفر قبل عشرين عامًا».

محمود، طفل فى العاشرة من عمره، عاد مع عائلته إلى بيت لاهيا، وجد منزله مدمّرًا جزئيًا، لكنه بدأ يبحث بين الأنقاض حتى وجد دميته القديمة، كان يحملها بفخر، قائلًا:

«قد تكون لعبتى الصغيرة، لكنها تمثل لى أمل العودة والبدء من جديد».

رغم المآسى، تعكس هذه القصص الروح الإنسانية التى لا تنكسر، وحب الفلسطينيين لأرضهم وبيوتهم. العودة ليست فقط جسدية، بل هى شهادة على إصرار شعب غزة على الحياة والبناء من جديد، رغم كل الصعاب..

صمود أهالى غزة وإصرارهم على العودة إلى ديارهم ينسف الفكرة الشيطانية التى طرحها ترامب بنقلهم إلى مصر والأردن فى محاولة لإحياء ما يسمى بصفقة القرن التى حاول تطبيقها فى فترة ولايته الأولى وفشل

تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول نقل سكان غزة إلى مصر والأردن أثارت الكثير من الجدل والتحليلات، خاصة فى سياق الحديث عن إعادة إحياء خطة «صفقة القرن» التى طرحها جاريد كوشنر خلال ولاية ترامب الأولى. لنفهم أبعاد هذا الحديث وتأثيره، يمكن تحليل الأمر من عدة جوانب:

ترامب، المعروف بتصريحاته المثيرة، قد يكون أشار إلى فكرة نقل سكان غزة كجزء من خطابه السياسى أو لرسم رؤية استراتيجيات قديمة تُطرح فى دوائر معينة. هذه التصريحات تمثل

رؤية اليمين الإسرائيلى المتطرف الذى يروج لفكرة «الترانسفير» كحل لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

محاولة لفتح ملف غزة كجزء من حل إقليمى أكبر، ما يعيد طرح أفكار صفقة القرن التى تسعى لإعادة رسم خارطة الصراع الفلسطيني

صفقة القرن التى طرحها كوشنر تضمنت:

تعزيز السيادة الإسرائيلية على أراضٍ واسعة فى الضفة الغربية.

مقترحات اقتصادية ضخمة تهدف إلى «إغراء» الفلسطينيين بالموافقة على التسويات.

محاولة تحويل الصراع من كفاح سياسى إلى مسألة اقتصادية وإنسانية.

حديث ترامب عن نقل السكان قد يكون جزءًا من هذه الأفكار، حيث تم تداول فى بعض التسريبات السابقة أن الخطة تضمنت مقترحات لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين فى دول أخرى مقابل تعويضات مالية.

مصر: ترفض بشدة أى فكرة تتعلق بتوطين الفلسطينيين فى أراضيها، إذ ترى ذلك تهديدًا لسيادتها الوطنية وأمنها القومى.

الأردن: تعارض مثل هذه الأفكار أيضًا، خاصة فى ظل وجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها، إضافة إلى القلق من زعزعة استقرارها الداخلى.

صفقة القرن لم تختفِ كفكرة من ذهن ترامب، لكنها فقدت الزخم خاصة مع التحولات السياسية والاقتصادية فى ولاية ترامب الجديدة.

تصريحات ترامب قد تكون محاولة لإعادة طرح أفكار صفقة القرن بصورة معدلة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب:

المعارضة الفلسطينية والإقليمية بقيادة مصر، مع تغير أولويات المنطقة، حيث تركز دول الإقليم على قضايا التنمية والأمن الداخلى أكثر من مخططات إعادة التوطين.

يبقى الأمر فى إطار التصريحات السياسية، دون وجود خطة عملية واضحة أو قابلية حقيقية للتنفيذ.

وفى النهاية سوف تبقى الفكرة الحالية بلا تنفيذ كما كانت صفقة القرن نفسها لأنه ببساطة مصر لن تقبل بها ولا حتى الفلسطينيون.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • مرض العصر.. ما هي مقاومة الأنسولين وسر خطورتها؟| إليك العلاج
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • مشهد العودة
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا
  • ترامب يعلق على حادث تحطم طائرة الركاب في واشنطن: "وضع سيء وكان يمكن منعه"
  • تشخيص وعلاج الانصمام الرئوي في محاضرة للجمعية الطبية السورية ‏الأمريكية بمشفى دمشق
  • اكتشافات جديدة تُعيد كتابة تاريخ ظهور أشباه البشر في أوروبا
  • المخرج خالد الحلفاوي: والدي علمنا احترام النفس.. وكان يختار أدواره بعناية
  • شهوة القتل والبشر الضاحك أو هشُّ الزنَّانة
  • الإسراء والمعراج