المصري اليوم:
2024-12-27@20:32:29 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع


هل تخيلت تناول لحوم البشر والجثث كدواء؟ ربما لا، لكن المومياوات وغيرها من البقايا البشرية كانت مكونًا شائعًا في الطب في العصور القديمة، وكان الأوروبيون منذ وقت ليس ببعيد من آكلى لحوم البشر، وهناك وقائع تاريخية مروعة في هذا الشأن، وهو ما تتناوله محاضرة اللغة الإنجليزية في جامعة نيو إنجلاند في أستراليا، لويز نوبل، في كتابها الجديد «أكل لحوم البشر الطبية في الأدب والثقافة الإنجليزية الحديثة المبكرة»، كما تناوله كتاب ريتشارد سوج من جامعة دورهام البريطانية بعنوان «المومياوات وآكلو لحوم البشر ومصاصو الدماء: تاريخ طب الجثث من عصر النهضة إلى الفيكتوريين».

أخبار متعلقة

وفاة «آكل لحوم البشر» الياباني إيسي ساغاوا

بينها كورونا وبكتيريا آكل لحوم البشر.. 5 أمراض تهدد سلامة العالم

القبض على شخص في نيبال بتهمة «أكل لحوم البشر»

الاتحاد الأفريقي: فرقاء جنوب السودان يجبرون مدنيين على أكل لحوم البشر

يشير الكتابان إلى أن العديد من الأوروبيين، بمن في ذلك الملوك والكهنة والعلماء، تناولوا بشكل روتينى علاجات تحتوى على عظام بشرية ودماء ودهون كدواء لكل شىء من الصداع إلى الصرع، فيما كان هناك عدد قليل من المعارضين الصريحين لهذه الممارسات. ويوصف أكل لحوم البشر في الأمريكتين على أنه علامة على الوحشية، وفى الجانب الآخر من العالم كانت المومياوات تُسرق من المقابر المصرية، والجماجم تُنبش من مواقع الدفن الأيرلندية، وكانت هذه البقايا البشرية تُستخدم لوقف النزيف الداخلى، وكانت الجمجمة أحد المكونات الشائعة، حيث تم تناولها في شكل مسحوق لعلاج أمراض الرأس.

وفى القرن السابع عشر، لجأ توماس ويليس، رائد علوم الدماغ، لتخمير مشروب للسكتة الدماغية أو النزيف، بمزج الجمجمة البشرية والشوكولاتة، وشرب الملك تشارلز الثانى ملك إنجلترا «قطرات الملك»، وهى صبغة شخصية تحتوى على جمجمة بشرية في الكحول، حتى شعر الطحالب التي نمت فوق جمجمة مدفونة تسمى «Usnea» أصبحت مادة مضافة ثمينة، ويعتقد أن مسحوقها يعالج نزيف الأنف وربما الصرع. واستخدمت الدهون البشرية للعلاجات الموضعية، فوصف الأطباء الألمان ضمادات منقوعة فيها للجروح، وكان فرك الجلد بالدهون يعتبر علاجًا للنقرس.

وكان الدم الطازج مطلبًا للمعالجين والأطباء، اعتقادًا بأنه يضمن حيوية الجسم، ويعتقد الطبيب الألمانى السويسرى باراسيلسوس في القرن السادس عشر أن الدم مفيد للشرب، واقترح أحد أتباعه أخذ الدم من جسم حى. انتشرت هذه الممارسة الشائعة بين كل الطبقات، فكان الفقراء يحاولون الاستفادة من فوائد طب أكل لحوم البشر من خلال الوقوف في حالة تأهب عند أماكن الإعدام ودفع مبلغ صغير مقابل كوب من دماء المحكومين، وكان الجلاد يُعتبر معالجًا كبيرًا في بلدان أوروبا الجرمانية، وتصف وصفة عام 1679 من صيدلية فرنسيسكان كيفية تحويل الدماء إلى وجبة تشبه مربى البرتقال.

واستمرت الاعتقادات بفائدة بقايا لحوم البشر، اعتقادًا بأنها تحتوى على روح الجسد الذي أُخذت منه، وكانت الروح تعتبر جزءًا حقيقيًا من علم وظائف الأعضاء، حيث يرتبط الجسد بالروح. ووفقًا للكتابين التاريخيين اعتقد أطباء العصور القديمة أن الدم يحمل الروح، وفعلوا ذلك في شكل أرواح بخّارة. ويعتبر الدم الأكثر نضارة هو الأقوى، وفى بعض الأحيان كان يفضل دم الشبان، وأحيانًا دم الشابات العذارى، فعن طريق تناول مواد الجثة يكتسب المرء قوة الشخص الميت.

ولم تكن فكرة العلاج بجثث الموتى حديثة في عصر النهضة، إذ شرب الرومان دماء المصارعين القتلى لامتصاص حيوية الشباب الأقوياء، واقترح الفيلسوف مارسيليو فيتشينو من القرن الخامس عشر شرب الدم من ذراع شاب لأسباب مماثلة، فيما آمن العديد من المعالجين في الثقافات الأخرى بما في ذلك بلاد ما بين النهرين القديمة والهند بفائدة أجزاء الجسم البشرى.

ومع تقدم العلوم عبر السنوات، تلاشت علاجات لحوم البشر، فتضاءلت هذه الممارسة في القرن الثامن عشر، في الوقت الذي بدأ فيه الأوروبيون باستخدام الشوك للأكل والصابون للاستحمام.

العلاج بأكل لحوم البشر أكل لحوم البشر

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

التفاصيل الصغيرة

بما أن هذا هو المقال الأخير الذى أكتبه هنا فى العام 2024 فقد اخترت أن أكتب فى مسألة عامة بعيدا عن شواغل السياسة وغيرها. 
هناك مقولة تقول «إن الفرق بين الأمر الجيد والأمر العظيم هو الاهتمام بالتفاصيل», ومقولة أخرى تقول «إن الشيطان يكمن فى التفاصيل», ويقول الفنان الإيطالى الشهير مايكل أنجلو الذى عُرِف بدقته اللامتناهية فى النحت: «الأمور الصغيرة هى التى تصنع الكمال، ولكن الكمال ليس أمرًا صغيرًا», ويقول الشاعر الكبير نزار قبانى مخاطبا حبيبته بلقيس الراوي: « كل ما فى الأمر أن تفاصيلك الصغيرة، ليست صغيرة», فمما لا شك فيه أن التفاصيل دائمًا ما تصنع الفرق فى حياتك على جميع المستويات، أو بمعى آخر فإنه كلما توفرت الدقة تحسنت النتائج, فالشخص المدقق ليس كما يحلو للبعض أن يسموه « نمكي» أو بالعامية  «مزودها حبتين», وإنما هو شخص يريد للشيء أن يكون مثلما يريد ومثلما خطط له.
ما دفعنى لأكتب فى هذا الموضوع هو ما ألاحظه من بعض الناس فى المعاملات اليومية سواء الشخصية أو العملية من عدم اكتراث للتفاصيل وتسيير الأمر على أى حال بغض النظر عن الشكل الذى سيبدو عليه أو عن النتيجة المنتظرة, وعدم الاهتمام ببذل الجهد للوصول إلى الشكل والنتيجة المرضية للكل مهما كان نوعه.
ألاحظ مع الأسف أن إهمال التفاصيل بدأ يتزايد فى حياتنا بشكل مزعج بداية من لغة الحوار و التواصل الشخصى بين البشر مرورا بالمعاملات فى العمل وصولا إلى نظرتنا نحن لأنفسنا و طموحنا لمستقبلنا .
تفاصيل المحادثات العادية والتواصل الشخصى بين البشر على اختلاف تعاملاتهم سواء من دائرة الأهل والأصدقاء أو من دائرة العمل, حتى الحوارت الشخصية باللغة العادية باتت هى الأخرى تحتاج إلى ترجمة لمعرفة المقصود, رغم أنها من نفس اللغة المستخدمة بين البشر, هناك استسهال أو قل كسل كبير فى استخدام اللغة وكلمات وأدوات الاستفهام وكأنه عيب مثلا أن نستخدمهما لنسهل على من نخاطبه ان يفهم مقصدنا! 
إن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مهارة تسهم فى تحسين حياتنا وتحقيق الهدف من وراء كل عمل نقوم به, إنَّ الحرص الشديد والمراجعة والمتابعة الدقيقة لبعض التفاصيل، التى يعدها البعض غير مهمة أو غير ضرورية، قد يحدث فارقًا كبيرًا على المدى الطويل، بل قد يحل مشكلة كات لفترة طويلة عصية لى الحل.
فى تصورى إن هناك رابطا وثيقا بين الدقة والاهتمام بالتفاصيل من جانب وبين النموذج الأمثل لإدرة حياتنا, ففى أبسط صورة أنك حين تبتسم لمن تقابله ابتسامة غير مسببة قد تدخل إلى نفسه السعادة وفى نفس الوقت فأنت حريص على مكارم الأخلاق، وأن تتحدث إلى الآخرين بطريقة مُهذبة، مهما كان الموضوع المطروح للحوار, ومهما كانت درجة الاختلاف فيه, فهذه تفاصيل صغيرة تكون الصورة الذهنية عنك لدى الآخرين, لذلك يقولون إن الاختلاف ثقافة, أن تسير بين الناس بتصرفاتك وسلوكك الإيجابي، ستجعل من حولك أكثر سعادةً، خاصة عندما نفكر فى تفاصيل حياتنا اليومية ومهامنا الروتينية, وكم البشر الذين نتعامل معهم يوميا, أن تقول شكرا لمن يؤدى لك خدمة مهما كانت بسيطة حتى ولو كانت هذه مهمته, فلن ينقصك الأمر شيئا, ولكن سيزيد من رابط الود مع الناس, إبداء رغبتك واستعدادك الدائم لمساعدة الآخرين فيما تستطيع أن تقدمه لهم فهذا فى حد ذاته سلوك إيجابى يندرج تحت بند التفاصيل الصغيرة فى حياتنا, أن تراجع ما تكتبه للآخرين عبر الرسائل القصيرة مرة واثنتين فهذه تفاصيل صغيرة مهمة قبل أن تضغط على زر «أرسل»، فمما لا شك فيه لو راجعت ما كتبته، سوف تجد دون شك كلمة بسيطة بحاجة إلى تعديل أو مسافة زائدة بحاجة إلى حذف، هذا التعديل البسيط قد يصنع الفارق فى مستوى الرسالة، وفى نظرة من ينتظرها لك.
حرصى الشديد على مراعاة أدق التفاصيل فى حياتى جعلنى أدرك معنى جودة الحياة وبتُّ أشعر براحة أكبر, وعندى حالة رضا لأننى أراجع ما أفعله مرة واثنتين قبل أن أعتمده, وأتصور لو ركزنا أكثر فى تفاصيل حياتنا وعلاقاتنا المتعددة مع من حولنا، سوف نحدث نقلات نوعية فى حياتنا تساعدنا على الاستمرار فى التطور والتحسن.. كل عام وأنتم بخير. 

مقالات مشابهة

  • أساطير الشاشة.. نجوم عالميون رحلوا عام 2024
  • ربع القرن اللبناني: زلازل الاستتباع وفجر موعود
  • وكان قرارًا جانبه الصواب!
  • التفاصيل الصغيرة
  • عشان تحمي نفسك.. أهم فحوصات طبية لازم تعملها كل سنة
  • ظروف صحية حرجة.. أسماء الأسد تُعزل في موسكو لتلقي العلاج
  • نهاية عصر المؤامرة
  • ضبط 13 طن لحوم ومصنعات غير صالحة للاستهلاك الآدمى بأسوان
  • صحيفة: أسماء الأسد مريضة بشدة وفرصتها للنجاة 50 في المئة
  • قبل بيعها للمواطنين.. ضبط 390 كيلو لحوم فاسدة بأسواق الاسكندرية