المصري اليوم:
2024-11-26@03:23:30 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع


هل تخيلت تناول لحوم البشر والجثث كدواء؟ ربما لا، لكن المومياوات وغيرها من البقايا البشرية كانت مكونًا شائعًا في الطب في العصور القديمة، وكان الأوروبيون منذ وقت ليس ببعيد من آكلى لحوم البشر، وهناك وقائع تاريخية مروعة في هذا الشأن، وهو ما تتناوله محاضرة اللغة الإنجليزية في جامعة نيو إنجلاند في أستراليا، لويز نوبل، في كتابها الجديد «أكل لحوم البشر الطبية في الأدب والثقافة الإنجليزية الحديثة المبكرة»، كما تناوله كتاب ريتشارد سوج من جامعة دورهام البريطانية بعنوان «المومياوات وآكلو لحوم البشر ومصاصو الدماء: تاريخ طب الجثث من عصر النهضة إلى الفيكتوريين».

أخبار متعلقة

وفاة «آكل لحوم البشر» الياباني إيسي ساغاوا

بينها كورونا وبكتيريا آكل لحوم البشر.. 5 أمراض تهدد سلامة العالم

القبض على شخص في نيبال بتهمة «أكل لحوم البشر»

الاتحاد الأفريقي: فرقاء جنوب السودان يجبرون مدنيين على أكل لحوم البشر

يشير الكتابان إلى أن العديد من الأوروبيين، بمن في ذلك الملوك والكهنة والعلماء، تناولوا بشكل روتينى علاجات تحتوى على عظام بشرية ودماء ودهون كدواء لكل شىء من الصداع إلى الصرع، فيما كان هناك عدد قليل من المعارضين الصريحين لهذه الممارسات. ويوصف أكل لحوم البشر في الأمريكتين على أنه علامة على الوحشية، وفى الجانب الآخر من العالم كانت المومياوات تُسرق من المقابر المصرية، والجماجم تُنبش من مواقع الدفن الأيرلندية، وكانت هذه البقايا البشرية تُستخدم لوقف النزيف الداخلى، وكانت الجمجمة أحد المكونات الشائعة، حيث تم تناولها في شكل مسحوق لعلاج أمراض الرأس.

وفى القرن السابع عشر، لجأ توماس ويليس، رائد علوم الدماغ، لتخمير مشروب للسكتة الدماغية أو النزيف، بمزج الجمجمة البشرية والشوكولاتة، وشرب الملك تشارلز الثانى ملك إنجلترا «قطرات الملك»، وهى صبغة شخصية تحتوى على جمجمة بشرية في الكحول، حتى شعر الطحالب التي نمت فوق جمجمة مدفونة تسمى «Usnea» أصبحت مادة مضافة ثمينة، ويعتقد أن مسحوقها يعالج نزيف الأنف وربما الصرع. واستخدمت الدهون البشرية للعلاجات الموضعية، فوصف الأطباء الألمان ضمادات منقوعة فيها للجروح، وكان فرك الجلد بالدهون يعتبر علاجًا للنقرس.

وكان الدم الطازج مطلبًا للمعالجين والأطباء، اعتقادًا بأنه يضمن حيوية الجسم، ويعتقد الطبيب الألمانى السويسرى باراسيلسوس في القرن السادس عشر أن الدم مفيد للشرب، واقترح أحد أتباعه أخذ الدم من جسم حى. انتشرت هذه الممارسة الشائعة بين كل الطبقات، فكان الفقراء يحاولون الاستفادة من فوائد طب أكل لحوم البشر من خلال الوقوف في حالة تأهب عند أماكن الإعدام ودفع مبلغ صغير مقابل كوب من دماء المحكومين، وكان الجلاد يُعتبر معالجًا كبيرًا في بلدان أوروبا الجرمانية، وتصف وصفة عام 1679 من صيدلية فرنسيسكان كيفية تحويل الدماء إلى وجبة تشبه مربى البرتقال.

واستمرت الاعتقادات بفائدة بقايا لحوم البشر، اعتقادًا بأنها تحتوى على روح الجسد الذي أُخذت منه، وكانت الروح تعتبر جزءًا حقيقيًا من علم وظائف الأعضاء، حيث يرتبط الجسد بالروح. ووفقًا للكتابين التاريخيين اعتقد أطباء العصور القديمة أن الدم يحمل الروح، وفعلوا ذلك في شكل أرواح بخّارة. ويعتبر الدم الأكثر نضارة هو الأقوى، وفى بعض الأحيان كان يفضل دم الشبان، وأحيانًا دم الشابات العذارى، فعن طريق تناول مواد الجثة يكتسب المرء قوة الشخص الميت.

ولم تكن فكرة العلاج بجثث الموتى حديثة في عصر النهضة، إذ شرب الرومان دماء المصارعين القتلى لامتصاص حيوية الشباب الأقوياء، واقترح الفيلسوف مارسيليو فيتشينو من القرن الخامس عشر شرب الدم من ذراع شاب لأسباب مماثلة، فيما آمن العديد من المعالجين في الثقافات الأخرى بما في ذلك بلاد ما بين النهرين القديمة والهند بفائدة أجزاء الجسم البشرى.

ومع تقدم العلوم عبر السنوات، تلاشت علاجات لحوم البشر، فتضاءلت هذه الممارسة في القرن الثامن عشر، في الوقت الذي بدأ فيه الأوروبيون باستخدام الشوك للأكل والصابون للاستحمام.

العلاج بأكل لحوم البشر أكل لحوم البشر

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

الصورة مشوشة من خارج المشهد التخريبي

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

خرج الحصان للحرث، وخرج الحمار للسباق، فخسرنا المحصول وخسرنا السباق. هذا ما يحدث في العراق تقريباً. .
تزدحم مؤسساتنا بمئات الخبراء والعلماء والمبدعين. لكن ولاة المحاصصة هم الذين استبعدوهم، وهم الذين استغنوا عنهم، ومنعوهم من التنفس بين النهرين. .
لا جديد على الساحة العراقية، فقد كانت هذه هي سياسة الحكومات المتعاقبة في معظم مراحلها الانتقالية منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى ثلاثينيات القرن الحاضر. .
قد تنهض مؤسساتنا من كبواتها، وتستفيق لعام أو بضعة أعوام، ثم تقضي بقية سنواتها في سبات عميق، منكفئة على وجهها داخل ردهات الخمول والتخلف. .
ثم جاءت المحاصصة البغيضة لتمنع الخبراء من التدخل في شؤون الاغبياء، وتحرمهم من الإبداع، وتضعهم تحت رحمة المغفلين والانتهازيين والقشامر. .
نحن الآن لا نستطيع الطعن باي مشروع من مشاريع الدولة. ليست لأنها مثالية ومتكاملة ومتخرش الميه، وانما ليست لدينا فكرة عن تفاصيلها الغامضة والمبهمة والمريبة، وغير مسموح لنا بتصفح أوراق دراسات الجدوى. ولا الاطلاع على مراحل التنفيذ. والويل كل الويل لمن يسلط الأضواء على مواطن الضعف والتقصير والخلل في هذا المشروع أو ذلك. لأنهم سوف يتهمونه بالوقوف في طريق الإصلاح، وربما يتهمونه بمعاداة السامية. .
أحياناً يتجرأ بعض البرلمانيين من وقت لآخر بتوجيه أصابع الاتهام إلى جهات تنفيذية مشكوك في أمرها، لكن اتهاماتهم لن تجد الإذن الصاغية (لا من السلطة الرقابية ولا من السلطة التنفيذية). .
ينظر خبراء العراق الآن من بعيد إلى التعاقدات والصفقات والمشاريع من دون ان يفهموا ما الذي جرى ؟، وكيف جرى الذي جرى ؟. لا يسمعون سوى التطبيل الإعلامي المدعوم من المضخات التلفيقية. فقد طغت الانتصارات المتلفزة على المشهد التخريبي. واشتركت الأقلام المأجورة في تزييف الحقائق وتجميل صور الذين رسموا خارطة الفشل. .
لما كان بائع الصحف ينادي: (العراق ال

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • أدهم فريد: تعاهدنا على الفوز ببطولة شمال إفريقيا وكان هدفنا إسعاد الشعب المصري
  • بينهم نائب سابق.. القضاء العراقي يصدر أحكاماً غيابية بحق متهمين بـسرقة القرن
  • ضبط لحوم ودواجن وكبد وأسماك مخالفة خلال الحملات التفتيشية بالشرقية
  • نساءُ العرب وعشق الخُرافات!
  • بن دريس: “قدمنا مباراة بطولية وكان بامكاننا الفوز بنتيجة عريضة أمام أقبو”
  • الصورة مشوشة من خارج المشهد التخريبي
  • لحوم غير صالحة للإستخدام.. الداخلية تضبط مطعمين بالحي الراقي
  • أحلم بالتعايش بين البشر والذكاء الاصطناعي ..وسيتمكن الناس من تحميل لقطات من ذاكرتهم للحاسوب
  • عمى الألوان!
  • محمد العدل: محمد رحيم مات من عدم التقدير وكان دايمًا بيشتكيلي