العلاج بأكل لحوم البشر ماضى أوروبا المروّع
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
هل تخيلت تناول لحوم البشر والجثث كدواء؟ ربما لا، لكن المومياوات وغيرها من البقايا البشرية كانت مكونًا شائعًا في الطب في العصور القديمة، وكان الأوروبيون منذ وقت ليس ببعيد من آكلى لحوم البشر، وهناك وقائع تاريخية مروعة في هذا الشأن، وهو ما تتناوله محاضرة اللغة الإنجليزية في جامعة نيو إنجلاند في أستراليا، لويز نوبل، في كتابها الجديد «أكل لحوم البشر الطبية في الأدب والثقافة الإنجليزية الحديثة المبكرة»، كما تناوله كتاب ريتشارد سوج من جامعة دورهام البريطانية بعنوان «المومياوات وآكلو لحوم البشر ومصاصو الدماء: تاريخ طب الجثث من عصر النهضة إلى الفيكتوريين».
أخبار متعلقة
وفاة «آكل لحوم البشر» الياباني إيسي ساغاوا
بينها كورونا وبكتيريا آكل لحوم البشر.. 5 أمراض تهدد سلامة العالم
القبض على شخص في نيبال بتهمة «أكل لحوم البشر»
الاتحاد الأفريقي: فرقاء جنوب السودان يجبرون مدنيين على أكل لحوم البشر
يشير الكتابان إلى أن العديد من الأوروبيين، بمن في ذلك الملوك والكهنة والعلماء، تناولوا بشكل روتينى علاجات تحتوى على عظام بشرية ودماء ودهون كدواء لكل شىء من الصداع إلى الصرع، فيما كان هناك عدد قليل من المعارضين الصريحين لهذه الممارسات. ويوصف أكل لحوم البشر في الأمريكتين على أنه علامة على الوحشية، وفى الجانب الآخر من العالم كانت المومياوات تُسرق من المقابر المصرية، والجماجم تُنبش من مواقع الدفن الأيرلندية، وكانت هذه البقايا البشرية تُستخدم لوقف النزيف الداخلى، وكانت الجمجمة أحد المكونات الشائعة، حيث تم تناولها في شكل مسحوق لعلاج أمراض الرأس.
وفى القرن السابع عشر، لجأ توماس ويليس، رائد علوم الدماغ، لتخمير مشروب للسكتة الدماغية أو النزيف، بمزج الجمجمة البشرية والشوكولاتة، وشرب الملك تشارلز الثانى ملك إنجلترا «قطرات الملك»، وهى صبغة شخصية تحتوى على جمجمة بشرية في الكحول، حتى شعر الطحالب التي نمت فوق جمجمة مدفونة تسمى «Usnea» أصبحت مادة مضافة ثمينة، ويعتقد أن مسحوقها يعالج نزيف الأنف وربما الصرع. واستخدمت الدهون البشرية للعلاجات الموضعية، فوصف الأطباء الألمان ضمادات منقوعة فيها للجروح، وكان فرك الجلد بالدهون يعتبر علاجًا للنقرس.
وكان الدم الطازج مطلبًا للمعالجين والأطباء، اعتقادًا بأنه يضمن حيوية الجسم، ويعتقد الطبيب الألمانى السويسرى باراسيلسوس في القرن السادس عشر أن الدم مفيد للشرب، واقترح أحد أتباعه أخذ الدم من جسم حى. انتشرت هذه الممارسة الشائعة بين كل الطبقات، فكان الفقراء يحاولون الاستفادة من فوائد طب أكل لحوم البشر من خلال الوقوف في حالة تأهب عند أماكن الإعدام ودفع مبلغ صغير مقابل كوب من دماء المحكومين، وكان الجلاد يُعتبر معالجًا كبيرًا في بلدان أوروبا الجرمانية، وتصف وصفة عام 1679 من صيدلية فرنسيسكان كيفية تحويل الدماء إلى وجبة تشبه مربى البرتقال.
واستمرت الاعتقادات بفائدة بقايا لحوم البشر، اعتقادًا بأنها تحتوى على روح الجسد الذي أُخذت منه، وكانت الروح تعتبر جزءًا حقيقيًا من علم وظائف الأعضاء، حيث يرتبط الجسد بالروح. ووفقًا للكتابين التاريخيين اعتقد أطباء العصور القديمة أن الدم يحمل الروح، وفعلوا ذلك في شكل أرواح بخّارة. ويعتبر الدم الأكثر نضارة هو الأقوى، وفى بعض الأحيان كان يفضل دم الشبان، وأحيانًا دم الشابات العذارى، فعن طريق تناول مواد الجثة يكتسب المرء قوة الشخص الميت.
ولم تكن فكرة العلاج بجثث الموتى حديثة في عصر النهضة، إذ شرب الرومان دماء المصارعين القتلى لامتصاص حيوية الشباب الأقوياء، واقترح الفيلسوف مارسيليو فيتشينو من القرن الخامس عشر شرب الدم من ذراع شاب لأسباب مماثلة، فيما آمن العديد من المعالجين في الثقافات الأخرى بما في ذلك بلاد ما بين النهرين القديمة والهند بفائدة أجزاء الجسم البشرى.
ومع تقدم العلوم عبر السنوات، تلاشت علاجات لحوم البشر، فتضاءلت هذه الممارسة في القرن الثامن عشر، في الوقت الذي بدأ فيه الأوروبيون باستخدام الشوك للأكل والصابون للاستحمام.
العلاج بأكل لحوم البشر أكل لحوم البشرالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي يروي ما رآه شمال قطاع غزة: "لا يصلح لحياة البشر"
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، اليوم الأربعاء، إن الوضع شمال قطاع غزة ، لا يصلح لحياة البشر.
ووصف هادي خلال زيارته الأولى للمنطقة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في شمال القطاع، الوضع في أحد أماكن النزوح شمال غزة بالبائس.
وأضاف، "هذا ليس مكانا يصلح لبقاء البشر على قيد الحياة، يجب أن ينتهي هذا البؤس وتتوقف الحرب، إن الوضع يتجاوز الخيال".
وأشار إلى أنه سمع قصصا مروعة من الناس الذين التقاهم في شمال غزة، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يطيق ما يمر به الناس في القطاع.
وتابع: "هؤلاء هم ضحايا هذه الحرب، هؤلاء هم الذين يدفعون ثمن هذه الحرب - الأطفال من حولي هنا، والنساء، وكبار السن".
وأضاف: "ما رأيته الآن يختلف تماما عما رأيته في شمال غزة في أيلول الماضي، في هذه المدرسة، كان 500 شخص يقيمون فيها، والآن هناك أكثر من 1500 شخص، هناك نقص في الغذاء، ومياه الصرف الصحي في كل مكان، وكذلك تنتشر النفايات والقمامة".
وزار المسؤول الأممي مساحة تعلم مؤقتة تُسمى النيزك في شارع الجلاء المدمر، الذي أقيمت فيه أيضا خيام من أجل توفير الحد الأدنى من التعليم، ويشكل مكانا آمنا لأطفال الحي للتعامل مع الأهوال التي عاشوها منذ بدء الحرب في تشرين الأول من العام الماضي.
المصدر : وكالة وفا