مصورة بريطانية توثق حياة نساء أُجبرن على مغادرة أوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إسوة بكثر منا، في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، اطلعت المصورة البريطانية بولي برادين على ما يحدث من خلال التغطية التلفزيونية والصحف. وأدركت حينها العلاقة بين ما كانت تشهده ومهنتها الخاصة.
وقالت في مقابلة مع CNN عن مشروعها الذي حمل عنوان "Hold the Baby'، 2022" إن عملها تمحور حول الأمهات الوحيدات.
بعد أسابيع من نشر هذه التقارير الصحفية المصوّرة الأوّلية، سافرت برادين إلى مولدوفا التي تتشارك الحدود مع أوكرانيا، بغية العمل على سلسلة جديدة من الصور. وشرحت لـCNN أنه "كان من المهم توثيق ما سيحدث مع هؤلاء النساء. إذ كان يتعيّن عليهنّ العثور على سكن، وتعليم، ووظائف لبناء حياة جديدة".
وتابعت: "هذا يعني أيضًا أنهنّ أصبحن فجأة لاجئات، ربما كنّ مدرّسات، أو محاميات، أو شخصيات مهمة، في مجتمعهن، فكيف سيبدو ذلك بالنسبة لهنّ"؟
وفي نهاية المطاف، أصبح المشروع معرضًا حمل عنوان "مغادرة أوكرانيا"، يُنظم حاليًا في متحف فاوندلينغ، بالعاصمة البريطانية لندن.
وأشارت إلى أنه "من المهم أن يكون لدينا صورًا لخط المواجهة وما يحدث داخل أوكرانيا، لكن من المهم أيضًا فهم الدور الذي تلعبه المرأة في الحرب، خصوصًا هذه الحرب، حيث تخلت المرأة عن مكانتها في بلدها"، وعكست برادين المقاربة التقليدية القائمة على النوع الاجتماعي لتوثيق الصراع، قائلة: "إنهن يحمين الجيل التالي في أوكرانيا".
آنيا مع طفلها فافارا، وعمره في الصورة 10 ساعات، في مستشفى إنفلانكا رقم 6 للنساء بوارسو، في 16 مايو/ أيار 2022.Credit: Polly Bradenتمتد سلسلة مشروع "مغادرة أوكرانيا" على فترة عامين، حيث التُقطت أحدث صورة في أوائل مارس/ آذار 2024، وتتميز بمزيج من التصوير الفوتوغرافي الثابت والصور المتحركة، تتبعت برادين من خلالها عن كثب، قصص ست نساء التقت بهنّ عندما سافرت إلى مولدوفا، وهن: خريجة الحقوق لينا، الأم الحامل آنيا، وصديقات المدرسة صوفيا، وأليسيا، ويوليا، ونارين اللواتي غادرن أوكرانيا مع أطفالهنّ، وصديقة مقربة.
كانت برادين تعي النطاق الأوسع للعمل، واعتبرت أن "مغادرة أوكرانيا" ليست مجرد تصوير لهؤلاء النساء الست وعائلاتهن، إنما أيضًا انعكاس للبلدان التي انتهى بهنّ الأمر فيها، والتي تشمل إيطاليا، وبولندا، والمملكة المتحدة.
نارين مع ابنها فالنتين، 9 سنوات. مولدوفا، مارس/ آذار 2022.Credit: Polly Bradenوقالت المصورة البريطانية: "اعتقدت أنني سأقابل أشخاصًا في بلد ما ثم أتبعهن لمعاينة كيفية بناء حياتهن هناك، لكن لم تحط أي امرأة التقيت بها رحالها في بلد ما حيث وجدت عملًا ونجحت في ذلك"، موضحة: "لقد اضطررن إلى الانتقال لأنهنّ لا يستطعن العثور على عمل، أو لا يوجد سكن لهن، أو لأنهن لا يستطعن إيصال أطفالهن إلى المدرسة، أو وصلن إلى الريف في بلد لم يذهبن إليه من قبل".
وتصف برادين المشروع بأنه تعاوني بالكامل، حيث تشرح بالتفصيل عملها الوثيق مع النساء لبناء صورة حميمة عن واقعهن الجديد (تصوير آنيا، على سبيل المثال، بعد ساعات قليلة من ولادتها).
وكانت العديد من الصور عبارة عن دراسات لطيفة للحظات خاصة، تم التقاطها في المنازل، والأماكن الاجتماعية، وفي وسائل النقل العام.
وأكدّت برادين "لقد كنّ يروين قصتهنّ حقًا، وأنا كنت أحمل كاميرا فقط".
يوليا، 16 عامًا، في بيالا، بلغاريا، قبل يوم من مغادرة العائلة بالسيارة إلى وارسو، يونيو/ حزيران 2022.Credit: Polly Bradenوتتذكرّ المصورة البريطانية أن لينا أصبحت تنزعج من التحدّث إلى الصحفيين في مولدوفا، وجاءت لاحقًا لتعيش معها في لندن. ولاحظت المصورة أنهما لم يلتقطا أي صورة خلال هذه الفترة، إذ قالت عن علاقة الثقة التي طورّتها: "اعتقدت أن الأمر كان ليكون عدوانيًا. في نهاية المطاف، إنه امتياز (هذا العمل). والعثور على حياة جديدة هو بمثابة أحجية الصور المقطوعة، أليس كذلك"؟
انتقلت لينا منذ ذلك الحين، والتقت بشريكها وأنجبت طفلاً، وتدرك برادين كيف أثرّت الحرب على مسار حياتها.
وفي مكان آخر، استمتعت المصورة، بالعمل مع ثلاث طالبات، إذ وقالت: "الجزء الأكثر روعة في متابعة الشباب، مثل صوفيا، وأليسيا، ويوليا، يتمثّل بأنهنّ متفائلات ومقبلات على الحياة، وترغبن بالحب وكل الأمور الطبيعية التي يريدها الشباب".
نارين مع طفليها نيكول (6 سنوات) وفالانتاين (9 سنوات). كانت العائلة تستعد لمغادرة ريجينا باسيس، مولدوفا، مع صديقتهم يوليا للبحث عن حافلة صغيرة تقلهم إلى إيطاليا. مارس/ آذار 2022.Credit: Polly Bradenفي البداية، تصورت برادين أنها ستكون قادرة على العودة إلى أوكرانيا مع بعض النساء، لكن مع دخول الحرب الآن عامها الثالث، ما زال الأمر غير ممكن. وفي النهاية قرّرت أن سلسلة الصور دور حول بناء حياة بعيدًا عن المنزل، وإيجاد مسارات جديدة في أوروبا.
وبالمثل، فإن التزامها تجاه مجموعة صغيرة فقط من العائلات، بالتوازي مع مقاربتها طويلة الأمد، سمح لها بتسخير قوة أكبر في سرد القصص، إذ أكدّت: "إذا لم ننظر إلى القصص الفردية، فسيتم وضع السياسات الكبيرة من دون فهم التفاصيل".
أوكرانياإيطالياالمملكة المتحدةبلغاريابولنداسويسراالتصويرلندننشر الخميس، 11 ابريل / نيسان 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة التصوير لندن مغادرة أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
في ظروف الحرب.. لماذا رفضت فيروز مغادرة لبنان؟
ظروف صعبة تمر بها لبنان في الفترة الحالية بعد العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الجنوب اللبناني ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني، وبالرغم من تلك الظروف رفض عدد كبير من اللبنانين ترك أراضيهم والسفر إلى الخارج ولم ينفصل فنانين لبنان عن نجومها أيضا اللذين تمسكوا بوطنهم غير عابئين بالأحداث الدموية التي تشهدها البلاد.
وتشبه ظروف العدوان الحالي ظروف الحرب الأهلية التي شهدتها لبنان واستمرت حتى 15 عاما، وفي تلك الظروف رفضت الفنانة فيروز مغادرة البلاد على الإطلاق، وفقا لما كشفته في لقاء سابق، عندما تم سؤالها «ليش ما فكرتي تتركي لبنان ؟»، لتأتي إجابتها: «ما بقدر.. أول شي ما فكرت، وتاني شي ما حسيت إني بدي اترك، عشان شو؟ الحماية.. إذا الواحد له عمر بيبقى، بس صحيح مش مضطرين نعيش هالخوف، بس ما قدرت أبدل الخوف ولو بطمأنينة».
وفي الوقت الراهن كشفت مواقع إخبارية لبنانية أن فيروز لم تغادر البلاد خلال ظروف الحرب الحالية، بل بالعكس ساهمت في المساعدات للعائلات اللبنانية النازحة بعد تضرهم من الحرب.
أين تسكن فيروز.. الرئيس الفرنسي يكشف مكان منزلهاللوهلة الأولى قد لا تظن أن هذا المنزل البسيط البعيد عن الفخامة هو منزل أيقونة لبنان، السيدة فيروز، فيلا من 3 أدوار مكسوة بالحجر الصخري الأبيض تطل على الشارع الرئيسي في بلدة الرابية في محافظة جبل لبنان، تحيط بها الأشجار من كل الجوانب حتى تعطى قاطنيها المزيد من الخصوصية، وهو المنزل الذي اكتشف الجمهورهوية سكانيه بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2022.
منذ قرارها في الابتعاد عن الأضواء والساحة الفنية بعد آخر حفلاتها في 2011، اقتصر ظهور فيروز على مجموعة من الصور والفيديوهات المحدودة التي تطرحها ابنتها ريما الرحباني عبر حسابها على «فيس بوك»، والتي أصبحت بوابتها الوحيدة للظهور.
ومعظم مشاهد ظهور فيروز كانت داخل منزلها الذي تقضي فيه جزء كبير من يومها، منها فيديو لها وهي تصلي من أجل إنقاذ العالم من فيروس كورونا، أو «سلفي» مع ابنتها، أو صورة لها وهي تنسق الورود.