هل اخطأت القوات اللبنانية في ردة فعلها أم اصابت؟
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
بعيدا عن البحث عن حقيقة ما حصل مع المغدور منسق "القوات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان، وبعيدا عن ردة الفعل العفوية الانفعالية لرفاقه واحبائه وحتى للحالة السياسية والشعبية والطائفية العامة التي ينتمي اليها، لا بد من فتح نقاش سياسي جدي بشأن معايير "الربح والخسارة"التي قد تكون معراب قد حققتها خلال الحادثة وبعدها،والحديث هنا لا يحمل اي ادانة او اتهام بالاستثمار، انما طبيعة اي عمل سياسي تجعله قابلا "لحصد النتائج الايجابية او السلبية".
منذ اللحظة الاولى استطاعت" القوات" اظهار قدرتها على قيادة الشارع المسيحي، سياسيا واعلاميا، ولعل سرعة ردة فعلها،وهو امر تتميز به جعلها تستفيد من "موجة" الغضب العام الحاصل وتعمل على ترجمته شعبياً وفي الخطاب السياسي الآني، وهذا ادى ايضا الى تحقيق القوات انتصار سياسي كبير على "التيار الوطني الحر" الذي لجأ اليها داعما ومسانداً ميدانيا واعلاميا وسياسياً من دون ان تلتفت له معراب في بياناتها او تصريحاتها.
تعرف" القوات اللبنانية" كيف تشد العصب وتعود مجددا الى تظهير نفسها "الحامي الفعلي للمجتمع المسيحي، لكن الايجابيات السياسية والشعبية التي حققتها معراب في الشارع المسيحي ترافقت ايضا مع خسائر استراتيجية على المستوى السياسي والاعلامي. ويتهم خصوم الحزب رئيسه سمير جعجع، الذي يحترف العمل السياسي التكتيكي والتنظيمي، بأنه يخطئ دائما في الحسابات الاستراتيجية .
في الاشهر الماضية خسرت "القوات" الحاضنة السنّية بعد ان كان رهانها الكبير على استقطابها في ظل تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، وظهر ذلك في مجلس النواب وفي الشارع السنّي بالتوازي مع جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتكرس الامر مع انطلاق معركة "طوفان الاقصى" والتقارب الكبير بين السنّة والشيعة في المنطقة وفي لبنان بالتوازي مع عمل ونشاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي عكست هذا الانسجام الوطني وظهّرته.
امام هذا المشهد قررت "القوات"، وبعد ظهور التحقيقات وتأكد تورط نازحين سوريين في عملية الخطف، نقل الخطاب تدريجيا من اتهام "حزب الله" الى اتهام النازحين، وهذا ما سيزيد من حجم التباعد بين "القوات" والقوى السنيّة التي تحتضن، الى حد ما، النازحين، سياسيا واجتماعيا، وسيتحول العداء من عداء شيعي مع النازحين كما كان متوقعا بسبب مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية، الى عداء قوّاتي مسيحي مع هؤلاء، وعندها يحقق خصوم القوات هدفين، نقل المعركة السياسية والامنية مع السوريين الى مناطق نفوذ "القوات" والثانية طي صفحة الخلاف السنًي الشيعي على حساب الخلاف القواتي مع جزء كبير من البيئة السنيّة.
من هنا يبدو ان معركة القوات الحالية تكمن في امكانية تحقيق ربح سياسي وفي الوقت نفسه تكبّد خسارة لا مفر منها، وعليه فإن المسار الذي ستتخذه معراب في المرحلة المقبلة سيحتم عليها تحمل اعباء سياسية جديدة لا مجال من الهروب منها، فهل تتمكن القوات من السير بين حدّي الربح والخسارة من اجل اكمال معركتها من دون ان تتعرض لنكسات ذات طابع استراتيجي؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سوريا .. القبض على مسؤول الأمن السياسي لدى النظام
سرايا - كشفت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، اليوم الجمعة، عن إلقاء القبض على رياض حسن "المسؤول عن الأمن السياسي" في دمشق في نظام الرئيس السابق بشار الأسد، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقالت الإدارة إن مثل هذه الحملات تهدف إلى "ضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول ميليشيات الأسد".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 823
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-12-2024 09:21 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...