ركز الإعلام العبري على عملية اغتيال عدد من أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنيّة، وأشار إلى إمكانية تنفيذ إسرائيل مزيدا من العمليات المماثلة خلال الفترة المقبلة من أجل الضغط على الحركة.

فقد تبنّى محلل الشؤون الفلسطينية في القناة الـ13 حيزي سيمانتوف رواية الجيش التي تقول إن أبناء هنية الثلاثة كانوا يعملون ضمن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وقال إن استهدافهم قد يؤثر على مسار المفاوضات المتعثرة بشأن تبادل الأسرى بين الجانبين.

وكان هنية قد أكد في تصريحات للجزيرة بعد اغتيال أولاده الثلاثة وبعض أحفاده صبيحة يوم عيد الفطر، أن ما جرى "لن يؤثر على مسار المفاوضات"، وقال إن الحركة تتخذ قراراتها وفق المصلحة الفلسطينية. لكن سيمانتوف نقل عن مصادر أن العملية قد "تغير الأمور كليا".

تلويح بعمليات مماثلة

وأشار في حديثه إلى وجود أولاد آخرين لزعيم حماس في الخارج، وقال إن بعضهم لا يزال يعيش في أنفاق قطاع غزة خشية الاغتيال، زاعما أن هنية نصح مسؤولين آخرين بالمكتب السياسي للحركة بـ"إخفاء أبنائهم لأن إسرائيل قررت تصفيتهم".

وتبنى محلل الشؤون السياسية بالقناة نفسها تسفيكا يحزقيلي الرواية نفسها، مؤكدا أن اغتيال أولاد هنية "كان عملا غير مألوف" كونه استهدف أبناء زعيم الحركة.

وقال يحزقيلي إنه لا يعرف إن كانت الضربة مقصودة أم لا، لكنه يعتقد أنها ربما تترك أثرا على مفاوضات تبادل الأسرى، التي لم تحقق أي تقدم منذ شهور، إذا شعر قادة حماس أن إسرائيل تقترب من أولادهم.

وأعرب المحلل الإسرائيلي عن اعتقاده بأن حماس "لن تتراجع عن مواقفها بشأن الصفقة"، لكنها "ستكون تحت ضغط أكبر قليلا من أجل التوصل لاتفاق".

ويعتقد يحزقيلي أن زعيمي حماس في الداخل يحيى السنوار والخارج إسماعيل هنية "في أفضل أوضاعهما حاليا لأنهما يمتلكان الوقت والمساعدات الإنسانية، فضلا عن حديث الرئيس الأميركي جو بايدن عن ضرورة وقف مؤقت للقتال دون إشارة للرهائن (الأسرى)". لكنه في الوقت نفسه يقول إن العملية الأخيرة "قد تحشر الرجلين في الحائط".

ولم يقف حديث المحللين الإسرائيليين عند أولاد هنيّة، بل امتد أيضا إلى شقيقتيه اللتين أشارت قناة "كان" الرسمية إلى وجود إحداهما في المعتقل (الأسر) والأخرى في غزة، غير أن رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في القناة أليئور ليفي قال إن الأبناء "أكثر إيلاما".

وقال ليفي إن هنية فقد عددا من ذويه خلال هذه الحرب لكنها المرة الأولى التي يفقد فيها أولادا وأحفادا، مشيرا إلى أن إسرائيل تنتظر ما سيكون عليه وضعه خلال المفاوضات بعد هذه الضربة.

ووفقا للمتحدث، فإن الضربة قد يكون لها أثر على قرار الحركة لأنها جاءت في ذروة المفاوضات.

كيف سترد حماس؟

أما عضوة منتدى غلاف إسرائيل (غلاف غزة) شيفرا آرييه فقالت إن لديها أطفالا في المنزل، وإن ما تفكر فيه بعد هذه العملية هو طريقة وتوقيت رد حماس عليها، مضيفة "السؤال الآن هو متى سيطلقون الصواريخ؟ وكيف؟ وكم هو عددها؟".

ووفقا لآرييه، فإن إسرائيل لم تنجح في وقف تهديد صواريخ حماس بعد نصف عام من الحرب لأن الحركة لا تزال قادرة على إطلاقها، فضلا عن عدم قدرة الجيش على استعادة الأسرى.

لذلك، تقول المتحدثة إنها تشك في حديث الجيش عن أن انسحابه من قطاع غزة كان لإراحة الجنود، مؤكدة أن الثقة "قد تحطمت تماما بين سكان منطقة الغلاف ومن يفترض أنهم سيحمونهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة

#سواليف

حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 #بدائل وصفتها بالقاتمة أمام #تل_أبيب للتعامل مع قطاع #غزة تمثلت في #حكم_عسكري مطول أو #تهجير_السكان أو إقامة #حكم_فلسطيني “معتدل” أو بقاء الوضع القائم.

وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان ” #البدائل_الإستراتيجية لقطاع غزة” إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على #الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.

وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة “أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة 2025/04/24

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.

بدائل “قاتمة”

وترى الدراسة أن إسرائيل “تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة”.

أما البديل الثاني فهو “احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل”.

وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة “إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة”.

كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو “استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها”.

وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.

إستراتيجية ثنائية الأبعاد

وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي “جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري”.

ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية “تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”.

وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو “أفق استقلال وسيادة محدودين”.

أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.

واعتبرت الدراسة أن “هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى”.

حماس متجذرة

ولفتت الدراسة إلى أنه “من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه”، وفق تعبيرها.

وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.

وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.

وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.

واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.

ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.

وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات “حماس” وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.

مقالات مشابهة

  • مسؤول في حماس: الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن في صفقة لإنهاء حرب غزة
  • أميركا وإيران والنووي.. ماذا عن إسرائيل؟
  • وفد من حماس يتوجه اليوم إلى القاهرة لبحث مفاوضات غزة
  • محللون إسرائيليون: هذه أسباب تكثيف حماس نشر فيديوهات الأسرى
  • 4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
  • ساعر يطالب بسحب ورقة نقدية فئة 200 شيكل من غزة.. ما علاقة حماس؟
  • رئيس الموساد في الدوحة لبحث ملف المفاوضات مع حماس
  • لضرب تمويل حماس.. وزير الخارجية الإسرائيلي يدعو لإلغاء ورقة الـ200 شيكل
  • 4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
  • الإعلام العبري: مصر تسعى لتحديث قدراتها الجوية بشكل متسارع لتطوير اذرعها الضاربة والرد على التفوق الجوي الإسرائيلي