عِراق عليّ الشَّرقيّ.. «فصلٌ ملحقٌ»!
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
آخر تحديث: 11 أبريل 2024 - 10:19 صبقلم:رشيد الخيّون مرت أمس الذِّكرى الحادية والعشرون (9/4/2003)، لما عُبر عنه بـ «تحرير العراق»، وكان قراراً اتخذه الأميركان (1998)، وما أنّ سقط التّمثال، بساحة الفردوس وسط بغداد، بعد تغطية رأسه بالعلم الأميركي، تردد على ألسن الغانمين، تعبير «سقوط الصَّنم»، على أنَّ عهد الدّيمقراطيَّة قد بدأ، و«كلُّ النَّاسِ حسَّن واستجادَا».
كان في كلّ التحولات الكبرى للشعراء اعتبارٌ وحضورٌ، وقصائدُ يصغى لها، جمعها الأديب والأكاديمي يوسف عزّ الدِّين السّامرائيّ (ت: 2013) في أطروحته «الشّعر العِراقي الحديث والتَّيارات السّياسيّة والاجتماعيّة»، والسّامرائي لم يقصد بالحديث، الشّعر المعروف بـ «الحر»، فهو لا يقرّ به، إنما قصد القصائد التي واكبت حوادث العراق الكبرى، في مطلع القرن الماضي، من احتلال ونزاعات اجتماعيَّة، بين القديم والجديد، خلت مِن النّزعة المذهبيَّة أو الطَّائفيّة، مثل التي بين نشبت السُّفوريين والحِجابيين، إنما كان حراكاً ثقافيَّاً ناهضاً. بيد أنَّ مِن الغرابة، لم يظهر للشعراء صوتٌ في الحدث الأكبر مِن نوعه (2003)، منذ الاحتلال البريطاني للبصرة (1914) ثم بغداد (1917). ليس لهم صوتٌ، لا بالسلب ولا الإيجاب، فهل صح عليهم مطلع صاحب المعلقة: «هل غادر الشُّعراءُ مِن مُتَرَدَّمٍ/ وهل عَرفت الدَّار بعد توهمِ». نعم صح ذلك، إذا علمنا أن معنى «مُتَرَدَّم» المكان الذي اعتراه الوهن والوهي، ويراد استصلاحه (الزّوزونيّ، شرح المعلقات السَّبع)، وهذا تماماً كان، وما آل إليه حال بلادهم، يوحشها الأمل. هذا ما كان يعيشه العراقيون، بعد الحصار والحملة الإيمانيّة الكبرى، وما كانوا ينتظرونه مِن «تحرير العراق»، بإسقاط «الصّنم»، مع أنّ تكسير الأصنام لم يحصل بيد غير المسلم، فكيف رددتها القوى الدّينيَّة؟ ربّما أرادت بالعبارة إلغاء الذَّاكرة، واعتبار سقوط الصّنم بمعولها، وهو لم يكن كذلك، إنما دخلت بعد سقوطه، وصورة الصَّنم والجندي الذي تسلقه والعلم شواهد. هل خلا العِراق مِن الشّعراء؟ ولا تحسبوا الأحَاجي والألغاز شعراً! لا أقول انقرض الشُّعراء المطبوعون مِن على هذه الأرض، بل ظهرت لهم قصائد لم ترحم العبث الجاري، لكننا نقصد تلك اللحظة، ولشهور، لم تظهر قصيدة منهم، لا حقّاً ولا باطلاً، فهل أسكتتهم دهشةُ الحدث، وتلاشي الأمل الذي راودهم لعقودٍ، بما قُدم لهم بعبارة «تحرير العراق»؟ نعم، علا صوت الشّعر الشّعبيّ، وكان منذ ظهوره باسم «الكان وكان»، في العصر العباسيّ، مرفوضاً مِن الفصحاء، إلا أنه شد الجمهور، بعد تخلي السُّلطة (1976) عنه، فمنعت نشره وتداوله، ثم استدعته في أمهات المعارك والحواسم، لأنه يعبر عن مستوى مرحلة التّهييج الثّوريّ. مع ذلك كان مِن الشَّعبيين ضحايا قصائدهم، قبل «التّحرير» وبعده، منهم مَن تمت تصفيته بعد مغادرته القاعة، ومن شعرائه، وهم كُثرُ، ما زالوا يُقدمون الشّعر الملوث بالطَّائفيّة والكراهيّة، دون استنكار، مِن حماة الدستور ومراجع الدّين، حتَّى إنَّ بعض الشّعراء صاروا أصواتاً للتَّصفيات. مما اختاره عزّ الدّين، قصيدةً للشيخ عليّ الشَّرقيّ (ت: 1964)، أراه سد بها الفراغ الذي تركه الشّعراء، بعد مائة عام. قالها خلال الاحتلال البريطانيَ، الرَّحيم نسبةً لاحتلال (2003)، الذي تولد منه الاحتلال الأغرب في التاريخ، احتلال بالولاية، الجنود والأموال مِن البلد نفسه، يحارب بهما حيث يشاء، وأراه الأشد وطأةً، إنْ جازت المفاضلة بين احتلال وآخر. إذا أنتج الاحتلال البريطاني دولةً ونظاماً، وهامشاً للديمقراطيّة، فالأخير (احتلال 2003) هدّ الدّولة وسلمها بصفقةٍ لاحتلال آخر، وسفه الدّيمقراطيَّة بفرض الميليشيات، وينوي العودة بالعراقيين إلى ما سمي بالعصر الحجري، تكثير المقدسات في مشاهد لم تطرأ على بال. قال الشَّرقيّ: «نطقتْ بحاجتها الشّعوبُ وأفصحتْ/وأرى عراقي واجماً لا ينطقُ/ وكأن هذا الشّرق سِفر غرائبَ/ أضفى عليه الدَّارجون وعلقوا/ ختمت صحائفُه وجئنا بعدها/ حتّى كأنا فيه فصلٌ ملحقُ». هذا، ولكم تفسير وتأويل «الفصل الملحق».
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
ترامب: مراسم تنصيبي ستقام في قاعة الكونجرس بسبب البرد القارس
واشنطن (رويترز)
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الجمعة إن مراسم تنصيبه ستقام في قاعة مغلقة بسبب البرد القارس، وإن العرض الرئاسي سيقام في ساحة رياضية قريبة.
وكتب ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال” “أمرت بإلقاء خطاب التنصيب، بالإضافة إلى الصلوات والخطب الأخرى، في قاعة الكابيتول (الكونجرس) في الولايات المتحدة، مثلما فعل رونالد ريجان في عام 1985، أيضا بسبب الطقس البارد جدا. وسينقل كبار الشخصيات والضيوف إلى الكابيتول”.
وكانت شبكة سي.إن.إن أوردت ذلك النبأ في وقت سابق نقلا عن مصادر، مضيقة أن من المتوقع أن يؤدي ترامب اليمين داخل القاعة المستديرة في الكونجرس.
وذكر أحد مراسليها أن موكب التنصيب قد يقام داخل ساحة كابيتال وان الرياضية في واشنطن.
يمن مونيتور17 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام أمريكا تتهم بنك يمني بمساعدة في مبيعات النفط الإيراني مقالات ذات صلة أمريكا تتهم بنك يمني بمساعدة في مبيعات النفط الإيراني 17 يناير، 2025 روسيا وإيران توطدان تعاونهما الدفاعي باتفاقية مدتها 20 عاما 17 يناير، 2025 السلطة الفلسطينية تعلن استعدادها تولي شؤون قطاع غزة 17 يناير، 2025 غوتيريش: احتلال اسرائيل لمناطق في لبنان يجب أن يتوقف 17 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولي غوتيريش: احتلال اسرائيل لمناطق في لبنان يجب أن يتوقف 17 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية ترامب: مراسم تنصيبي ستقام في قاعة الكونجرس بسبب البرد القارس 17 يناير، 2025 أمريكا تتهم بنك يمني بمساعدة في مبيعات النفط الإيراني 17 يناير، 2025 روسيا وإيران توطدان تعاونهما الدفاعي باتفاقية مدتها 20 عاما 17 يناير، 2025 السلطة الفلسطينية تعلن استعدادها تولي شؤون قطاع غزة 17 يناير، 2025 غوتيريش: احتلال اسرائيل لمناطق في لبنان يجب أن يتوقف 17 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك روسيا وإيران توطدان تعاونهما الدفاعي باتفاقية مدتها 20 عاما 17 يناير، 2025 السلطة الفلسطينية تعلن استعدادها تولي شؤون قطاع غزة 17 يناير، 2025 غوتيريش: احتلال اسرائيل لمناطق في لبنان يجب أن يتوقف 17 يناير، 2025 وزير: خط أنابيب غاز من روسيا لإيران قد يمر من أذربيجان 17 يناير، 2025 الحوثيون يزعمون قصف أهداف حيوية في إيلات بالصواريخ والمسيرات 17 يناير، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 12 ℃ 24º - 11º 10% 1.29 كيلومتر/ساعة 24℃ السبت 23℃ الأحد 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء تصفح إيضاً صور الأقمار الصناعية.. مهبط طائرات إماراتي “سري” في أرخبيل سقطرى يقترب من الاكتمال 18 يناير، 2025 ترامب: مراسم تنصيبي ستقام في قاعة الكونجرس بسبب البرد القارس 17 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬052 غير مصنف 24٬201 الأخبار الرئيسية 15٬513 عربي ودولي 7٬272 غزة 8 اخترنا لكم 7٬172 رياضة 2٬442 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬298 كتابات خاصة 2٬116 منوعات 2٬048 مجتمع 1٬871 تراجم وتحليلات 1٬861 ترجمة خاصة 123 تحليل 15 تقارير 1٬645 آراء ومواقف 1٬572 صحافة 1٬491 ميديا 1٬459 حقوق وحريات 1٬355 فكر وثقافة 924 تفاعل 827 فنون 490 الأرصاد 381 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...