هنية: أبنائي ليسوا أغلى من شهداء غزة
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأربعاء، أن دماء أبنائه "ليست أغلى" من دماء غيرهم من الشهداء الذين سبقوهم بالحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها السابع.
جاء ذلك في تصريحات مصورة أدلى بها لقناة الجزيرة، بعد تلقيه نبأ مقتل عدد 3 من أبنائه وعدد من أحفاده بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، في أول أيام عيد الفطر.
وقال هنية: "أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به وحازوا شرف الزمان والمكان والخاتمة".
وأضاف: "أبنائي ظلوا في غزة ولم يبرحوا القطاع، وككل أبناء شعبنا يدفعون ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم".
وتابع: "بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا وقضيتنا وأمتنا".
وأكد قائلا: "دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة، وهي تضحيات على طريق تحرير القدس والأقصى".
وأردف: "نقول لإسرائيل ما لم تأخذه بالتدمير والمجازر والإبادة لن تأخذه على طاولة المفاوضات".
وبيّن هنية أن "الاحتلال (الإسرائيلي) يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا لكن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا".
واستدرك: "لن نرضخ للابتزاز الذي يمارسه الاحتلال (الإسرائيلي) ولن نتنازل ولن نفرّط مهما بلغت تضحياتنا".
وشدد على أن تهديدات إسرائيل باجتياح رفح (المكتظة بالنازحين جنوبي قطاع غزة) "لا تخيف شعبنا ولا مقاومتنا".
وفي وقت سابق الأربعاء، قُتل 3 من أبناء هنية، وعدد من أحفاده، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ بينما كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم وأقاربهم بحلول عيد الفطر.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن الغارة "دمّرت السيارة بشكل كامل ما أدى إلى مقتل وإصابة جميع من كان فيها".
فيما قالت مصادر طبية للأناضول، إن القصف أسفر عن مقتل 3 من أبناء هنية هم: حازم وأمير ومحمد، وعدد من أبنائهم، إضافة لإصابة آخرين.
من جانبه، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة" بحق عائلة إسماعيل هنية عصر اليوم، خلال جولة زيارات اجتماعية وعائلية بمناسبة حلول عيد الفطر".
وأكد على أن "هذه الجريمة تأتي استكمالا لسلسلة من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء رغم الأجواء المقدسة لعيد الفطر".
وأدان المكتب الحكومي "جرائم الاحتلال المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني"، مشيرا إلى أنه وصل المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 125 قتيلا بغارات إسرائيلية متفرقة.
وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: عید الفطر
إقرأ أيضاً:
بانتظار التعويضات.. أصحاب المصالح ليسوا بخير
على الرغم من كل المؤشرات التي تقول أنّ الصناعة صمدت خلال الحرب اللبنانية، إلا أنّ أصحاب المصالح ليسوا بخير، أقلّه لناحية أصحاب المعامل والمؤسسات التجارية التي دمّرت وسوّيت بالأرض، سواء في الجنوب، أو بيروت، أو البقاع. ولكن صدمة الحرب لا يتحملها بمجملها أصحاب هذه المؤسسات، إذ يعاني أصحاب الاعمال في كل لبنان من تبعات هذه الصدمة، والتي ترافقت اليوم مع سقوط النظام في سوريا.
تكثر الاسئلة عن الآلية التي سيتم من خلالها إعادة التصدير إلى سوريا، أو المرور في سوريا، خاصة وأن عملية تبادل السلع والخدمات كانت أصلا متوقفة جرّاء الضربة الإسرائيلية التي قطعت الطرق البرية بين بيروت ودمشق.
على الأرض لا شيء يمكن أن يخفى، الخسائر تتراكم يومًا بعد يوم، خاصة مع اقتراب نهاية السنة واستمرار العدد الأكبر من المؤسسات في إغلاق أبوابه، وهذا يدلّ على الازمة الإقتصادية الكبيرة التي ستتفاقم خلال فصل الشتاء، خاصة إذ لم تشغّل هذه المؤسسات عجلتها الاقتصادية.
ويشير الخبراء الاقتصاديون في هذا المجال إلى أنّ الخسائر وعلى الرغم من انتهاء الحرب لم تظهر إلى العلن بعد، ولم يتم حتى الآن تحديد القيمة الحقيقية لها، وحسب الأرقام الاخيرة الصادرة عن البنك الدولي، فإنّ الاضرار التي لحقت بالهياكل المادية وحدها بلغت 3,4 مليار دولار، بالاضافة إلى خسائر اقتصادية قدّرت بـ5,1 مليار دولار.
ومن هنا تؤكّد المصادر الاقتصادية أنّ النمو الاقتصادي، وعلى الرغم من عدم توقف الصناعة سوف ينخفض بنسبة 6,6% أقلّه حتى نهاية العام الجاري، وتلفت المصادر إلى أنّ هذا الانخفاض سيتبعه انكماش سيستمر أقلّه لمدة 5 سنوات، ليطيح بالنمو الذي شهدناه عام 2023، علمًا أنّه بعيدًا عن حجم كارثة الإسكان، فإنّ خسائر التجارة لوحدها بلغت 2 مليار دولار، وتعزو المصادر الإقتصادية الأمر إلى نزوح الموظفين وأصحاب الأعمال، حيث فقد أكثر من 166 ألف موظف وظيفته، ذلك بالاضافة إلى تدمير المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين، حيث وصلت الأضرار الزراعية لوحدها إلى 1,2 مليار دولار.
توضح المصادر الاقتصادية أنّ حجم الدمار الكبير يعود إلى القدرات العسكرية الإسرائيلية الهائلة، حيث يمكن لصاروخ إسرائيلي واحد يكلّف 500 ألف دولار أن يدمر بنى تحتية تتراوح قيمتها بين المليون والمليونيّ دولار، ومن هنا أوضح المصدر أن التقليل من حجم الخسائر قد يوصل رسالة خاطئة إلى المجتمع الدولي، لا وبل إن أي أرقام قد تحصل عليها إسرائيل من المجتمع الدولي قد يدفعها إلى الاستمرار في التدمير طالما أنّها مستمرة في الخروقات، علمًا أن الخسائر التي تم عرضها لا تشمل في الحدّ الأدنى منها الخسائر غير المباشرة التي تتعلق بالسياحة والتربية وتعطل الصناعات، وغيرها العديد من الأمور المتعلقة بالصناعة.
في الشتاء القاسي، يقف أصحاب المصالح المتضررة أمام تحدٍ مصيري. فقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى تدمير مراكز عملهم ومصادر رزقهم، لكن الانتظار الطويل للحصول على التعويضات التي وعدوا بها جعل الوضع أكثر تعقيدًا. يعاني كثيرون من غياب البدائل أو الموارد اللازمة للبدء مجددًا، خاصة أن البرد القارس يزيد من الأعباء اليومية، بدءًا من الحاجة لتأمين التدفئة، مرورًا بمصاريف الترميم المؤقت، وصولًا إلى توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات.
البعض اضطر للبحث عن حلول ذاتية رغم قلة الإمكانيات، مثل الاستدانة بفوائد عالية أو بيع ممتلكاتهم الشخصية لتغطية النفقات العاجلة، بينما الآخرون ما زالوا عالقين في دائرة الانتظار، بين وعود التعويضات وضغط الواقع. التجار وأصحاب الورش والمزارعون يشعرون بالعجز أمام التزاماتهم اليومية، خصوصًا مع تراجع الحركة الاقتصادية في المناطق المتضررة، مما أفقدهم أي مصدر للدخل في الوقت الراهن.
ومع ضعف استجابة الدولة وتباطؤ الجهات المانحة في تقديم الدعم، يُخشى أن تتفاقم الأزمة خلال الشتاء، حيث يصبح إصلاح البنية التحتية وترميم المراكز أمرًا أكثر تكلفة وصعوبة. هذا الواقع يترك أصحاب المصالح في حالة من القلق المستمر، ويدفع كثيرين منهم للتفكير بجدية في الهجرة أو البحث عن عمل في مجالات أخرى، ما قد يؤدي إلى خسارة الاقتصاد اللبناني لجزء مهم من قواه الإنتاجية. المصدر: خاص "لبنان 24"