روسيا والصين انتقلتا إلى "الخطة ب"
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
موسكو وبكين تبحثان كيفية المواجهة المشتركة لسياسة الهيمنة الأمريكية. حول ذلك، كتب ايليا أبراموف، ويفغيني بوزنياكوف، في "فزغلياد":
تواصل روسيا والصين تعميق شراكتهما. فقد ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وزميله وانغ يي، في بكين، قضايا المواجهة المشتركة للعقوبات الغربية، وإنشاء مؤسسات دولية بديلة في مجال الاقتصاد والأمن.
كما يعارض الطرفان التدخل الخارجي في شؤون المنطقة، ويدنا إنشاء الولايات المتحدة تحالفات عسكرية مغلقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وعلى هذه الخلفية، اقترح وانغ يي على لافروف فكرة "الرد الثنائي" على الدول الغربية. وتأتي هذه المبادرة ردا على مفهوم "الاحتواء المزدوج" الذي تروج له الولايات المتحدة.
ويرى الأستاذ في قسم الدراسات الأوروبية بكلية العلاقات الدولية في جامعة سانبطرسبورغ الحكومية، ستانيسلاف تكاتشينكو، "أن روسيا والصين، من خلال الحديث عن " المواجهة المضادة الثنائية"، ترسلان إشارة مهمة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. فهكذا، نلمح مرة أخرى، للدول الغربية، إلى أن الوقت قد حان بالنسبة لهم لتغيير نهجهم السياسي.. فالقضايا التي تقلق موسكو وبكين واحدة. وهذا بدوره يساهم في تعاوننا".
"حتى وقت قريب، لم تعترض موسكو وبكين على عملية بناء عالم متعدد الأقطاب على أساس الأمم المتحدة، على سبيل المثال، من خلال الحد من نفوذ واشنطن في الهيئات الإدارية للمنظمة الدولية. ومع ذلك، فإن واشنطن لا تقبل التفاوض بشأن هذه المسألة".
و"لذلك، ربما قررت روسيا والصين الانتقال إلى "خطة بديلة" لبناء عالم متعدد الأقطاب ومواجهة الغرب. ربما عبر التفاعل بين دول بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون. فهذه الدول قادرة على حل القضايا المتعلقة بالاقتصاد والعقوبات والأمن الأوراسي دون النظر إلى آراء الدول الغربية".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بكين عقوبات اقتصادية موسكو روسیا والصین
إقرأ أيضاً:
الدعم الأميركي للفلبين والصراع في بحر الصين الجنوبي.. أسباب تعمق التوتر بين واشنطن وبكين
الصراع في بحر الصين الجنوبي.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك مع تولي الرئيس دونالد ترامب زمام الولايات المتحدة الأمريكية من جديد.
بداية الخلافاتيمثل بحر الصين الجنوبي واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية والنزاعية في العالم، حيث تطالب الصين بالسيادة على معظم أجزاء البحر، وفقًا لما يعرف بـ "خط التسعة أشرطة".
ومع ذلك، تتعارض هذه المطالب مع حقوق العديد من الدول الإقليمية الأخرى، بما في ذلك الفلبين، التي حصلت على حكم دولي يدعم مطالبها عام 2016.
الدعم الأميركي للفلبين وتأجيج التوتراتفي إطار التحالف الدفاعي بين واشنطن ومانيلا، كثفت الولايات المتحدة دعمها العسكري للفلبين، بما في ذلك تزويدها بمعدات عسكرية متطورة، وتوسيع التعاون في التدريبات المشتركة.
زيأتي هذا الدعم في وقت تصاعدت فيه التوترات البحرية، حيث زادت الصين من نشاطاتها العسكرية في المنطقة، بما في ذلك بناء الجزر الاصطناعية ونشر السفن العسكرية.
وأعلنت الولايات المتحدة مرارًا التزامها بالدفاع عن الفلبين في حال تعرضها لأي هجوم عسكري، مما أثار غضب بكين التي تعتبر هذا الدعم تدخلًا في شؤونها الإقليمية وتصعيدًا للموقف.
الصراع الاستراتيجي بين واشنطن وبكينتعتبر بحرية بحر الصين الجنوبي جزءًا من الصراع الأكبر بين الولايات المتحدة والصين، حيث ترى واشنطن أن حرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية مهددة.
في المقابل، تصف الصين التحركات الأميركية بأنها محاولات لاحتواء نفوذها في آسيا وتعزيز الهيمنة الغربية.
تداعيات التوتر على العلاقات الثنائيةتعمقت الخلافات بين البلدين في ضوء هذه التطورات، حيث تبادلت بكين وواشنطن التصريحات الحادة بشأن الأنشطة العسكرية في المنطقة، كما أبدت الصين رفضها القاطع لأي محاولات أميركية لتقويض سيادتها، بينما اتهمت الولايات المتحدة بكين بتعزيز ممارسات "الترهيب" ضد الدول المجاورة.
سيناريوهات مستقبليةقد يؤدي استمرار الدعم الأميركي للفلبين وتصاعد الأنشطة العسكرية في بحر الصين الجنوبي إلى المزيد من التوترات في العلاقات بين واشنطن وبكين.
ومن المحتمل أن تشهد المنطقة مواجهات دبلوماسية وربما عسكرية محدودة، مما يعرض الاستقرار الإقليمي للخطر.
في النهاية بحر الصين الجنوبي ساحة رئيسية للصراع الجيوسياسي بين القوى الكبرى، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، ومع استمرار التصعيد، تبرز الحاجة إلى حلول دبلوماسية فعالة لتجنب صراع مفتوح قد يؤثر على الأمن والسلم العالميين.