هي حالة اعتدنا عليها داخل المجتمع اللبناني.. جريمة قتل الطيور المهاجرة، الحالة المرضية عند بعض اللبنانيين الذين انفصموا عن واقعهم.. بالنسبة إليهم هي بطولة، يتَحدون بعضهم البعض ويتنافسون على المركز الأول؛ من سيسقط العدد الأكبر، من سيقتل هذا النوع، وأي بارودة تستطيع أن تطال النوع الآخر.. إلا أن جريمتهم واحدة: قتل طيور مسالمة ضرورية للحياة الطبيعية.

علمًا أن لبنان وحسب الخبراء يعتبر من أهم المعابر لأكثر من مليون طائر يمرّ من فوقه بشكلٍ سنوي.

قبل أيام، انتشر فيديو مصدره بلدة عكار، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنّه جريمة بحق هذه الطيور.. وابل من الرصاص انهمر على مئات من الطيور المهاجرة، أجبرها خطّ مسارها ولسوء حظها أن تمر من فوق ما يقال عنهم أنّهم "صيادون"، حيث سقط أكثر من 15 طيرًا، تُركت تُنازع وحيدة.  
على الأرض، القوى الأمنية تحاول على قدر الإمكانيات المتوافرة أن تلاحق جميع الخارجين عن القانون، إذ تسيّر دوريات دائمة، وتحاول عبر مقاطع الفيديو التي تنشر على صفحات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن تصل إلى الذين يفتكون بهذه الطيور.  

واوضح مصدر أمني لـ"لبنان24" أنّ هناك العديد من الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم، وآخرهم كان في زغرتا، حيث ألقت القوى الأمنية القبض على شخصين يحملان بارودة صيد وخرطوش، إذ تم أخذ الإجراء القانوني اللازم بحقهم.
ويشدّد المصدر على أنّ القوى الامنية جاهزة لتلقي أي معلومات من شأنها أن تساهم بإلقاء القبض على المخالفين، وذلك من خلال الاتصال بالرقم 112.  
وحسب معلومات "لبنان24"، فقد أشار أحد المدافعين عن حقوق الحيوانات إلى أنّ الاسبوع الماضي تمكن أحد الاشخاص من إسقاط نسر نادر في بلدة العريضة وهو من نوع النسر الأسمر أو نسر غريفون، إذ ولسخرية القدر كان قد تم العثور على أحد هذه النسور العام الماضي من قبل جهات معنية بحقوق الحيوانات، وبعد معالجته تم إطلاق سراحه، حيث يعتبر من قبيل النسور النادرة والمهددة بالانقراض.
الإجرام انخفض في بعض المناطق
وفي أرقامها الأخيرة، أظهرت منظمة مكافحة الصيد في لبنان نتائج إيجابية لمكافحة الصيد الجائر، إذ على سبيل المثال وصلت نسبة المكافحة الناجحة إلى 80% في بعض مناطق عكار، وفي البقاع الغربي ارتفع الرقم ليصل إلى 90% بناء على جهود الجمعيات الجبارة التي قامت بها لمكافحة أي فعل جرمي بحق هذه الطيور.

بالتوازي، يؤكّد العديد من الصيادين أنّه بالاضافة إلى الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بمكافحة الصيد، إلا أن ارتفاع أسعار الخرطوش، وعدم تمكن الصياد من شراء لوازم الصيد ساهمت وبشكل واضح بانخفاض معدلات قتل الطيور المهاجرة.

وعلى الرغم من الأرقام الإيجابية في بعض المناطق، فإنّ لبنان الذي يعتبر ثاني أهم ممر لأكثر من 360 نوعًا من الطيور، بات اليوم يشكّل مقبرة جماعية أبطالها أكثر من 550 ألف صياد لا يعيرون أي اهتمام لضرورة وأهمية المحافظة على التوازن البيئي.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (4)

المُبْتَدَأُ: -
مِن وِجْهَةِ نَظَرٍ مارْكِسِيَّةٍ تُعْتَبَرُ الحُرُوبُ الأَهْلِيَّةُ تَعْبِيراً عَن الصِراعاتِ الطَبَقِيَّةِ وَالتَناقُضاتِ الاِجْتِماعِيَّةِ الداخِلِيَّةِ داخِلَ المُجْتَمَعِ.
وَالخَبَرُ: -

(31)
للقائد الشيوعي الأممي ف. ايلتش لينين رأي واضح في تيار اليساريين الإصلاحيين فقد وصفهم بالانتهازيين، قائلاً: "الإصلاحيون هم انتهازيون يخونون مصالح الطبقة العاملة من أجل مصالحهم الشخصية أو من أجل تحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل." مؤكدا أن "الصراع الطبقي هو المحرك الرئيسي للتغيير التاريخي، والإصلاحيون يحاولون تخفيف الصراع عوضا عن تعزيزه.".

(32)
لقد رأينا نحن في السودان؛ بأم أعيننا صدق هذا القول والتحليل؛ حين اعتلت سدة سلطة الانتقال؛ بعد انتصار ثورة 19 ديسمبر 2018م المجيدة مجموعة من الإصلاحيين ضعيفي البصر والبصيرة؛ وكيف أنهم قد فرطوا في أهداف الثورة وشعاراتها، وأضروا بمسارها الثوري؛ حينما ارتضوا شراكة العسكر في السلطة وها نحن نجني علقم غرسهم البائس. القائد الشيوعي الفذ؛ ثاقب البصر والبصيرة لينين؛ ظل يرى أن الإصلاحات قد تحسن ظروف الطبقات المسحوقة على نحو مؤقت، لكنها لا تقضي على اِسْتِغْلالُهُمْ من قبل الرأسماليين؛ قائلا: "الإصلاح هو تحسين ظروف العبودية، أما الثورة فهي تحرير العبيد."

(33)
نحن كشيوعيين؛ ملزمين بقضية نشر الوعي الطبقي؛ ومحاربة أي فكر أو عمل ينتج عنه تأثير معاكس؛ ويؤدي إلى تدهور الوعي الطبقي ومفاقمة الانقسامات القومية بما في ذلك أفكار اليسار الإصلاحي. من الوهم الاعتقاد بأن الطبقة العاملة أو الطبقات المسحوقة على العموم؛ يمكنها أن تجد حلولا لمشاكلها بالتحالف مع هذا الجناح أو ذاك من أجنحة الطبقات السائدة في حالة السلم فكيف بالله عليكم وهي تطحن في رحى حرب ضروس؟!!.

(34)
واجب الشيوعيين يحتم عليهم قول الحقيقة للطبقة العاملة والطبقات المسحوقة، والشرائح الاجتماعية الضعيفة؛ بأن لا تثق بأي جناح من أجنحة الطبقة السائدة، فجميعها دون استثناء بما فيها الأجنحة الإصلاحية؛ تسعى في النهاية فقط لخدمة مصالحها الطبقية؛ ووفقا لميزان القوى في اللحظة التاريخية المعينة.

(35)
طرفا الحرب الدائرة في السودان اليوم؛ يحاولان إخفاء أهدافهما الحقيقية باستعمال كافة أنواع الحيل والدعاوي الأخلاقية. لكن المصالح المادية لا الدعاوي الأخلاقية هي التي تحدد في واقع الأمر؛ ورغم عن ذلك نجد للأسف أن بعض القوى الإصلاحية تعتقد أن بإمكانها ممارسة الضغط على الطرفين لإيفاق الحرب. إن واقع الصراع الدامي الدائر لزهاء العامين حتى الآن يكذب هذا الاعتقاد؛ ويؤكد أن الطرفين لا يضعان أي قيمة لتلك الضغوطات أو المناشدات.

(36)
الحرب وفق تعبير ( كلاوزفيتز) هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى. لقد عجزت أدوات طرفي الصراع (الجيش والدعم السريع) السلمية؛ عن حل تناقضات مصالحهما المادية فانتقلا إلى ممارسة السياسة بوسيلة أخرى أكثر عنفاً. فمن الحتمي عندما يصل الصراع بين طرفين لمرحلة الصراع التناحري؛ أن تتبلور قناعة لدى كل منهما بأن وجود الآخر بات يمثل تهديدا وجوديا له ولمصالحه.

(37)
وفي مثل هذه الحالة التي تطابق حالة طرفي الحرب الدائرة في السودان؛ لا يبقى لدعوات إيقاف إطلاق النار وحقن الدماء العاطفية؛ التي تطلقها بعض القوى الإصلاحية؛ أي تأثير وتظل فقط محض دعوات غارقة في النزعة السلمية والأوهام الدبلوماسية؛ خالية من الموقف الطبقي؛ والحلول الطبقية. وبتصاعد وتيرة التوترات بين القوى الرجعية نتيجة التنافس على السلطة، لحد عجز المنافسة السلمية عن تحديد هوية المهيمن بين القوى، تغدو الحرب هي الخيار الوحيد المتاح؛ خاصة عندما تغدو مصالح القوى الرجعية على المحك.

(38)
الحروب الأهلية ليست مجرد صراعات بين جماعات عرقية؛ أو دينية أو سياسية، بل هي انعكاس لصراع الطبقات الاجتماعية؛ وعلى وجه الخصوص هي صراع الفئات الاجتماعية المهمشة والمستغَلة ضد النخبة الحاكمة أو صراع النخب الرجعية الحاكمة التي تناقضت مصالحها وتعارضت مع بعضها البعض كما هو الحال في الحالة السودانية الراهنة.

(39)
وانطلاقا من هذا الفهم المادي فالدعوات الطيبة للحلول السلمية لمثل هذه الحروب، والمناشدات الخجولة لإيقافها بالحوار المفتقرة للموقف الطبقي، هو موقف مثالي ونهج طوباوي غير واقعي؛ إن المصالح المادية هي الموجه الأساسي للنزاعات والصراعات؛ عليه يجب علينا كشيوعيين أن نرى الواقع كما هو ونسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة؛ بقول الحقيقة المستندة على الصراع الطبقي.
يَتْبَعُ

تيسير ادريس

tai2008idris@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الصيد التقليدي يحقق عائدات قدرها 2.2 مليار درهم منذ مطلع هذا العام
  • بيطري الشرقية: تحصين 83 ألف طائر ضد أنفلونزا الطيور والأمراض الوبائية
  • قرار صارم
  • إصابة طفلين فلسطينيين برصاص الاحتلال جنوبي الخليل
  • بحيرة الرزازة تنتعش وقوارب الصيد تعود بعد الأمطار (صور)
  • غارتان جديدتان في جنوب لبنان... شاهدوا بالفيديو ما استهدفته إسرائيل
  • هذه هوية المُستهدف في الغارة على جنوب لبنان اليوم
  • كتاب من وزير البيئة إلى وزير الداخلية: لقمع ممارسات الصيد الممنوع حالياً
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (4)
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تقبض على مخالف لنظام البيئة لارتكابه مخالفة الصيد في أماكن محظور الصيد فيها في منطقة مكة المكرمة