غطت أخبار الحرب في غزة على خبر وفاة أحد أبرز الكتاب في الشرق الأوسط، وهو سامي ميخائيل، الذي وافته المنية في الأول من أبريل الماضي في منزله بإسرائيل، وكان عمره 97 عاما.

من هو؟

سامي ميخائيل، كاتب وروائي عراقي- إسرائيلي، ولد باسم باسم كمال صلاح منصور في بغداد، في العراق عام 1926. ونشأ في حي مختلط ميسور الحال من المسلمين واليهود والمسيحيين وانضم إلى الحزب الشيوعي في شبابه.

 

بعد تعرضه للاعتقال، هرب إلى إيران، وعلى الرغم من خططه للاستقرار في باريس، انتهى به الأمر في إسرائيل، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية".

تزامن فرار ميخائيل مع بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمناسبة إعلان قيام دولة إسرائيل، حين ساءت أوضاع اليهود أكثر في العراق".

يزعم موقع "المكتبة الافتراضية اليهودية"، إنه تم استهداف ميخائيل في العراق كيهودي وشيوعي في نفس الوقت.

وصل الشاب ميخائيل إلى إسرائيل في أبريل 1949، بمساعدة الوكالة اليهودية في طهران.

كان لميخائيل علاقة خاصة مع حيفا، حيث قضى معظم حياته في إسرائيل، واستقر في حي وادي النسناس ذي الأغلبية العربية وفق "هآرتس".

قال في حدث أدبي عام 2015 في جامعة نورث وسترن "والدتي البيولوجية هي العراق، وأمي بالتبني هي إسرائيل" ثم تابع  "أنا أنتمي إلى كليهما".

رغم كتابته باللغته العبرية، فرض ميخائيل نفسه كصوت أدبي مختلف في الشرق الأوسط، وفق تعبير صحيفة واشنطن بوست، سواء داخل المجتمعات اليهودية القديمة في الدول الإسلامية أو بين المهاجرين اليهود إلى إسرائيل من دول مثل العراق واليمن وغيرهما.

استلهم الرجل قصصه التي كتبها من حقائق واقعية، لخصت ما يواجهه اليهود العرب خلال الصراع الذي فرضه التاريخ والسياسة، "بما في ذلك حروب إسرائيل ضد الدول العربية واحتلال الأراضي الفلسطينية" تقول الصحيفة الأميركية.

????????????????????️ #disparition de l'écrivain israélien et ancien président de l'Association des droits civiques, Sami Michael, à l'âge de 97 ans. BD"H

✒️ Né “Kamal Salah” en 1926 dans une famille juive aisée et laïque d'un quartier mixte de Bagdad, Sami Michael est actif au sein du Parti pic.twitter.com/izNJTeMbDv

— BELLASAMI (@samuche43) April 5, 2024

بالنسبة للعديد من القراء غير العرب، قدمت روايات ميخائيل نسخة مختلفة تماما عن التجربة الإسرائيلية.

كتاباته

مع بداية امتهانه الكتابة، اشتغل ميخائيل مساهما في جريدة الاتحاد، الصحيفة الشيوعية الإسرائيلية باللغة العربية، تحت الاسم المستعار  سمير المتمرد. 

تناول في كتاباته الوضع المهمش لليهود الذين وصلوا إلى "دولة إسرائيل الجديدة".

استغرق الأمر منه سبعة وعشرين عاما في إسرائيل قبل أن يبدأ في كتابة ونشر الكتب باللغة العبرية. 

كتابه الأول، "كل الرجال متساوون - ولكن البعض أكثر" (1974) استقبل بالتشكيك من قبل النقاد، حيث أن فحصه الصارم للتحيزات التي واجهها القادمون من الأراضي العربية، ضرب على وتر حساس مع النخب الثقافية، تقول الصحيفة الأميركية.

القصة تستعير عنوانها بشكل من القصة الرمزية السياسية لجورج أورويل "مزرعة الحيوانات" وتؤرخ لأفراد عائلة يهودية من الطبقة المتوسطة من بغداد وهم يبحثون عن ذواتهم في إسرائيل حلال خمسينيات القرن الماضي.

كتابه الآخر "حفنة من الضباب" (1979) تتبع ما لحق بالطائفة اليهودية في العراق، بينما استند مؤلفه الآخر "فيكتوريا" (1995) إلى ملاحظات عن حياة والدته في الحي اليهودي ببغداد وسيطرة الرجال على شؤون المجتمع. 

قصة الكتاب تنتهي في إسرائيل، حيث فقد الرجال المهاجرون العراقيون قوتهم وتكيفت النساء بسهولة أكبر.

إلى ذلك، تستكشف روايته "بوق في الوادي" الصادرة عام 2003 التحيز، من خلال قصة حب بين امرأة عربية مسيحية، ومهاجر يهودي روسي، في إسرائيل. 

وفي مراجعة للرواية، قال الكاتب الإسرائيلي الشهير ديفيد غروسمان إن ميخائيل يمتلك قدرة قوية على كسر الصور النمطية.

الطلاق مع الشيوعية

جاء خروجه النهائي من الشيوعية بعد تقييمه بأن الحركة قد تخلت عن مبادئها الإنسانية. 

انتقد ميخائيل الشيوعية لأنها أصبحت، وفقه، نظرية بشكل مفرط، ولتبريرها الانقلابات العسكرية التي أنشأت أنظمة دكتاتورية تحت ستار "معاداة الإمبريالية"، ولتحول الاتحاد السوفييتي من أيديولوجية عالمية إلى سلوك قوة عظمى، مع إعطاء الأولوية للإيديولوجية على الأفراد.

موقفه من الأحداث

قال ميخائيل إنه لم يكن "صهيونيا لأسباب أيديولوجية، ولكنه ليس معاديا للصهيونية لأسباب عاطفية".

اعتبر ميخائيل نفسه إسرائيليًا، وقع في حب الأرض، والمناظر الطبيعية.

وفي سبتمبر 2023، قبل أقل من شهر من هجمات حماس على إسرائيل التي أشعلت الحرب في غزة، تنحى ميخائيل عن منصبه بعد عقدين من العمل كرئيس لجمعية الحقوق المدنية في إسرائيل. 

وقالت المنظمة في بيان لها "لقد أعرب عن ألمه وغضبه تجاه الظلم في إسرائيل، وطالب بتحقيق العدالة وغرس فينا روح الأمل بالتغيير".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی إسرائیل فی العراق

إقرأ أيضاً:

الجيش العراقي: الحكومة صاحبة السلطة لاستخدام أراضينا في تنفيذ أي عمليات عسكرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول، أن الحكومة صاحبة السلطة في استخدام "أراضينا" في تنفيذ أي عمليات عسكرية.

وقال يحيى رسول- في مداخلة مع قناة "القاهرة" الإخبارية، مساء اليوم  الأربعاء - إن العراق يرفض بشكل قاطع الشكوى التي قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الموجهة ضده.

وأكد أن هذه الاتهامات لا تهدف إلا تبرير عدوان مخطط له ضد العراق من قِبل السلطات الإسرائيلية، لافتا إلى أن إسرائيل تحاول أن تجر العراق إلى عملية استهداف.

وأشار إلى أن قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها، متابعا: "حكومتنا صاحبة السلطة لاستخدام أراضينا في تنفيذ أي عمليات عسكرية".

وأضاف أن الحكومة العراقية ترى أنه من الضروري الوقوف بجانب الأشقاء في الدول المعتدى عليها من إسرائيل، وتقديم الدعم الإنساني والسياسي والقانوني.

واختتم حديثه قائلا إن "العراق يؤكد التزامه بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ويدين تهديدات السلطات الاسرائيلية التي تهدف إلى زعزعة المنطقة".

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعراق
  • تعرّف على مباريات المنتخب الوطني العراقي
  • غداً..الجامعة العربية “تناقش” تهديدات إسرائيل للحشد الشعبي
  • بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن
  • وزير الخارحية العراقي يكشف حقيقة التهديدات الإسرائيلية لبلاده
  • الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب
  • تصفيات المونديال.. تعرف على مباريات المنتخب العراقي وتوقيتاتها
  • الجيش العراقي: الحكومة صاحبة السلطة لاستخدام أراضينا في تنفيذ أي عمليات عسكرية
  • المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي: إسرائيل تعرقل وقف إطلاق النار
  • المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي: إسرائيل تفتح مساحات جديدة للصراع