كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الساعات الأخيرة، تداولت أوساط نيابية سلسلة أفكار يمكن اعتبارها مفاتيح لتنفيس الوضع الداخلي وتثبيت الضمانات المطلوبة، وأبرزها فتح باب الحوار السياسي مجدداً على مستوى القيادات.
وإذا كان الحوار بشكله الموسّع، كما يدعو إليه الرئيس نبيه بري، يقابَل بتحفظات من جانب بعض القوى المعارضة، ولا سيما «القوات اللبنانية»، فإنّ في الأوساط النيابية من يطرح فكرة إطلاق حوارات بين القيادات على مستويات ثنائية.
وترى هذه الأوساط أنه من الممكن الرهان على تفعيل قناة التواصل ما بين الرئيس بري والدكتور سمير جعجع، كضمانة لمنع أي صدمة محتملة على الأرض، أو لاستيعابها إذا وقعت. وفي الموازاة، يمكن الرهان على ضمانة من نوع آخر من جانب بكركي، بهدف طمأنة الشارع المسيحي القلق، لا سيما لجهة السعي إلى ملء الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وفي هذا الشأن يمكن النقاش في العديد من الطروحات التي ترضي بكركي وتؤمن تغطية مسيحية لعملية الانتخاب.
السؤال الذي تطرحه الأوساط النيابية هو: هل ستوافق القوى المسيحية على هذا النوع من الحوار أم تعتبره أيضاً مضيعة للوقت وإشاحة للنظر عن المشكلة الأساسية، كما هو الحوار الشامل الذي يدعو إليه بري؟ وهل من وسطاء يمكن أن يبادروا إلى الاضطلاع بدور لتقريب المسافات وفتح هذه الأقنية؟
أيّاً يكن الأمر، تقول المصادر النيابية، فإن حال الطلاق النفسي بين اللبنانيين باتت تحتّم مد خطوط التواصل، لأنّ تحديات خطرة تبدو في أفق الوضع في الشرق الأوسط، وهي تنعكس على لبنان وقد تهدد بزعزعة استقراره كدولة وكيان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب وماسك.. علاقة معقدة على حافة "الانفجار"
رجلان مغروران يسعيان بلا حدود إلى السلطة والمال، يجمعهما حالياً هدف مشترك. لكن إلى متى سيستمر هذا التحالف؟
تحالف القوة والمال.. لكن إلى متى سيستمر؟
تتناول الكاتبة مارغريت سوليفان في "غارديان" العلاقة الوثيقة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الذي يحظى بنفوذ داخل الجناح الغربي للبيت الأبيض وأذن الرئيس.
وتجسد صورة باري بليت على غلاف "نيويوركر" هذه العلاقة بوضوح، حيث يظهر ماسك مبتسماً وهو يؤدي اليمين الدستورية إلى جانب ترامب، ما يثير التساؤلات حول من منهما سيكون "رئيس الظل".
The bromance has already faded.
Trump realizes that Musk is weird as hell; that he is getting high on everyone (correctly) calling him President Musk; and that he intends to have much more power in the Trump administration than Trump.
The blow-up between these two will be epic. pic.twitter.com/NlKY3Yynu3
يرى الكاتب جود ليغوم أن هذه الشراكة انعكست بوضوح على سياسة ترامب تجاه الصين، إذ وعد خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60%، لكنه خفّضها لاحقاً إلى 10% أو ربما ألغاها تماماً.
ويفسر ليغوم هذا التحول بكلمتين: "إيلون ماسك"، مشيراً إلى أن ماسك، الذي تمتلك شركته "تسلا" مصنعاً ضخماً في شنغهاي، كان له دور في ذلك.
هل سيصمد هذا التحالف؟في المقابل، قدّم ماسك دعماً مالياً لحملة ترامب بقيمة 260 مليون دولار، وسخّر منصته "إكس" لتضخيم رسالته.
لكن هل سيصمد هذا التحالف؟ البعض يشكّك في ذلك، إذ يُعرف ماسك بعدم إظهار ولاء مطلق، وهو ما قد يصطدم بشخصية ترامب. ففي الأيام الأخيرة، انتقد ماسك صفقة الذكاء الاصطناعي التي أبرمها ترامب بقيمة 500 مليار دولار، وهاجم الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أي آي" سام ألتمان عبر "إكس".
“To say the relationship is symbiotic is an understatement. Trump has the political power; Musk has endless money“
[How long can the appalling Musk-Trump bromance go on? | Margaret Sullivan | The Guardian] https://t.co/HJkknUNOfZ
حليف لترامب قال لمجلة "بوليتيكو": "من الواضح أن ماسك استغل قربه من الرئيس... لكن المشكلة أن ترامب لا يملك أي نفوذ عليه".
وترى أستاذة القانون في جامعة كورنيل، سارة كريبس، أن هذا التحالف محفوف بالتوتر، إذ لم يعتد أي منهما لعب دور الرجل الثاني.
انفصال عنيفاستناداً إلى استطلاع لـ"وول ستريت جورنال"، فإن نصف الأمريكيين يرون أنه من السيئ أن يقدم ماسك المشورة لترامب، فيما أيّد ذلك أقل من 40%.
كما أن شعبية ماسك تراجعت بين الأمريكيين، وهو أمر لن يغفله ترامب، المعروف بسرعة اتخاذ قرارات الفصل.
وتختم الكاتبة بالقول "قد تبقي المصالح المشتركة الرجلين متحالفين، لكن إذا نشب خلاف، فسيكون الانفصال عنيفاً. فترامب معروف بحبه للانتقام، أما ماسك، بتحيته النازية وخططه المدمرة، فهو لا يقل قسوة. ولا يمكن التنبؤ بكيفية حدوث هذا الصدام، لكن من المؤكد أن غلاف "نيويوركر" القادم سيكون مثيراً".