عبدالغني العروة قارئ القرآن بأمر الشعب المغربي: «مدرسة التلاوة المصرية سبب تفوقي»
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
تلاوته عذبة وخاشعة تنساب كالنسيم، صوته يُشعرك بالسكينة والطمأنينة، ويأخذك إلى حيث زمن المشايخ المصريين عبدالباسط عبدالصمد ومصطفى إسماعيل، اللذين كانا قدوة له منذ صغره، وسبباً فى تفوقه وحصده عشرات الجوائز على مستوى المملكة المغربية والدول الإسلامية والأوروبية، هو الشيخ عبدالغنى العروة، الذى نُصّب قارئاً للقرآن الكريم بأمر الشعب المغربي، حين اختاره المواطنون بالتصويت جمعاً فى إحدى المسابقات الوطنية، لتكون بوابته نحو العالمية في قراءة القرآن بتجويده ومقاماته المختلفة.
الشيخ عبدالغني العروة، البالغ من العمر 31 عاماً، أحد أشهر وأهم قراء القرآن الكريم فى المغرب، عشق مدرسة التلاوة المصرية فقلّد أصوات كبارها، وبدأ حفظ كتاب الله في سن صغيرة، وفق حديثه لـ«الوطن»: «بدأت فى سن صغيرة، حيث لاحظ والدي حسن أدائي وصوتي الجميل من خلال الأنشودة الملتزمة، وأراد اختباري بتقليد مشايخ مصر الكبار، وكل مرة كنت أنجح، لذلك دعمني ووجّهني إلى المسار الصحيح، وهو الاهتمام بكتاب الله، وبدأت فى الحفظ من هنا إلى أن أتممت حفظ القرآن الكريم فى عمر الـ17 عاماً».
مدرسة التلاوة المصرية كانت سبباً في تفوق «عبدالغني»، إذ اكتسب منها المهارة في التلاوة المجوّدة، فأصبح واحداً من أهم قراء المغرب: «تعلّمنا من مشايخ المدرسة المصرية واكتسبنا منها الخبرة والمنارة، كنت أقلد الشيخ الراحل متولي عبدالعال بسجية وفطرة، وهو ما جعل والدي يبكى من جمال صوتي، فتحمّس وزاد اهتمامه بي، وكان يأتيني بشرائط لمشايخ مصر مصطفى إسماعيل والمنشاوي وغيرهما، وبدأت أنصت إليهم فى طفولتي، إلى أن اكتسبت مهارة التقليد من خلالهم، فكنت أستغل الفترة الصيفية لقراءة القرآن والتجويد».
أول مسابقة لعبدالغني العروةيتذكر القارئ المغربي أول مسابقة له في حفظ القرآن الكريم، وفوزه بالمركز الأول تصويتاً من الشعب المغربي: «كانت أول مسابقة لي مع طلاب أكبر سناً، وكنت في التاسعة من عمري، وحصلت على المركز الأول بتصويت الشعب المغربي، مما أهّلني لخوض المسابقات المحلية والعالمية، وصولاً إلى حصولي على المركز الأول في أكثر من 60 شهادة حفظ القرآن بالتجويد».
صعوبات كثيرة واجهت «عبدالغني»، أصعبها تنافسه مع إخوته الـ4 في حفظ القرآن الكريم والمشاركة في الجائزة الأهم بالنسبة له والفوز بها: «كنا 4 إخوة، كلنا حفظنا كتاب الله، كانت هناك منافسة بيننا في الحفظ، وفى 2006 شاركت فى مسابقة الجائزة الكبرى فى المغرب، وهى جائزة محمد السادس لحفظ القرآن، لكن لم أوفق لأنها تجمع الكثيرين من قراء المغرب فى أعمار مختلفة، لكنني صمّمت على المشاركة فى 2009 وفُزت بالجائزة عن حفظ القرآن بالصيغة المشرقية، وهى صيغة المشايخ المصريين، وكنت أول من حاز عليها فى مدينتى التى أقيم بها أغادير وتحقق جزء من الحلم».
والدة القارئ المغربي استمرت فى تشجيعه على حفظ القرآن وإتقان مقاماته لحفظها كتاب الله، إذ كانت سبباً فى ضبط قواعد التجويد معه: «والدتي لعبت دوراً مهماً فى حياتي، وبحكم أنها حاملة لكتاب الله ساعدتني كثيراً فى إتقان التجويد والمقامات، وهو ما جعل المملكة المغربية ترشّحني لجائزة تونس العالمية فى 2013 وفُزت بالمركز الأول، واستمررت فى حصد الجوائز العالمية».
أمنيات قارئ القرآن في المغربيتمنّى القارئ الحاصل على بكالوريوس العلوم الشرعية، أن يكون له اسماً يُذكر، بعدما وصل صيته إلى الدول الأوروبية: «أصلى صلاة التراويح بالمواطنين فى إيطاليا، بناءً على طلب من الجالية الإيطالية، لأننى أيقنت أن الإنسان فى تجارة مع الله، ولا بد أن يكون الشاب قدوة، والمغاربة عرفوني من صوتى، وصوتوا لى، وسجّلت شرائط قرآن بصوتي، حظيت بانتشار كبير فى المغرب وعرّفنى العالم الأوروبى عن طريق نشر مقاطعى على «يوتيوب»، فضلاً عن قيامي بتدريس الأداء الصوتي للقرآن وعلومه وتجويده فى مدارس التعليم العتيق التابعة لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، وأستعد لتقديم برنامج إذاعى بالإذاعات الوطنية المغربية، بجانب بودكاست بعنوان استفادة على أنغامى وسبوتيفاى، إضافة إلى إعدادى برنامجاً دينياً بعنوان نفحات».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قارئ القرآن المغرب سفراء التلاوة مشاهير التلاوة الشعب المغربی القرآن الکریم حفظ القرآن
إقرأ أيضاً:
لا تتوعَّدونا وقد جرّبتمونا
همام إبراهيم
لقد جربتمونا 9 سنوات بأعنف ما لديكم براً وبحراً وجـــــواً، وبذلك بعون الله أصبحنا في صلابة وثبات كبير جِـدًّا أكبر مما كنتم تتصورون، وازددنا خبرة قتالية أكثر، وهذا الشعب بطبيعته مقاتل وبفعل عدوانكم ارتفعت مهاراته وخبراته وقدراته، وازداد بذلك ارتباطه بالله أعظم، وأدرك خطورة العدوّ الأمريكي والإسرائيلي وتكشفت له كُـلّ الأقنعة المتدينة والمتسيسة والمتفلسفة، ومن طوفان الأقصى خرج عنفوان هذا الشعب بشكل منقطع النظير.
حربكم الإعلامية المكثّـفة، أنتم بها تجعلون هذا الشعب يتشوق للميدان كما يتشوق الطفل لثدي أمه، هذا شعب ثائر مؤمن له منطلقات عقائدية إيمانية متأصلة ومتجذرة مترسخة، ويحمل روحية قرآنية ممتلئة بالقيم والشهامة والكرامة والعزة والمروءة، متحصن بأعظم هُـوية لا يمتلكُها أيُّ شعب آخر، وليس مُجَـرّد نظام حاكم كما يقيس البعض ببعض الدول والشعوب.
المعذرة من كثر صياحه ونباحه دل على جبنه وضعفه وهشاشته، أن تحَرّككم سيفضحكم أكثر أمام كُـلّ من لا يزال أمامه غشاوة من تضليل، وسيجعلنا في المقام الأقرب للتأييد الإلهي والنصر والعون، ونقول لكم فقط ما علمنا الله في القرآن (هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)، ويجعلكم في المقام الأقرب للضربة الإلهية القاصمة التي ستنهيكم عن آخركم، ليست أمريكا هي الإله والمتحكم بمجريات الأمور في هذه الأرض، هي وهم من خيط عنكبوتي ضئيل جِـدًّا لا يكاد يبين.
إن الله علّمنا في القرآن الكريم بأنهم ضعفاء جِـدًّا وجبناء خَاصَّة في الميدان العسكري، وعرّفنا بخططهم وأساليبهم ونفسياتهم الضعيفة الخالية من أدنى عوامل الثبات؛ لأَنَّهم أولياء للشيطان، ومن يلحق بهم سيكون حتى أضعف منهم، الله هو المتحكم في القلوب، سيملأ قلوبكم خوفاً ورعباً؛ لأَنَّكم وقفتم في الاتّجاه الذي يخذل مستضعفي غزة وتجردتم حتى من الإنسانية طمعًا في سلطة، ولم تؤثر فيكم تلك الجرائم التي تتقطع لها حتى الحجارة السوداء الصماء، وأعطيتم ظهوركم لنداءات واستغاثات وبكاء وآلام الأُمهات المسلمات العربيات المستضعفات التي يستفرد بهن ذلك الصهيوني المجرم، وتغاضيتم عن أعراضكم بالآلاف اللاتي يُنتهك شرفهن في سجون الصهيوني الخبيث، وظهرتم اليوم بلا شرف.
كما أنه علّمنا في القرآن كيف نكون بمستوى المواجهة والغلبة عليهم وعليكم لحقة بهم فقط، فكيدوا كيدكم واسعوا سعيَكم، فما تتوعدنا إلا بإحدى الحسنيين نصرًا أَو شهادة، ولسنا بأغلى من دماء مستضعفي غزة، فلا طيب الله لنا عيشًا إن كنا صامتين وراضين بأن نعيش هذه الحياة التي تبخس قيمتنا فيها.
نحن في الموقع الذي يرضي الله ويريده، وهذا يجعلنا في ثبات واطمئنان وإرادَة وعزم على الاستمرار أكثر وأكثر، ولربما يريد الله أن يستدرجكم لننتقلَ إلى مرحلة أوسعَ وأقربَ للقدس، وله عاقبة الأمور.