مقال في هآرتس يكشف دور الإعلام بترسيخ العنصرية والعدائية في دولة الاحتلال
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
استعرض مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، لشيرا كلاين وليئور شترنفيلد، حالة العنصرية والعدائية المتفشية في دولة الاحتلال وعمل وسائل الإعلام على ترسيخها.
وذكر المقال، "قبل حوالي عشرة أيام نشرنا، نحن وشركاء إسرائيليين، يهود وفلسطينيين، مؤرخون وعلماء في العلوم السياسية وخبراء في القانون الدولي، رسالة للرئيس الامريكي جو بايدن".
واستندت الرسالة استندت إلى تعريف ميثاق الإبادة الجماعية للامم المتحدة، وهو تعريف يقتضي أفعال ونوايا مرتكب الإبادة الجماعية.
وأضاف كاتبا المقال، "قد اشرنا إلى أن هجوم إسرائيل على غزة يشمل هذين المركبين، الأفعال هي القصف بدون تمييز الذي قتل أكثر من 30 ألف شخص في غزة، بينهم على الأقل 14 ألف طفل وسياسة أدت للجوع والجفاف".
وبين الكاتبان، أن "النوايا هي تصريحات زعماء سياسيين اسرائيليين يطالبون بعقاب جماعي لسكان غزة".
منذ اللحظة التي نشرت فيها الرسالة تم التوقيع عليها من قبل ألف اكاديمي رائد في كل المجالات، بما في ذلك الباحثون في الكارثة وباحثون آخرون في دراسة الإبادة الجماعية والحاصلون على جائزة نوبل، وموقعون من الجيل الثاني للناجين من الكارثة وموقعون هم من أبناء عائلات الأسرى والقتلى في 7 اكتوبر.
وقد كتبت في أعقاب تعليمات محكمة العدل الدولية التي تحسبها "إسرائيل" مجبرة على ضمان أن تصل المساعدات الإنسانية الأساسية إلى مئات الآلاف الذين يتضورون جوعا في غزة.
وأوضح المقال، أن الذين وقعوا على الرسالة يستندون إلى تقارير منظمات مثل "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، وهيئات المساعدة في الأمم المتحدة ووسائل الإعلام الأجنبية وتقارير لم يطلع عليها المشاهدون الإسرائيليون".
وتابع، "نحن نقلق على مصير الفلسطينيين في غزة، وايضا نقلق على مستقبل إسرائيل والمنطقة، فالوقوف في الجهة المقابلة لا يمكن أن يأتي في الحسبان".
بعد فترة قصيرة على نشر الرسالة فإن وسائل الإعلام، التي فشلت في أداء المهمة، وتفشل الجمهور من خلال فلترة الصور والتقارير التي تأتي من غزة (أيضا الضفة الغربية ليست هادئة بالتحديد في هذه الفترة)، بدأت تكشف أسماء الاسرائيليين الذين وقعوا على الرسالة.
وأردف الكاتبان، "بدأ هذا بالمغردين للقناة 14 الذين قاموا بفلترة اسماء الموقعين الذين يعملون في المؤسسات الاكاديمية الإسرائيلية ومرورا بحوار مكارثي مدهش في طاقم الحوار في برنامج إيلاه حسون في كان 11".
وركز النقاش ركز على توقيع عشرين باحث "إسرائيلي" دون الإشارة إلى أنه إلى جانب هؤلاء الأكاديميين الشجعان وقع على هذه الرسالة حوالي ألف من الباحثين المهمين في مجالهم، بما في ذلك حاصلين على جائزة نوبل، وأشخاص حصلوا على الجوائز الأكثر أهمية في عالم الأكاديميا ورؤساء نقابات مهنية، والباحثين المهمين في الدراسات اليهودية في العالم، والباحثين في اللاسامية وفي الابادة الجماعية وما شابه".
وبحسب المقال، "فلو أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تقوم بعملها بإخلاص لكان مواطنو اسرائيل أكثر إدراكا لما يتم ارتكابه باسمهم في قطاع غزة، وكانوا سيشاهدون الدمار والموت والجوع والفوضى، والرسالة حتى لو كانت مؤلمة، لم تكن لتشكل مفاجأة لو أن وسائل الإعلام مثلت بأمانة نطاق الموقعين ولم تستبعد الموقعين العشرين من إسرائيل لكان المشاهدون والمستمعون تساءلوا اذا كان هناك المزيد خلف ادعاء احتمالية حدوث ابادة جماعية".
ربما ايضا كانوا سيتوجهون للتحدث عن معنى الإبادة الجماعية، وإذا كان التعريف ينطبق فقط عندما يدور الحديث عن أفران الغاز في بولندا.
وفي أعقاب الهجوم الوحشي الذي هدر دم الموقعين، طرحت طلبات بإقالة أو تجميد عمل بعضهم، ومئات الطلاب طالبوا بإقالة الدكتور ريغف نتنزون، من كلية سفير بسبب التوقيع.
ورئيسة الكلية سارعت إلى إدانة بكل قوة هذه التصريحات ضد جنود الجيش الاسرائيلي، وحظرت على نتنزون استخدام اسم الكلية عندما أشار ألف موقع إلى أسماء المؤسسات الذين ينتمون إليها، منها هارفارد وييل واكسفورد.
وتابع كاتبا المقال، "الكلية لم تكتف بعدم الدفاع عن حق نتنزون في الحرية الأكاديمية بل أيضا تسببت بموجة التحريض ضده.
في صفحة الانستغرام التي تشغلها ظهرت ردود سمته "مؤيد للارهاب" و"مخرب". على أحد هذه الردود ("ريغف نتنزون – يجب اقالته! يؤيد الارهاب") تمت الاشارة بـ "لايك" من قبل الكلية نفسها.
وفي أعقاب التحريض والخوف الذي أثاره طلب عدد من الأكاديميين الاسرائيليين سحب توقيعهم، وروح المكارثية التي تهب علينا في الاشهر الاخيرة أخذت في الازدياد.
ومن بين الأمثلة يمكن ذكر حالة مئير بروخن، الذي تمت إقالته كمعلم للتاريخ والمدنيات، وحتى أنه تم اعتقاله بتهمة الخيانة، لأنه عبر عن أسفه على موت الغزيين ولامبالاة الجمهور؛ والبروفيسورة نديرة شلهوب كيبوركيان من الجامعة العبرية؛ نوريت بيلد الحنان (التي ثكلت ابنتها في عملية) التي انهت عملها في كلية دافيد يالين بعد أن حاولت التطرق لهجوم 7 اكتوبر في سياق أوسع للنزاع العنيف؛ والعقاب الذي فرض على فريق أبناء سخنين لكرة القدم لأنهم "لم يحترموا النشيد الوطني"، هذه فقط بعض الامثلة.
وأكد المقال، أن القدرة على التعبير بحرية تتقلص من لحظة لأخرى، وفقط في الأسبوع الماضي نشر الصحفي في "يديعوت احرونوت"، بن درور يميني، مقال متطاول، الذي يظهر منه أنه لم يقرأ رسالتنا أبدا، والاسوأ من ذلك هو أنه قرأها وقام بتشويهها من أجل قرائه".
كما دعت عضوة الكنيست كاتي شتريت لاستدعاء جميع الموقعين على الرسالة للتحقيق، فيما طلبت عضوة الكنيست ليمور هار ميلخ سحب الميزانيات من مؤسسات لم تتخذ خطوات ضد الموقعين.
وقال كاتبا المقال، "إن محاولتنا كباحثين، في شؤون ايران (شترنفيلد) وفي شؤون إيطاليا الفاشية (كلاين)، تدل على أن الحظر وكم الأفواه تمهد الطريق إلى الديكتاتورية، فالرقابة التي تستخدمها وسائل الإعلام الإسرائيلية تتمثل في أنها تعرض رواية واحدة بخصوص الحرب في غزة ("حرب وجودية")، ورواية موحدة بخصوص المؤيدين لوقف إطلاق النار في الامم المتحدة ("اللاساميين")، ورواية موحدة بخصوص يهود الشتات الذين يعبرون عن ألمهم على قتل الأطفال في غزة ("المعادون التلقائيون للسامية")، ورواية موحدة بخصوص اليهود الاسرائيليين الذين يتجرأون على الاحتجاج ("الخونة"). الطريق الى الديكتاتورية المطلقة غير بعيدة".
وذكر الكاتبان، "أنه بدلا من أن يأخذ الطلاب على عاتقهم دور المعارضة والانتفاض وتحدي المسلمات، كما يفعل الطلاب في دول أخرى فهم يقفون على رأس مشروع الرقابة في إسرائيل التي أصبحت دولة فيها الطلاب يطالبون بإقالة المعلمين لأنهم ليسوا قوميين متطرفين بما فيه الكفاية أو وطنيين، مثل الصين الشيوعية والمانيا النازية.
وختم الكاتبان، "في دولة سليمة الأكاديميون هم الذين يشكلون زعماء المستقبل ويطورون التفكير النقدي الذي يرتكز على بيانات وحقائق، أما في اسرائيل فالبيانات والحقائق يتم تصنيفها في فئة المس بالروح المعنوية الوطنية والروح القتالية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية العنصرية غزة غزة العنصرية العدوان مجازر الاحتلال العدائية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة وسائل الإعلام فی غزة
إقرأ أيضاً:
معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
#سواليف
عنونت صحيفة ” #معاريف ” العبرية مقالًا لمحللها #آفي_أشكنازي بـ ” #الكنز الذي سرقته #حماس من #إسرائيل.. قرار دراماتيكي اتخذه الجيش الإسرائيلي بشأن الجنود”، وتضمن #معلومات_استخباراتية_ذهبية حصلت عليها حماس قبل السابع من أكتوبر 2023، ومعركة #طوفان_الأقصى.
وبحسب الصحيفة، فإن التحقيقات في #المعركة التي جرت في قاعدة ” #ناحال_عوز ” العسكرية، أذهلت #جيش الاحتلال، حيث كان مستوى المعلومات الاستخباراتية التي جلبها #المقاومون_الفلسطينيون إلى المعركة من أعلى المستويات التي يمكن جمعها استعداداً لمثل هذه العملية.
وتضمنت المعلومات #خرائط_تفصيلية للموقع من الداخل، ومعرفة عدد الجنود ومواقعهم أثناء العمليات الروتينية وأثناء إطلاق الصواريخ، وموقع الغرف ومركز القيادة، وعدد الدبابات وموقع الآليات، وغيرها.
مقالات ذات صلة الأمن يمنع شاب من القفز عن جسر في إربد / فيديو 2025/03/04ويتبين من التحقيق أن أجزاء كبيرة من المعلومات التي جمعتها حماس عن جيش الاحتلال بشكل عام وموقع “ناحال عوز” بشكل خاص، تم أخذها من شبكات التواصل الاجتماعي، حيث قام الجنود بتوفير المعلومات الاستخبارية.
ويطرح أشكنازي مثلًا، حيث اتضح أن #مجندة كانت مقيمة بالقاعدة، قامت بتصوير نفسها في فيلم تظهر فيه لأصدقائها في المنزل القاعدة بأكملها وتتنقل بالكاميرا من غرفة إلى غرفة ومن جناح إلى آخر في القاعدة العسكرية، ويعلق: “كان من المذهل أنها قامت بتصوير القاعدة بأكملها وتحميلها كقصة “ستوري”، واحتوى الفيديو على قدر هائل من المعلومات التي كانت حماس في حاجة إليها”
ويستدرك: “الأمر غير المفهوم هو أن الجنود والقادة شاهدوا الفعلة في وقتها ولم يفكر أحد في منعها من تصويرها وتوزيعها”.
وبحسب الصحيفة، فإن التحقيقات العسكرية تشير إلى أن حماس، كانت على علم بترتيبات القوات للجنود الذين يذهبون في إجازة، ومتى سيعودون، استناداً إلى المعلومات الواسعة التي جمعتها على مدى فترة من الزمن من وسائل التواصل الاجتماعي.
كما كانت حماس على علم بترتيبات الحراسة على مستوى عميق وحتى حيث كانت هناك خروقات في السياج.
وتنقل الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: “حماس حصلت عليها على طبق من فضة، كان عليه فقط أن تجمع الأمور وترسم الصورة الكاملة”
وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد هجوم 7 أكتوبر، سيمنع جيش الاحتلال جنوده وموظفيه الدائمين ومسؤوليه من ممارسة أي نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تقرر عدم السماح بالتصوير لمناسبات منح الرتب وأعياد الميلاد وحفلات التسريح والاحتفالات إلا تحت إشراف أمن الميدان.
كما قرر الجيش اتخاذ إجراءات تأديبية صارمة ضد أي جندي يقوم بتحميل مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يلتقط صوراً أو يصور داخل منشأة عسكرية.
وأمس الإثنين، أكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي التحقيق العملياتي بشأن الهجوم والمعركة التي وقعت في قاعدة “ناحل عوز” العسكرية، وجرى عرضه أمام عائلات الجنود القتلى، والجنود الذين كانوا في القاعدة خلال الهجوم. التحقيق، الذي أشرف عليه رئيس أركان جيش الاحتلال هليفي، قُدّم أيضًا إلى وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس.
وعثر الجيش خلال حربه البرية على غزة على كتيب يتضمن أمر حماس لمقاتليها بمهاجمة قاعدة “ناحال عوز” يوم السابع من أكتوبر، لافتًا إلى أن المعركة في “ناحل عوز” تعبر عن فشل منهجي خطير ومؤلم يمسّ جوهر قيم حيش الاحتلال، فقدت فيه مبادئ أساسية في الدفاع، وكان هناك أيضاً جنود وقادة لم يسعوا إلى القتال وهربوا.
وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الملف لا يقل عن ملف عملياتي لوحدة النخبة في جيش الاحتلال، وهو يفصل جميع نقاط الضعف وخصائص القاعدة: الثغرات في السياج التي اخترقها 60 مقاومًا من النخبة القسامية في الموجة الأولى، واجتاحوا المكان فعلياً في غضون نصف ساعة؛ والثغرات في الجدار الغربي التي كانت بمثابة فتحات للمقاومين لإطلاق النار على الجنود في الداخل.