لبنان.. أسواق الملابس المستعملة تخطف الزبائن في العيد
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
حتى لا تضيع بهجة شراء الملابس في عيد الفطر، اتجه عدد كبير من اللبنانيين إلى “سوق الباليه”، أو أسواق الملابس المستعملة، التي بدأ يتزايد الطلب عليها، منذ وقوع لبنان في الأزمة الاقتصادية عام 2019.
وبعدما كانت أسواق “الباليه” مقصد الأسر الفقيرة بشكل أساسي في لبنان، صارت منفذاً للهاربين من غلاء أسعار محلات الألبسة الجديدة، التي أصبحت تبيع حصراً بالدولار الأمريكي.
عفاف الأحمد (37 عاماً) هي واحدة من زبائن أحد أكشاك الملابس المستعملة التي التقيناها، خلال جولة ميدانية لموقع 24 على أسواق الملابس المستعملة التجارية، عشية اليوم الأخير من رمضان.
وخلال انشغالها بالتفتيش بين أكوام الملابس، ردت على سؤال لموقع 24 حول سبب لجوئها إلى سوق الباليه قائلة: “يستطيع الزبون شراء 4 قطع مستعملة بسعر قطعة جديدة واحدة”. وتشير إلى أنها تجهز ملابس العيد لأطفالها الأربعة لتخفيف عبء المسؤوليات المتراكمة على زوجها، الذي يعمل موظفاً في سوبرماركت، وما زال راتبه لا يتجاوز 250 دولاراً.
يتردّد الأب وسيم السبيتي (52 عاماً) منذ 4 سنوات على أسواق “الباليه” لشراء ملابس العيد لأبنائه، معتبراً أنها تقدم جودة عالية مقابل سعر منخفض.
وشرح قائلاً: “يمكن أن تجد ملابس عالية الجودة من القطن أو الكتان يرتديها الأطفال لاحقاً من أكبرهم إلى أصغرهم”. وأكد أنه يحاول إسعاد أطفاله بقدر الإمكان رغم كل الظروف التي يمر بها، بعد الاستغناء عنه ضمن موجة إقالات في شركته، بسبب ضعف الميزانية.
وفيما كانت الكثير من المحلات تعرض الملابس المستعملة بطريقة عشوائية، كان متجر سعيد نور الدين أكثر تنظيماً بعرض بضاعته لجذب طبقة “أعلى” من الزبائن، أما أسعارها فتتراوح بين 3 دولارات و20 دولاراً . وقال لموقع 24: “تكثر الحركة على متجري في الأعياد ليجدوا ملابس جديدة ومواكبة للموضة، لذلك أحاول توفير ما يبحثون عنه بأقل الأسعار”.
ولا شك أن الازمة الاقتصادية أحدثت تغيّراً كبيراً في عادات اللبنانين الاجتماعية، مثل آدم جميل (42 عاماً)، الذي أصبح يشتري الملابس المستعملة له ولعائلته من سوق “الأحد الشعبي” في بيروت، بعدما خسر شركة السياحة التي أسسها قبل 10 أعوام، بسبب تراجع أعداد السياح في لبنان.
وقال إنه عمله أصبح بـ”اليوم”، بعدما تحول إلى سائق أجرة ليعيل عائلته المكونة من 3 أطفال، وتساعده زوجته على مشاركة المسؤوليات من خلال عملها طباخة في منازل الجيران. لكن تغير ظروفه لم يمنعه من إدخال البهجة على قلوب أطفاله في العيد بشراء من ملابس أسواق الباليه، ووصفها بأنها منفذه “الأول والأخير”.
وفي زحمة الظهيرة، أمس الثلاثاء، صادفنا الأم جيهان حواصلي (26 عاماً)، التي كانت تشتري ملابس العيد لابنتها البالغة 5 أعوام من سوق الباليه أيضاً. وعبرت عن فرحتها بالعثور على 3 فساتين جميلة لتسعد ابنتها بالعيد على مدار 3 أيام. وقالت: “الذكريات السعيدة هي التي ستبقى معها، لذلك لن أضيع هذه اللحظات مهما كانت ظروفنا المادية الصعبة”.
وأكدت أنها لا تستطيع شراء الملابس من المحلات، بسبب ضعف القدرة الشرائية لزوجها الذي ما زال راتبه لا يتجاوز 100 دولار.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الملابس المستعملة
إقرأ أيضاً:
هل يكون انتخاب عون بسترينة العيد؟
إذا صحّت التوقعات وتمّ الاتفاق بشبه إجماع على ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية بعد تعديل الدستور فلماذا أضاع اللبنانيون أو قسم منهم سنتين وعدة شهر من عمر الوطن قبل أن يصلوا إلى هذه النتيجة وهذا الخيار الذي لا بد منه للخروج من عنق زجاجة الأزمات؟ ولماذا لم يذهبوا إلى هذا الخيار من أول الطريق فكانوا استراحوا وريحوا؟ ولماذا لا يزال بعض منهم، ومن بينهم بالطبع "حزب الله" مصرًّا على إبقاء موقفه من هذا الترشيح ضبابيًا وملتبسًا؟ ولماذا لم تسمِّ قوى "المعارضة" التي اجتمعت في بكفيا قائد الجيش في شكل واضح وصريح تمامًا كما فعل "اللقاء الديمقراطي"، الذي سبق الجميع؟ ولماذا لا يتمّ تقريب موعد الجلسة الانتخابية إلى ما قبل رأس السنة فتكون بمثابة "بسترينة" لجميع اللبنانيين، وبالأخصّ لجمهور "الثنائي الشيعي" المتأثرّ بتداعيات الحرب الإسرائيلية بالمباشر أكثر من غيره؟ ولماذا لا يزال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حاملًا السلم بالعرض رافضًا حتى مفاتحته بإمكانية قبوله بهذا الخيار؟
فما قام به الوزير السابق وليد جنبلاط بعد عودته من فرنسا ولقائه رئيسها ايمانويل ماكرون، وقبل إعلانه رسميًا تأييده ترشيح العماد عون، قد يكون له الأثر الإيجابي على مسار جلسة 9 كانون الثاني، إلاّ أن ما اتخذه رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية من مواقف فاجأت الجميع قد يكون منسقا مع "حزب الله"، الذي لا يزال يراهن على بعض التغيّرات في مواقف بعض الكتل النيابية في جلسة الاستحقاق الرئاسي لمصلحة فرنجية. وقد تكون هذه المراهنة هي من بين أسباب أخرى جعلت "البيك" يغيّر رأيه في آخر لحظة بعدما كان قد أبلغ عددًا لا بأس به من الكتل النيابية التي زارته مؤخرًا في بنشعي عزمه على سحب ترشيحه، على أن يرشح في الوقت ذاته العماد عون للرئاسة كونه أحد المرشحين، الذين تنطبق عليهم المواصفات الرئاسية، التي أصبحت معروفة.
وبترشيح "اللقاء الديمقراطي" قائد الجيش يمكن القول إنه قد قطع نصف المسافة التي تفصل اليرزة عن بعبدا، ولكن هذه الخطوة الإيجابية التي خطاها جنبلاط لن تكون يتيمة، بل ستتبعها خطوات أخرى سيقوم بها في اتجاه كل القوى، التي لا تزال تنتظر بعض الإشارات الخارجية لحسم موقفها. فبداية تحرّك "بيك المختارة" كانت من "عين التينة"، باعتبار أن الرئيس نبيه بري هو "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، وهو الوحيد القادر على أن يقنعه بالسير بترشيح "الجنرال". فمن استطاع أن يقنع أركان "الحزب" بالسير باتفاق وقف النار في الشكل والمضمون، والذي لم يكن لمصلحة "الحزب"، لن يكون من الصعب عليه إقناعهم بتبنّي ترشيح "العماد"، الذي يبقى، من وجهة نظر جنبلاط، من بين أفضل الخيارات المتاحة لمثل هذه الظروف التي يمرّ بها لبنان، والتي تتطلب رئيسًا مؤسساتيًا بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ وطنية.
إلا أن هذه المهمة ليست بهذه السهولة التي يتصورها البعض، لأن "حزب الله" الخارج حديثًا من شرنقة الحرب المدمرة يحتاج اليوم إلى "ضمانات" أكثر من أي وقت مضى، وذلك لكي يستطيع أن "يتحرّر مما لديه من فائض قوة لا يمكن "تقريشها" في الداخل، خصوصًا بعدما تبيّن له مدى حاجته إلى حاضنة وطنية تكون عابرة للطوائف على غرار ما لمسه جمهور "المقاومة" من احتضان شعبي في مختلف المناطق حتى تلك التي كان يعتبرها "الحزب" مناطق غير مؤيدة لخيار "وحدة الساحات"، ورافضة بالتالي لسلاحه، التي تعتبره غير شرعي.
فما تبقّى من وقت يفصل اللبنانيين عن موعد جلسة الانتخابات الرئاسية يُقاس بالدقيقة والثانية وليس بالساعات. ففي هذه الأيام المتبقية يتقرّر المصير الرئاسي المرتبط عضويًا بالمصير الوطني بما يمكن أن يحمله هذا الاستحقاق من إيجابيات لا بد من أن تبدأ ترجمتها على أرض الواقع توافقًا وطنيًا غير مسبوق بعد أن يقتنع "حزب الله" بأن الوحدة الداخلية وحدها القادرة على أن تؤمن له حماية مجتمعية كمقدمة لانخراطه في العمل السياسي والاجتماعي مثله مثل أي لبناني آخر. المصدر: خاص "لبنان 24"