بالصور.. جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
مسقط - العُمانية
احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأوّل أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ صباح اليوم صلاة عيد الفطر السّعيد لعام ١٤٤٥هـ بجامع السّيدة فاطمة بنت علي بولاية السّيب بمحافظة مسقط.
وأمّ المصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينيّة الذي استهلّ خطبة العيد بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسّلام على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
وتناولت خطبةُ العيد ما أفاضَ اللهُ علينا من كرمه في عُمانَ الخير بثلاثيةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحّدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ، والعيش في تناغمٍ يجسِّد الاستقرار والنموَّ المستمرَّ، وعلى أرضٍ هي أساسُ الهويةِ والمواطنة يسعى القائدُ فيها إلى الخيرِ العام ويشاركهُ الشعب في النهضة والعمل والبناء، وما نعيشه من رباط الأخوّة ووحدة الصف واتحاد الكلمة ويقظة الضمير والحفاظ على الأخلاق والرّحمة والسّلام.
وفيما يأتي نصّ الخُطبة:
//اللهُ أَكْبَرُ ما تَنزَّلتِ اللَّطائفُ بِالمـــــددِ.
اللهُ أَكْبَرُ ما تتابعتِ العطايا بِلا عَدد.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
لَهُ الملكُ والفضلُ والحمدُ، ولهُ الثناءُ على ما قَضى وأنعمَ وتَفرَّدَ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رَسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى صحابتِه وأهلِ بيتِه بلا عدٍّ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
أيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
يستديرُ الزّمنُ، وتتجدّدُ معهُ الأحداثُ؛ وما الأعوامُ والشهورُ والأيامُ إلاَّ مرايا تجارِبنا، مخلّفة في وجودنا مسحة من الحكمة والعبرة، وكل نهاية حدث ميلادٌ لحدث جديد، ومنْ هنا كانَ انتهاءُ شهرِ الصومِ بدايةً لحياةٍ تستمرُّ بالخيرِ والالتزامِ، وتُثبتُ قيمَ إيماننا، لِنعيشَ بوعيٍ روحيٍ أعمقَ، فالصومُ عنِ الأهواءِ التزامٌ دائمٌ، والصومُ عنِ النقائصِ لا يتوقفُ، وكذا العباداتُ كلّها:﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ﴾.
ورمضانُ محطةٌ بارزةٌ في الرحلةِ الروحيةِ الأكبر، حيثُ العبادةُ والتقربُ إلى الله، والوعيُ الذاتيُّ، والسُّموُّ بالنفسِ، وصلاحُ الحياة، والاتصالُ الدائمُ بالخالق؛ قالَ صلى اللهُ عليه وآله وسلم: (بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ بيتِ اللهِ تعالى لمنِ استطاعَ إليه سبيلا).
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
أَيُّهَا النَّاسُ:
في عالمٍ يزدادُ تعقيدًا وتداخلًا واضطرابًا؛ يُصبحُ إيقاظُ الضميرِ الإنسانيِّ، وتجديدُ التزامِنا بالقيمِ المشتركة: أمرينِ مهمَّينِ؛ للإبقاءِ على إنسانيتنا، والحفاظِ على ما تَبقَّى منَ الأخلاقِ والرحمةِ؛ انطلاقًا من قول الحقِّ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.
الضميرُ بوصلةٌ أخلاقيةٌ تدفع نحوَ عالمٍ منَ العدلِ والرحمةِ والسلامِ، والضميرُ اليقظُ لصوتِ أخيهِ الإنسانِ يذكِّرُنا دائمًا بأننا جُزءٌ من نسيجٍ أكبرَ، منتمونَ إلى الإنسانيةِ العامةِ، ونعملُ من أجلِ الإنسان أينما كانَ، فهذا هدفُ الرسالاتِ كلِّها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
وفي قلبِ كلِّ إنسانٍ يكمنُ الضميرُ القادرُ على الإحساسِ بالآخرينَ، واحتضانِ الروحِ الجماعيةِ للإنسانيةِ. وما إيقاظُ الضميرِ إلاَّ منْ أجلِ بناءِ جسورِ التعاطفِ والتراحمِ فيما بيننا، والتعالي على أسبابِ اختلافِنا، مؤمنينَ بأنَّ الخيرَ الذي نُقدِّمُه اليومَ يُسهمُ في بناءِ غدٍ أفضلَ للجميع.
أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
بعدَ أن شَهدْنا معًا فرْحةَ صيامِ شهرِ رمضانَ المباركِ، واجتمعْنَا فيهِ على الطاعةِ والعبادةِ والتقربِ إلى الله، ورسَّخْنا معانيَ التعاونِ والتآلفِ والتكاتف في مشهدٍ إيمانيٍّ سامٍ، ها نحنُ اليومَ نَتَشاركُ فرحةَ هذا العيدِ البهيجِ، تتعزَّزُ فيه قيمُ المحبّةِ والتآلفِ، وتتجلى فيه صورُ الإخاءِ والترابطِ، فنسارعُ الخُطَى لِتهنئَةِ بعْضِنَا البَعْضِ بوجوهٍ باسمةٍ مستبشرة، ونفوسٍ متصافيةٍ متآخية، ودعواتٍ خالصةٍ صادقةٍ.
ونحمدُ اللهَ حقَّ حمْدِه وكريمِ فضلهِ على ما نعيشُه في هذا الوطنِ العزيزِ من رباطِ الأُخُوّةِ ووحْدَةِ الصفِّ واتحادِ الكلمةِ ونعمٍ شتّى وأفضالٍ لاتُعدُّ ولا تُحصى.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
أفاضَ اللهُ علينا من كرمهِ في عُمانَ الخير بثلاثيّةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ. وتعيشُ معًا في تناغمٍ يُجسِّدُ الاستقرارَ والنموَّ المستمرَّ؛ وعلى أرضٍ هيَ أساسُ الهويةِ والمواطنة، يسعى القائدُ إلى الخيرِ العامِّ ويشاركُهُ الشعبُ في النهضةِ والعملِ والبناء.
في حبِّ الوطنِ روحٌ تجمعُنا لتصلَ بينَ قلوبِنا وترابِ هذهِ الأرض، وكلُّ خطوةٍ نخطوها نحوَ تقدّمِه هي شاراتُ انتصارٍ لأرواحِنا، وكل قطرةِ وفاءٍ نذرفُها في سبيلِ الوطنِ فإنها تَسقي شجرةَ المستقبلِ التي ستُظلّلُ أجيالَنا المقبلةَ.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
اللَّهُمَّ ابسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ.
اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَاركْنَا بامتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بالأَمْنِ وَالرَّخَاءِ، حَائِزًا كُلَّ خَيْرٍ، سَالِـمًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَيَّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِالمَجدِ وَالتَّمْكِيْنِ، وافـْتَحْ لَهُ فُتُوحَاتِ الخَيْرِ، ومَقَادِيْرَ العَزْمِ، وَسَابِغَ النِّعَمِ، اللَّهُمَّ أَحِطْه بِجَلاَلٍ مِنْ لَدُنكَ يَحْمِيْه، وَنُورٍ مِنْ لُطْفِكَ يَحْوِيْهِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الوَطَنَ في عَيْنِ حِفْظِكَ، وَظِلِّ رِعَايَتِكَ؛ وَاجْعَلْ شَعْبَهُ في وَحدَةٍ وَوِئام، وَأدمْ عَلَيْهِ الخَيْر وَالعَدلَ وَالسَّلاَم.
اللَّهُمَّ كُنْ للمُستَضْعَفِينَ في فِلَسطينَ وَغيرِهَا عَضُدًا وَنَصيرًا، وَمُدَّهم بِمَدَدٍ مِنْ قُوَّتِكَ وَسَنَدًا مِن لَدُنكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ //.
وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ التّهاني والتّبريكات بهذه المناسبة الطيبة من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي والمستشارين والقادة العسكريين وعدد من المسؤولين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا مباركًا سعيدًا.
ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع السّيدة فاطمة بنت علي أطلقت المدفعيّة إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى/أيّدهُ اللهُ/.
بعد ذلك غادر الموكب السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم في حفظِ اللهِ ورعايتِه وسط دعوات أبناء شعبه الوفيّ بأن يحفظه ويبارك في أيامه وأعياده ويُعيد على جلالتِه المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.
أدّى الصّلاة بمعيّة جلالةِ السُّلطان المعظم عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وجناب السّادة والسّادة البوسعيد وكبار القادة العسكريين وعددٌ من أعضاء مجلس عُمان وأصحاب السّعادة وعدد من الرؤساء التنفيذيين لجهاز الاستثمار العماني وشيوخ وأعيان ولاية السّيب وجمعٌ من المواطنين.
/العُمانية/
سيف اليعربي
أخبار ذات صلة ..
جلالةُ السُّلطان المعظمصلاة عيد الفطر السّعيدجامع السّيدة فاطمة بنت عليالأخبار السلطانية
جلالةُ السُّلطان المعظم يهنّئ المواطنين والمقيمين بمناسبة عيد الفطر
الأخبار السلطانية
بالأمس
جلالةُ السُّلطان المعظم يؤدّي صلاة عيد الفطر بجامع السّيدة فاطمة بنت علي
الأخبار السلطانية
بالأمس
جلالةُ السُّلطان المعظّم ورئيسُ وزراء باكستان يتبادلان التّهاني بعيد الفطر
الأخبار السلطانية
بالأمس
جلالةُ السُّلطان المعظّم والرئيس التركي يتبادلان التهاني
الأخبار السلطانية
بالأمس
جلالةُ السُّلطان المعظم يؤدّي صلاة عيد الفطر السّعيد
مسقط في 10 أبريل/العُمانية/ احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأوّل أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ صباح اليوم صلاة عيد الفطر السّعيد لعام ١٤٤٥هـ بجامع السّيدة فاطمة بنت علي بولاية السّيب بمحافظة مسقط.
وأمّ المصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينيّة الذي استهلّ خطبة العيد بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسّلام على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
وتناولت خطبةُ العيد ما أفاضَ اللهُ علينا من كرمه في عُمانَ الخير بثلاثيةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحّدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ، والعيش في تناغمٍ يجسِّد الاستقرار والنموَّ المستمرَّ، وعلى أرضٍ هي أساسُ الهويةِ والمواطنة يسعى القائدُ فيها إلى الخيرِ العام ويشاركهُ الشعب في النهضة والعمل والبناء، وما نعيشه من رباط الأخوّة ووحدة الصف واتحاد الكلمة ويقظة الضمير والحفاظ على الأخلاق والرّحمة والسّلام.
وفيما يأتي نصّ الخُطبة:
//اللهُ أَكْبَرُ ما تَنزَّلتِ اللَّطائفُ بِالمـــــددِ.
اللهُ أَكْبَرُ ما تتابعتِ العطايا بِلا عَدد.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
لَهُ الملكُ والفضلُ والحمدُ، ولهُ الثناءُ على ما قَضى وأنعمَ وتَفرَّدَ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رَسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى صحابتِه وأهلِ بيتِه بلا عدٍّ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
أيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
يستديرُ الزّمنُ، وتتجدّدُ معهُ الأحداثُ؛ وما الأعوامُ والشهورُ والأيامُ إلاَّ مرايا تجارِبنا، مخلّفة في وجودنا مسحة من الحكمة والعبرة، وكل نهاية حدث ميلادٌ لحدث جديد، ومنْ هنا كانَ انتهاءُ شهرِ الصومِ بدايةً لحياةٍ تستمرُّ بالخيرِ والالتزامِ، وتُثبتُ قيمَ إيماننا، لِنعيشَ بوعيٍ روحيٍ أعمقَ، فالصومُ عنِ الأهواءِ التزامٌ دائمٌ، والصومُ عنِ النقائصِ لا يتوقفُ، وكذا العباداتُ كلّها:﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ﴾.
ورمضانُ محطةٌ بارزةٌ في الرحلةِ الروحيةِ الأكبر، حيثُ العبادةُ والتقربُ إلى الله، والوعيُ الذاتيُّ، والسُّموُّ بالنفسِ، وصلاحُ الحياة، والاتصالُ الدائمُ بالخالق؛ قالَ صلى اللهُ عليه وآله وسلم: (بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ بيتِ اللهِ تعالى لمنِ استطاعَ إليه سبيلا).
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
أَيُّهَا النَّاسُ:
في عالمٍ يزدادُ تعقيدًا وتداخلًا واضطرابًا؛ يُصبحُ إيقاظُ الضميرِ الإنسانيِّ، وتجديدُ التزامِنا بالقيمِ المشتركة: أمرينِ مهمَّينِ؛ للإبقاءِ على إنسانيتنا، والحفاظِ على ما تَبقَّى منَ الأخلاقِ والرحمةِ؛ انطلاقًا من قول الحقِّ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.
الضميرُ بوصلةٌ أخلاقيةٌ تدفع نحوَ عالمٍ منَ العدلِ والرحمةِ والسلامِ، والضميرُ اليقظُ لصوتِ أخيهِ الإنسانِ يذكِّرُنا دائمًا بأننا جُزءٌ من نسيجٍ أكبرَ، منتمونَ إلى الإنسانيةِ العامةِ، ونعملُ من أجلِ الإنسان أينما كانَ، فهذا هدفُ الرسالاتِ كلِّها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
وفي قلبِ كلِّ إنسانٍ يكمنُ الضميرُ القادرُ على الإحساسِ بالآخرينَ، واحتضانِ الروحِ الجماعيةِ للإنسانيةِ. وما إيقاظُ الضميرِ إلاَّ منْ أجلِ بناءِ جسورِ التعاطفِ والتراحمِ فيما بيننا، والتعالي على أسبابِ اختلافِنا، مؤمنينَ بأنَّ الخيرَ الذي نُقدِّمُه اليومَ يُسهمُ في بناءِ غدٍ أفضلَ للجميع.
أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
بعدَ أن شَهدْنا معًا فرْحةَ صيامِ شهرِ رمضانَ المباركِ، واجتمعْنَا فيهِ على الطاعةِ والعبادةِ والتقربِ إلى الله، ورسَّخْنا معانيَ التعاونِ والتآلفِ والتكاتف في مشهدٍ إيمانيٍّ سامٍ، ها نحنُ اليومَ نَتَشاركُ فرحةَ هذا العيدِ البهيجِ، تتعزَّزُ فيه قيمُ المحبّةِ والتآلفِ، وتتجلى فيه صورُ الإخاءِ والترابطِ، فنسارعُ الخُطَى لِتهنئَةِ بعْضِنَا البَعْضِ بوجوهٍ باسمةٍ مستبشرة، ونفوسٍ متصافيةٍ متآخية، ودعواتٍ خالصةٍ صادقةٍ.
ونحمدُ اللهَ حقَّ حمْدِه وكريمِ فضلهِ على ما نعيشُه في هذا الوطنِ العزيزِ من رباطِ الأُخُوّةِ ووحْدَةِ الصفِّ واتحادِ الكلمةِ ونعمٍ شتّى وأفضالٍ لاتُعدُّ ولا تُحصى.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
أفاضَ اللهُ علينا من كرمهِ في عُمانَ الخير بثلاثيّةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ. وتعيشُ معًا في تناغمٍ يُجسِّدُ الاستقرارَ والنموَّ المستمرَّ؛ وعلى أرضٍ هيَ أساسُ الهويةِ والمواطنة، يسعى القائدُ إلى الخيرِ العامِّ ويشاركُهُ الشعبُ في النهضةِ والعملِ والبناء.
في حبِّ الوطنِ روحٌ تجمعُنا لتصلَ بينَ قلوبِنا وترابِ هذهِ الأرض، وكلُّ خطوةٍ نخطوها نحوَ تقدّمِه هي شاراتُ انتصارٍ لأرواحِنا، وكل قطرةِ وفاءٍ نذرفُها في سبيلِ الوطنِ فإنها تَسقي شجرةَ المستقبلِ التي ستُظلّلُ أجيالَنا المقبلةَ.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
اللَّهُمَّ ابسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ.
اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَاركْنَا بامتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بالأَمْنِ وَالرَّخَاءِ، حَائِزًا كُلَّ خَيْرٍ، سَالِـمًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَيَّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِالمَجدِ وَالتَّمْكِيْنِ، وافـْتَحْ لَهُ فُتُوحَاتِ الخَيْرِ، ومَقَادِيْرَ العَزْمِ، وَسَابِغَ النِّعَمِ، اللَّهُمَّ أَحِطْه بِجَلاَلٍ مِنْ لَدُنكَ يَحْمِيْه، وَنُورٍ مِنْ لُطْفِكَ يَحْوِيْهِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الوَطَنَ في عَيْنِ حِفْظِكَ، وَظِلِّ رِعَايَتِكَ؛ وَاجْعَلْ شَعْبَهُ في وَحدَةٍ وَوِئام، وَأدمْ عَلَيْهِ الخَيْر وَالعَدلَ وَالسَّلاَم.
اللَّهُمَّ كُنْ للمُستَضْعَفِينَ في فِلَسطينَ وَغيرِهَا عَضُدًا وَنَصيرًا، وَمُدَّهم بِمَدَدٍ مِنْ قُوَّتِكَ وَسَنَدًا مِن لَدُنكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ //.
وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ التّهاني والتّبريكات بهذه المناسبة الطيبة من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي والمستشارين والقادة العسكريين وعدد من المسؤولين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا مباركًا سعيدًا.
ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع السّيدة فاطمة بنت علي أطلقت المدفعيّة إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى/أيّدهُ اللهُ/.
بعد ذلك غادر الموكب السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم في حفظِ اللهِ ورعايتِه وسط دعوات أبناء شعبه الوفيّ بأن يحفظه ويبارك في أيامه وأعياده ويُعيد على جلالتِه المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.
أدّى الصّلاة بمعيّة جلالةِ السُّلطان المعظم عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وجناب السّادة والسّادة البوسعيد وكبار القادة العسكريين وعددٌ من أعضاء مجلس عُمان وأصحاب السّعادة وعدد من الرؤساء التنفيذيين لجهاز الاستثمار العماني وشيوخ وأعيان ولاية السّيب وجمعٌ من المواطنين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قراءة في أبعاد ودلالات الزيارة السلطانية
لا يمكن قراءة الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أمس إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي للبنين بولاية العامرات بمحافظة مسقط في معزل عن مشروع بناء الدولة الذي ينتهجه جلالته، أعزه الله، والذي يأتي التعليم في أولى أولوياته باعتباره المحرك الأساسي والمعوّل عليه لأي انتقال حقيقي من طور بنائي إلى طور آخر؛ خاصة وأن عصرنا هذا هو عصر الثورة التكنولوجية التي يحركها الذكاء الاصطناعي الذي ما زال العالم يحاول تصور مقدار تقدمه رغم أنه في عتباته الأولى.
وما زلنا نتذكر خطاب جلالة السلطان في شهر فبراير من عام 2020 والذي يمكن اعتباره «العقيدة السياسية» للمشروع التحديثي لصاحب الجلالة والذي تحدث فيه جلالته عن التعليم بشكل واضح جدا حيث قال: «إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة». تحدث جلالته في ذلك الخطاب عن «البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار»، و«أسباب التمكين»، وربط جلالته بين كل ذلك وبين «متطلبات المرحلة المقبلة» التي لا تستقيم دون تعليم ودون تمكين ودون وبيئة محفزة.
ومن الواضح أن مدرسة السلطان فيصل بن تركي التي زارها جلالة السلطان أمس هي أحد النماذج التعليمية التي يتطلع لها سلطان البلاد والتي تتيح للطلاب في هذه المرحلة المبكرة من مسارهم التعليم من وضع أقدامه على العتبات الأولى من البيئة الداعمة للابتكار والبحث، حيث تضم المدرسة أحدث التقنيات والمختبرات التي يحتاجها التعليم الحديث.
وأكد جلالة السلطان المعظم خلال حديثه في المدرسة على أهمية الانتقال بالتعليم من التعليم التقليدي إلى التعليم الحديث، على أن التعليم التقليدي الذي تحدث عنه جلالة القائد ليس التعليم التقليدي الذي كنا نتحدث عنه قبل عقدين من الزمن، حيث تحول التعليم الذي كان حديثا في مطلع الألفية الجديدة إلى تعليم تقليدي في هذا الوقت وما نعتقده قمة في الحداثة اليوم سيكون بعد أقل من عقد واحد تعليما تقليديا وهذا أمر مفهوم في ظل التسارع التكنولوجي والمعرفي الذي يعيشه العالم.
إن وعي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم التقدمي بأهمية تطوير التعليم ليتواكب مع معطيات العصر وتقنياته مهمة جدا خاصة وأنها تأتي ضمن رؤية استراتيجية أعم وأشمل لتطوير عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف المؤشرات.
لكن رؤية جلالة القائد، أيضا لا تقف بالتعليم عند حدود التقنيات الحديثة والثورة التكنولوجية، على أهميتها، ولكنه، أعزه الله، يربط بين هذا التقدم وبين التمسك بالقيم والأخلاق الرفيعة المستمدة من الدين الإسلامي والتي تعلي من مكانة الأخلاق وبناء الهوية الوطنية.
ومعنى التعليم، في فلسفة جلالة السلطان وفكره، هو الذين يمزج بين المعارف الحديثة وبين البحث والابتكار ولكن دون الانسلاخ من القيم والمبادئ ومن الهوية الوطنية وهذه الرؤية تتجاوز التعليم بوصفه بناء معرفيا إلى التعليم بوصفه بناء أخلاقيا وحضاريا وهذا هو الأبقى والأدوم للبشرية.
إن المرحلة القادمة من شأنها في ظل هذا التوجه وهذا الفكر السلطاني أن تشهد تطورا كبيرا في مسارات التعليم واهتماما لا رجعة فيه بتأهيل الكوادر التربوية لتستطيع تحقيق هذه الرؤية وهذه الفلسفة العميقة.. على أن الأمر يحتاج إلى جهد مجتمعي كبير وإلى تضافر الجهود من أجل أن تكون مخرجات التعليم قادرة على أن تحمل أمانة عُمان، أمانتها التاريخية التي لا تكتفي إلا أن تكون مساهمة في الحضارة الإنسانية وقادرة على التأثير فيها.