مسقط - العُمانية

 احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأوّل أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ صباح اليوم صلاة عيد الفطر السّعيد لعام ١٤٤٥هـ بجامع السّيدة فاطمة بنت علي بولاية السّيب بمحافظة مسقط.

وأمّ المصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينيّة الذي استهلّ خطبة العيد بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسّلام على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.







 

وتناولت خطبةُ العيد ما أفاضَ اللهُ علينا من كرمه في عُمانَ الخير بثلاثيةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحّدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ، والعيش في تناغمٍ يجسِّد الاستقرار والنموَّ المستمرَّ، وعلى أرضٍ هي أساسُ الهويةِ والمواطنة يسعى القائدُ فيها إلى الخيرِ العام ويشاركهُ الشعب في النهضة والعمل والبناء، وما نعيشه من رباط الأخوّة ووحدة الصف واتحاد الكلمة ويقظة الضمير والحفاظ على الأخلاق والرّحمة والسّلام.

وفيما يأتي نصّ الخُطبة:

//اللهُ أَكْبَرُ ما تَنزَّلتِ اللَّطائفُ بِالمـــــددِ. 

اللهُ أَكْبَرُ ما تتابعتِ العطايا بِلا عَدد.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

لَهُ الملكُ والفضلُ والحمدُ، ولهُ الثناءُ على ما قَضى وأنعمَ وتَفرَّدَ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رَسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى صحابتِه وأهلِ بيتِه بلا عدٍّ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

أيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:

يستديرُ الزّمنُ، وتتجدّدُ معهُ الأحداثُ؛ وما الأعوامُ والشهورُ والأيامُ إلاَّ مرايا تجارِبنا، مخلّفة في وجودنا مسحة من الحكمة والعبرة، وكل نهاية حدث ميلادٌ لحدث جديد، ومنْ هنا كانَ انتهاءُ شهرِ الصومِ بدايةً لحياةٍ تستمرُّ بالخيرِ والالتزامِ، وتُثبتُ قيمَ إيماننا، لِنعيشَ بوعيٍ روحيٍ أعمقَ، فالصومُ عنِ الأهواءِ التزامٌ دائمٌ، والصومُ عنِ النقائصِ لا يتوقفُ، وكذا العباداتُ كلّها:﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ﴾.

ورمضانُ محطةٌ بارزةٌ في الرحلةِ الروحيةِ الأكبر، حيثُ العبادةُ والتقربُ إلى الله، والوعيُ الذاتيُّ، والسُّموُّ بالنفسِ، وصلاحُ الحياة، والاتصالُ الدائمُ بالخالق؛ قالَ صلى اللهُ عليه وآله وسلم: (بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ بيتِ اللهِ تعالى لمنِ استطاعَ إليه سبيلا).

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أَيُّهَا النَّاسُ:

في عالمٍ يزدادُ تعقيدًا وتداخلًا واضطرابًا؛ يُصبحُ إيقاظُ الضميرِ الإنسانيِّ، وتجديدُ التزامِنا بالقيمِ المشتركة: أمرينِ مهمَّينِ؛ للإبقاءِ على إنسانيتنا، والحفاظِ على ما تَبقَّى منَ الأخلاقِ والرحمةِ؛ انطلاقًا من قول الحقِّ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾. 

الضميرُ بوصلةٌ أخلاقيةٌ تدفع نحوَ عالمٍ منَ العدلِ والرحمةِ والسلامِ، والضميرُ اليقظُ لصوتِ أخيهِ الإنسانِ يذكِّرُنا دائمًا بأننا جُزءٌ من نسيجٍ أكبرَ، منتمونَ إلى الإنسانيةِ العامةِ، ونعملُ من أجلِ الإنسان أينما كانَ، فهذا هدفُ الرسالاتِ كلِّها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.

وفي قلبِ كلِّ إنسانٍ يكمنُ الضميرُ القادرُ على الإحساسِ بالآخرينَ، واحتضانِ الروحِ الجماعيةِ للإنسانيةِ. وما إيقاظُ الضميرِ إلاَّ منْ أجلِ بناءِ جسورِ التعاطفِ والتراحمِ فيما بيننا، والتعالي على أسبابِ اختلافِنا، مؤمنينَ بأنَّ الخيرَ الذي نُقدِّمُه اليومَ يُسهمُ في بناءِ غدٍ أفضلَ للجميع.

أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:

‏بعدَ أن شَهدْنا معًا فرْحةَ صيامِ شهرِ رمضانَ المباركِ، واجتمعْنَا فيهِ على الطاعةِ والعبادةِ والتقربِ إلى الله، ورسَّخْنا معانيَ التعاونِ والتآلفِ والتكاتف في مشهدٍ إيمانيٍّ سامٍ، ها نحنُ اليومَ نَتَشاركُ ‏فرحةَ هذا العيدِ البهيجِ، تتعزَّزُ فيه قيمُ المحبّةِ والتآلفِ، وتتجلى فيه صورُ الإخاءِ والترابطِ، فنسارعُ الخُطَى لِتهنئَةِ بعْضِنَا البَعْضِ بوجوهٍ باسمةٍ مستبشرة، ونفوسٍ متصافيةٍ متآخية، ودعواتٍ خالصةٍ صادقةٍ.

ونحمدُ اللهَ حقَّ حمْدِه وكريمِ فضلهِ على ما نعيشُه في هذا الوطنِ العزيزِ من رباطِ الأُخُوّةِ ووحْدَةِ الصفِّ واتحادِ الكلمةِ ونعمٍ شتّى وأفضالٍ لاتُعدُّ ولا تُحصى.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أفاضَ اللهُ علينا من كرمهِ في عُمانَ الخير بثلاثيّةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ. وتعيشُ معًا في تناغمٍ يُجسِّدُ الاستقرارَ والنموَّ المستمرَّ؛ وعلى أرضٍ هيَ أساسُ الهويةِ والمواطنة، يسعى القائدُ إلى الخيرِ العامِّ ويشاركُهُ الشعبُ في النهضةِ والعملِ والبناء. 

في حبِّ الوطنِ روحٌ تجمعُنا لتصلَ بينَ قلوبِنا وترابِ هذهِ الأرض، وكلُّ خطوةٍ نخطوها نحوَ تقدّمِه هي شاراتُ انتصارٍ لأرواحِنا، وكل قطرةِ وفاءٍ نذرفُها في سبيلِ الوطنِ فإنها تَسقي شجرةَ المستقبلِ التي ستُظلّلُ أجيالَنا المقبلةَ.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ 

﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. 

الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.

اللَّهُمَّ ابسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ. 

اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَاركْنَا بامتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بالأَمْنِ وَالرَّخَاءِ، حَائِزًا كُلَّ خَيْرٍ، سَالِـمًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ. 

اللَّهُمَّ أَيَّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِالمَجدِ وَالتَّمْكِيْنِ، وافـْتَحْ لَهُ فُتُوحَاتِ الخَيْرِ، ومَقَادِيْرَ العَزْمِ، وَسَابِغَ النِّعَمِ، اللَّهُمَّ أَحِطْه بِجَلاَلٍ مِنْ لَدُنكَ يَحْمِيْه، وَنُورٍ مِنْ لُطْفِكَ يَحْوِيْهِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الوَطَنَ في عَيْنِ حِفْظِكَ، وَظِلِّ رِعَايَتِكَ؛ وَاجْعَلْ شَعْبَهُ في وَحدَةٍ وَوِئام، وَأدمْ عَلَيْهِ الخَيْر وَالعَدلَ وَالسَّلاَم.

اللَّهُمَّ كُنْ للمُستَضْعَفِينَ في فِلَسطينَ وَغيرِهَا عَضُدًا وَنَصيرًا، وَمُدَّهم بِمَدَدٍ مِنْ قُوَّتِكَ وَسَنَدًا مِن لَدُنكَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ //.

وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ التّهاني والتّبريكات بهذه المناسبة الطيبة من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي والمستشارين والقادة العسكريين وعدد من المسؤولين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا مباركًا سعيدًا.

ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع السّيدة فاطمة بنت علي أطلقت المدفعيّة إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى/أيّدهُ اللهُ/.

بعد ذلك غادر الموكب السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم في حفظِ اللهِ ورعايتِه وسط دعوات أبناء شعبه الوفيّ بأن يحفظه ويبارك في أيامه وأعياده ويُعيد على جلالتِه المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.

أدّى الصّلاة بمعيّة جلالةِ السُّلطان المعظم عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وجناب السّادة والسّادة البوسعيد وكبار القادة العسكريين وعددٌ من أعضاء مجلس عُمان وأصحاب السّعادة وعدد من الرؤساء التنفيذيين لجهاز الاستثمار العماني وشيوخ وأعيان ولاية السّيب وجمعٌ من المواطنين.

/العُمانية/

سيف اليعربي

أخبار ذات صلة ..

جلالةُ السُّلطان المعظمصلاة عيد الفطر السّعيدجامع السّيدة فاطمة بنت عليالأخبار السلطانية

جلالةُ السُّلطان المعظم يهنّئ المواطنين والمقيمين بمناسبة عيد الفطر

الأخبار السلطانية

بالأمس

جلالةُ السُّلطان المعظم يؤدّي صلاة عيد الفطر بجامع السّيدة فاطمة بنت علي

الأخبار السلطانية

بالأمس

جلالةُ السُّلطان المعظّم ورئيسُ وزراء باكستان يتبادلان التّهاني بعيد الفطر

الأخبار السلطانية

بالأمس

جلالةُ السُّلطان المعظّم والرئيس التركي يتبادلان التهاني

الأخبار السلطانية

بالأمس

  

جلالةُ السُّلطان المعظم يؤدّي صلاة عيد الفطر السّعيد

مسقط في 10 أبريل/العُمانية/ احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأوّل أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ صباح اليوم صلاة عيد الفطر السّعيد لعام ١٤٤٥هـ بجامع السّيدة فاطمة بنت علي بولاية السّيب بمحافظة مسقط.

وأمّ المصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينيّة الذي استهلّ خطبة العيد بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسّلام على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

وتناولت خطبةُ العيد ما أفاضَ اللهُ علينا من كرمه في عُمانَ الخير بثلاثيةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحّدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ، والعيش في تناغمٍ يجسِّد الاستقرار والنموَّ المستمرَّ، وعلى أرضٍ هي أساسُ الهويةِ والمواطنة يسعى القائدُ فيها إلى الخيرِ العام ويشاركهُ الشعب في النهضة والعمل والبناء، وما نعيشه من رباط الأخوّة ووحدة الصف واتحاد الكلمة ويقظة الضمير والحفاظ على الأخلاق والرّحمة والسّلام.

وفيما يأتي نصّ الخُطبة:

//اللهُ أَكْبَرُ ما تَنزَّلتِ اللَّطائفُ بِالمـــــددِ. 

اللهُ أَكْبَرُ ما تتابعتِ العطايا بِلا عَدد.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

لَهُ الملكُ والفضلُ والحمدُ، ولهُ الثناءُ على ما قَضى وأنعمَ وتَفرَّدَ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رَسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى صحابتِه وأهلِ بيتِه بلا عدٍّ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

أيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:

يستديرُ الزّمنُ، وتتجدّدُ معهُ الأحداثُ؛ وما الأعوامُ والشهورُ والأيامُ إلاَّ مرايا تجارِبنا، مخلّفة في وجودنا مسحة من الحكمة والعبرة، وكل نهاية حدث ميلادٌ لحدث جديد، ومنْ هنا كانَ انتهاءُ شهرِ الصومِ بدايةً لحياةٍ تستمرُّ بالخيرِ والالتزامِ، وتُثبتُ قيمَ إيماننا، لِنعيشَ بوعيٍ روحيٍ أعمقَ، فالصومُ عنِ الأهواءِ التزامٌ دائمٌ، والصومُ عنِ النقائصِ لا يتوقفُ، وكذا العباداتُ كلّها:﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ﴾.

ورمضانُ محطةٌ بارزةٌ في الرحلةِ الروحيةِ الأكبر، حيثُ العبادةُ والتقربُ إلى الله، والوعيُ الذاتيُّ، والسُّموُّ بالنفسِ، وصلاحُ الحياة، والاتصالُ الدائمُ بالخالق؛ قالَ صلى اللهُ عليه وآله وسلم: (بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ بيتِ اللهِ تعالى لمنِ استطاعَ إليه سبيلا).

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أَيُّهَا النَّاسُ:

في عالمٍ يزدادُ تعقيدًا وتداخلًا واضطرابًا؛ يُصبحُ إيقاظُ الضميرِ الإنسانيِّ، وتجديدُ التزامِنا بالقيمِ المشتركة: أمرينِ مهمَّينِ؛ للإبقاءِ على إنسانيتنا، والحفاظِ على ما تَبقَّى منَ الأخلاقِ والرحمةِ؛ انطلاقًا من قول الحقِّ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾. 

الضميرُ بوصلةٌ أخلاقيةٌ تدفع نحوَ عالمٍ منَ العدلِ والرحمةِ والسلامِ، والضميرُ اليقظُ لصوتِ أخيهِ الإنسانِ يذكِّرُنا دائمًا بأننا جُزءٌ من نسيجٍ أكبرَ، منتمونَ إلى الإنسانيةِ العامةِ، ونعملُ من أجلِ الإنسان أينما كانَ، فهذا هدفُ الرسالاتِ كلِّها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.

وفي قلبِ كلِّ إنسانٍ يكمنُ الضميرُ القادرُ على الإحساسِ بالآخرينَ، واحتضانِ الروحِ الجماعيةِ للإنسانيةِ. وما إيقاظُ الضميرِ إلاَّ منْ أجلِ بناءِ جسورِ التعاطفِ والتراحمِ فيما بيننا، والتعالي على أسبابِ اختلافِنا، مؤمنينَ بأنَّ الخيرَ الذي نُقدِّمُه اليومَ يُسهمُ في بناءِ غدٍ أفضلَ للجميع.

أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:

‏بعدَ أن شَهدْنا معًا فرْحةَ صيامِ شهرِ رمضانَ المباركِ، واجتمعْنَا فيهِ على الطاعةِ والعبادةِ والتقربِ إلى الله، ورسَّخْنا معانيَ التعاونِ والتآلفِ والتكاتف في مشهدٍ إيمانيٍّ سامٍ، ها نحنُ اليومَ نَتَشاركُ ‏فرحةَ هذا العيدِ البهيجِ، تتعزَّزُ فيه قيمُ المحبّةِ والتآلفِ، وتتجلى فيه صورُ الإخاءِ والترابطِ، فنسارعُ الخُطَى لِتهنئَةِ بعْضِنَا البَعْضِ بوجوهٍ باسمةٍ مستبشرة، ونفوسٍ متصافيةٍ متآخية، ودعواتٍ خالصةٍ صادقةٍ.

ونحمدُ اللهَ حقَّ حمْدِه وكريمِ فضلهِ على ما نعيشُه في هذا الوطنِ العزيزِ من رباطِ الأُخُوّةِ ووحْدَةِ الصفِّ واتحادِ الكلمةِ ونعمٍ شتّى وأفضالٍ لاتُعدُّ ولا تُحصى.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أفاضَ اللهُ علينا من كرمهِ في عُمانَ الخير بثلاثيّةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ. وتعيشُ معًا في تناغمٍ يُجسِّدُ الاستقرارَ والنموَّ المستمرَّ؛ وعلى أرضٍ هيَ أساسُ الهويةِ والمواطنة، يسعى القائدُ إلى الخيرِ العامِّ ويشاركُهُ الشعبُ في النهضةِ والعملِ والبناء. 

في حبِّ الوطنِ روحٌ تجمعُنا لتصلَ بينَ قلوبِنا وترابِ هذهِ الأرض، وكلُّ خطوةٍ نخطوها نحوَ تقدّمِه هي شاراتُ انتصارٍ لأرواحِنا، وكل قطرةِ وفاءٍ نذرفُها في سبيلِ الوطنِ فإنها تَسقي شجرةَ المستقبلِ التي ستُظلّلُ أجيالَنا المقبلةَ.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ 

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ 

﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. 

الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.

اللَّهُمَّ ابسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ. 

اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَاركْنَا بامتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بالأَمْنِ وَالرَّخَاءِ، حَائِزًا كُلَّ خَيْرٍ، سَالِـمًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ. 

اللَّهُمَّ أَيَّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِالمَجدِ وَالتَّمْكِيْنِ، وافـْتَحْ لَهُ فُتُوحَاتِ الخَيْرِ، ومَقَادِيْرَ العَزْمِ، وَسَابِغَ النِّعَمِ، اللَّهُمَّ أَحِطْه بِجَلاَلٍ مِنْ لَدُنكَ يَحْمِيْه، وَنُورٍ مِنْ لُطْفِكَ يَحْوِيْهِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الوَطَنَ في عَيْنِ حِفْظِكَ، وَظِلِّ رِعَايَتِكَ؛ وَاجْعَلْ شَعْبَهُ في وَحدَةٍ وَوِئام، وَأدمْ عَلَيْهِ الخَيْر وَالعَدلَ وَالسَّلاَم.

اللَّهُمَّ كُنْ للمُستَضْعَفِينَ في فِلَسطينَ وَغيرِهَا عَضُدًا وَنَصيرًا، وَمُدَّهم بِمَدَدٍ مِنْ قُوَّتِكَ وَسَنَدًا مِن لَدُنكَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ //.

وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ التّهاني والتّبريكات بهذه المناسبة الطيبة من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي والمستشارين والقادة العسكريين وعدد من المسؤولين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا مباركًا سعيدًا.

ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع السّيدة فاطمة بنت علي أطلقت المدفعيّة إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى/أيّدهُ اللهُ/.

بعد ذلك غادر الموكب السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم في حفظِ اللهِ ورعايتِه وسط دعوات أبناء شعبه الوفيّ بأن يحفظه ويبارك في أيامه وأعياده ويُعيد على جلالتِه المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.

أدّى الصّلاة بمعيّة جلالةِ السُّلطان المعظم عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وجناب السّادة والسّادة البوسعيد وكبار القادة العسكريين وعددٌ من أعضاء مجلس عُمان وأصحاب السّعادة وعدد من الرؤساء التنفيذيين لجهاز الاستثمار العماني وشيوخ وأعيان ولاية السّيب وجمعٌ من المواطنين.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين

نقلت قناتا القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وامتلأ الحرمان الشريفان عن آخرهما من المصلين، مستمعين بخشوع وإنصات على خطبة الجمعة.

حكم صلاة الجمعة

صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.

ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 9-10).

وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.

الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).

الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

حضور صلاة الجمعة

الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.

قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق].

وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

مقالات مشابهة

  • كيف أصلي صلاة الاستسقاء؟
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين
  • فلكياً.. موعد أول أيام شهر رمضان 2025 وعيد الفطر المبارك
  • هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟
  • هل يجوز الجمع بين المغرب والعشاء بدون عذر؟
  • فضل الدعاء قبل صلاة الجمعة
  • بمناسبة تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم.. تدشين شعار "نهضة عُمان المتجددة"
  • جلالة السُّلطان يصدر ثلاثة مراسيم سامية بالتصديق على اتفاقيات
  • جلالة السلطان يصدر 3 مراسيم سلطانية
  • عاجل .. جلالة السلطان يصدر 3 مراسيم سلطانية