يوسف العربي (أبوظبي)
ساهمت استراتيجية أبوظبي الصناعية التي تم إطلاقها في يونيو 2022 في تعزيز النمو القوي لقطاع التصنيع في الإمارة، لتصبح أبوظبي وجهة الاستثمار الصناعي الأكثر تنافسية في المنطقة، بعدما أكدت كافة المؤشرات الارتفاع الملحوظ في إصدار الرخص الصناعية ونمو الاستثمار الصناعي بالإمارة، بحسب خبراء عاملين في قطاع الصناعة.


وارتفع عدد الرخص الصناعية الجديدة في أبوظبي بنسبة 51.25% خلال العام 2023 لتصل إلى 363 رخصة، مقابل 240 رخصة في عام 2022، بإجمالي استثمارات بلغت قيمتها 10.76 مليار درهم، وفق بيانات دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، فيما أكد صناعيون أن أبوظبي باتت المركز الصناعي الأكثر تنافسية في المنطقة.
وأظهرت البيانات، أن عدد المصانع العاملة في الإمارة ارتفع بنسبة بلغت 11.75% خلال العام الماضي ليصل إلى 1103 مصانع، مقارنة بـ 987 مصنعاً في عام 2022، وبلغت قيمة إجمالي استثمارات المصانع العاملة 373.79 مليار درهم، ما يؤكد النمو القوي للقطاع الصناعي ونشاطاته.
وتركز استراتيجية أبوظبي الصناعية على 7 قطاعات رئيسة هي: الصناعات الكيميائية، وصناعة الآليات، والمعدات والصناعات الكهربائية، وصناعة الإلكترونيات، وصناعات النقل، وصناعات الأغذية - الصناعات الدوائية.

رؤية ثاقبة 
وأكد الدكتور هشام محمد الصديق، الرئيس التنفيذي لمصنع «بورسلان تايلز أبوظبي»، أن الموقع الاستراتيجي لأبوظبي وتطور البنية التحتية للطرق والموانئ والمطارات ساهم بشكل رئيس في جعل أبوظبي وجهة الاستثمار الصناعي الأكثر تنافسية في المنطقة.
وأضاف، أنه تم اختيار إمارة أبوظبي لتأسيس مصنع «بورسلان تايلز» لتوافر المدن الصناعية القريبة من الميناء، لافتاً إلى أن المصنع يزهو بالسمعة العالمية لأبوظبي التي تشكل قاعدة صناعية كبرى في الشرق الأوسط كما يعرفها الجميع، واستطاع انطلاقاً من الإمارة الدخول إلى 26 سوقاً حول العالم، منها السعودية والكويت وعمان والأردن وتونس والمغرب ومصر وفرنسا وألمانيا وتايوان وكوريا الجنوبية وبعض الدول الأفريقية. 
وأشار إلى أن استراتيجية أبوظبي الصناعية التي تم إطلاقها في يونيو 2022 ساهمت في تعزيز النمو القوي لقطاع التصنيع في الإمارة، حيث يتم تعزيز نمو القطاع وفق رؤية ثاقبة للقيادة الرشيدة.
ونوه بأن الاستراتيجية تركز على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات الأمن الغذائي والصناعات الدوائية، مضيفاً أن توافر المدن الصناعية التابعة لكيزاد يعد من بين أهم المزايا التنافسية، لاسيما للصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة والتي تحتاج إلى المواد الخام المستوردة، منوهاً أن توفير الطاقة بأسعار معقولة يعد واحداً من أكثر عوامل الجذب. ونوه بأن كيزاد التابعة لموانئ أبوظبي باتت توفر مناطق صناعية مجهزة بمساحات مغطاة بمساحات مرنة، ما يعطي الفرصة للمصنعين بوضع المعدات والبدء في العملية الإنتاجية فوراً.

أخبار ذات صلة الإمارات ضمن أكبر 15 اقتصاداً عالمياً في صادرات السلع والخدمات «عيد الفطر» يعزز المبيعات في أسواق أبوظبي

بيئة الأعمال 
من جهته، قال راشد المطوع، الرئيس التنفيذي لشركة «كيبل كورب»: إن النمو الكبير في عدد الرخص الصناعية الجديدة في أبوظبي خلال العام 2023 يأتي عقب نجاح استراتيجية أبوظبي الصناعية التي تم إطلاقها في يونيو 2022 وساهمت في تعزيز النمو القوي لقطاع التصنيع في الإمارة.
وأضاف، أن استراتيجية أبوظبي الصناعية فتحت المجال للشركات الصغيرة والمتوسطة للدخول في مجالات جديدة، كما عززت التكامل والشراكات بين المؤسسات القائمة بالقطاع الصناعي. ونوه بأن استراتيجية أبوظبي الصناعية ساهمت في تهيئة بيئة الأعمال المثالية للاستثمار الصناعي من خلال توفير المزيد من الحوافز والتسهيلات.
وأشار المطوع إلى أن تركيز الاستراتيجية على دمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة دفع عجلة النمو والتنافسية والابتكار، كما عزز معايير الاستدامة والكفاءة الإنتاجية، مؤكداً أن إطلاق الاستراتيجية سرع من وتيرة التخطيط لإطلاق المشاريع الصناعية الجديدة.

قطار الاتحاد
من جانبه، قال سليم رضا، المدير العام لشركة الإمارات لألواح الزجاج المسطح، إن المناطق الصناعية في أبوظبي تتميز بالاتصال القوي مع الموانئ والمطارات وقطار الاتحاد.
وأشار رضا، إلى أن القطاع الصناعي جاء في صدارة المستفيدين من قطار الاتحاد، حيث يوفر الكثير من المرونة والقدرة التنافسية لنقل الحاويات من المواد الخام والمنتجات وفي قطاع الزجاج يمكن نقل المنتج على نحو آمن وبشكل اقتصادي أكثر. وتوقع أن يعزز قطار الاتحاد من تنافسية المنتج الإماراتي، ويزيد من قدرته على النفاذ إلى الأسواق الخارجية، وخاصة داخل دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق المجاورة.

القائمة الذهبية
وفي عام 2023، ارتفع عدد المنتجات المصنَّعة محلياً في مبادرة القائمة الذهبية، التي تستهدف زيادة الطلب على المنتجات المصنَّعة محلياً في المشتريات الحكومية، إلى 742 منتجاً بزيادة 4.4%، مقارنةً بـ711 منتجاً في عام 2022، وزاد عدد المصانع المشاركة في القائمة من 127 في عام 2022 إلى 164 في عام 2023 بنسبة زيادة تبلغ 29.1%.
وواصل مكتب تنمية الصناعة، ذراع دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي لتطوير وتنظيم القطاع الصناعي، إطلاق مبادراته لتحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي الصناعية، التي أدَّت إلى زيادة الوظائف التخصُّصية إلى 16.810 فرصٍ وظيفية، مقارنة بـ 14.800 وظيفة في 2022 بنسبة نمو تبلغ 13.6%، ما يعكس الجهود المبذولة لتسريع التحوُّل إلى التصنيع الذكي، واستقطاب المواهب ذات المهارات المتطورة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الاستثمار الصناعي القطاع الصناعي الصناعة قطاع الصناعة استراتیجیة أبوظبی الصناعیة الاستثمار الصناعی النمو القوی فی الإمارة فی عام 2022 عام 2023 إلى أن

إقرأ أيضاً:

قوات حميدتي تواصل استراتيجية الأرض المحروقة في السودان

يستمر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، رفقة مليشياته في السودان، بتنفيذ استراتيجية "الأرض المحروقة"، التي تتمثل بحرق المناطق الريفية والإبادة الجماعية للسكان المدنيين.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها ترجمته "عربي21": إن المعركة النهائية من أجل دارفور قد بدأت، فمنذ العاشر من أيار/مايو؛ كثفت قوات الدعم السريع، هجماتها على الفاشر، وهي آخر مدينة في المنطقة لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان. 

ومن شأن الاستيلاء على عاصمة شمال دارفور أن يمنح قوات الدعم السريع سيطرة شبه كاملة على الثلث الغربي من السودان، وهي منطقة شاسعة تماثل مساحة فرنسا.

وأوردت الصحيفة أن هناك ما يقرب من مليوني مدني ما زالوا محاصَرين حيث لا تستطيع أي مساعدة إنسانية الوصول إليهم عبر خطوط الجبهة.


 وبعد أسبوعين من دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إنهاء القتال وحث قوات الدعم السريع على رفع الحصار؛ لا تزال القذائف تنهمر على الفاشر. 

وفي هذا السياق، يقول محمد أيوب، أحد سكان مخيم أبو شوك شمال غرب المدينة: "لا أحد يعرف ما إذا كنا سنستيقظ أحياء غدا أم لا. نيران المدفعية تتساقط باستمرار وبشكل عشوائي"، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة.

ومن جانبه، يصف محمد عثمان من "هيومن رايتس ووتش" الوضع قائلا: "تجري المعارك في الفاشر في قلب المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك مخيمات النازحين. ويتم تنفيذ الهجمات دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. لقد وثقنا قصف المناطق السكنية، والمباني العامة، من قبل قوات الدعم السريع التي هاجمت عدة مستشفيات".

وأوضحت الصحيفة أنه في الثامن من حزيران/ يونيو؛ اقتحمت القوات شبه العسكرية المستشفى الواقع في جنوب الفاشر، وأطلقت النار داخل المجمع، ونهبت مخزون الأدوية وسيارة إسعاف منظمة أطباء بلا حدود، مما أجبر الموظفين والمرضى على إخلاء المبنى. 

وفي يوم الـ21  من نفس الشهر، تعرض المستشفى السعودي، المؤسسة الوحيدة في المدينة التي لا تزال قادرة على استيعاب الجرحى، لقصف بحوالي عشر قذائف صاروخية، مما أسفر عن مقتل صيدلي وتدمير مخزون الأدوية.

ويعترف أحد العاملين في المجال الصحي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه "في الداخل، تسود الفوضى. في أسبوع واحد، استقبلنا أكثر من 500 جريح، العديد منهم من الأطفال المتضررين من حطام الانفجار، وتوفي 76 شخصا. ويتراكم الناجون اثنان اثنان، ظهرا لظهر، على كل سرير. وفي مساء يوم الأحد 23 حزيران/يونيو، دمرت قوات الدعم السريع المستشفى الوحيد المتخصص في أمراض الكلى بالمنطقة".

التفوق العددي الساحق
وبينت الصحيفة أنه في غضون ستة أسابيع؛ يُظهر التقرير الوحيد المتاح وقوع 260 حالة وفاة وأكثر من 1600 جريح. وقد تكون هذه الأرقام - التي يُعتقد أنها أقل بكثير من الواقع وفقًا للمصادر المتواجدة على الأرض - أعلى بعشر مرات. 

ويقول أنور عمر الخطيب؛ وهو صحفي سابق في الفاشر والآن عضو في خلايا الطوارئ، وهي شبكة من المتطوعين من المجتمع المدني: "معظم الجرحى والجثث لا تصل إلى المستشفيات، وغالبا ما يتم دفنهم على عجل في باحات المنازل".

وفي الفترة نفسها، اضطر ما يقرب من 100 ألف مدني إلى النزوح جنوبا باتجاه مخيم زمزم، وغربا باتجاه مدينة الطويلة وجبل مرّة. 


ويتابع المتطوع قائلا: "ينام البعض في وديان الصحراء، متكدسين في ظل بعض الأشجار"، وحث المجتمع الدولي على "حماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية".

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ 10 حزيران/ يونيو، لم تقم قوات الدعم السريع بأي هجوم بري جديد، واكتفت بقصف المدينة من الجو. 

وحسب مصدر محلي: "إنهم يعيدون تجميع صفوفهم وإعادة تنظيمها. لكنهم عازمون على تنفيذ الهجوم قبل أن يجعل موسم الأمطار الأرض غير قابلة للعبور".

وفي محيط الفاشر، تمتعت قوات الجنرال "حميدتي" بتفوق عددي ساحق، وتضم قواتهم، التي يقدر عددها بنحو 30 ألف رجل، ميليشيات تم تجنيدها من المجتمعات العربية في دارفور والدول المجاورة أو القريبة، ولا سيما تشاد والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في المقابل تقاتل الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية، والتي لا يتجاوز تعدادها 8000 جندي، إلى جانب حركات التمرد السابقة التي تم تجنيدها من مجتمع الزغاوة، أبرزها حركة العدل والمساواة التابعة لوزير الاقتصاد جبريل إبراهيم، وجيش تحرير السودان بقيادة والي دارفور السابق ميني ميناوي.

"التطهير العرقي قد بدأ بالفعل"
وذكرت الصحيفة أن تعبئة العديد من المدنيين من كلا الجانبين اعتمادا على انتمائهم العرقي تزيد من خطر وقوع مذابح. وإذا تمكنت قوات الدعم السريع من احتلال الفاشر، فهناك مخاوف من حدوث حمام دم مشابه للذي حدث عند السيطرة على الجنينة في غرب دارفور. 

وفي الفترة بين حزيران/يونيو وتشرين الثاني/نوفمبر 2023، قُتل هناك ما يقرب من 15 ألف شخص، معظمهم من مجتمع المساليت غير العربي، على يد قوات الدعم السريع والميليشيات العربية التابعة لها.

وفي غضون أشهر قليلة، أحرقت قوات الدعم السريع في شمال دارفور أكثر من 50 قرية. ومنذ العاشر من أيار/ مايو، تم محو أحياء كاملة من مدينة الفاشر، التي تقطنها في الغالب مجتمعات غير عربية، من قبل القوات شبه العسكرية.


ونقلت الصحيفة عن ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي لمختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأمريكية، قوله: "لقد تأثر ربع المدينة بالفعل بالقتال. والوتيرة تتسارع والمجتمع الدولي يراقب دون اتخاذ إجراءات ملموسة. هناك "معايير مزدوجة" مزعجة فيما يتعلق بالسودان".

وفي مواجهة صعوبة الوصول إلى الميدان، تقوم فرق المختبر بتوثيق الدمار والتهجير القسري عن بعد، باستخدام صور الأقمار الصناعية والبيانات مفتوحة المصدر. 

ويوضح الباحث الأمريكي قائلا: "لم يعد بإمكاننا استخدام صيغة الشرط. لقد بدأ التطهير العرقي بالفعل، وهذا ليس مفاجئا؛ حيث تتبع قوات الدعم السريع نفس النهج منذ بداية الحرب. بالنسبة لهم، يعتبر هذا بمثابة استكمال الإبادة الجماعية التي بدأت سنة 2003".

وأكدت الصحيفة على أن الهجمات القاتلة التي تشنها قوات الدعم السريع لا تقتصر على دارفور.

وخلال الأسابيع الأخيرة؛ ارتكبت قوات الجنرال "حميدتي" عدة مجازر في منطقة الجزيرة الزراعية جنوب شرق الخرطوم. وفي الخامس من حزيران/ يونيو، قتل أكثر من 156 شخصًا في قرية ود النورة. وفي 21 حزيران/يونيو؛ قُتل 17 شخصا بعد صلاة الجمعة في بلدة عسير. وبعد شن هجوم ناجح في العشرين من حزيران/ يونيو على مدينة الفولة، عاصمة غرب كردفان، وطرد القوات النظامية الموجودة في المنطقة، شنت قوات الدعم السريع يوم الاثنين، 24 حزيران/ يونيو، هجوما على مدينة سنار في النيل الأزرق جنوب شرق البلاد، مما أثار الذعر في صفوف السكان المدنيين.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه في مواجهة عدم فعالية قواته البرية، يقوم الجيش السوداني بتكثيف الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد. وبسبب استيائهم من الانتهاكات المتكررة وتكتيكات الأرض المحروقة التي تتبعها القوات شبه العسكرية، يقوم عدد متزايد من المدنيين بتسليح أنفسهم وتشكيل مجموعات للدفاع عن النفس في جميع أنحاء البلاد. وبعد 14 شهرًا من الصراع؛ انزلق السودان إلى حرب أهلية محققة.

مقالات مشابهة

  • سيارة BMW X3 الأكثر مبيعًا تنطلق في عصر جديد
  • النمو المتسارع للطاقة الشمسية سيُغيِّر العالم
  • نتيجة تنسيق الثانوي الصناعي والمهني بمحافظة الجيزة 2024 حسب المدرسة
  • الساكت: شروط الحكومة لحصول القطاع الصناعي على الطاقة المتجددة تعجيزية
  • خزائن توقع اتفاقيتين استثماريتن في القطاع الصناعي بقيمة 1.5 مليون ريال
  • قوات حميدتي تواصل استراتيجية الأرض المحروقة في السودان
  • الأمة يعلّق على استراتيجية السعودية تّجاه السودان
  • خبير يرجح انخفاض النمو الاقتصادي في العراق خلال عام 2024
  • ميسي: أحببت كرة القدم وحققت أكثر من ما تمنيت
  • «غرفة الشارقة» تختتم مشاركتها في معرض إكسبو الصناعي بسريلانكا