خلود الجابري: العيد بهجة.. واللون شغف
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
الفنانة التشكيلية خلود الجابري تصف العيد بأنه فرحة للكبار والصغار، أما بالنسبة لها كفنانة فإنه يمثل الكثير.
وتقول: على الرغم من أن طقوس العيد اختلفت عندي عبر الزمن إلا أن مظاهر العيد المتمثلة في التجمعات العائلية مازالت قائمة لا تتغير، لأن بهجة العيد لا تعترف بالسن أو الزمن، ففي أول يوم أكون إما مع أهل أولادي في مدينة العين أعيّد على جد وجدة أولادي والأقارب الذين أعتبرهم أهلي وأسرتي، وفي اليوم الثاني إخواني وأخواتي والأهل عموماً.
وتضيف الجابري: لقد توقفت عن الرسم لفترة من الزمن خاصة خلال السنتين الأخيرتين، وذلك بسبب انشغالي كنائب لرئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وكذلك لضغط العمل والاهتمام بأسرتي وأمي وحفيدتي التي أخذت معظم الوقت وظروف أخرى كثيرة، وتضيف: بعد هذا الزخم والركود بدأت في إعادة حساباتي عن طريق استغلال وقتي، وإعادة التفكير في كل ما مر بي، لذا بدأت في عملية البحث لإيجاد نفسي وسط كل هذه الانشغالات وربما الفوضى، التي يحتاجها الفنان أحياناً، لقد حان الوقت للعمل بشغف بعد هذه الفترة من التوقف.
مفاتيح الإبداع
وعن مفاتيح الإبداع لديها تقول الجابري: أريد أن أكون متجددة ولا أحب أبداً أن أكون فنانة مقلدة، ففي كل أعمالي أحاول أن أصنع من لا شيء شيئاً، فالبحث والتجريب من أساسيات حياتي الفنية والشخصية، لقد كان لمدرستي وصديقاتي اللاتي يكبرنني بأكثر من عشرين سنة دور في تكوين شخصيتي كفنانة وكإنسانة باحثة لا تقبل أن يكون عملها شبيهاً بعمل فنانين آخرين.
وكان آخر نشاطاتي هو مشاركاتي المتعدده في جاليري الاتحاد للفن المعاصر في أبوظبي، وبدأت بعمل جولات في السياحة الفنية بالدولة، فلديّ شغف الإطلاع على ما هو جديد. وتضيف: بذلت وزارة الثقافة والشباب جهوداً كبيرةً خلال الفترة الماضية لجذب الفنانين الإماراتيين والفنانين من العالم من خلال التعليم، ودعمهم للمشاريع والعمل على تطويرهم من خلال المنح الفنية ودعمها لمشاريع الفنانين، وهذا سوف يعود بالخير والتطور وتعليم وتثقيف المجتمع، باعتبار أن الفن أصبح قريباً من الناس، وتولدت ثقافة فنية ونشأ حوار ثقافي، وظهر بعض الفنانيين الشباب المتميزين نتيجة جهود المؤسسات التي تدعم الفنان الإماراتي.
وكان لتنظيم أبوظبي آرت ومتحف اللوفر والجامعات وافتتاح صالات العرض دور كبير في صناعة مستوى أقوى وولادة فنانين ذوي مستوى عالٍ، وظهور طرق جديدة في الفن وأساليب جديدة، وذلك نتيجة الدراسات الفنية، ومشاهدة أفضل الممارسات المتعلقة بالفن، فمتحف اللوفر باستمرار ينظم معارض عالمية، وهي فرصة رائعة لدارسي الفنون التشكيلية والفنانين الواعدين، حيث يمنحهم فرصة التعرف إلى أساليب وتجارب بعضهم بعضاً. وشكل هذا الحدث فرصة ثمينة للفنانين الشباب من أجل الاستفادة من خبرة الفنانين العالميين من دون تكبد تكاليف وعناء السفر إلى أحداث مماثلة في الخارج.
وعن مستقبل الفن التشكيلي محلياً تقول الجابري: أنا على يقين بأن القادم أفضل من خلال دعم الحكومة الرشيدة في هذه المشاريع الضخمة وحضور القيادات شخصياً لدعم الموهوبين والشباب في معارض الأطفال أو الشباب، أو المعارض المتخصصة في المؤسسات الحكومية والخاصة ومن خلال ظهور بادرة جميلة تتمثل في تنظيم المسابقات الفنية عالية المستوى في التنظيم والقيمة المالية، وكان لي شرف تحكيمي لإحدى هذه المسابقات، فخورة كوني فنانة إماراتية من جيل مثابر، تعلمنا الكثير وأخذنا الكثير، وكان دورنا العطاء ورد الجميل ولو بجزء بسيط.
اهتمام وتشجيع
تضيف الجابري: كون تجربتي العملية قاربت على الأربعين عاماً، ومن خلال معايشتي الوسط الفني وعملي في البدايات في المجمع الثقافي بأبوظبي، وكوني شاهدة على بدايته وعملي به، أرى أن مستقبل الفن التشكيلي في الإمارات يبدو مشرقاً مع اهتمام الدولة بالطفل والناشئين والشباب، وكذلك المعارض الفنية ووجود مؤسسات تشجع الفنانين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العيد الفن التشكيلي الفنون التشكيلية الإمارات الرسم من خلال
إقرأ أيضاً:
زاد الطين بهجة.. فرحة المزارعين بحصاد البطاطس في حقول المنوفية
في الثامنة صباحًا يتسابق المزارعون نحو أرضهم الزراعية والفرحة والبهجة تملأ قلوبهم وترتسم على شفاههم، من أجل حصاد محصول البطاطس، بعد مرور 120 يومًا من زراعته وريه وتنظيفه من الحشائش، منتظرين يوم الحصاد الذي يعوضهم عن الشقاء والتعب طوال موسم الزراعة، ويفتح لهم باب رزق وفير.
يوم حصاد البطاطسيروى عبدالغنى عطية، 50 عاماً، من مركز تلا بمحافظة المنوفية: «يوم الحصاد يتجمّع الأقارب والعمال، والفرحة لا تفارق وشوشهم طوال ساعات حصاد محصول البطاطس، كما أن الأطفال يشاركوننا فرحة الحصاد التى ننتظرها من العام إلى العام، والحمد لله الإنتاجية مرتفعة هذا العام عن السابق، وبلغت إنتاجية القيراط الواحد 550 كيلو، أى ما يعادل 13 طناً للفدان، وسعر الكيلو من الأرض يتراوح بين 11 و13 جنيهاً».
وعن مراحل حصاد البطاطس، يُكمل «عطية» أن أولى مراحل الحصاد تتمثل فى ربط المحراث بالجرار الصغير، وحرث الأرض لإخراج البطاطس على السطح، ومن ثم يتتبعها المزارعون والعمال لتعبئتها فى الوعاء، وبعد ذلك فى الشكائر، وربطها بالخيط، حتى يأتى التاجر لتحميلها على السيارات، قائلاً: «يوم الحصاد بيكون باب رزق وخير لعمال كتير، حوالى 20 عامل من الرجال والسيدات، بخلاف الأقارب الذين يشاركوننا فرحة الحصاد».
تقول خديجة ممدوح، إحدى العاملات فى الأرض الزراعية، إنه تغمرها السعادة والفرح عند المشاركة فى عملية حصاد البطاطس، وتصطحب طفلها معها لتُعلمه طبيعة الشغل، ويعطى لها مالك الأرض أجرة جيدة هذا اليوم، فرحة بالخير الكثير الذى يعم على الجميع، بينما يقول عبدالمعطى شاهين، إنه ينتظر موسم حصاد البطاطس كل عام، لأنه يفتح أمامه باباً من الخير والرزق الوفير، كما أنه يصطحب أصدقاءه فى هذا اليوم، والفرحة لا تفارقهم طوال عملية الحصاد.
ويحكى محمد صابر، تاجر بطاطس، أنه عقب حصاد محصول البطاطس من الأرض الزراعية يحمله على سيارة نصف نقل، ويذهب به إلى المحطات أو الثلاجات، وتبدأ عملية التخزين والفرز، تمهيداً لنقله إلى المصانع، لأن هذا النوع من البطاطس يُسمى «الكروز» مخصّص لمصانع الشيبسى، كما يُستخدم أيضاً للطبخ، ولكن بشكل أقل، مشيراً إلى أنه ينتظر موسم حصاد البطاطس، من أجل الذهاب إلى المزارعين، وشراء المحصول على حسب سعر السوق.
«محصول البطاطس أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية فى السوق المحلية، ويعتمد الفلاحون على زراعتها فى فصل الشتاء، لجنى الأرباح وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها»، يقولها المهندس ناصر أبوطالب، وكيل وزارة الزراعة، ويكمل أن المساحة المزروعة من البطاطس فى محافظة المنوفية تبلغ 15 ألفاً و750 فداناً، بسبب خصوبة التربة الزراعية التى تتمتع بها المحافظة، وجميع المزارعين فى حالة من الفرحة والبهجة، بسبب الإنتاجية العالية هذا العام، مقارنة بالسنوات السابقة.