حضَّ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأربعاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الرد على مقترح تقدم به الوسطاء لهدنة في قطاع غزة تشمل الإفراج عن الأسرى، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السماح بإدخال المزيد من المساعدات.

وقال بايدن -خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض- إن "الأمر يتعلق حاليا بحماس، عليها المضي قدما بشأن المقترح الذي طُرح".

وكانت حماس قد ذكرت أمس الثلاثاء أن أحدث مقترح تسلمته من الوسطاء المصريين والقطريين لا يلبي المطالب لكنها ستدرسه بشكل أعمق قبل الرد.

وتطالب الحركة بإنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم دون شروط.

حماس ترفض

وفي سياق متصل ذكرت قناة كان الإسرائيلية -نقلا عن تقارير صحفية- أن حماس رفضت المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وتنوي تقديم مقترح خاص بها لإنهاء الحرب.

ونقلت القناة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع أنه إذا قدمت حماس مقترحا بديلا للتقدم بالمباحثات، سيكون بمقدور الطرفين الدخول في مفاوضات جدية.

كما نقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن مسؤولَين إسرائيليين مطلعين على سير محادثات القاهرة أنه بموجب المقترح الأميركي، ستسمح إسرائيل بعودة 150 ألف فلسطيني إلى شمال غزة دون فحوصات أمنية.

وأضافا أنه سيُطلب من حماس في المقابل تقديم قائمة بأسماء الأسرى لدى المقاومة من النساء والمسنين والمرضى ما زالوا على قيد الحياة.

كما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن المقترح يتضمن إطلاق سراح عدة مئات من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح ما بين 35 و40 أسيرا إسرائيليا، من بينهم نساء مدنيات ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عاما وأسرى في حالة صحية خطرة.

كما ستتضمن المرحلة الأولى من الصفقة إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وزيادة كبيرة في نطاق المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة.

إدخال المساعدات

من ناحية أخرى، قال بايدن -خلال المؤتمر الصحفي- إن "كمية المساعدات التي تسمح إسرائيل بإيصالها إلى القطاع غير كافية"، وذلك بعد أيام من اتصال شابه التوتر بينه وبين نتنياهو.

وأضاف أنه كان صريحا وواضحا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في تأكيد أن على إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، مشيرا إلى أن نتنياهو لا يبذل ما يكفي لزيادة حجم المقدم منها لغزة. وقال "سنرى ما سيفعله فيما يتعلق بالوفاء بالالتزامات التي قطعها لي".

وكان بايدن قد حذر نتنياهو -خلال اتصالهما الأسبوع الماضي- من أن الدعم الأميركي المستقبلي للحرب يعتمد على التنفيذ السريع لخطوات جديدة لحماية المدنيين وعمال الإغاثة.

ورغم أن تدفق الشاحنات زاد منذ ذلك الحين فإن بايدن قال إنه يتعين على إسرائيل فتح نقطة وصول أخرى في شمال غزة.

يشار إلى أن إسرائيل كانت قد أوقفت تسليم المساعدات إلى غزة في الأيام الأولى من الحرب، لكنها زادت ببطء عدد الشاحنات المسموح لها بدخول القطاع تحت ضغوط أميركية.

سوناك: الوضع في غزة غير صحيح ولا يطاق في ظل المعاناة الإنسانية التي يعيشها الناس هناك (الأوروبية) الموقف البريطاني

وفي سياق متصل  قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن لندن تريد أن ترى وقفا إنسانيا فوريا للقتال لإخراج المحتجزين وإدخال مزيد من المساعدات. وأضاف أنه قال مرارا وتكرارا إن الوضع في غزة غير صحيح ولا يطاق في ظل المعاناة الإنسانية التي يعيشها الناس هناك.

وقال سوناك إن نتنياهو يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد للتخفيف من ذلك الوضع، مؤكدا أن لدى لندن مجموعةً صارمة من المعايير التي يتعين التصرف وفقها بشأن تراخيص تصدير الأسلحة.

وأوضح سوناك أن مقتل عمال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي وبينهم 3 بريطانيين برصاص الجيش الإسرائيلي، مأساة مروعة.  وذكر أنه أصر لنتنياهو على ضرورة فتح مزيد من المعابر لزيادة المساعدات وقد فعل ذلك حسب قوله.

من جهته قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون لشبكة سي إن إن الأميركية إنه يتفق مع بايدن في الضغط على نتنياهو بهدف التوصل إلى وقف مؤقت للقتال في غزة. وأضاف كاميرون أن هناك حاجة إلى وقف لإطلاق النار لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن وأن هذا هو موقف بريطانيا منذ فترة طويلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة

نيويورك (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل مبادراتها الإنسانية لإغاثة نازحي غزة «أونروا»: طفل يقتل كل ساعة في غزة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها لمستشفيات شمال قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت أمس، الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، سيراً على الأقدام، وسط قصف مدفعي وجوي مكثّف طال أقسام المستشفى ومحيطه.
وأشارت المصادر الطبية إلى إصابة نحو 20 شخصاً في مستشفى كمال عدوان، إثر عمليات النسف المستمرة في ساحاته، وسط دعوات فلسطينية بتحرك دولي عاجل لحماية المنظومة الصحية ومستشفيات قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، ما زالت مستمرة. أفادت بذلك المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية مساء أمس.
وأوضحت تريمبلاي أن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفة أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
في السياق، أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال القطاع منذ 6 أكتوبر الماضي. وأضاف فليتشر، في بيان صحفي عقب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته أيضاً منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، أن غزة أصبحت حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني في عام شهد مقتل أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني. وأوضح أنه نتيجة لذلك أصبح من المستحيل تقريباً إيصال حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
واعتبر فليتشر أن حصار شمال غزة الذي استمر لأكثر من شهرين «أثار شبح المجاعة» في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية، ما يخلق ظروفاً معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء. وحذر وكيل الأمين العام من استمرار غارات الاحتلال الجوية على المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المناطق التي أمرت قوات الاحتلال بالانتقال إليها، ما تسبب في الدمار والنزوح والموت. 
في غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية في غزة، أمس، إن إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع وتوفر رعاية كاملة لسرقتها، وذلك من أجل تجويع المدنيين.
وأضافت: «الاحتلال الإسرائيلي يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات، ويقتل عناصر تأمينها لتجويع المدنيين ولخلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار وفق خطة ممنهجة».

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: لن نسمح للحوثيين بمهاجمة إسرائيل
  • خبراء: نتنياهو يراوغ بين إدارتي بايدن وترامب لتحقيق وثيقة استسلام من حماس
  • نتنياهو يتهم حماس بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يرد بغضب على حماس بعد تأجيلها اتفاق غزة
  • نتنياهو يرد على بيان حماس بشأن "تأجيل اتفاق غزة"
  • أول رد من نتنياهو على بيان حماس بشأن مفاوضات غزة
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة