جورج وسوف عن وفاة ابنه: الحزن لا يزال في قلبي ولكني أحتاج أن أفرح الناس
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
صرّح الفنان الكبير جورج وسوف بأن رحيل ابنه وديع في العام الماضي كان صدمة قوية عانى منها، ولكنه تمكن من التحمل والعودة للغناء أمام جمهوره.
جورج وسوف عن وفاة ابنهوخلال حواره في برنامج «بيج تايم بودكاست» الذي يُذاع عبر قناة MBC، صرّح جورج وسوف للإعلامي عمرو أديب والفنانة أصالة قائلاً: «كان العام الماضي صعبًا للغاية، فقدت وديع ابني وتعرّضت للكثير من الألم والحزن، لكنني استطعت الصمود والعودة للضحك والغناء للناس بعد ستة أشهر، منحني الله الصبر والقوة لأتحمل هذا الصدمة، الحزن لا يزال في قلبي ولكني أحتاج أن أفرح الناس».
وعندما سئل عما إذا ما زال يحب أن يُطلق عليه لقب «أبو وديع»، أجاب جورج وسوف قائلاً: «طوال حياتي لن يُنسى اسم وديع، وأنا أحب أن ينادوني بهذا الاسم».
يُذكر أن جورج وسوف ودّع ابنه وديع في يناير من العام الماضي، حيث أُقيمت جنازته في كنيسة مار نقولا في الأشرفية. وشارك جورج وسوف في مراسم الجنازة وهو يجلس بجانب أبنائه، وكانت الجنازة مؤثّرة حيث ظهر جورج وسوف وهو يبكي.
واستقبلت أسرة وأصدقاء وديع جثمانه بالزغاريد وأغاني والده، وحضر عدد كبير من النجوم لتقديم واجب العزاء، بينهم هيفاء وهبي ونجوى كرم ونانسي عجرم وعابد فهد وناصيف زيتون والإعلامي نيشان وغيرهم.
وكان وديع قد تعرض لمضاعفات بعد إجرائه عملية تكميم المعدة، حيث حدث له نزيف حاد في المعدة، وتمّ نشر نداء للتبرع بالدم لكن فصيلة دمه نادرة.
اقرأ أيضاًغالية بنعلي: تعلمت اللهجة المصرية من الأفلام.. وبعشق زينات صدقي (فيديو)
بعد 16 سنة على عرضه.. عمرو رمزي يفجر مفاجأة عن برنامجه «حيلهم بينهم»
مريم الخشت عن مشاركتها فى مسلسل بدون سابق إنذار: «مبسوطة بردود الأفعال»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عمرو أديب الفنانة أصالة الفنان جورج وسوف جورج وسوف وديع جورج وسوف بيج تايم بودكاست جورج وسوف
إقرأ أيضاً:
الموتى أيضا يضحكون
بقلم : هادي جلو مرعي ..
تمر الشعوب بتجارب مرة واحدة منها تجربة الجوع، أو الحرمان من الطعام بمايكفي للطمأنينة. في سنوات مرت حوصر العراق بقسوة، كانت الأمور معقدة، وكان مايصل البلاد من مواد غذائية محدودا بفعل العقوبات والحرب، وكانت تلك المواد شحيحة وغالية، وقد لاتتوفر، وربما نسيناها، وفي مرة دعاني وصديق هاجر لاحقا الى كندا وبقي هناك صديق لنا كان يملك محلا تجاريا ليشتري لنا موزتين كأنها مزتين كما يطلق المصريون على المرأة المربربة والمليانة بمايكفي لملء العين، مع بقاء الرغبة الجامحة مع الحرمان، وأتذكر أن سعر الواحدة كان دينارا وربع الدينار من محل فواكه في منطقة الكسرة، وكان راتب بعض الموظفين ثلاثة آلاف دينار، ولم أعد استوعب فكرة كيف تجاوزنا تلك السنين، ثم علمت إن الموز في بعض بلدان الكاريبي التي زرتها يتكدس لكثرته ويفسد.
عرفت بعض الأصدقاء الذين كانوا يتلصصون في بعض الأحياء السكنية لمعرفة من الميت الجديد، فهناك مراسيم دفن، ورحلة الى المقبرة البعيدة، وتكريم لمرافقي الجنازة من المشيعين، ونوع الطعام الذي سيقدم لهم في طريق العودة، وكان معتادا وجود مطاعم تقدم وجبة كباب ليست إستثنائية، مع وفرة من مادة السماق الحامض التي تزيد من لذة الكباب، وبعض أرغفة الخبز الحار، ثم مراسيم تلقي العزاء، وهنا يختلف الطعام. فلم يعد الكباب مقبولا لأن عادة الناس تناوله في المطاعم، ويتم تقديم وجبات على الغداء والعشاء تتكون من الرز والمرق الأصفر الذي تضاف إليه مطيبات، والثريد وعادة مايتم وضع لحم الخروف عليه، وتكون رائحته شهية، ويغري المعزين بالبقاء سواء كانوا أغرابا، أو من المقربين.
صديق وأصدقاء كانوا يظهرون الحزن والفجيعة كذبا، ويسيلون دموعهم ليضللوا ذوي الراحل، ثم يصرون على مرافقة الجنازة حتى المثوى الأخير، وعادة لاتربطهم صلة بالراحل العزيز، وكان جل تفكيرهم تناول وجبة الكباب في طريق العودة، حيث يجلسون في أحد المطاعم، ويقدم لهم الكباب لتزداد كمية الحزن لديهم، ثم يشعر ذوي الراحل بالفخر والزهو إنهم لم يقصروا مع المرافقين قبل عودتهم، وعند الوصول الى الحي السكني يجدون سرادق العزاء نصبت، والعشاء مجهزا كما ينبغي. بالطبع كان الصديق وهو يظهر الحزن الشديد حريصا على تناول الكباب، وعدم ترك شيء منه على المائدة، ومعه الخبز، والبصل والطماطم المشوية والخضار، فيشعر الجميع إن الحزن قد ترسخ كما ينبغي، وتكون حالة الرضا كاملة.
في ظهيرة اليوم التالي يصر الصديق على الحضور مبكرا، ومعه مجموعة من الأصدقاء، فيشاركون ذوي الميت العزاء، ويجلسون ليشربوا الشاي، ويتحدثون في مواضيع شتى، ثم يدخنون السجائر المجانية، ويتجهزون لتناول الطعام، ويتفقون على التضامن معا للوقوف على طاولة واحدة يحيطونها من جهاتها الأربع، ويتسابقون على تناول الطعام، والحرص على عدم إبقاء شيء منه، في هذا الأثناء يكون الميت قد أنهى الليلة الأولى من التحقيق الذي خضع له من قبل الملائكة، وعندما يتحول الى عالم الإنتظار في البرزخ تنتابه نوبة من الضحك، وهو يرى مايفعله هولاء حيث يتناولون طعامهم، ويبتكرون حيلا جديدة للمشاركة في العزاء، وإظهار الحزن والتأثر، فكأن الميت يموت من الضحك وهو يتابع تلك المشاهد التي تختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا..