خيم الحزن والأسى العميقان على مناسبة عيد الفطر السعيد في غزة، التي مزقتها الحرب. تحتفل العائلات في غزة، مثل تلك الموجودة في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي، بهذا اليوم تقليديًا من خلال زيارة أحبائهم، وتبادل الهدايا، والاستمتاع بالحلويات الاحتفالية. ومع ذلك، بعد ستة أشهر من الصراع المستمر، لا يزال المزاج قاتماً حيث يكافح الناس من أجل البقاء وسط الأنقاض.

مع فايننشال تايمز، تحدثت إيمان عبد الشافي الفياض، خبيرة التجميل في الأربعينيات من عمرها، عن صعوبة العثور على ما تحتفل به هذا العام. وأعربت عن حزنها العميق بينما كانت تراقب سرير والدها المصاب في مستشفى مدينة العريش المصرية، حيث لجأت بعد غارة جوية إسرائيلية: لقد ترك الدمار الذي سببته الحرب العديد من سكان غزة في حداد على أحبائهم ويكافحون من أجل العثور على الأمل.

وكانت حصيلة الصراع هائلة. لقد تم تهجير غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وأفاد مسؤولو الصحة بأن أكثر من 33.000 شخص فقدوا حياتهم منذ بدء الأعمال العدائية.  

وعلى الرغم من الظروف الصعبة، فإن بعض الأفراد في غزة مصممون على رفع الروح المعنوية وجلب لحظات من الراحة. وفي مدينة رفح الجنوبية، تقوم نيفين المدهون وفريقها من الطهاة بعمل الحلويات وتوزيعها على الأسر التي تعيش في الخيام. وإلى جانب الأموال المتبرع بها، قاموا أيضًا بتوفير الملابس وخططوا لتقديم الهدايا للأطفال المتضررين من الحرب.

ومع ذلك، فإن حقيقة محنة غزة لا تزال صارخة. وتلوح المجاعة والمرض في الأفق بالمنطقة، حيث أفادت الأمم المتحدة بأن ثلث الأطفال الرضع في الجزء الشمالي من غزة يعانون من سوء التغذية الحاد. وكما عبرت أم موسى، التي لجأت إلى أحد مستشفيات العريش، فإن التركيز تحول من الفرح والاحتفال إلى البقاء والأمل في رؤية يوم آخر.

في مخيمات اللاجئين القريبة من بيروت، بلبنان، تركزت الأفكار والصلوات على شعب غزة منذ أشهر. وشككت مريم محمود أسعد، وهي أم لثلاثة أطفال وتقيم في مخيم برج البراجنة، في وجود عيد هذا العام، في ظل المقابر الجماعية والمعاناة المستمرة في غزة. ويرسل سكان هذه المخيمات بانتظام الملابس والأموال لدعم نظرائهم في غزة، حيث يشعرون بآثار الحرب بشدة.

بالنسبة لمنذر شبلاق، المدير السابق لسلطة المياه في غزة، فإن هذا العيد هو بمثابة تذكير مؤلم بكل ما فقده. بعد انفصاله عن عائلته التي بقيت في غزة بينما يبحث عن ملجأ في مصر، عبر شبلاق عن الفراغ وانعدام الهدف الذي يصاحب هذا اليوم.

ومع مرور العيد مرة أخرى، يجد سكان غزة العزاء في حقيقة أنهم ما زالوا على قيد الحياة، على الرغم من الصعوبات التي لا يمكن تصورها والتي يتحملونها. لقد أعادت الحرب تشكيل حياتهم، وتركتهم في حالة من الحداد والبقاء، حيث يبدو الاحتفال مستحيلاً.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سکان غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى زيارة أوكرانيا؛ لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب على بلاده.


وقال زيلينسكي - في تصريح لشبكة (سي بي إس) الأمريكية اليوم الإثنين إن الشعب الأوكراني يدفع ثمنا غاليا في هذه الحرب.. داعيا ترامب قبل اتخاذ أي قرار أو خوض مفاوضات مع الجانب الروسي، إلى زيارة أوكرانيا لمقابلة المدنيين، وتفقد المستشفيات والكنائس ورؤية الأطفال الذين عانوا من ويلات الحرب.
وحذر الرئيس الأوكراني من إمكانية اتساع رقعة الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات؛ إذا لم تقف أوكرانيا بحزم في وجه أي تقدم عسكري، وذلك بدعم من حلفائها.

مقالات مشابهة

  • الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
  • أسوشيتد برس: سكان الجنوب ينتظرون تعويضات حزب الله التي لا تأتي
  • تم عرض “المنزل الوحيد” في إسطنبول، الذي جذب انتباه ملايين الأشخاص، للبيع!
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يعيشون في "جحيم" غير مسبوق وتحذيرات من انهيار صحي شامل بسبب نقص الوقود وإغلاق المعابر
  • عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو تصاعد الأزمة الإنسانية
  • الهجرة الدولية: ثلثا سكان السودان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية
  • ارقد كالشمس واصنع الحياة.. هكذا عاش السودانيون الحرب
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب