سوء التغذية وقلة النشاط البدني يؤثر على عملية الشيخوخة
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
توصل العلماء الأمريكيون إلى استنتاج مفاده أنه يمكن لأي شخص أن يمنع عملية الشيخوخة غير المرغوب فيها بمفرده، حدد الباحثون في ظروف المختبر عاملين واضحين بشكل خاص في تحديد الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم البيولوجي عمرهم الفعلي، ونشرت نتائج العمل في مجلة مرض السكري.
هل يمكن أن يؤثر سوء التغذية وقلة النشاط البدني على التغيرات المرتبطة بالعمر في الجسم؟
يعتقد الباحثون في Mayo Clinic أن هناك علاقة بين عوامل نمط الحياة هذه والعملية البيولوجية للشيخوخة أجريت التجارب على فئران المختبر.
وتم وضع مجموعة واحدة من الحيوانات على نظام غذائي صحي، والثانية على ما يسمى بـ”نظام الوجبات السريعة الغني بالدهون المشبعة والكوليسترول، بالإضافة إلى المشروبات المحلاة.
وشهدت الفئران التي أطعمت الوجبات السريعة لمدة أربعة أشهر تغيرات في المعايير الصحية، وزاد وزن أجسامهم، بما في ذلك بسبب الأنسجة الدهنية، التي زادت كميتها بنسبة 300٪ تقريبًا.
وتتراكم كتلة الدهون بشكل رئيسي في الجزء الأوسط من الجسم، حول الأعضاء الداخلية - وهي منطقة مرتبطة بعدد من الأمراض.
لم يكن الضرر الناجم عن الوجبات السريعة موضع شك من قبل. لكن الباحثين وجدوا أيضًا تحسنًا كبيرًا في الصحة بعد إدخال التمارين الرياضية في التجربة والفئران التي تعرضت لنظام غذائي ضار لكنها ظلت نشطة شهدت انخفاض الوزن وزيادة الدهون في الجسم وهكذا، تم حمايتهم من تراكم الخلايا الهرمة كما استفادت الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا صحيًا من النشاط البدني.
وقال ناثان لو براسور، مدير مركز مايو كلينيك للشيخوخة والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد أظهرنا على المستوى الخلوي أن الخيارات الغذائية السيئة ونمط الحياة الخامل يسرعان عملية الشيخوخة من خلال التأثير على الصحة البيولوجية والسريرية للجسم".
وممارسة الرياضة تمنع التراكم المبكر للخلايا الهرمة وتحمي من الآثار الضارة لنظام غذائي غير صحي، بما في ذلك على وظائف القلب وتطور متلازمة التمثيل الغذائي المعروفة باسم مرض السكري.
وأضاف الطبيب أيضًا، لا تنس أنه حتى لو كنت اليوم، وأنت في منتصف حياتك، لا تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض الزهايمر أو تشخيص مرض السكري، فإن كل هذا سيتجلى مع مرور الوقت، وإن الشيخوخة الخلوية هي التي تكمن وراء تطور الأمراض والظروف المرتبطة بالعمر.
ويعتقد البعض منا أن الشيخوخة هي مجرد شيء يحدث لنا جميعًا، ويحدده القدر مسبقًا. وعندما نصل إلى سن 65 أو 70 أو 80، نكون متأكدين من إصابتنا بمرض الزهايمر وأمراض القلب وهشاشة العظام
وقال براسور إن هذا ليس صحيحا لقد أثبتنا أن أمراض الشيخوخة والشيخوخة يمكن بل ويجب محاربتها، وليس عليك أن تصبح عداءًا في الماراثون للقيام بذلك. للبقاء بصحة جيدة، ما عليك سوى زيادة مستوى نشاطك المعتاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخوخة عملية الشيخوخة سوء التغذية الكوليسترول الوزن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أسرار عكس الشيخوخة عن طريق مخلوق غريب
أميرة خالد
يعاني البشر من تدهور تدريجي في وظائفهم الجسدية مع التقدم في العمر، ولكن تمتلك دودة البلاناريا (كائن مائي لا يتجاوز طوله بضعة مليمترات) قدرة مذهلة على تجديد أعضائها بالكامل، بل وعكس علامات تقدمها في العمر أيضا.
وتمكن العلماء في مختبرات جامعة ميشيغان، من العثور في جينات البلاناريا على أسرار قد تقلب موازين علم الشيخوخة رأسا على عقب؛ حيث وجدوا أن هذه الديدان الاستثنائية تمتلك قدرة خارقة على تجديد أعضائها بالكامل، حتى أنها تستطيع إنماء رأس جديد كامل بالدماغ والعينين بعد قطع رأسها.
ولكن الأكثر إثارة هو ما كشفته الأبحاث الحديثة عن قدرتها الفريدة على عكس علامات التقدم في العمر؛ حيث يمكن لدودة البلاناريا، التي تنتمي إلى الديدان المسطحة، أن تخضع لعملية التجديد، فبعد قطع رأس دودة عجوز، لا تكتفي بنمو رأس جديد، بل تعود بأعضائها وأنسجتها إلى حالة شبابية مفعمة بالنشاط.
وعن هذا البحث الطموح، يقول البروفيسور لونغهوا غو، العالم المتخصص في علم وظائف الأعضاء الجزيئي والتكاملية، الذي أمضى سنوات في دراسة هذه الديدان الغامضة: “لطالما عرف العلماء بقدرة البلاناريا على التجدد منذ أكثر من قرن، لكننا الآن بدأنا نفهم الآليات الجزيئية التي تمكنها من عكس الشيخوخة”.
ويعد السر في الخلايا الجذعية البالغة التي تحتفظ بها هذه الديدان طوال حياتها، خلافا للثدييات التي تفقدها مع التقدم في العمر. وعند إصابة الدودة أو فقدانها لأحد أعضائها، تنشط هذه الخلايا الجذعية في عملية معقدة تعيد بناء الأنسجة كما لو كانت في مهدها.
وجاءت المفاجأة الكبرى عند مقارنة البيانات الجينية لهذه الديدان مع بيانات شيخوخة الفئران والجرذان والبشر. وقد اكتشف الفريق تشابها مذهلا في أنماط التعبير الجيني المرتبطة بالشيخوخة بين هذه الكائنات المتباعدة تطوريا.