بتجرد:
2024-11-26@10:31:38 GMT

“مليحة”.. دراما إعلان التضامن

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

“مليحة”.. دراما إعلان التضامن

متابعة بتجــرد: قليلة هي الأفلام والمسلسلات العربية التي تعرض الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ولكنها موجودة بشكل منتظم، وغالباً ما يتم إنتاجها بدافع الحماس الناتج عن اشتداد حدة هذا الصراع، في شكل جولات حربية أو زيادة الاعتداءات الإسرائيلية، أو ارتفاع وتيرة المقاومة الفلسطينية. 

كانت البداية في أعقاب حرب فلسطين، التي انتهت بإعلان دولة إسرائيل وهزيمة الجيوش العربية، قامت السينما المصرية بإنتاج فيلم “فتاة من فلسطين” من إخراج وتمثيل محمود ذو الفقار، وبطولة المطربة والممثلة سعاد محمد، الذي يدور عن قصة حب بين ضابط جيش مصري وفتاة فلسطينية.

حب أم شفقة؟

بعد أكثر من 75 عاماً تعود الدراما المصرية إلى القضية الفلسطينية، بعمل يحمل الفكرة نفسها، وهو مسلسل “مليحة” المكون من 15 حلقة، والذي عرض خلال النصف الثاني من رمضان.

إنتاج عمل مثل “مليحة” هو نوع من التضامن، وإعلان المواقف المحمود في تلك الفترة الحاسمة من الصراع، والتي فقد خلالها الشعب الفلسطيني عشرات الآلاف في قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن قراءة هذا العمل الذي كتبته رشا عزب الجزار، وأخرجه عمرو عرفة يمكن أن تكشف أن “التعاطف” هو الشعور الغالب، الذي يغطي ويشوش على أي دافع آخر.

في أحد مشاهد المسلسل تشكو الفتاة الفلسطينية مليحة (سيرين خاس)، من أن الطبيب المصري هشام (علي الطيب) يحبها بأنه فقط يشفق عليها، بسبب المعاناة التي مرت بها، ورغم أن هشام يؤكد لشقيقته بأنه يحب مليحة حقاً، إلا أن الموقف، وشخصية مليحة – كتابة وتمثيلاً – والمسلسل كله، لا يصدّر تجاه الفتاة وشعبها سوى الشفقة.

حتى المقارنة مع فيلم “فتاة من فلسطين” ليست في صالح مليحة، في الفيلم تسقط طائرة الضابط المصري في غزة، وتنقذه فتاة فلسطينية، يتبين فيما بعد أنها من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وهو ما يضع البطلة المرأة، وفلسطين، في موقع القوة والمحرك للأحداث.

على العكس، فإن مليحة بتكوينها البنياني الضعيف وملامحها البائسة واللاحضور الغريب للممثلة التي تؤدي الدور، لا يكاد يكون لها وجود في المسلسل سوى إثارة الشفقة.

قصة حب.. من دون حب

يحمل المسلسل اسم مليحة، ولكن مليحة نفسها شخصية ثانوية، مقارنة حتى بجدها الذي يموت مبكراً أو جدتها التي تبقى معها للنهاية، حتى تعودا إلى غزة. أما الشخصيات الرئيسية فكلها مصرية، بداية من البطل الوحيد الضابط أدهم (دياب)، وعائلته الكبيرة التي تضم أمه وأخاه وبنات خاله وزوجته، مع بعض رفاقه في الجيش.

ويصور المسلسل معركتين يشارك فيهما أدهم، الأولى، في بداية المسلسل، على الحدود الليبية ضد جماعة إرهابية “جهادية” أو “داعشية”، تحاول التسلل إلى مصر، والثانية ضد مجموعة إرهابية مماثلة تتسلل إلى سيناء، وتقوم بقتل وخطف بعض السكان. 

وتسبق أحداث المسلسل، حتى الحلقة العاشرة، مقدمة وثائقية جيدة حول تاريخ القضية الفلسطينية، بصوت الفنان سامي مغاوري، بلكنة مختلطة، قبل أن يتبين لاحقاً أنه صوت إحدى شخصيات العمل، وهو الشيخ سالم السيناوي الذي يقوم الإرهابيين بخطفه، وبصحبته مليحة وجدتها، حيث يستطيع أدهم وزملاءه إنقاذهم للمرة الثانية.

وتصحب عناوين المسلسل أغنية (ترويدة) فلسطينية جميلة، لكننا لا نرى شيئاً من فلسطين في الأحداث نفسها، إذا استثنينا اللقطات التاريخية الوثائقية المصاحبة لصوت الشيخ سالم، ولقطات وثائقية لغزة يعقبها مشهد عودة مليحة وجدتها إلى غزة، وذلك في الحلقة قبل الأخيرة من المسلسل.

من الغريب أيضاً أن قصة الحب، التي يفترض أن تحدث بين الضابط المصري والفتاة الفلسطينية، لا يبقى لها أثر بمرور زمن المسلسل، مليحة معجبة بأدهم، وهو كذلك، بالرغم من أنه لا يبدي أي إشارة تدل على ذلك، وعندما يبدو أن العلاقة في سبيلها للتطور، بعد قيام مليحة وجدتها بزيارة أدهم، والمبيت لدى أسرته وحضور عقد قران أخيه في اليوم التالي، فجأة يعلن أدهم أنه سيتزوج بإحدى قريباته، التي تحبه من طرف واحد، ولا يبدي تجاهها أي ميل قبل ذلك، وعندما تخبره أمه بأنها ظنت أنه سيخطب مليحة لا قريبته، يجيبها بأنه ضابط في الجيش المصري، وهو عائق لم يكن موجودا في فيلم 1948.

اختيارات غريبة

سيرين خاس ممثلة شابة جيدة، سبق أن ظهرت في فيلم “علم” الفلسطيني الذي حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان القاهرة 2022، ولكنها في “مليحة” فاترة وشاردة الذهن كأنها تمثل بالصدفة، ودياب في دور أدهم أمر يبدو غريباً أيضاً، فهو وإن كان ممثلاً جيداً في نوعية محددة من الأدوار (ابن الأحياء الشعبية القاسي)، إلا أن مساحة تعبيره لا تتجاوز هذه النوعية، وهو يبدو باهت الحضور في دور أدهم كما لو أنه خائف من بطولة العمل، أو من لعب دور ضابط جيش خارق القدرات، طالما تألق فيه نجوم مثل أمير كرارة وأحمد عز وكريم عبد العزيز.

من الطريف أن أفضل الممثلين في “مليحة” هم لاعبو الأدوار الثانوية: ميرفت أمين في دور الأم، وأمير المصري في دور الأخ المحبط الذي يفكر في الهجرة، وبالأخص مروة أنور في دور ابنة الخال.

يحمل “مليحة” توقيع المخرج عمرو عرفة، صاحب 25 عاماً من الخبرة في السينما والتليفزيون، ولكن الإخراج يعاني من أعراض كسل، أو ضيق وقت، أو الاثنين معاً، وباستثناء مشاهد المعركتين في بداية ونهاية العمل، فإن بقية المشاهد فقيرة إنتاجياً.

يحسب لـ”مليحة” اهتمامه بالموضوع الفلسطيني (حتى لو كان على استحياء)، واستعانته بفريق ممثلين عربي، خاصة في تلك اللحظة الصعبة التي تتطلب إظهار التضامن، ولكنه ليس أكثر من إعلان عن هذا التضامن. 

main 2024-04-10 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: فی دور

إقرأ أيضاً:

أليك تطلق “استراتيجية الروبوتات” التي تهدف إلى أتمتة 5٪ من أعمال البناء بحلول عام 2030

أعلنت شركة أليك عن “استراتيجية الروبوتات” التي تركز على تحويل عمليات البناء الأساسية من خلال استخدام حلول الأتمتة المتطورة، وجاء هذا الإعلان خلال فعالية يوم الابتكار السنوية التي تنظمها الشركة. وتماشياً مع أجندة الابتكار الأشمل التي تنتهجها الشركة، سيتضمن هذا البرنامج عقد أليك لشراكات استراتيجية مع الشركات الرائدة في مجال الروبوتات على مستوى العالم بهدف تطبيق حلول مبتكرة في مشاريع البناء التي تنفذها، وإدخال هذه التقنيات إلى المنطقة، مما سيسهم بالارتقاء بقطاع البناء بأكمله.

وتطرّق السيد باري لويس، الرئيس التنفيذي لشركة أليك إلى أن الشركة بتبنيها لهذه الاستراتيجية المبتكرة تظهر التزامها العميق بدعم المبادرات الحكومية في المنطقة، حيث قال: “نظراً لكون قطاع البناء يوظف نسبةً كبيرة من القوى العاملة، وانطلاقاً من كون أليك شركة مبتكرة وذات تفكير مستقبلي، فإنها تدرك مدى أهمية دمج الروبوتات في عملياتها. كما نعمل في الوقت ذاته بشكل وثيق مع جميع الأطراف ذات الشأن في هذا القطاع، فكل تقدّمٍ يطرأ على القطاع يعتبر تقدّماً لجميع الجهات العاملة فيه، وهذا يعني أن زيادة الاعتماد على الأتمتة على مستوى قطاع البناء كاملاً ستساعد في حل العديد من التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع، بدءًا من تعزيز الاستدامة ومعالجة نقص العمالة الماهرة إلى الإيفاء بالمتطلبات الدقيقة للمشاريع.”

وتمثل استراتيجية الروبوتات الجديدة التي تتبعها أليك امتداداً لمبادرة “الروبوتات المصغّرة” التي أطلقتها أليك خلال عام 2017، والتي تضمّنت منذ إطلاقها قيام الشركة باختبار تسعة حلول مبتكرة مرتكزة على الروبوتات، وتطبيق هذه الحلول بشكل فعلي في مشاريعها. وامتداداً لهذه الجهود الكبيرة، ستتعاون الشركة الآن بشكل وثيق مع الجهات الحكومية والجامعات المحلية والدولية والشركات المخضرمة والناشئة في مجال الروبوتات لتقييم ما يصل إلى 20 فكرة وشراكةً في مجال الروبوتات كل عام. وتهدف الشركة على مدار خمس سنوات إلى أتمتة 5% من أعمال البناء في مشاريعها من خلال تطبيق حلول روبوتية مدروسة ومتقدمة.

وخلال المرحلة الأولى من استراتيجية الروبوتات التي ستتبناها الشركة، تعتزم أليك التركيز على تحقيق الريادة في استخدام تقنيات الروبوتات العالمية التي أثبتت جدارتها بشكل فعلي، إضافةً إلى المساعدة في تسريع التقدّم الذي تحققه مشاريع الروبوتات الواعدة التي ما زالت قيد التطوير. وقد قامت الشركة بالفعل بتحديد بعض مزودي هذه التقنيات، واستعرضت أعمال العديد منهم ضمن فعاليات يوم الابتكار الذي تنظمه الشركة.

ومن بين الشركات الرائدة في مجال روبوتات البناء من جميع أنحاء العالم التي حضرت هذه الفعالية المتميزة، والتي كان عددها 14 شركة، كانت جامعة نيويورك أبوظبي، والتي تستكشف حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات لاكتساب البيانات بشكل ذاتي في مشاريع البناء. كما قدمت شركة (هيلتي HILTI) عرضاً توضيحياً مذهلاً لروبوتها (جايبوت Jaibot)، وهو روبوت بناء شبه مؤتمت، ومصمم لأعمال التركيب الميكانيكية والكهربائية وأعمال السباكة والتشطيب الداخلي. بينما أذهلت شركة (كونستركشن روبوتيكس Construction Robotics) الحضور بروبوتها (ميول MULE) ، وهو حل روبوتي مخصص للمساعدة على رفع الأوزان الثقيلة، وهو مصمم لتحميل المواد الثقيلة ونقلها وتنزيلها في مواقع البناء. أما في مجال الحلول المرتكزة على الطائرات المسيّرة الذي يشهد تقدّماً سريعاً، فقد تميزت شركة (أنجيلز وينغ Angelswing) بمنصتها الرقمية المزدوجة المبتكرة التي ترتكز في عملها على الطائرات المسيرة، والتي تعزز الفعالية والكفاءة طيلة فترة المشروع من مرحلة التخطيط وحتى إتمام التنفيذ.

وفي هذا الصدد، قال السيد عماد عيتاني، رئيس قسم الابتكار في شركة أليك: “في خضم التحولات الكبيرة التي يشهدها سوق البناء، يمثل الوعي البيئي والتقدم التكنولوجي السريع فرصةً مثالية أمام قطاع البناء لتحقيق القدّم السريع نحو عصر يتسم بالكفاءة المعززة والاستدامة والتميز، وتقود أليك مسيرة التحول هذه. ومن خلال الدعم الكبير الذي يقدمه قسم الابتكار الذي نمثله، فقد تم إدماج ثقافة الابتكار في التكوين الجوهري للشركة. كما مكنتنا أطر العمل المصممة بدقّة متناهية من وضع أهداف واضحة ذات معالم ملموسة تضمن استمرارية التطور. وبصفتها شركة البناء الرائدة في المنطقة، فإنّ أليك تدرك تماماً أن نجاحاتها ستقف شاهدةً على القيمة والجدوى التي تتمتع بها الأساليب الجديدة المتبعة في عالم البناء. وانطلاقاً من هذا الإدراك، سنواصل التعاون وعقد الشراكات مع أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم لتقديم أفضل الحلول والتفوق على توقعات المساهمين لدينا”.


مقالات مشابهة

  • “قهوة المحطة” يستعد للتصوير في أكثر من 20 موقعًا بين القاهرة والصعيد
  • بوميل: “فخور بإعادة المولودية إلى المكانة التي تستحقها”
  • الليموري يترأس “طنجة تطوان الحسيمة للتوزيع” التي ستخلف أمانديس
  • أليك تطلق “استراتيجية الروبوتات” التي تهدف إلى أتمتة 5٪ من أعمال البناء بحلول عام 2030
  • “الشويهدي” يناقش الصعوبات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني
  • ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية
  • “الأونروا”: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بصواريخ “107 ” مرابض مدفعية الاحتلال الإسرائيلي في موقع “فجة” العسكري شرق مدينة غزة
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • بدور القاسمي تفتتح “مهرجان تنوير” في صحراء مليحة التاريخية