النازحون في بورتسودان.. شبح مجاعة ووفيات وسط الأطفال (*)
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
نزحت زينب إلى مدينة بورتسودان وانضمت لمعسكر داخلية البنات الشهير وبدأت ترتيب حياتها من جديد بفتح دكانة صغيرة عند مدخل المعسكر تبيع بعض المواد البسيطة
بورتسودان- الراكوبة
زينب سيدة أعمال دارفورية من مدينة نيالا فقدت كل ما تملك بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة، اضطرت بعدها للنزوح إلى مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة.
تقول زينب لـ “الراكوبة” إنها لم تستسلم كما الملايين من السودانيين فهي تعشق التجارة وتلك مهنة موروثة في أسرتها، لكنها كشفت عن معاناة نفسية كبيرة مرت بها بعد أن فقدت كل شيء، وزدادت معاناتها بسبب الديون الأخيرة، بيد أنها أكدت أنها ستصمد في وجه العاصفة وستعيد تجارتها كما كانت في نيالا.
شبح المجاعة
وكانت منظمات أممية حذرت من شبح مجاعة في السودان نتيجة الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وكشفت تقارير أممية عن أن 25 مليون سوداني مهددون بالجماعة بينهم 14 ألف طفل، فيما نقلت التقارير عجزا في تمويل الاحتياجات الإنسانية.
زييب لم تكن الوحيدة التي تسببت حرب الجيش والدعم السريع في معاناتها، عدد من النساء عشن معاناة نفسية كبيرة ، فها هي عوضية من منطقة الفتيحاب جنوبي مدينة أم درمان نزحت إلى مدينة بورتسودان بعد شهور من حصار الدعم السريع للمنطقة. وقد عاشت أياما صعبة للغاية حسبما ذكرت بسبب الحصار الذي منع دخول السلع الضرورية للمنطقة مع انقطاع كامل لخدمتي المياه والكهرباء. نزحت عوضية إلى بورتسودان حيث ضمتها معسكرات النزوح وعاشت معاناة ثانية في ولاية آمنة من الخوف لكنها لم تأمنها من الجوع .
تقول عوضية إن معسكر النازحين هنا يقتفد لأبسط مقومات الحياة، فلا مياه صالحة للشرب ولا وجبات غذائية ولا بيئة صحية، تعيش في معسكر تحاصره النفايات وتسكنه أسراب الذباب المنتشرة هذه الأيام في المدينة وتختلط فيه مياه الصرف الصحي بمياه الشرب التي يتحصل عليها النازحون بصعوبة بالغة.
الناطق الرسمي باسم الصليب الأحمر عدنان حزام شكا في تصريحات سابقة من عدم التزام الأطراف بقواعد الاشتباك المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني ما صعب من مهمة عمل المنظمات لاسيما فيما يتعلق بإمكانية الوصول للمتضررين من الحرب في مناطق النزاع وإيصال الاحتياجات الإنسانية.
لكن هذه المعاناة أيضاً رصدتها “الراكوبة” في المناطق الآمنة وظهور شبح المجاعة بصورة جلية داخل معسكرات النزوح حيث تقول زهرة محمد سعيد إنها فقدت طفلها الرضيع بعد أن أصيب بمرض الأنيميا بسبب الجوع وجفاف ثديها من اللبن. فارق طفلها الحياة بعد أن فقد مورد غذائه الوحيد بسبب جوع والدته فيما أصيبت طفلتها ذات الثلاثة أعوام بسوء التغذية لذات السبب.
عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش الفريق قال خلال كلمة ألقاها أمام ضباط وجنود جيشه بمدينة القضارف أن السودان لم يتسلم إلى الآن شحنة إغاثة واحدة من المجتمع الدولي، معلناً عن استعداد حكومته تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الحاجة .
(*) تنشر هذه المادة بالتزامن في منصات ٢٧ مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في حملة (منتدى الإعلام السوداني)
الوسوم#ساندوا_السودان Stand with Sudan # الحرب الدعم السريع المجاعة بورتسودان دور الإيواء نازحي حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ساندوا السودان الحرب الدعم السريع المجاعة بورتسودان دور الإيواء
إقرأ أيضاً:
الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة
قال كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور كريس ويتي، في تقريره السنوي، إن “الصحاري الغذائية” في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة يتسببان في عيش الأطفال حياة “أقصر وغير صحية”.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا)، تحث دراسة ويتي الحكومة وصناع السياسات المحليين على التصدي للأسباب الجذرية للغذاء غير الصحي في مدن إنجلترا، بما في ذلك التوفر المرتفع للأغذية الغنية بالدهون والسكر والملح، وحقيقة أن الطعام الصحي، حسب السعرات الحرارية، “يكاد يكون أغلى مرتين من الطعام غير الصحي” مما يجعل الأسر الفقيرة الأكثر تأثرا.
وجاء في التقرير أنه من الأقل احتمالا أن يكون أمام الأطفال والأسر في المناطق الواقعة بوسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة ميسرة في المحلات والمطاعم المحلية و”يتعرضون بشكل غير متناسب لإعلانات الطعام غير الصحي”.
ووجدت الدراسة أن أربعا من بين كل خمس لافتات خارجية في إنجلترا وويلز توجد في الأماكن الأكثر فقرا و”الكثير منها يروج للأطعمة السريعة” بينما غالبا ما تكون الأماكن الأكثر فقرا “متخمة بمنافذ الأطعمة السريعة الفعلية والافتراضية”.
وقال ويتي “التغيير الملموس لبيئات الطعام ممكن”، بحلول تشمل وضع أهداف مبيعات للأطعمة الصحية في الشركات وفرض ضرائب معينة على الأطعمة غير الصحية وجعله لزاما وليس طواعية على الشركات الإبلاغ عن أنواع وأحجام الطعام الذي تبيعه.
وقال التقرير إن الأماكن التي يذهب الناس للتسوق فيها خاصة الأسر ذات الدخول المنخفضة، غالبا ما تكون “مشبعة” بخيارات غذائية غير صحية.
وأضاف التقرير “هذا يعني أن الصحة الهزيلة المرتبطة بالغذاء لا يعاني منها الأطفال والأسر والمجتمعات بالتساوي عبر البلاد، حيث أن الأطفال والأسر الذين يعيشون في المناطق الأكثر عوزا هم الأشد تضررا من النظام الغذائي حيث أن غالبا ما تكون الخيارات غير الصحية هي الأكثر اتاحة”.
جريدة عمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب