غزة– أحدثت جريمة اغتيال 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية وعددا من أحفاده، صدى وتفاعلا على نطاق واسع في قطاع غزة.

وكانت غارة جوية إسرائيلية قد استهدفت اليوم الأربعاء سيارة مدنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة شمالي القطاع، أسفرت عن استشهاد 3 من أبناء هنية مع عدد من أحفاده الأطفال، وبحسب "المكتب الإعلامي الحكومي" فإن الأبناء الـ3 كانوا يتنقلون في السيارة مع أطفالهم لأداء زيارات عيد الفطر وصلة الرحم.

وفي تعليق نشرته قناة حماس الرسمية على منصة تليجرام، قال هنية "أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الـ3 وبعض الأحفاد، بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا".

وأضاف "أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الخاتمة، أبنائي ظلوا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ولم يبرحوا القطاع، وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء، شأنهم شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم".

أبناء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية في غزة (وكالات) ضغط على المفاوضات

قال مدير عام "المكتب الإعلامي الحكومي" إسماعيل الثوابتة إن "5 شهداء، بينهم 3 من أبناء هنية ارتقوا نتيجة هذه المجزرة، التي تأتي استكمالا لسلسلة من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء، رغم الأجواء المقدسة لعيد الفطر المبارك".

وتفاعل الغزيون على نطاق واسع مع جريمة الاغتيال، وضجت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات تتحدث عن التوقيت والرسائل والأهداف الإسرائيلية، وكان الاتفاق الكبير على أن جريمة الاغتيال لأبناء الرجل الأول في حماس تهدف إلى ممارسة ضغوط لتحقيق مكاسب سياسة في "معركة المفاوضات" الخاصة بوقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل أسرى.

ويؤيد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم هذا الرأي، ويقول للجزيرة نت "إن عملية الاغتيال تأتي في سياق الضغط على حركة حماس، رغم أن إسرائيل تعلم عنوان سكنهم في مخيم الشاطئ، وأنهم ليسوا مقاومين ولا يشكلون خطرا عليها، وهو تصعيد خطير من الجانب الإسرائيلي".

ولهذا التصعيد من جانب إسرائيل هدف واضح، وهو برأي إبراهيم "ممارسة الضغط على حماس في خضم مباحثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، غير أنه يثبت مرة أخرى أن إسرائيل غير معنية بإنجاح هذه المباحثات، وفي هذه المجزرة استهتار كبير بموقف الولايات المتحدة ورغبتها في تحقيق صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار".

"إسرائيل أرادت من وراء جريمة الاغتيال أن تقول إنها مستمرة في الحرب، وعلى حماس أن تقدم التنازلات وتلين من مواقفها، وأن هذه الحرب بلا خطوط حمر ولا حصانة فيها لأحد، حتى لأبرز قادة فصائل المقاومة وأسرهم وأبنائهم وأحفادهم الصغار" حسبما يعتقد إبراهيم.

#شاهد | لحظة تلقي رئيس المكتب السياسي لحركة حـ.ـماس إسماعيل هنية خبر اسـ.ـتشهاد 3 من أبنائه وعددا من أحفاده في قصف إسرائيلي على سيارة في مخيم الشاطئ شمال #غزة pic.twitter.com/TID92TOXQK

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) April 10, 2024

تخبط وانتقام

ويتقاطع موقف رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي مع ما ذهب إليه إبراهيم، ويقول للجزيرة نت إن "إسرائيل بهذه الجريمة تستكمل فصول جرائم الإبادة الجماعية، وهدفها الواضح هو الضغط على المكتب السياسي لحماس ورئيسه أبو العبد هنية، وإيلامه والانتقام منه على خلفية مقارعة الاحتلال".

هذه الجريمة يصنفها عبد العاطي بأنها "ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، وتسجل ضمن سلسلة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والقيادات السياسية".

وبرأي أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسام الدجني فإن عملية الاغتيال تعكس حالة من التخبط يعانيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويقول للجزيرة نت "إسرائيل عندما تفشل في الوصول إلى قادة حماس والمقاومة فإنها تنتقم منهم بقتل أبنائهم".

ويضيف الدجني "لكن ما لا يعلمه نتنياهو أن مثل هذه العملية تؤكد أن قادة حماس وأبناءهم هم بين أوساط شعبهم، ولم يغادروا كما عملت الماكينة الإعلامية المناصرة لإسرائيل وترويجها بأن أبناءه في فنادق قطر وفي عواصم أخرى، اليوم تؤكد هذه الجريمة أن نتنياهو متخبط ولا يعلم ماذا يفعل".

وقال "أبناء هنية ليسوا أغلى من أبناء الشعب الفلسطيني، ولكن اللجوء إلى اغتيالهم يثبت فشل نتنياهو في الوصول إلى قادة المقاومة بوزن هنية والسنوار، وتعكس جريمة الاغتيال أن نتنياهو يمارس سياسة العقاب الجماعي في مخالفة للقانون الدولي، بمعنى بمجرد أنك ابن أو قريب لأحد قادة حماس فأنت مستهدف".

رسائل الجريمة

ويعتقد الدجني أن "إسرائيل أرادت أن تؤلم وتوصل رسالة للسيد هنية، بأن يقدم تنازلات بالمفاوضات، وهي لا تدري أنها خدمت هنية وحماس، وأكدت أن قادتها وأبناءهم هم جزء من هذا الشعب، ومن هو بالخارج منذ فترة طويلة فهذا من متطلبات العمل، وهو ما حاولت حماس أن تقوله لفترة طويلة، ولكنها اليوم تثبته بدماء أبناء قادتها".

ويتفق المواطن نادر أبو شرخ مع هذا الرأي، ويقول للجزيرة نت إن جريمة الاغتيال أثبتت أن "أبناء القائد وأحفاده يعيشون نفس المصير الذي يعيشه جميع أبناء شعبنا، وهم معرضون للأخطار كما كل مواطن فلسطيني في غزة".

وأضاف "تأتي هذه الجريمة صفعة قوية على وجوه الذين أثاروا الشائعات ونشروا الفتنة، مدعين أن هنية هرَّب أبناءه وأحفاده وعائلته خارج غزة، لتأتي صواريخ المحتل وتصحح لهؤلاء الشرذمة معلوماتهم، وتقول لهم إن أبناء القادة كبقية أفراد الشعب يواجهون نفس المصير".

وقرأ أبو شرخ في هذه الجريمة أنها "تندرج في إطار الحرب النفسية لكسر إرادة المقاوم الفلسطيني، فالاحتلال يريد أن يقول بلغة الدم إن كل من يسير في طريق النضال دمه مهدور وحياته هو وعائلته وكل من يمت له بصلة".

وتقول أم المعتصم الزيتونية "صواريخ الاحتلال ما بتفرق بين أبناء القائد وغيرهم، الاحتلال يقتلنا جميعا، ودماء أبناء هنية ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني وهم جزء منه".

وكانت أم المعتصم قد فقدت زوجها شهيدا وعددا من أقاربها خلال الحرب، وتقيم حاليا مع أبنائها في خيمة بمدينة رفح، وترى في تعليقها للجزيرة نت على جريمة الاغتيال أنها "يجب أن توحدنا ولا تفرقنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الشعب الفلسطینی جریمة الاغتیال المکتب السیاسی إسماعیل هنیة هذه الجریمة أبناء هنیة من أبناء

إقرأ أيضاً:

تقرير عبري: الشاباك طرح مخطط “اغتيال السنوار” أكثر من 6 مرات

#سواليف

كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، اليوم الجمعة، بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” قاد رؤية على مدى سنوات لتصفية قادة حماس ومن بينهم يحيى السنوار.

وقالت الصحيفة إن رئيس جهاز الشاباك رونين بار قاد رؤية لاغتيال قادة حماس منذ بداية ولايته، وإن مقترح الشاباك لاغتيال السنوار كان مطروحا في 6 مناسبات على الأقل خلال السنوات الأخيرة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 17 أكتوبر 2024، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار، بعد عام كامل من مطاردته.

مقالات ذات صلة معلومات جديدة بشأن علاقة بشار وماهر الأسد بهجمات اللاذقية 2025/03/07

يأتي ذلك، فيما تصاعدت الحرب الكلامية والتسريبات الاستراتيجية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجهاز الشاباك، وسط تقارير تفيد بأن نتنياهو يخطط لإقالة رونين بار من منصبه كرئيس للشاباك، وذلك بعدما أقاله مؤخرا ورئيس الموساد ديفيد برنياع من رئاسة الفريق الذي يتفاوض على اتفاق هدنة غزة.

وكانت صحيفة “هآرتس”، ذكرت أمس أن بار حذر نتنياهو قبل 5 أشهر من هجوم السابع من أكتوبر 2023، من أن الحرب في غزة أمر لا مفر منه.

وأفاد التقرير بأن الرجلين التقيا في أواخر مايو 2023، بعد عملية “الدرع والسهم” ضد الجهاد الإسلامي في غزة. وبحسب التقرير، فقد أخبر بار نتنياهو بأن الحملة التي استمرت 5 أيام كانت “الجولة الأولى فقط ضد المحور الشيعي”.

وقال بار حينها “يجب أن نستعد لضربة افتتاحية، ولجولة من الاغتيالات”، مضيفا: “حماس هي التحدي التالي أمامنا، ولن يكون هناك مفر من حملة في غزة”.

وقالت صحيفة هآرتس إن نتنياهو زعم أن حماس تم ردعها، مشيرا إلى “توازن قوي ضد حماس”.

ونفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بوقت سابق التقارير الإخبارية التي قالت إن نتنياهو رفض توصية جهاز الشاباك بتصفية قادة حركة حماس قبل 7 أكتوبر.

كما أشار التقرير إلى أنه قبيل السابع من أكتوبر، رصد الشاباك تصعيدا متزايدا، محذرا من أن إسرائيل في طريقها إلى مواجهة واسعة، إلا أن نتنياهو والمؤسسة الأمنية لم يتخذوا أي إجراءات وقائية حاسمة.

وكان مكتب نتنياهو شن هجوما لاذعا على بار، متهما إياه بأن نتائج التحقيق الداخلي الذي أمر به بار في فشل الوكالة في منع هجوم السابع من أكتوبر “لا تجيب على أي سؤال”.

من جهة أخرى، قال بار إنه لا يخطط للتنحي عن منصبه حتى يتم إعادة جميع الرهائن وتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات المحيطة بهجوم حماس، حسبما ذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو كان يبحث في تداعيات إقالة بار، وتكهنت بأن هذه الخطوة قد تحدث في غضون أسابيع.

مقالات مشابهة

  • حماس تشيد بمنح الحوثيين إسرائيل مهلة لإدخال المساعدات إلى غزة
  • القيادة السياسية توعز لجيش الاحتلال بالاستعداد الفوري لاستئناف الحرب على غزة
  • تقرير عبري: الشاباك طرح مخطط “اغتيال السنوار” أكثر من 6 مرات
  • بين المفاوضات والتهديدات.. كيف نفهم استراتيجية ترامب بالتعامل مع حماس؟
  • إسرائيل تنفي إحراز تقدم في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • حماس: تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
  •  حماس: تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
  • الحسيني يزعم وقوف واشنطن وراء اغتيال نصر الله.. وجيش الاحتلال يعلق
  • إسرائيل قلقة بشأن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس
  • الكرملين يرحب باستعداد زيلينسكي للتفاوض لكنه يشير إلى عقبات قانونية