لماذا اضطر محمد بن سلمان إلى كبح أحلامه في مدينة المرايا؟
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
نشرت صحيفة تليغراف البريطانية، الثلاثاء، تقريرا بعنوان "لماذا اضطر محمد بن سلمان إلى كبح أحلامه في مدينة المرايا"؟"، في إشارة إلى مدينة "ذا لاين" الواقعة ضمن مشروع "نيوم".
ويأتي هذا التقرير بعد أيام على كشف وكالة بلومبرغ، نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر، أن السعودية قلصت طموحاتها بشأن المدينة المستقبلية، "ذا لاين".
وذكرت الصحيفة أنه عندما كشف ولي العهد السعودي تصاميم مدينته المستقبلية "المرايا" في الصحراء، وعد بـ"ثورة حضارية".
ووفقا للصحيفة، أظهرت الصور ناطحة سحاب لامعة يبلغ طولها 170 كيلومترا وعرضها 200 متر فقط وتمتد إلى البحر الأحمر، باعتبارها مدينة مستقبلية، ووعد ولي العهد بأن المشروع سيكون موطنا لـ 1.5 مليون ساكن بحلول نهاية العقد وسيقدم "طرق بديلة للعيش".
لكن بعض أقل من عامين، أوضحت الصحيفة أنه تم تقليص هذه الطموحات بشكل كبير، إذ أنه من المتوقع الآن أن يستوعب المشروع 300 ألف شخص فقط على مساحة 2.4 كيلومتر بحلول عام 2030، حسبما أشارت تقارير هذا الأسبوع.
ونقلت صحيفة تليغراف عن خبراء قولهم إن "الضربة غير المفاجئة" التي تلقتها خطط محمد بن سلمان تؤكد الصعوبات التي تواجهها الحكومة السعودية لكسب المستثمرين الأجانب وتأثر الاقتصاد بتقلبات أسعار النفط الذي يشكل حوالي ثلاثة أرباع إيرادات ميزانية المملكة، منذ عام 2010.
ويشير الخبراء إلى أن "الاقتصاد السعودي في عام 2023، شهد عجزا في الميزانية حوالي 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي... ومن أجل الاستثمار في مشاريع مثل نيوم. ولدعم هذا المستوى من الإنفاق، فإنهم بحاجة إلى سعر أعلى للنفط".
ووفقا لجيم سسوانستون من "كابيتال إيكونوميكس"، تحتاج السعودية إلى أن "يكون السعر 93 دولارا على الأقل لتحقيق التوازن في ميزانيتها"، مضيفا أنه "لم يصل النفط إلى هذا السعر حتى مع الارتفاع الذي شهدناه هذا العام مع تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس".
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة الأساسية بالنسبة للمشروع تكمن في الاستثمار الأجنبي المباشر، إذ أنه في العام الماضي، حصلت السعودية على حوالي 11 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، أي حوالي 1 في المئة أو أقل من الناتج المحلي الإجمالي.
ونقلت الصحيفة عن توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي في شركة مابلكروفت لاستشارات المخاطر، قوله إن السعوديين "يتطلعون إلى زيادة بمقدار 10 أضعاف في الاستثمار الأجنبي المباشر".
ويضيف سولتفيدت أن "الأموال الأجنبية تتدفق على المملكة لشراء الديون السيادية والأوراق المالية، لكن محمد بن سلمان فشل في إقناع المستثمرين بتوجيه الأموال مباشرة إلى مشاريعه".
وأكد أنه "لاتزال المملكة تواجه معضلة أن المستثمرين يريدون أن يروا مزيدا من الأدلة على التغيير حتى يلتزموا باستثمارات طويلة الأجل في السعودية".
ويرى أن جذب الاستثمار المباشر "مشكلة مستمرة في جميع مشاريع رؤية 2030"، وهذا يعني، من وجهة نظره، أن "الحكومة فشلت بشكل مؤسف في تحقيق أهدافها، وما زاد من صعوبة الأمر هو الحرب بين إسرائيل وغزة التي أثارت المخاوف بشأن الأمن في المنطقة، ولذلك يجب على المملكة إيجاد طرق لطمأنة المستثمرين بشأن تحسين سجل حقوق الإنسان".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محمد بن سلمان
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"
اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالشراكة مع جامعة القصيم، فعاليات مؤتمر (اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية)، الذي أُقيم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، في مركز المؤتمرات بجامعة القصيم، وسط حضور نوعي من المسؤولين والأكاديميين والمختصين والمهتمين باللغة والثقافة الوطنية، ومشاركة أكثر من 20 جهة.
وثمَّن الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الدعم الذي يحظى به المجمع من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يمثل إحدى المبادرات الحيوية لتعزيز حضور اللغة العربية في المؤسسات والمجتمع، وربطها بمسارات التنمية والهوية الوطنية وفق مستهدفات رؤية 2030.
وفي كلمته الافتتاحية قدم الوشمي شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته لأعمال المؤتمر، ولجامعة القصيم دعمها المتواصل لقضايا اللغة العربية.
وأكَّد أن المجمع يعمل على مدّ الجسور مع جميع الجهات المعنية؛ لدعم اللغة العربية، وحمايتها، وترسيخ مكانتها عالميًّا؛ انطلاقًا من الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تعزيزها.
وهدف المؤتمر إلى إبراز دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، ومناقشة التحديات التي تواجه هذا الدور الحيوي، واستعراض التجارب العالمية في تعزيز اللغات الوطنية، إضافةً إلى طرح المبادرات والمشروعات التي تدعم اللغة العربية، وتربطها بمسارات التنمية والهوية في المملكة العربية السعودية.
وتناول المؤتمر أربعة محاور علمية رئيسة؛ حيث ناقش المحور الأول دور الجهات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز الهوية اللغوية، مع عرض جهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومبادرات دعم العربية. وناقش المحور الثاني السياسات اللغوية وأثرها في الهوية الوطنية، مستعرضًا مشروع (منظومة بيانات السياسات اللغوية العربية)، وأثر التشريعات والسياسات السعودية، مع تسليط الضوء على دور الإعلام في تمكين اللغة ضمن رؤية المملكة 2030.
في حين بحث المحور الثالث قضايا الأمن اللغوي ومهددات تمكين اللغة العربية، متضمنًا الحديث عن دور الأسرة، والتحديات المرتبطة باللغة الهجينة، ومزاحمة اللغات الأجنبية، واستعرض المحور الرابع تجارب دولية في تعزيز الهوية الوطنية، مع عرض نماذج من التجارب الإنجليزية والفرنسية والعربية عامة والسعودية خاصة، إضافةً إلى الإسبانية والصينية.
وصاحب المؤتمر معرض تعريفي بأبرز جهود المجمع والجهات المشاركة في دعم اللغة العربية، وربطها بالهوية الوطنية، استمر مدة يومين، وسط تفاعل واسع من المشاركين والزوار.
ويؤكد تنظيم المؤتمر التزام المجمع بدوره الإستراتيجي في قضايا اللغة والهوية، والحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز حضورها في شتى مجالات التنمية والثقافة، ويبرز أيضًا الدور المحوري لجامعة القصيم في خدمة اللغة العربية تدريسًا وبحثًا؛ بواسطة برامج أكاديمية متخصصة، ومبادرات علمية تسهم في تطوير الدراسات اللغوية، وترسيخ الهوية الوطنية