عيد مثقل بالآلام في غزة.. قصف اسرائيلي متواصل واستشهاد 122 فلسطينيا
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
غزة (الأراضي الفلسطينية) القاهرة «وكالات»: قال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية اليوم إن استشهاد ثلاثة من أبنائه في ضربة جوية إسرائيلية على غزة لن يؤثر على مطالب الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وتحدث هنية لقناة الجزيرة بعد وقت قصير من استشهاد أبنائه عندما استُهدفت سيارة كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ بغزة.
وأضاف «مطالبنا واضحة ومحددة ولا تنازل عنها، وإذا كان العدو يعتقد أن استهداف أبنائي في ذروة المفاوضات وقبل أن يصل رد الحركة أن هذا سيدفع حماس إلى أن تغير موقفها فهو واهم».
في السياق استهدفت عمليات قصف إسرائيلية جديدة في أول أيام عيد الفطر قطاع غزة حيث تواصل إسرائيل حملتها العنيفة على حركة حماس الفلسطينية رغم الضغوط الدولية فيما يحاول الوسطاء التوصل إلى هدنة، من دون جدوى.
وفيما يحتفل المسلمون بأول أيام عيد الفطر، طالت ضربات حصدت أرواحا شمال قطاع غزة ووسطه ولا سيما مخيم النصيرات للاجئين خلال الليل على ما أفاد شهود.
ومع مرور ستة أشهر على بدء الحرب في السابع من اكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل الأراضي الإسرائيلية، تكثر الدعوات والنداءات الملحة لوقف إطلاق النار.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب «خطأ» بقطاع غزة في واحدة من أقوى الانتقادات للاستراتيجية العسكرية المعتمدة.
وقال الرئيس الأمريكي لمحطة «يونيفيجين» الأمريكية الناطقة بالإسبانية في مقابلة بثت الثلاثاء عندما سئل عن طريقة تعامل نتانياهو مع الحرب «أعتقد أن ما يفعله هو خطأ. أنا لا أتفق مع مقاربته».
وأضاف «لذلك ما أدعو إليه أنا هو أن يدعو الإسرائيليون فقط إلى وقف لإطلاق النار، والسماح خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بالوصول الكامل لجميع المواد الغذائية والأدوية التي تدخل البلاد».
لكن هذه المقابلة سجلت قبل انسحاب الجنود الإسرائيليين الأحد من جنوب قطاع غزة وزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع في الأيام الأخيرة.
على مسار التفاوض، طرحت الدول الوسيطة وهي قطر ومصر والولايات المتحدة اقتراحا على ثلاث مراحل، تنص أولاها على هدنة لمدة ستة أسابيع في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
وينص المقترح في البداية على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.
وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل قواتها من كل أنحاء قطاع غزة وزيادة تدفق المساعدات في وقت تقول الأمم المتحدة إن جميع سكان القطاع وعددهم نحو 2,4 مليون شخص يتضورون جوعا.
وأكدت الحركة أنها تدرس الاقتراح مشددة في الوقت ذاته على أن إسرائيل «لم تستجب لأيٍ من مطالب شعبنا ومقاومتنا» فيما قال البيت الأبيض الثلاثاء إن هذه التصريحات «ليست مشجعة».
«500 سنة إلى الوراء»
رغم التحذيرات الكثيرة من العواصم الأجنبية التي تخشى وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه مصمم على شن هجوم بري على رفح التي يعتبرها آخر معقل كبير لحركة حماس التي تتولى السلطة منذ عام 2007 في قطاع غزة.
وباتت هذه المدينة الحدودية مع مصر تضم نحو مليون ونصف مليون شخص غالبيتهم من النازحين بحسب الأمم المتحدة مما يثير مخاوف من ارتفاع الحصيلة الكبيرة أساسا للقتلى في حال وقوع هجوم بري.
وأكد نتانياهو مجددا الثلاثاء «ننجز القضاء على كتائب حماس بما يشمل رفح. لن توقفنا أي قوة في العالم». إلا أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن رأى أن هجوما إسرائيليا وشيكا على رفح لا يبدو «وشيكا».
وأعلنت إسرائيل الأحد سحب قواتها من مدينة خان يونس الكبيرة المجاورة بعد قتال استمر أشهرا عدة.
وعلى الفور عاد إلى المدينة آلاف الأشخاص وراحوا يبحثون بين أنقاضها عن منازلهم.
وقال سليم شراب «عدنا 500 سنة إلى الوراء، كما ترى لا مأوى وملبس ولا مشرب ولا طرق والناس تكلم نفسها».
وأضاف «حسبنا الله ونعم الوكيل لا أعرف أين موقع بيتي أنا من هذه المنطقة لكني تائه هنا» مؤكدا «نحن شعب يحب الحياة ولسنا شعبا دمويا أو سفاك ودماء، نريد أن نعيش بسلام مثل باقي شعوب العالم».
«أتعس عيد»
في أرجاء قطاع غزة أحيا الفلسطينيون بحزن اليوم عيد الفطر مجتمعين للصلاة في الخيم مع بعض السكاكر والحلويات التي تم تحضيرها رغم الأزمة الخانقة.
في القدس كانت مأساة غزة حاضرة في كل الأذهان في صفوف عشرات آلاف المصلين الذين تجمعوا في باحة الحرم القدسي محاطين بقوات الأمن الإسرائيلية.
وقالت روان عبد الممرضة البالغة 32 عاما من القدس الشرقية المحتلة «إنه أتعس عيد يمر علينا. في المسجد يمكن رؤية الحزن على الوجوه».
وأضافت حكمت أبو عنزة البالغ 43 عاما «قلوبنا حزينة لأن كل الذين نحبهم رحلوا، لقد فقدناهم».
«تغير جذري»
تواجه إسرائيل كذلك ضغوطا دولية كبيرة جدا للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المهدد بالمجاعة بحسب الأمم المتحدة. في منتصف مارس رفعت خمس منظمات غير حكومية عريضة إلى المحكمة الإسرائيلية العليا أملا في أن تحمل السلطات على «احترام واجباتها كقوة احتلال» من خلال توفير المساعدة الضرورية للمدنيين في قطاع غزة.
وبعد جلسة أولى الأسبوع الماضي، أمهلت المحكمة الحكومة حتى العاشر من أبريل للرد على مجموعة أسئلة حول السياسة الإنسانية في قطاع غزة.
وعشية هذا الاستحقاق أكدت السلطات الإسرائيلية دخول 468 شاحنة الثلاثاء إلى قطاع غزة وهو العدد الأعلى في يوم واحد منذ بدء الحرب.
وقالت رئيسة وكالة التنمية الدولية الأمريكية سامنثا باور أمام مجلس الشيوخ «نشهد تغيرا جذريا نأمل أن يتواصل ويتسع» داعية إسرائيل إلى السماح بدخول أكثر من 500 شاحنة في اليوم «لأن الظروف تقترب من المجاعة في غزة».
والثلاثاء التقت عائلات رهائن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في البيت الأبيض.
وقالت رايتشل غولدبرغ التي لا يزال نجلها هيرش بين الرهائن «نريد رؤية نتائج.. نحتاج إلى عودة أقاربنا إلى ديارهم».
ارتفاع حصيلة الشهداء
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 33 ألفا و482 قتيلا و76 ألفا و49 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة، في منشور على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم إن المستشفيات استقبلت 122 قتيلا و56 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة «عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة».
وأضافت أنه في «اليوم الـ 187 للعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إطلاق النار فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مصادر طبية في غزة: مقتل 51 فلسطينيا وإصابة 78 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية
أعلنت مصادر طبية في غزة، مقتل 51 فلسطينيا وإصابة 78 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.