كيف تكتشف الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
في عالم تنتشر فيه أدوات الذكاء الاصطناعي بكثرة، ويمكن لأي شخص الوصول إلى تلك الأدوات، وخاصة نماذج إنتاج الصور مثل دالي وميدجيرني وغيرها، أصبحنا نرى تلك الصور في كل مكان على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الويب، وغالبا ما تظهر تلك الصور بدون أي تعريف يوضح أنها صور أنتجتها تلك النماذج.
ولكن يمكنك مع بعض التدقيق والفحص البسيط اكتشاف هل تلك الصورة من إنتاج نماذج الذكاء الاصطناعي، أم أنها صورة مصممة فعلا من إنتاج بشري، وهذه بعض العلامات التي يمكنها مساعدتك في تلك المهمة.
العلامة الأشهر في صور الذكاء الاصطناعي هي الأيدي الغريبة، فقد تتضمن صورة الشخص إصبعا سادسا، أو بدون إصبع الإبهام، أو تضيف مفصلا إضافيا، أو قد تختلط بعض الأصابع معا. وبالطبع، تطورت النماذج الآن وأصبحت تلك العلامة أقل وضوحا من السابق، لكن من الممكن ملاحظتها في الصور التي تجمع أكثر من شخص.
وفي أي صورة فيها مشهد جماعي، انتبه إلى الأشخاص الموجودين في الخلفية: من المحتمل أن يكون هناك عدد زائد من الأرجل، أو بعض الأيدي غريبة الشكل، أو ذراع معلقة حول كتف بلا جسد.
كما يمثل الشعر أيضا مشكلة بالنسبة لنماذج الذكاء الاصطناعي، قد تكتشف الصورة من مظهر وتصميم الشعر. ويتكون شعر الإنسان من خصلات تنساب من الرأس إلى أسفل، أما خصلات الشعر التي ينتجها الذكاء الاصطناعي في الصور فغالبا ما تكون بدايتها ونهايتها أقل وضوحا، وقد تبدو مرسومة عند ملاحظتها عن قرب.
مشكلات صور الذكاء الاصطناعي مع التركيب لا تتوقف عند الشعر، فالعديد من الصور بأكملها تأتي بلمعان شديد البريق وغير واقعي.
وهذا يتناقض مع الضبابية التي يتضمنها كثير من صور الذكاء الاصطناعي، رغم أن الصور غالبا ما تحتوي على كليهما: خلفية ضبابية، أو واجهة صورة أمامية نقية وسلسة للغاية، أو مزيج مشوش من الاثنين.
هذا المشهد الغريب يبدو أكثر وضوحا عندما يأتي في الأعمال الفنية الشبيهة بالرسوم المتحركة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، ولكنه قد يظهر أيضا في الصور العادية.
ستعمل العديد من أدوات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي على تعتيم الخلفية بالكامل، وهو ما يضمن عدم ظهور أي تفاصيل غريبة بسهولة.
ونتيجةً لذلك، تكون الخلفية الضبابية بالكامل مثيرة للشكوك حول طبيعة الصورة، ويمكن أن نعتبرها من العلامات. لكن إن كانت الخلفية واضحة، يجب أن تنظر فيها بعمق أكثر، فمن المحتمل جدا أن تكون خلفية صورة الذكاء الاصطناعي مشوهة.
مثلا، لاحظ تفاصيل الهندسة المعمارية في الصورة؛ قد تكون السلالم غير متناسقة، وقد تكون الجدران منحنية بصورة غريبة، وقد تكون الأسقف مائلة بدون سبب أو مبرر منطقي.
وقد يبدو كرسي المكتب كبيرا للغاية أو قد تملك طاولة القهوة عددا صغيرا جدا من الأرجل. كما أن تجهيزات الإضاءة من المشاكل الشائعة الأخرى في تلك الصور، لذا تحقق منها لترى ما إذا كان بإمكانك اكتشاف أي عيوب هيكلية أو اختلافات في صف من المصابيح المعلقة التي تبدو في الظاهر متشابهة.
تشوه النصوصصممت صور الذكاء الاصطناعي لتشكيل مجموعات جديدة من المحتوى المرئي المتاح فعلا، بمعنى أن تلك النماذج لديها بيانات من الصور تدربت عليها لتتمكن من إنتاج صور مشابهة لها، ولكن عندما يتعلق الأمر باللغات والحروف المكتوبة، فستجد أنها تعاني في إنتاجها.
وستلاحظ أن اللغة في تلك الصور الاصطناعية، سواء على واجهات المتاجر أو الملصقات أو اللافتات في الشوارع، كأنها لغة فضائية لا تنتمي لعالمنا. وهذه من العلامات المميزة لاكتشاف هذا النوع من الصور، لذا عليك التركيز قليلا في أي نص مكتوب تراه في خلفية الصورة، وستجد أنه من السهل اكتشاف الأمر.
في النهاية، إن كانت الصورة مثيرة للشك بما يكفي لكي تتفحصها بحثا عن دلائل تشير إلى أنها مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي، فعليك أن تتراجع خطوة إلى الوراء وتفكر في إمكانية الثقة بتفكيرك المنطقي. فربما لم تكن الصورة من إنتاج الذكاء الاصطناعي من الأساس ولكن قد تكون نتيجة تبديل وجه بالذكاء الاصطناعي، أو ربما كانت الصورة معدلة على الفوتوشوب بالأسلوب القديم، أو حتى رتبها أحدهم لتظهر بهذا الشكل وغيرها من الاحتمالات. لذا، فإن الأساس هو أن تبحث وتدقق وتتحرى الصواب دائما في كل صورة أو معلومة تراها على شبكة الإنترنت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات صور الذکاء الاصطناعی تلک الصور من إنتاج فی الصور قد تکون
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة
توصل معهد «غوستاف روسي» للسرطان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهّل عملية اختيار المشاركين في الدراسات التي تقيّم الأدوية الجديدة، إذ تسهم هذه التكنولوجيا في تحديد المريض المناسب في الوقت المناسب لإجراء أفضل تجربة سريرية.
يعد معهد «غوستاف روسي» للسرطان في باريس أحد مؤسسي شركة «كلينيو» الناشئة التي تشجع على الوصول إلى التجارب السريرية.
ويقول «أرنو بايل»، أخصائي الأورام بالمعهد: إن «علاجات الأورام تتطور بسرعة كبيرة. المشاركة في تجربة سريرية تُمثل فرصة محتملة للاستفادة من علاج لن يكون متاحا في السوق قبل سنوات».
ونتيجة لنقص المرضى، يتباطأ تطوير الدواء المحتمل أو حتى يتوقف في بعض الأحيان إذا لم يكن من الممكن إجراء الدراسات.
وبحسب الجمعية الفرنسية لشركات الأدوية «ليم»، فإن 85% من التجارب السريرية تواجه تأخيرا مرتبطا بعوائق تحول من دون الاستعانة بالمرضى.
ولحل هذه المشكلة، بدأت شركات الأدوية الكبرى في الدخول في شراكات مع شركات ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه المرضى إلى التجارب التي تناسبهم بشكل أفضل.
تعتمد الشركتان الفرنسيتان «كلينيو» و«باتلينك» على قواعد بيانات رسمية متنوعة تحصي مختلف التجارب السريرية.
وتعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تنظيف هذه البيانات المحدثة تلقائيا وتنظيمها ومراجعتها لتقديم تجارب للمرضى تتوافق مع احتياجاتهم.
بشكل عام، لا تتاح للمريض فرصة الانضمام إلى تجربة سريرية إلا إذا كانت مفتوحة في المركز الاستشفائي الذي يتابع حالته، وغالبا في المدن الكبيرة.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتعميم الوصول إلى التجارب السريرية، بغض النظر عن مكان الإقامة، ولكنه يساهم أيضا في تمثيل أفضل للتنوع في هذه التجارب.
بدلا من البدء بدراسة ثم البحث عن مريض، وهو ما يحدث عادة، «نبدأ بمريض ثم نجد بسهولة الدراسة التي تناسبه»، على ما توضح رئيسة شركة «باتلينك» إليز خالقي.
وتوضح إليز خالقي «إنها في الأساس أداة مطابقة» تعتمد على البيانات المتعلقة بوضع المريض الصحي وعمره وموقعه.
كما أضافت خالقي «يولّد الذكاء الاصطناعي أسئلة تلقائية استنادا إلى كل معايير الإدراج والاستبعاد للدراسات السريرية» في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت خالقي أن «هذه التقنية تسهم أيضا في ترجمة النصوص العلمية، التي تُعد الإنجليزية هي لغتها المرجعية، وتجعلها «أكثر قابلية للفهم بالنسبة للمرضى».