موسم دراما «المتحدة» في رمضان يكلل بالنجاح.. «الريادة» بتتكلم مصري (ملف خاص)
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
أسدل الستار على موسم دراما رمضان 2024، الذى نجحت خلاله الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى كسب رهانها بتقديم 30 عملاً درامياً متنوعاً وبرؤية فنية ثرية تجمع بين التشويق والأكشن والإثارة والتاريخ والفانتازيا والاجتماعى والشعبى، التى التف حولها الجمهور، وكان من بين مميزات الموسم الحالى هو دعم «المتحدة» للشباب والكوادر المميزة، والدفع بهم فى خطوة جريئة لتقديم بطولات حقيقية وطرح موضوعات مميزة تحترم عقلية المشاهد بمختلف فئاته العمرية، ويعد مسلسل مسار إجبارى، الذى قدم بطولته كل من عصام عمر وأحمد داش، تجربة شابة أثبتت جدارة أبطالها فى تحمل المسئولية وتحقيق نجاح جماهيرى كبير وتصدر مؤشر محركات البحث طول حلقات عرض المسلسل، بأدوار محورية ورئيسية خلال الأحداث.
وكان التحدى الأكبر لـ«المتحدة» هذا الموسم هو تقديم مسلسل تاريخى بأضخم إنتاج فنى فى الوطن العربى هو «الحشاشين»، إذ جرى تصويره فى أكثر من دولة حول العالم، فى مواصلة لمعركة الوعى وسط منافسة شرسة مع المنصات الأجنبية، رافعة شعار الارتقاء بذوق المشاهد، وبتقنيات عالمية تمكنت من المنافسة وتحقيق ردود فعل قوية، جعلت سقف الطموح يرتفع من أجل تقديم أعمال تاريخية مصرية خالصة تعبر عن هويتنا بدراسة واعية وتقنيات عالمية للمخرج بيتر ميمى.
وفى عالم الفانتازيا، نجح مسلسل جودر فى خطف الأنظار بلوحة فنية إبداعية تأخذنا فى رحلة لزمن الأساطير بألف ليلة وليلة، سواء فى القصة أو السيناريو والديكورات والأزياء والإضاءة والإخراج، وتقديم صورة احترافية فى الجرافيكس بتوقيع المخرج إسلام خيرى.
وامتد نجاح الخريطة الدرامية للموسم الرمضانى الحالى، التى أعدتها «المتحدة» إلى المساحات الكوميدية، من خلال تقديم مسلسل الكبير أوى 8 وفراولة، وتجديد الدماء وإعطاء الفرصة للمواهب الشبابية.
من جانبه، أعرب المخرج بيتر ميمى عن سعادته بالنجاح الكبير الذى حققه مسلسل الحشاشين فى الموسم الرمضانى الحالى، الذى جاء نتيجة إتقان وإخلاص كل فريق العمل وعناصره، والشركة المنتجة التى لم تدخر وسعاً فى احترام المشاهد وتقديم صورة بصرية وأحداث تاريخية مهمة ومحورية. وأضاف «ميمى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن المسلسل تاريخى وبه العديد من المعارك الحربية، التى لم يتم تقديمها من قبل فى التاريخ العربى، والتى وصفها بـ«الأصعب»، ولكن تم تنفيذها على أكمل وجه، لافتاً إلى أنه قد تم البدء فى تحضيراتها منذ العام الماضى بكل تفاصيلها، وأن يكون 90% من الفريق المشارك بتلك المشاهد والمعارك مصريين مع الاستعانة ببعض الخبراء من أكثر من دولة حول العالم.
وأوضح «ميمى» أن العمل التاريخى يكون له متغيرات، مُشدداً على أنه اهتم بتقديم عمل فنى تاريخى ذات حبكة درامية تسيطر على جميع الحلقات، لافتاً إلى أن عدم فهم الجمهور لبعض الأحداث فى بداية الحلقات هو أمر طبيعى، لأنه عمل تاريخى من العيار الثقيل، وأن تعليق البعض على أنه تم التحدث خلاله باللهجة العامية وليست الفصحى ليس له أهمية بدرجة كبيرة، لأنه أمر طبيعى أن يتم تقديم أعمال تاريخية باللهجة المصرية وهناك نماذج حقيقية كثيرة من التاريخ كانت تتحدث كذلك.
وأشار إلى أن هناك العديد من المشاهد تم تصويرها خارج مصر، مثل مالطا وكازاخستان، إلى جانب قلعة آلموت الشهيرة لشخصية حسن الصباح، التى كانت الحصن المنيع له، تم بناء ديكوراتها داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، مشدداً على الاهتمام الكبير من «المتحدة» لتقديم المسلسل بتقنيات عالمية وبأضخم تكلفة إنتاجية لمسلسل تاريخى فى الوطن العربى، وهو ما انعكس على ردود الفعل وتوصيل الرسالة المطلوبة وحالة الإبهار التى سيطرت على الجمهور عند مشاهدة المسلسل.
من جانبه، أعرب المخرج إسماعيل فاروق عن سعادته بالنجاح الكبير الذى حققه مسلسل حق عرب، بطولة الفنان أحمد العوضى، والذى يقدم من خلاله شخصية البطل الشعبى، وخطف الأنظار معها وسيطر على الدراما الشعبية بالموسم الحالى بأداء مميز وقريب للجمهور، لافتاً إلى أن «النجاح بفضل الله وتعب ومجهود كل فريق العمل، وحرصهم على أن يكون المسلسل فى أدق تفاصيله».
وأضاف «فاروق»، لـ«الوطن»، أن الفنان أحمد العوضى حرص على أن يقدم جميع مشاهد الأكشن بنفسه دون الاستعانة بدوبلير من أجل المصداقية، ولأنه شخص رياضى ومتدرب جيداً على الأكشن فى حياته الطبيعية، لافتاً إلى أن الواقعية فى الحارة الشعبية تولد المصداقية والنجاح مع الجمهور. وأشار إلى أن التركيز على التفاصيل الدقيقة بما يتماشى مع السيناريو والأحداث أدى لاحترام عقلية المشاهد، من بينها مشاهد الفلاش باك للمراحل العمرية المبكرة لكل من الفنانة وفاء عامر (صباح الجياش) ورياض الخولى (المعلم عبدربه)، لافتاً إلى استخدام تقنية الـ«AI»، كصناعة جديدة ومتطورة وتم استخدامها فى إطارها السليم لتعطى واقعية للمشاهد، وكلف الشركة المنتجة تكاليف باهظة، وتابع: «كانت مسئولية كبيرة للغاية ولم تتوان شركة سينرجى بدعم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تخصيص ميزانية كبيرة، وهو ما نتج عنه النجاح الكبير للمسلسل».
وأشار إلى أنه اختار أبطال المسلسل بعناية شديدة، لتكون هناك مباراة تمثيلية حقيقية جاذبة للجمهور، وتقديم الشخصيات من لحم ودم بانفعالات حقيقية منضبطة، بمساعدة المؤلف محمود حمدان، الذى قدم حبكة درامية متماسكة خلال جميع حلقات المسلسل وليس بعضاً منها، والذى أدى إلى تفاعل الشارع مع أحداث المسلسل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما رمضان المتحدة دراما المتحدة إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
المهمة الأساسية للأحزاب السياسية
تعتبر الانتخابات الحرة والنزيهة هى الوسيلة الوحيدة لتحقيق التداول السلمى للسلطة، ويرتبط بهذا التداول وجود تعدد حزبى حقيقى يسمح بتنافس فعلى بين عدد من الأحزاب السياسية ذات التوجهات المتبانية كى تنتقل السلطة من حزب إلى آخر، الأمر الذى يعنى أن التداول السلمى للسلطة لا يستقيم فى ظل حزب وحيد يحتكر الحياة السياسية، وتفيد التعددية الحزبية فى نشر الأيديولوجية الديمقراطية بين الناخبين، وتقود إلى الاتصال الدائم بين جمهور الناخبين ونوابهم تحت قبة البرلمان، وتسمح بتمثيل عدد كبير من الأحزاب السياسية فى المجالس النيابية، كما يمثل تعدد الأحزاب نوعًا من جماعات الضغط على الحكومة كرقيب لممارسة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدمية. كما يعد نظام تعدد الأحزاب العامل الذى يساعد على تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات وإيقاف تسلط الحكومة ومقاومة تجاوزاتها واعتداءاتها على حرية الأفراد، كما تسمح التعددية بتكوين القادة السياسيين على اختلاف توجهاتهم تكوينا سليما.
الأحزاب السياسية أصبحت جزءًا رئيسيًا من السياسة العامة لكل بلد تقريبًا، تمتلك بعض الدول نظام الحزب الواحد، بينما يملك البعض الآخر نظام الأحزاب المتعددة، يستحيل وجود بلدان بدون أحزاب سياسية، تعد الأحزاب مهمة فى سياسات كل الأنظمة، ويعتبر علماء السياسة التنافس بين حزبين أو أكثر جزءًا أساسيًا من الديمقراطية.
كما يعتبر علماء السياسة أن البلدان التى يوجد فيها أقل من حزبين سياسيين هى بلدان استبدادية، كما أن الدولة التى تضم أحزابًا متعددة ليست ديمقراطية بالضرورة!
للأحزاب السياسية جذور عميقة فى تاريخ مصر الحديث، حيث نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، ثم برزت وتبلورت بعد ذلك خلال القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحالى، انعكاسًا للتفاعلات والأوضاع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية السائدة. وفى سياق الجهود الرامية لتفعيل النظام الحزبى فى مصر والقضاء على القيود التى أعاقت هذه الغاية لعقود مضت، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 28 مارس 2011 مرسومًا بقانون جعل تأسيس الأحزاب السياسية وإنشاءها بمجرد الإخطار، أدت هذه التسيرات فى وصول عدد الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة إلى أكثر من مائة حزب، لم تصل برامج معظمها بالشكل المطلوب إلى الشارع وتطلعاته، وتحولت الغالبية من هذه الأحزاب إلى مجرد يافطة تستخدم للوجاهة السياسية وسيطرت العائلات على بعض الأحزاب، ولم تعد شريحة واسعة من المصريين مهتمة بالحياة الحزبية، لقناعتهم بأنها لا تسعى للوصول إلى الحكم أو تقديم برامج حقيقية وهو ما يعتبر الأساس فى تكوين الأحزاب وفقًا للمادة الخامسة من الدستور التى تقضى بأن النظام السياسى يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها، وتلازم المسئولية مع السلطة، وأصبح نهج الأحزاب السياسية التأييد والدعم الكامل لسياسات الحكومة من دون الاهتمام بشكل جدى بالأزمات التى تواجه المواطن، ما يفقدها زخمها فى الشارع.
إن فتح ملف الأحزاب السياسية للنقاش أمر بالغ الأهمية، وقد يؤدى إلى حل مشاكلها المستعصية منذ عقود والتى ترجع إلى عام 1977 الذى شهد عودة الأحزاب رسميًا بعد حلها فى يناير عام 1953، وهى تعانى أمراضًا مزمنة لم تشف منها حتى الآن. لأن أساسها كان وجود حزب واحد فعلى مدعوم من الدولة، ولا ضير إطلاقًا من وجود مئات الأحزاب على الساحة، ولكن بشرط أن تكون الأحزاب فاعلة على الأقل ثلاثة أو أربعة منها، تتنافس فى الانتخابات العامة بهدف الوصول إلى السلطة، لكن أن تهيمن على الساحة الأحزاب الكرتونية والبالونية فهذا أمر لا يليق ولا يجب أن يستمر فى ظل الانفراجة التى أتاحها الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال الحوار الوطنى الذى دعا إليه ومهد الطريق أمام الأحزاب السياسية فى مخاطبة الجماهير والمشاركة فى وضع الحلول للقضايا العامة.
إن التنافس الشريف بين الأحزاب السياسية بشرط دمج الأحزاب المتشابهة لإفساح الساحة أمام ثلاثة أو أربعة أحزاب بات ضروريًا لإنقاذ الحياة الحزبية وتحقيق الاستفادة من الأحزاب فى المهام القومية التى تفيد الوطن والمواطن، لكن بقاء الأحزاب محلك سر والاكتفاء بالبحث عن امتيازات فلن يزيدها إلا انصراف المواطنين عنها، أما المنافسة الشريفة بينها تنفى عنها أنها أحزاب كرتونية، عائلية، أو تنشأ بالأمر المباشر لأداء مهام فعلية!!