شكل مسلسل «مليحة» ملحمة فنية جسدت واقع القضية الفلسطينية، تلك القضية الأهم على الساحة الإقليمية والعربية، حيث أكد فنانون وإعلاميون فلسطينيون أن المسلسل شمل مقدمة تاريخية صنعت وعياً حقيقياً، موجهين الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لحرصها على نقل أحداث القضية للمشاهد العربى.

وقال المخرج الفلسطينى رامى رشماوى، لـ«الوطن» إن مسلسل مليحة نجح فى محاولته تجسيد المعاناة التى عايشها الشعب الفلسطينى، من خلال سرد قصة شخصيات فلسطينية تعرضت للتهجير والقتل والتعذيب فى حياتهم، خصوصاً أسلوب التنقل بين البلدان، الذى أضاف واقعية للقضية الفلسطينية وحقيقة تهجير سكان فلسطين إلى عدة دول، والتطرق إلى رمزية التنقل وحرية الحركة أمر يعانى منه الشعب الفلسطينى الذى يعيش فى سجن بسبب الاحتلال الإسرائيلى، وبالتالى كان من الجيد جداً التطرق إليه كما أن القضية الفلسطينية هى قضية قومية تعنى بها جميع الدول العربية والمجاورة ولا يمكن فصلها عن المجتمع العربى.

وأضاف أن تنوع الجنسيات المشاركة فى المسلسل صنع مقاربة حقيقية للشخصيات التى يمثلونها، واستطاع المخرج نقل صورة الأسرة الفلسطينية وهمومها خلال أحداث المسلسل، إذ انعكس مدى التعمق فى البحث عن التفاصيل الصغيرة للأسرة الفلسطينية وسردها بإطار درامى مناسب. أشاد «رشماوى» بـ«الأفان تتر» التاريخى الذى يسبق كل حلقة، والأسلوب السردى للقصة المرافقة مع مشاهد حقيقية، إذ رفع من القيمة المعرفية للمسلسل، وأضاف مصداقية له، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب ناجح ومتبع فى الأفلام والمسلسلات العالمية، خاصة عندما تكون هذه المشاهد بالفعل عالقة فى أذهان المشاهدين فيدخل المشاهدون إلى أحداث الفيلم.

ولفت المخرج الفلسطينى إلى أن الاستعانة بالترويدة الفلسطينية فى التتر هى اختيار موفق لترابط المسلسل مع الموسيقى، موضحاً أن أغانى التراويد من أشهر الأشكال الشعبية الغنائية فى فلسطين، فالبداية جذبت المشاهد وخلقت جواً فلسطينياً فلكلورياً حقيقياً يتوافق مع مضمون المسلسل، مؤكداً أن الفنانين الفلسطينيين يشعرون بالفخر عند رؤيتهم أعمالاً عربية عالمية تسلط الضوء على القضية الفلسطينية، كذلك توقيت إذاعة العمل مناسب جداً للتطرق لموضوع القضية الفلسطينية فى ظل الأحداث الأخيرة فى قطاع غزة.

وقالت وسام الريس، أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، لـ«الوطن» إن المخرج استطاع التعبير عن مشاعر الفلسطينيين، سواء كانوا خارج بلادهم أو داخل فلسطين، فضلاً عن مشاعر الحنين للوطن والتصميم على بقائهم فى أرضهم مهما كانت التضحيات، وحلمهم دائماً بالعودة، والانتماء المزروع فى الأطفال قبل الكبار، مشيرة إلى أن المخرج استطاع التعبير عن هذه المشاعر، كذلك السرد التاريخى للأحداث كان وافياً وقدم ملخصاً لقضية فلسطين، واللهجة لا بأس بها، إذ يتحدث الممثلون لهجة فلسطينية طبيعية وحقيقية، كما عكس المسلسل الترابط بين الأسرة المصرية والأسرة الفلسطينية، وكيف كانت حياة الفلسطينيين فى مصر؟، كذلك تناول المخرج للموضوع على أرض الواقع من علاقات نسب ومصاهرة.

وأوضحت الإعلامية الفلسطينية إيمان بعلوشة، عضو اتحاد المرأة الفلسطينية فى القاهرة، أن فكرة إنتاج عمل يتناول القضية الفلسطينية ويسرد معاناة الشعب الفلسطينى فى داخل الأراضى الفلسطينية أو خارجها هو تناول مهم يلقى الضوء للمشاهد العربى والمشاهد المصرى على جذور القضية، معربة عن شكرها للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجة للمسلسل، خصوصاً أن المسلسل يهتم بالجانب التأريخى قائلة: «لأننا نريد بجانب المشاعر والعاطفة وعياً وفهماً ووضوحاً لهذه القضية والاستهداف الذى يعانى منه الشعب» وهو ما يقوم به المسلسل بكل احترافية.

وتابعت «بعلوشة» أنها تتمنى من المشاهدين خلال متابعتهم أن يكون لديهم الاطلاع، خصوصاً أن العمل الدرامى «مليحة» عمل على أرشفة وتوثيق القضية من مصادر موثوقة وشكل غير مغلوط، وهو أمر مهم جداً، خصوصاً أن كثيرين يتابعون القضية بالعاطفة دون فهم خلفية الأحداث، مشيرة إلى أنه كان من الضرورى الإشارة للدور المصرى الذى ترك بصماته فى تاريخ القضية الفلسطينية طبعاً والدولة المصرية بكل كيانها الرسمى والشعبى، متمنية دوام الدعم المصرى فهو صمام الأمان بالنسبة للفلسطينيين.

وأشارت إلى أن المسلسل عظم من دور المرأة الفلسطينية، مشيرة إلى أن مليحة فى اللهجة الفلسطينية تعنى طيبة أو «كويسة» بالمصرى كما تعنى جميلة الملامح، وفى المسلسل تجسد مليحة نموذجاً لفتاة أو صبية مع الجدة والجد الذين يبرزون كنماذج لشخصيات فلسطينية حقيقية، مشيرة إلى أنه يرصد ما عاصرته الجدة من أحداث وما تعاصره الحفيدة من أحداث، كما يرصد نجاح المرأة الفلسطينية فى الحياة رغم كل شىء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دراما رمضان المتحدة دراما المتحدة القضیة الفلسطینیة الفلسطینیة فى

إقرأ أيضاً:

القضية الفلسطينية بين يد الله وخلفائه في الأرض

 

 

ظلّت القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية في قلب الصراعات الإقليمية والدولية، متأرجحة بين محاولات التسوية السياسية والانتهاكات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المشهد تغيّر بشكل جذري منذ السابع من أكتوبر 2023، مع اندلاع عملية "طوفان الأقصى"، التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة ولكن تحت ظروف شديدة الخطورة، حيث باتت تواجه محاولات لتصفيتها بشكل كامل على حساب دول الجوار، وعلى رأسها مصر والأردن.

مخططات التصفية وموقف مصر الحاسم

برزت مخططات صهيونية مدعومة من بعض القوى الدولية، تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الفلسطيني من خلال الضغط على دول الجوار، وخاصة مصر، لدفعها إلى تحمل أعباء تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية؛ غير أن الموقف المصري، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جاء حاسمًا ورافضًا لأي محاولات لتغيير الخريطة الديموغرافية أو فرض حلول على حساب السيادة المصرية.

و أظهرت مصر، منذ بداية الحرب الأخيرة، موقفًا واضحًا لا لبس فيه، إذ أكدت مرارًا وتكرارًا رفضها لأي تهجير قسري للفلسطينيين، بل وأعلنت استعدادها للتضحية في سبيل الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية، حتى لو كان الثمن حربًا جديدة، هذا الرفض القاطع جعل القاهرة في مواجهة مباشرة مع الضغوط الصهيونية والدول الداعمة لها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

 

شهدت الساعات القليلة الماضية اجتماعًا لافتًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث ناقش الطرفان سبل دعم إسرائيل في تنفيذ مخططاتها الجديدة.

وأحد أبرز هذه المخططات يتمثل في البدء بتنفيذ مشاريع الاستيطان والتوسع في الضفة الغربية، بدلًا من غزة، في محاولة لتغيير المعادلة على الأرض وإحكام السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، خصوصًا بعد أن أبدت مصر موقفًا أكثر صرامة في رفضها للتهجير القسري، وهو ما دفع القوى الداعمة لإسرائيل إلى البحث عن طرق بديلة لتنفيذ مخططاتها، في محاولة للالتفاف على الموقف المصري الراسخ.

المرحلة القادمة

من الواضح أن مصر ستتعرض خلال الفترة المقبلة لمزيد من الضغوط من قبل القوى الصهيونية وأتباعها، في محاولة لفرض حلول تتنافى مع الثوابت الوطنية المصرية والعربية، وهذا يتطلب وقوفًا شعبيًا ودوليًا خلف القيادة السياسية المصرية في معركتها للحفاظ على الأمن القومي المصري وحقوق الشعب الفلسطيني.

الكاتب الصحفي علي فوزي 

إن ما يجري اليوم ليس مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل هو معركة وجودية تستهدف ليس فقط فلسطين، بل أيضًا استقرار المنطقة العربية برمتها، ولذلك، لا بد أن يكون الموقف العربي موحدًا في مواجهة هذه المخططات، من خلال دعم القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لطمس الهوية الفلسطينية أو إجبار دول الجوار على تحمل تبعات الاحتلال.

ختامًا: مصر في قلب المواجهة ولكنها لن تنكسر

التاريخ يشهد أن مصر كانت دائمًا في طليعة الدول المدافعة عن القضية الفلسطينية، ولن تتخلى عن هذا الدور مهما كانت التحديات، وفي ظل الضغوط المتزايدة، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لدعم الموقف المصري، شعبيًا ورسميًا، والعمل على إفشال المخططات التي تستهدف فلسطين والمنطقة العربية بأكملها.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم، ونسأل الله أن يُثبّت أهل فلسطين في أرضهم، وأن يكتب لهذه الأمة النصر والكرامة.

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية بين يد الله وخلفائه في الأرض
  • مقتبس من أحداث حقيقة.. طرح بوستر "بالدم" في رمضان 2025
  • الأرض لأهلها.. محللون فلسطينيون: توحيد الجبهة الداخلية يدعم القضية
  • حجاب الفنانات موضة رمضان
  • “اقتحام سفارة إسرائيل في القاهرة”.. لماذا تعرض تل أبيب مسلسلا عن ثورة 25 يناير 2011؟
  • الخارجية الصينية ترد على تصريحات ترامب بشأن غزة: ندعو لإعادة القضية الفلسطينية للمسار الصحيح
  • فوتومونتاج.. وسوسة الشيطان مخطط تصفية القضية الفلسطينية ورسم الشرق الأوسط الجديد
  • مركز حقوقي يرصد أكثر من 100 انتهاك للحريات الإعلامية الفلسطينية في يناير
  • المخرج تامر حمزة في مالك بموسم رمضان 2025
  • كاتب صحفي: موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية.. والتهجير القسري خط أحمر