فنانون فلسطينيون: مسلسل مليحة يرصد وقائع التعذيب والقتل والتهجير
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
شكل مسلسل «مليحة» ملحمة فنية جسدت واقع القضية الفلسطينية، تلك القضية الأهم على الساحة الإقليمية والعربية، حيث أكد فنانون وإعلاميون فلسطينيون أن المسلسل شمل مقدمة تاريخية صنعت وعياً حقيقياً، موجهين الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لحرصها على نقل أحداث القضية للمشاهد العربى.
وقال المخرج الفلسطينى رامى رشماوى، لـ«الوطن» إن مسلسل مليحة نجح فى محاولته تجسيد المعاناة التى عايشها الشعب الفلسطينى، من خلال سرد قصة شخصيات فلسطينية تعرضت للتهجير والقتل والتعذيب فى حياتهم، خصوصاً أسلوب التنقل بين البلدان، الذى أضاف واقعية للقضية الفلسطينية وحقيقة تهجير سكان فلسطين إلى عدة دول، والتطرق إلى رمزية التنقل وحرية الحركة أمر يعانى منه الشعب الفلسطينى الذى يعيش فى سجن بسبب الاحتلال الإسرائيلى، وبالتالى كان من الجيد جداً التطرق إليه كما أن القضية الفلسطينية هى قضية قومية تعنى بها جميع الدول العربية والمجاورة ولا يمكن فصلها عن المجتمع العربى.
وأضاف أن تنوع الجنسيات المشاركة فى المسلسل صنع مقاربة حقيقية للشخصيات التى يمثلونها، واستطاع المخرج نقل صورة الأسرة الفلسطينية وهمومها خلال أحداث المسلسل، إذ انعكس مدى التعمق فى البحث عن التفاصيل الصغيرة للأسرة الفلسطينية وسردها بإطار درامى مناسب. أشاد «رشماوى» بـ«الأفان تتر» التاريخى الذى يسبق كل حلقة، والأسلوب السردى للقصة المرافقة مع مشاهد حقيقية، إذ رفع من القيمة المعرفية للمسلسل، وأضاف مصداقية له، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب ناجح ومتبع فى الأفلام والمسلسلات العالمية، خاصة عندما تكون هذه المشاهد بالفعل عالقة فى أذهان المشاهدين فيدخل المشاهدون إلى أحداث الفيلم.
ولفت المخرج الفلسطينى إلى أن الاستعانة بالترويدة الفلسطينية فى التتر هى اختيار موفق لترابط المسلسل مع الموسيقى، موضحاً أن أغانى التراويد من أشهر الأشكال الشعبية الغنائية فى فلسطين، فالبداية جذبت المشاهد وخلقت جواً فلسطينياً فلكلورياً حقيقياً يتوافق مع مضمون المسلسل، مؤكداً أن الفنانين الفلسطينيين يشعرون بالفخر عند رؤيتهم أعمالاً عربية عالمية تسلط الضوء على القضية الفلسطينية، كذلك توقيت إذاعة العمل مناسب جداً للتطرق لموضوع القضية الفلسطينية فى ظل الأحداث الأخيرة فى قطاع غزة.
وقالت وسام الريس، أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، لـ«الوطن» إن المخرج استطاع التعبير عن مشاعر الفلسطينيين، سواء كانوا خارج بلادهم أو داخل فلسطين، فضلاً عن مشاعر الحنين للوطن والتصميم على بقائهم فى أرضهم مهما كانت التضحيات، وحلمهم دائماً بالعودة، والانتماء المزروع فى الأطفال قبل الكبار، مشيرة إلى أن المخرج استطاع التعبير عن هذه المشاعر، كذلك السرد التاريخى للأحداث كان وافياً وقدم ملخصاً لقضية فلسطين، واللهجة لا بأس بها، إذ يتحدث الممثلون لهجة فلسطينية طبيعية وحقيقية، كما عكس المسلسل الترابط بين الأسرة المصرية والأسرة الفلسطينية، وكيف كانت حياة الفلسطينيين فى مصر؟، كذلك تناول المخرج للموضوع على أرض الواقع من علاقات نسب ومصاهرة.
وأوضحت الإعلامية الفلسطينية إيمان بعلوشة، عضو اتحاد المرأة الفلسطينية فى القاهرة، أن فكرة إنتاج عمل يتناول القضية الفلسطينية ويسرد معاناة الشعب الفلسطينى فى داخل الأراضى الفلسطينية أو خارجها هو تناول مهم يلقى الضوء للمشاهد العربى والمشاهد المصرى على جذور القضية، معربة عن شكرها للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجة للمسلسل، خصوصاً أن المسلسل يهتم بالجانب التأريخى قائلة: «لأننا نريد بجانب المشاعر والعاطفة وعياً وفهماً ووضوحاً لهذه القضية والاستهداف الذى يعانى منه الشعب» وهو ما يقوم به المسلسل بكل احترافية.
وتابعت «بعلوشة» أنها تتمنى من المشاهدين خلال متابعتهم أن يكون لديهم الاطلاع، خصوصاً أن العمل الدرامى «مليحة» عمل على أرشفة وتوثيق القضية من مصادر موثوقة وشكل غير مغلوط، وهو أمر مهم جداً، خصوصاً أن كثيرين يتابعون القضية بالعاطفة دون فهم خلفية الأحداث، مشيرة إلى أنه كان من الضرورى الإشارة للدور المصرى الذى ترك بصماته فى تاريخ القضية الفلسطينية طبعاً والدولة المصرية بكل كيانها الرسمى والشعبى، متمنية دوام الدعم المصرى فهو صمام الأمان بالنسبة للفلسطينيين.
وأشارت إلى أن المسلسل عظم من دور المرأة الفلسطينية، مشيرة إلى أن مليحة فى اللهجة الفلسطينية تعنى طيبة أو «كويسة» بالمصرى كما تعنى جميلة الملامح، وفى المسلسل تجسد مليحة نموذجاً لفتاة أو صبية مع الجدة والجد الذين يبرزون كنماذج لشخصيات فلسطينية حقيقية، مشيرة إلى أنه يرصد ما عاصرته الجدة من أحداث وما تعاصره الحفيدة من أحداث، كما يرصد نجاح المرأة الفلسطينية فى الحياة رغم كل شىء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما رمضان المتحدة دراما المتحدة القضیة الفلسطینیة الفلسطینیة فى
إقرأ أيضاً:
لماذا أبهر مسلسل “البطريق” (The Penguin) الجمهور والنقاد؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مسلسل “البطريق” (The Penguin) هو مسلسل قصير صدر في عام 2024، يستند إلى شخصية “أوزوالد كوبلبوت” المعروفة بلقب “البطريق” من عالم “باتمان”، المسلسل من بطولة النجم الأيرلندي كولين فاريل، الذي قدم أداءً مميزًا في تجسيد هذه الشخصية المعقدة.
لذلك يُعد مسلسل “البطريق” إضافة مميزة لعالم “باتمان”، حيث نجح في تقديم قصة مشوقة وأداء تمثيلي رائع، مع تحول بصري مذهل للشخصية الرئيسية عبر المكياج المتقن، هذا النجاح يعكس الجهود المبذولة من قبل فريق العمل والاهتمام بالتفاصيل لإخراج عمل فني متكامل.
النجاح الجماهيري والنقدي:
حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، حيث تصدر قوائم المشاهدة والتريندات العالمية. حصل على تقييمات مرتفعة من النقاد والجمهور، حيث بلغ تقييمه على موقع IMDb 8.8/10، مما يعكس جودة الإنتاج والأداء التمثيلي.
تحول الشخصية بالمكياج:
أحد أبرز جوانب المسلسل كان التحول الجذري لكولين فاريل إلى شخصية “البطريق” عبر المكياج المتقن. استغرقت عملية التحول اليومي ما بين ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات، وشارك فيها فريق مكون من 11 فنان مكياج. هذا التحول أثار إعجاب المشاهدين والنقاد على حد سواء، حيث أصبح من الصعب التعرف على فاريل تحت طبقات المكياج والأطراف الصناعية.
الإنتاج والتفاصيل الفنية:
المسلسل من إخراج لورين ليفرانك، ويضم مجموعة مميزة من الممثلين، من بينهم كريستين ميليوتي ورينزي فيليز. تدور أحداثه في مدينة “غوثام” بعد وفاة “كارمين فالكون”، حيث يسعى “أوز كوب” للسيطرة على عالم الجريمة.