ميثاق الهجرة الجديد للاتحاد الأوروبي.. خطوة تاريخية أم أسوأ يوم لحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
في خطوة تاريخية، نجح الاتحاد الأوروبي في اجتياز ثماني سنوات من الجمود لتمرير تغييرات شاملة على قوانين الهجرة الخاصة به. يمثل تصويت البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء معلما هاما في جهود الاتحاد الأوروبي لإصلاح إدارة الحدود وعمليات اللجوء عبر دوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.
يأتي التشريع المعتمد حديثًا، وسط مناقشات وانقسامات حادة داخل الاتحاد الأوروبي.
وأشادت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بالقرار ووصفته بأنه "حدثا تاريخيا"، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بإيجاد توازن بين التضامن والمسؤولية في إدارة الهجرة. ومع ذلك، تصاعدت التوترات خلال عملية التصويت، مما يعكس الطبيعة المثيرة للجدل للقوانين.
وعطل المتظاهرون الإجراءات، منددين بالاتفاق ومعبرين عن مخاوفهم بشأن تأثيره المحتمل على حقوق الإنسان. وانتقدت المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، هذا التشريع، مشيرة إلى مخاوف من زيادة المعاناة الإنسانية وانتهاكات حقوق طالبي اللجوء.
انتقدت المنظمات غير الحكومية ما وصفته إيف جيدي، رئيسة مكتب المؤسسات الأوروبية ومديرة المناصرة في منظمة العفو الدولية، بـ "الفشل في إظهار القيادة العالمية". وقالت في بيان: "بعد سنوات من المفاوضات، تشارك مؤسسات الاتحاد الأوروبي الآن بشكل مخزي في التوقيع على اتفاق يعلمون أنه سيؤدي إلى معاناة إنسانية أكبر.
بالنسبة للأشخاص الفارين من الصراع أو الاضطهاد أو انعدام الأمن الاقتصادي، ستعني هذه الإصلاحات حماية أقل وخطر أكبر لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء أوروبا - بما في ذلك عمليات الإرجاع غير القانونية والعنيفة، والاحتجاز التعسفي، والشرطة التمييزية.
وأضافت: لقد أضاعت أوروبا فرصة حيوية لبناء نظام للهجرة واللجوء يضع حقوق الإنسان في المركز، ويدعم دون قيد أو شرط حق الإنسان في طلب اللجوء بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه أو كيفية وصولهم. يعد هذا الاتفاق فشلاً في إظهار القيادة العالمية فيما يتعلق بحماية اللاجئين وبناء مسارات آمنة وعادلة وكريمة للأشخاص للوصول إلى أوروبا - سواء بحثاً عن الأمان أو الفرص.
وفي حين عارض بعض السياسيين اليمينيين حزمة الهجرة لأنها لم تكن كافية، أثار آخرون مخاوف تتعلق بالسيادة ووصفوها بأنها نعمة لمهربي البشر. ومن بين الأصوات المعارضة كانت أحزاب مثل التجمع الوطني، وفوكس، والقانون والعدالة، وفيدس.
والخطوة الحاسمة للقوانين الجديدة هي موافقة الزعماء الأوروبيين، على الرغم من أن المعارضة متوقعة من بعض الجهات، وأبرزها رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك. وأعرب توسك عن تحفظاته بشأن البنود التي يمكن أن تجبر جميع دول الاتحاد الأوروبي على قبول حصة من المهاجرين في أوقات الأزمات، مما يسلط الضوء على المناقشات الجارية حول السيادة الوطنية داخل الكتلة.
إن إقرار ميثاق الهجرة الخاص بالاتحاد الأوروبي يمثل معلما هاما في جهود الاتحاد لمعالجة أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي يواجهها. ومع ذلك، فإن الطبيعة المثيرة للجدل لهذه القوانين تؤكد على التعقيدات والانقسامات المتأصلة في عملية صنع سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا الهجرة واللجوء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
مسودة جديدة لصفقة المعادن تحيي المخاوف بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
من خلال منح الشركات الأمريكية معاملة تفضيلية في أوكرانيا، فإن صفقة المعادن المقترحة تنطوي على خطر التناقض مع قواعد المنافسة والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتي تنص على الوصول المتساوي والعادل، ما قد يجمّد جهود كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
أكدّت المفوضية الأوروبية أنً صفقة المعادن التي تتفاوض عليها أوكرانيا والولايات المتحدة حاليًا، ستخضع لتقييم دقيق في بروكسل، وذلك لتحديد مدى توافقها مع طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشارت المفوضية إلى أن النسخة الأخيرة من نص الاتفاقية "تثير مخاوف من أنها ستعرقل طموحات كييف للانضمام إلى الاتحاد".
ويلزم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التوافق التدريجي مع تشريعات الاتحاد، بما في ذلك المبادئ الأساسية للمنافسة العادلة وعدم التمييز.
وقالت باولا بينيو، كبيرة المتحدثين باسم المفوضية الأوروبية، يوم الجمعة خلال مؤتمر صحفي: "يجب النظر إلى الاتفاق من زاوية العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ولا سيما فيما يتعلق بمفاوضات الانضمام".
Relatedماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو "أوروبا يجب أن تثبت قوتها"... قمة باريس تبحث نشر قوات في أوكرانيابوتين يقترح تشكيل إدارة مؤقتة لأوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدةصفقة المعادن بين أوكرانيا وأمريكا: شروط جدلية ومستقبل غامضوحذرت بينيو من أنّ أيّ استنتاجات يتمُّ استخلاصها حاليًا ستكون "محض تكهنات"، حيث لا يزال الاتفاق قيد المناقشة بين المسؤولين الأوكرانيين ونظرائهم الأمريكيين، وأشارت إلى أنّ المفوضية ستقدم "المساعدة" القانونية لكييف إذا طُلب منها ذلك.
وقالت بينيو: "لا يمكننا إجراء أي تقييم ما لم يكن الاتفاق الملموس مع (الحروف) السوداء على البيضاء، التي تسمح لنا بإجراء تقييم لأي تأثير من زوايا السياسة المختلفة التي قد تنشأ".
ويأتي هذا التعليق بعد يوم واحد من كشف وكالة بلومبرغ وصحيفة "فاينانشيال تايمز" عن تفاصيل جديدة حول أحدث نسخة من الاتفاقية التي طرحها البيت الأبيض.
وتتضمن الصيغة الجديدة شروطًا شاملة من شأنها أن تجعل أمريكا تتحكم بشكل غير مسبوق في الموارد الطبيعية لأوكرانيا من خلال "صندوق استثمار مشترك".
وبموجب المسودة، سيتألف مجلس إدارة الصندوق من خمسة أعضاء: ثلاثة تعينهم الولايات المتحدة واثنان تعينهما أوكرانيا. ومن الناحية العملية، سيمنح ذلك واشنطن حق النقض الفعليّ على القرارات الرئيسية المتعلقة بالمشاريع الجديدة للبنية التحتية والموارد الطبيعية. وتبدو المشاريع القائمة خارج نطاق السيطرة.
وستكون الطرق، والسكك الحديدية، والموانئ، والمناجم، والنفط، والغاز، واستخراج المعادن الهامة في نطاق الهيكل الجديد.
كما ستكون أوكرانيا ملزمةً بتقديم جميع المشروعات الجديدة إلى الصندوق لمراجعتها "في أقرب وقت ممكن عمليًا"، وفق ما نشرت "بلومبرغ".
أمّا إذا تم رفض المشروع، فستمنع أوكرانيا من عرضه على أطراف أخرى بشروط "أفضل ماديًا".
وسيكون للولايات المتحدة الحق في جني جميع الأرباح من الصندوق، إضافة إلى عائد سنويّ بنسبة 4% حتى يتم استرداد المساعدات العسكرية والمالية التي تم تقديمها لأوكرانيا بالكامل.
ويقدر معهد كيل للاقتصاد العالمي قيمة الدعم الأمريكي بـ 114 مليار يورو منذ بداية الغزو الروسي الشامل.
وقد كان نموذج "رد الجميل" محوريًا في تحفيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توقيع الصفقة، ما أثار اتهامات بالاستغلال والاستعمار الجديد.
وبينما تمكّن المسؤولون الأوكرانيّون من تخفيف المقترحات الأولى التي قدّمتها الولايات المتحدة في فبراير/شباط، وحصلوا على نصٍّ يمكن اعتباره مقبولًا، يبدو أن النسخة الأخيرة تعيد الشروط الصارمة التي صدمت أوكرانيا وحلفاءها، وأثارت المخاوف من أنها ستعرّض تطلعات كييف إلى عضويّة الاتحاد الأوروبي للخطر.
تقول سفيتلانا تاران، محللة السياسات في مركز السياسة الأوروبية (EPC)، إن منح الشركات الأمريكية "حق العرض الأول" المنصوص عليه قانونًا "يتعارض بشكل مباشر مع قواعد المنافسة والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، التي تنص على الوصول العادل والمتساوي لجميع الجهات الفاعلة الاقتصادية، بغض النظر عن الجنسية".
"يجب أن تكون هناك منافسة مفتوحة لجميع المستثمرين في المشروعات"، كما قالت تاران لـيورونيوز، وأضافت: "في المناقصات المفتوحة، يجب أن تشارك شركات الاتحاد الأوروبي والشركات الأمريكية وتتنافس على قدم المساواة. أرى أن تضاربًا في المصالح".
وتعتقد تاران أن أوكرانيا ستواصل المفاوضات حتى تصبح الاتفاقية "مقبولة" وتهدّئ المخاوف المتعلقة بعضوية الاتحاد الأوروبي، حتى وإن كان من غير الواضح مدى تأثير هذه المخاوف على اعتبارات البيت الأبيض.
وقالت المحللة: "كانت البنود المتفق عليها في النسخ السابقة متوازنة مع المصالح الأوكرانية، والآن، أصبحت غير متوازنة لصالح الولايات المتحدة".
Relatedماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ إصابات ودمار واسع جراء قصف روسي على أوديسا قبيل زيارة الرئيس التشيكي لأوكرانياوشكّل غياب ضماناتٍ أمنيّة نقطةَ خلافٍ أخرى في المحادثات. فقد عرضت إدارة ترامب صفقة المعادن كنوع من الردع الاقتصاديِّ ضد العدوان الروسيّ في المستقبل. ومع ذلك، فقد حذّر زيلينسكي من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيمنح الأولوية لأجندته التوسعية على المصالح الأمريكية".
وفي حديثه يوم الخميس بعد اجتماع لتحالف الراغبين في باريس، اشتكى زيلينسكي من أن شروط الاتفاق تتغير "باستمرار"، لكنه وعد بأن يظل فريقه "بنّاءً" في المفاوضات لتجنّب العداء، الذي قد يؤدي إلى تعليق جديد للمساعدة العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
"اعتقدت أننا توصلنا بالفعل إلى اتفاق إطاريّ، ولكن الآن، كما فهمت، يعمل الفريقان الأوكراني والأمريكي على ذلك لأن أمريكا تغير هذه القواعد، وتقترح توقيع الاتفاق الكامل على الفور".
زيلينسكي أكّد أنه لا أريد أن يكون لدى الولايات المتحدة انطباع بأن أوكرانيا تعارض ذلك "بشكل عام".
وأضاف: "لقد أظهرنا باستمرار إشارات إيجابية: نحن ندعم التعاون مع الولايات المتحدة، ولا نريد أن نرسل أي إشارات تدفعها إلى وقف المساعدة لأوكرانيا، أو وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية. هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "هل يخططون لشيء؟" أوربان ينتقد دعوة المفوضية الأوروبية للاستعداد للطوارئ تسريب وثائق عسكرية سرية في نيوكاسل يثير أزمة أمنية رئيس البرلمان الإيراني يُحذّر: سنستهدف القواعد الأمريكية إذا تعرضنا لهجوم فولوديمير زيلينسكيأوكرانياالمفوضية الأوروبيةتوسيع الاتحاد الاوروبيدونالد ترامب