بوابة الوفد:
2025-01-24@01:32:26 GMT

بعد غزة.. إيران على خط النار

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

تمهيدًا للاجتياح البرى اليهودى لرفح، أعلنت إسرائيل على طريقة الذئب الذى يرتدى ثياب الواعظين الأبرار أنها ستشترى خيامًا لإيواء 500 ألف من سكان غزة، وطرحت مناقصة لشراء 40 ألف خيمة تتسع كل منها لـ12 شخصا، وفقًا لبيان أعلنه الموقع الإلكترونى لوزارة الدفاع الإسرائيلية الثلاثاء الماضى.

إسرائيل فى حملتها المرتقبة على رفح التى تأوى أكثر من 1.

4 مليون نازح فلسطينى خلاف سكانها الأصليين تستعد لإيواء ما يقرب من ربع السكان والنازحين قبل تسويتها بالأرض، على اعتبار أن باقى السكان فى تعداد الشهداء، وتمضى فى غيها غير عابئة ولا تقيم وزنا للمجتمع الدولى ولا لحملة لواءات الشجب والاستنكار وضبط النفس.

جيش الاحتلال الذى سحب بعض قواته من مدينة خان يونس جنوب القطاع مؤخرا قبل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى الاثنين الماضى عن تحديد الموعد النهائى لاجتياح رفح، أعلن أن الهجوم البرى الشامل مخطط له على نطاق واسع.

وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية خطة إسرائيل السرية وراء سحب قواتها من جنوب غزة الأحد، مع الاحتفاظ بقوة أصغر لمواصلة العمليات، أنها محاولة لخروج المسلحين من مخابئهم، وأرجع ضباط يهود السبب إلى حالة الإرهاق القتالى التى أصابت جنود الجيش، وأن الأمر لا علاقة له بحسن النية تجاه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ولكنه تجنب لتعرض حياة الجنود للخطر.

وقدرت الأمم المتحدة، والبنك الدولى تكلفة الأضرار التى لحقت بالبنية التحتية الحيوية فى غزة بحوالى 18.5 مليار دولار، وأسفرت عما يقدر بـ26 مليون طن من الحطام والركام حتى الآن، والتى تستغرق إزالتها سنوات، وعلى الرغم من أنها تقديرات مؤقتة بسبب عوائق اللجان المكلفة من القيام بعملها إلا أن الحقيقة تؤكد أن الأرقام الفعلية ستكون أكبر من ذلك بكثير، فقد تحول القطاع بأكمله إلى مكان غير مؤهل للحياة الآدمية، وهذا هدف رئيسى من أهداف جيش الاحتلال بالإضافة إلى ما خلفته الحرب من آلاف القتلى والجرحى والمفقودين.

نتنياهو الذى يخشى توقف الحرب تجنبا لمساءلته ومحاكمته وإنهاء مستقبله السياسى يسعى بكل قوة لتوسيع بؤرة الصراع والزج بالمجتمع الدولى طرفا فيه آملا أن تكون منطقة الشرق الأوسط مسرحا لانطلاق حرب عالمية ثالثة.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى عن هدف رابع وجديد وراء حرب بلاده فى قطاع غزة غير الأهداف الثلاثة المعلنة سابقا، وهو وفقا لقوله «حماس جزء من محور الشر الإيرانى الذى يهدف إلى تدميرنا، وعندما نهزم حماس فإننا نهزم المحور».

جاء إعلان نتنياهو بعد استهداف الطيران الإسرائيلى لمبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق ما أسفر عن تدميرها وقتل كل من كان بداخلها ومن بينهم عميدان بالحرس الثورى الإيرانى وخمسة ضباط، وعلق الرئيس الإيرانى أن هذه الجريمة الجبانة لن تمر دون رد قاطع قريبا.

باختصار.. إسرائيل عازمة وماضية فى غيها تجاه الاجتياح البرى لرفح كمرحلة أولى لن تكتفى بها، وسوف تواصل توغلها الدموى بعد وضعها إيران فى قلب العاصفة واغتيالها قادة من فيلق القدس فى مقر دبلوماسى.

إسرائيل ترغب فى الانتقال من الحرب المحلية إلى الحرب الأوسع بمشاركة الغرب لجر العالم إلى صراع لا تحمد عقباه، وفى حال رد إيران على إسرائيل فإن الردود الإسرائيلية ستشمل ضرب أهداف لحزب الله اللبنانى وأخرى فى سوريا تحت حجة أنها أهداف لتمركزات إيرانية تهدد أمن إسرائيل مما يفجر المنطقة بأكملها ويشعل حربا يصعب السيطرة عليها.

تبقى كلمة.. إسرائيل التى جلبت لنفسها الخزى والعار لم تحقق على أرض الواقع أيا من أهدافها للحرب فى غزة، ولم تسجل سوى قتل الآلاف من المدنيين الأبرياء العزل، وإصابة آلاف أخرين، وتدمير كافة مقومات الحياة فى القطاع واستخدام سلاح التجويع وتقييد وصول شحنات المساعدات الإنسانية فى واحدة من أكبر جرائم الحرب والإبادة الجماعية فى العصر الحديث.

إقحام إيران فى المعركة يزيد من انشقاقات الصف الإسلامى والعربى والعالمى ويرسم مسارات جديدة الجميع فيها خاسر.. اليوم غزة وغدا من سيكون؟!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار إسرائيل نازح فلسطيني

إقرأ أيضاً:

فى عيد الشرطة الـ73.. النقيب إسلام مشهور شهيد سطر ملحمة الواحات

فى 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التى سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية، يومٌ وقف فيه الأبطال فى وجه الاحتلال الإنجليزى، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة فى تاريخ مصر، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.

فى زخم المعركة التى لا تهدأ للدفاع عن وطن عزيز، سطر النقيب إسلام مشهور اسمه بحروف من نور فى سجل الشهداء، ليكون رمزا للشجاعة والإيمان بقضية الوطن، ضابط العمليات الخاصة الذى استشهد فى ميدان الواحات، كان أكثر من مجرد اسم على قائمة الخريجين، كان روحا تتوق للبطولة، وعقلا يفكر فى الوطن قبل نفسه.

إسلام، الذى كان أحد خريجى دفعة 2012، وتحديدًا الرقم 13 فى تلك الدفعة، كان يتمنى الشهادة كما يكتب فى أحد منشوراته قبل استشهاده: "الشهادة دى مش لأى حد وخلاص، ربنا دايمًا بيختار من يستحقها"، وهذا ما حدث، اختاره الله ليكون أحد الأبطال الذين يذودون عن تراب هذا الوطن.

قال عنه أحد أصدقائه: "إسلام كان يقول لنا: 'إحنا ندوس على الخطر برجلينا ولا بنخاف'. كلماتٌ بسيطة، لكنها تعكس معدنه الحقيقى، الشجاعة التى لا تعرف الخوف، والروح التى لا تقبل المساومة على الشرف والوطن".

وفى اللحظة التى فقد فيها الوطن أحد أبرز أبنائه، لم يكن والد إسلام مجرد والد لشهيد، بل كان أبا لشعب بأسره، مؤكدًا: "هو مش ابنى بس، ده ابن مصر، وأنا فخور بيه"، كلمات الوالد تكشف عن فخر شعبى بأبنائه الشهداء، أولئك الذين أصبحوا نبض الوطن فى لحظات المحن.

إسلام مشهور، استشهد وهو يحمل فى قلبه حب الوطن، وفى عقله صورة الأبطال الذين لا يهابون الخطر. سيكون ذكراه محفورة فى الذاكرة الوطنية، تتردد صداها فى قلوب الأجيال القادمة.

اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصرى الذى قاوم وصمد ولم يركع، نحن فى عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء فى معركة الكرامة.

رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض فى قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هى منارة تنير لنا الطريق فى كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.

نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذى أحببتموه حتى آخر لحظة فى حياتكم.

كل شهيد فى معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا فى ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية فى قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحى من أجله.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • فى عيد الشرطة الـ73.. النقيب إسلام مشهور شهيد سطر ملحمة الواحات
  • معارك الاستقرار إقليميًا وداخليًا
  • هدنة محفوفة بالمخاطر!
  • «إيلون ماسك».. من أغنى رجل في العالم إلى «صداع مزمن»
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • نبذ امتلاك النووي والتخلي عن ضم الضفة..غوتيريش يحذر إيران وإسرائيل
  • رسالة لمناوى وجبريل ما تسقط الفاشر سقطت برلين
  • دنيا سمير غانم عايشة الدور
  • شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»
  • غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع