الروح الطيبة تسهم في علاج الخرف
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
تتم معالجة حاسة الشم لدى الإنسان في نفس الجزء من الدماغ الذي تتم فيه معالجة العواطف والذكريات العاطفية
خلصت دراسة طبية حديثة إلى أن الروائح الطيبة والجميلة يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب والخرف والأمراض التي تصيب الدماغ عند الشيخوخة.
ونقلت جريدة "ديلي تليغراف" البريطانية، في تقرير اطلعت عليه "العربية.نت" عن دراسة حديثة أجراها علماء الأعصاب من جامعة بيتسبرغ أن شم الروائح الطيبة يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
وفي دراستهم، تابع الباحثون 32 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً يعانون من الاكتئاب الشديد، وقد تم تعريضهم لـ12 رائحة مختلفة كانت معبأة في علب محكمة الإغلاق مع دليل مكتوب عن الرائحة.
واستذكر المشاركون ذكريات محددة من حياتهم عندما شموا بعض الروائح، مثل رائحة القهوة، وملمع الأحذية الشمعي، ومستخلص الفانيليا، وصابون اليد الخزامى، والمزيد من الأدوات المنزلية الشائعة. واتضح أن الروائح أثارت ذكريات محددة من حياتهم أكثر من الكلمات.
وشرحت الدكتورة كيمبرلي يونغ، المؤلفة المشاركة في الدراسة، أن مشاكل ذاكرة السيرة الذاتية هي السمة المميزة لاضطراب الاكتئاب الشديد، مما يعني أن المرضى يركزون فقط على الأحداث السلبية أو يفسرون الأحداث في ضوء سلبي. لكن الذكريات التي تثيرها الرائحة تميل إلى أن تكون أكثر وضوحاً و"حقيقية" وأكثر فعالية في إثارة الأحداث الإيجابية، والتي يمكن أن تقطع أنماط التفكير السلبية.
وأضافت: "إذا قمنا بتحسين الذاكرة، فيمكننا تحسين حل المشكلات وتنظيم العواطف والمشكلات الوظيفية الأخرى التي غالباً ما يعاني منها الأفراد المصابون بالاكتئاب".
من جهتها قالت البروفيسورة راشيل هيرز، عالمة الأعصاب الإدراكية والخبيرة الرائدة في علم نفس الشم، إنه لا يوجد نظام حسي آخر يتمتع بنفس القدر من القوة العاطفية والإثارة.
وأضافت: "تتم معالجة حاسة الشم لدينا في نفس الجزء من الدماغ الذي تتم فيه معالجة عواطفنا وذكرياتنا العاطفية. لذلك عند شم شيء ما، إذا كان هناك ارتباط مسبق، فإنه ينشط على الفور عاطفة هذا الارتباط".
وبحسب هيرز، فإن حاسة الشم تخبرنا بالمكان الآمن للعيش فيه، وتساعدنا في العثور على الطعام، وتساعدنا على اختيار الشريك المناسب والتعرف على طفلنا.
من جهته قال البروفيسور جيمس جودوين، مدير العلوم في شبكة صحة الدماغ ومؤلف كتاب "إشحن دماغك": "لقد كانت الرائحة آلية أساسية لبقاء البشر على مدار 1.5 مليون سنة.. إن امتلاك حاسة الشم التي تعمل بشكل جيد أمر مهم حقاً لصحتنا العقلية".
ويستخدم الكثير من الناس الخزامى على الوسادة للمساعدة على النوم والتخلص من التوتر والأرق، حيث قال البروفيسور جودوين: "لقد ثبت أيضاً أنه مزيل للقلق، وبالتالي فهو يذيب مخاوفنا، يمكن أن تكون هذه الخصائص المهدئة مفيدة أيضاً في الإعدادات السريرية".
كما يتم استخدام العلاج بالروائح بشكل متزايد في علاج السرطان ورعاية نهاية الحياة، لكن الأمر الأكثر إثارة هو أن العلاج بالروائح يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من الخرف، كما قال البروفيسور جودوين، وهو مقتنع بقوة الزيوت الأساسية التي يمكن أن تتغلغل في الدماغ وتنتج تغييرات كيمياوية قوية في مزاجنا.
وأضاف: "عادةً ما تكون خلايا الأوعية الدموية في الدماغ متشابكة بإحكام شديد لمنع مرور المواد عبر ما يسمى حاجز الدم في الدماغ. لكن الزيوت العطرية عبارة عن جزيئات عطرية صغيرة جداً تتبخر بسهولة في الهواء ويمكن استنشاقها، وتدخل الدورة الدموية العامة وتمر إلى الدماغ".
وقال إن هناك أدلة علمية على أن زيت اللافندر يمكن أن يقلل من حدوث السلوك العدواني في الخرف، كما يمكن استخدام مجموعة من الزيوت العطرية لعلاج مرض الزهايمر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزهايمر حاسة الشم الاكتئاب العواطف حاسة الشم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تربط بين تغير المناخ ومرض الخرف
كشفت دراسة جديدة عن مخاطر صحية واسعة النطاق للظواهر الجوية المتطرفة طويلة المدى في المملكة المتحدة، وسط زيادة حدة آثار تغير المناخ.
وتشمل هذه الدراسة، التي تقودها جامعة بريستول، آراء كبار علماء المناخ، وعلماء الأرصاد الجوية، وأطباء الصحة العامة.
وتظهر الدراسة أيضاً كيف يمكن ربط التعرض لدرجات الحرارة القصوى لفترات طويلة بالتدهور المعرفي وأمراض الكلى وسرطان الجلد وانتشار الأمراض المعدية.
وقال معد الدراسة دان ميتشل إن الفريق البحثي يعلم أن هناك الكثير من هذه “الروابط القوية التي تثير قلقا كبيرا”.
وقال متحدث باسم جامعة بريستول إن التأثير السلبي للظواهر الجوية المتطرفة على صحة القلب والرئة معروف على نطاق واسع، لكن هذا البحث يعطي صورة أكثر شمولا “للآثار المتداخلة”.
التعرض لهذه الظواهر لفترة طويلة
اكتشف الخبراء أن “الظواهر الجوية المتطرفة المتكررة والدائمة، مثل موجات الحر والفيضانات، تؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية وانتشار الأمراض المعدية”.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن التعرض للحرارة على المدى الطويل يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، وهو ما يرتبط بالتدهور المعرفي وحالات مثل مرض ألزهايمر والخرف.
في المقابل، رأت الدراسة أن الطقس البارد أيضاً قد يؤدي إلى المزيد من الإصابات الناجمة عن السقوط، أو ضعف الصحة العقلية بسبب العزلة، وآلام المفاصل، وما ينتج من أضرار صحية بسبب كثرة الجلوس والاستلقاء.
وقال ميتشل، أستاذ علوم المناخ بريستول: “يُظهر هذا التقرير بشكل أساسي أعداد الوفيات والأمراض الخطيرة للغاية الناجمة عن التعرض طويل الأمد لأنماط الطقس المتغيرة، والتي لم يتم تسجيلها حاليا في تقييمنا لمخاطر المناخ”.
وأكد ميتشل أنه لا يملك ما يكفي من معلومات عن كيفية ارتباط درجات الحرارة المرتفعة أو الفيضانات المستمرة بالأمراض المختلفة مع ذلك، أشار قائد الفريق البحثي المعد لهذه الدراسة إلى أن “الإجهاد الحراري لعدة سنوات من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية الأساسية، مثل أمراض الكلى”، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الآثار طويلة المدى.
وأضاف ميتشل: “ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، مهدنا الطريق لإجراء تحليل عالمي كامل للعلاقة بين المناخ والصحة”.
وتابع: “سيوفر ذلك تحديثاً نحتاج إليه بشدة للتقديرات الحالية التي عفا عليها الزمن ولا ترصد إلا مع مجموعة فرعية من الأمراض فقط”.
وقالت يونيس لو، الباحثة في جامعة بريستول والمشاركة في إعداد الدراسة، إن الخطوات التالية تتضمن تحليل المزيد من البيانات طويلة المدى إلى جانب “العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة بمرور الوقت”.
التغير المناخي
تغير المناخ هو التحول طويل المدى في متوسط درجات حرارة الأرض والظروف الجوية.
وعلى مدى العقد الماضي، كان العالم أكثر دفئا بنحو 1.2 درجة مئوية في المتوسط عما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر.
وبالفعل، تأكد العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري أدت إلى زيادة درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية في فترة 12 شهراً ما بين فبراير/ شباط 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024. وجاء ذلك بعد الإعلان عن أن 2023 كان العام الأكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة على الإطلاق.
وجاءت الزيادة في درجات الحرارة نتيجة لتغير المناخ الناتج بدوره عن أنشطة بشرية، وعززتها ظاهرة النينو التذبذب الجنوبي المناخية.